المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌60 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌61 - بَابُ النَّهْيِّ عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَالْمُفَاخَرَةِ وَالتَّعْيِيرِ بِالْآبَاءِ

- ‌62 - بَابُ ذَمِّ الْحَسَدِ

- ‌64 - بَابُ إِكْرَامِ الْجَارِ

- ‌65 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّوَدُّدِ إِلَى الإِخوان

- ‌66 - بَابُ مُخَالَطَةِ النَّاسِ

- ‌67 - بَابٌ خَيْرُ الْأُمُورِ الْوَسَطُ

- ‌68 - باب الحب والإِخاء

- ‌69 - بَابُ اسْتِخْدَامِ الْأَحْرَارِ وَلَا يُعَدُّ ذَلِكَ مِنَ الكبر

- ‌70 - بَابُ الْمُنَافَسَةِ فِي خِدْمَةِ الْكَبِيرِ

- ‌71 - باب الترهيب في تَرْكِ الِاخْتِتَانِ

- ‌72 - باب العقل وفضله

- ‌73 - باب كراهية الجلوس في البيت

- ‌74 - بَابُ إِبَاحَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَمَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ ذَلِكَ

- ‌75 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْجَبَابِرَةِ وَتَغْيِيرِ الِاسْمِ إِلَى مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ

- ‌76 - باب أحب الأسماء إلى الله تعالى

- ‌77 - بَابُ الْكِنَايَةِ عَنِ السُّؤَالِ عَنِ الْحَاجَةِ قُضِيَتْ أم لا

- ‌78 - بَابُ الْمُدَارَاةِ

- ‌79 - بَابُ الْأَدَبِ فِي الْجُلُوسِ وَالنَّوْمِ

- ‌80 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ له تحظير

- ‌81 - باب الأناة والرفق

- ‌82 - باب مثل الجليس الصالح

- ‌83 - باب إنصاف الرقيق وما يقتنى منه ومن الحيوانات

- ‌84 - بَابُ مَسْحِ رَأْسِ الصَّغِيرِ وَالصَّغِيرَةِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ

- ‌85 - باب سعة رحمة الله تعالى والترغيب في الرحمة

- ‌86 - بَابُ الإِحسان إِلَى الرَّقِيقِ

- ‌87 - باب آداب الرسل

- ‌88 - بَابُ إِكْرَامِ الْكَبِيرِ

- ‌89 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ إِكْرَامِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌90 - باب الرخصة في إكرام أكابرهم

- ‌91 - بَابُ إِكْرَامِ الزَّائِرِ

- ‌92 - باب المزاح

- ‌93 - بَابُ صِفَةِ قَلْبِ ابْنِ آدَمَ

- ‌94 - بَابُ حُبِّ الْوَلَدِ

- ‌95 - باب الرُّؤْيَا

- ‌31 - كتاب الإيمان والتوحيد

- ‌1 - باب تحريم دم مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ

- ‌2 - بَابُ فَضْلِهَا

- ‌3 - بَابُ الإِسلام شَرْطٌ فِي قَبُولِ الْعَمَلِ

- ‌4 - باب تعريف الإِسلام والإِيمان

- ‌5 - باب ما يعطاه المؤمن بعد موته

- ‌6 - بَابُ الْحَبِّ فِي اللَّهِ مِنَ الإِيمان

- ‌7 - باب الزجر عن كل مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

- ‌8 - بَابُ الْخِصَالِ الَّتِي تُدخل الْجَنَّةَ وَتَحْقُنُ الدَّمَ

- ‌9 - باب

- ‌10 - بَابُ إِثْبَاتِ الإِيمان لِمَنْ شَهِدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَعَمِلَ صالحًا

- ‌11 - بَابُ بَقَاءِ الإِيمان إِذَا أُكْرِهَ صَاحِبُهُ عَلَى الكفر

- ‌12 - بَابُ خِصَالِ الإِيمان

- ‌13 - باب الدين يسر

- ‌14 - باب الحدود كفارات

- ‌15 - باب مثل المؤمن

- ‌16 - باب علامات الإِيمان

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْغَيْبِ

- ‌18 - بَابُ كَثْرَةِ أَهْلِ الإِسلام

- ‌19 - باب تفسير الكبائر

- ‌20 - بَابٌ

- ‌21 - باب البيان بأن أصل الأشياء على الإِباحة

- ‌22 - بَابُ أُصُولِ الدِّينِ

- ‌23 - بَابُ الْمِلَّةِ مِلَّةِ محمَّد صلى الله عليه وسلم

- ‌24 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَمَلَ مِنَ الإِيمان

- ‌25 - بَابُ الِاعْتِبَارِ بِالْخَاتِمَةِ

- ‌26 - بَابُ الْقَدَرِ

- ‌27 - بَابُ الْأَطْفَالِ

- ‌28 - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَّةِ

- ‌29 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ

- ‌30 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ مَقْعَدِ الْخَوَارِجِ وَالْمَارِقِينِ

- ‌31 - بَابُ الرَّفْضِ

- ‌32 - بَابُ تَرْكِ تَكْفِيرِ أَهْلَ الْقِبْلَةِ

- ‌33 - بَابُ الْوَسْوَسَةِ

- ‌34 - بَابُ كَرَاهِيَةَ التَّزْكِيَةِ

- ‌35 - بَابُ تَكْذِيبِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ فِي الدُّنْيَا

- ‌36 - بَابُ الْعَفْوِ عَمَّا دُونَ الشِّرْكِ

- ‌37 - بَابُ عَظَمَةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ

- ‌38 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي عِصْيَانِ الْوَسْوَاسِ فِي أُمُورِ الطَّاعَةِ

- ‌32 - كِتَابُ الْعِلْمِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الْعَالِمِ

- ‌2 - بَابُ عِصْمَةِ الإِجماع مِنَ الضَّلَالَةِ

- ‌3 - بَابُ طَلَبِ الإِسناد

- ‌4 - بَابُ الْأَخْذِ بِاخْتِلَافِ الصَّحَابَةِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السُّؤَالِ عَمَّا لَمْ يَقَعْ

- ‌6 - بَابُ الإِيجاز فِي الْفَتْوَى

- ‌8 - بَابُ الْإِذْنِ فِي الْكِتَابَةِ

- ‌9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّصْدِيقِ بِمَا جَاءَ عَنِ الله تبارك وتعالى

- ‌11 - بَابُ السَّمْتِ الْحَسَنِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى

- ‌12 - بَابُ الِاسْتِذْكَارِ بِالشَّيْءِ

- ‌13 - بَابُ تَتْرِيبِ الْكِتَابِ

- ‌14 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ كِتْمَانِ الْعِلْمِ

- ‌15 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الإِخلاص فِي الْعِلْمِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى تَبْلِيغِ الْعِلْمِ

- ‌17 - باب كراهية الدعوى في العلم

- ‌18 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْكَذِبِ وَالْخُلْفِ

- ‌19 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَذِبِ وَالتَّلْقِينِ

- ‌20 - بَابُ أَدَبِ الْمُحَدِّثِ

- ‌21 - بَابُ أَدَبِ الطَّالِبِ

- ‌22 - بَابُ الْوَرَعِ فِي الْفَتْوَى

- ‌23 - بَابُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ

- ‌24 - بَابُ التَّثَبُّتِ فِي الْحَدِيثِ

- ‌25 - باب المذاكرة

- ‌26 - بَابُ ذَمِّ الْفَتْوَى بِالرَّأْيِ

- ‌27 - باب الرواية بالمعنى

- ‌28 - باب سعة العلم

- ‌29 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى نَشْرِ الْعِلْمِ

- ‌30 - باب معاني الحروف

- ‌31 - باب تصديق القرآن للسنة

- ‌32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ

- ‌33 - باب الرحلة في طلب العلم

- ‌34 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ

- ‌35 - بَابُ تَبْيِينِ الْحَدِيثِ مُجْمَلَاتِ الْقُرْآنِ

- ‌36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وتفصيلًا

- ‌37 - باب الترهيب من الكذب

الفصل: ‌2 - باب فضلها

‌2 - بَابُ فَضْلِهَا

2858 -

[1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الحسن بن موسى، حدّثنا شيبان عن منصور (1) عن شقيق (2) قال: لقي أبو بكر (3) طَلْحَةَ، فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ أَصْبَحْتَ وَاجِمًا؟ قال: لَا، إِلَّا كَلِمَةً سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم! يَقُولُ: إِنَّهَا مُوجِبَةٌ فَلَمْ أسأله عنها قال: لكني أعلمها، قال: ما هي؟ قال: لا إله إلّا الله.

* هذا إسناد حَسَنٌ إِنْ كَانَ شَقِيقٌ سَمِعَهُ مِنْ طَلْحَةَ وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ (4).

[2]

فَقَدْ: قال إسحاق، أخبرنا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ حُدِّثت (5) أَنَّ أبا بكر لقي طلحة فذكر نحوه.

(1) هو ابن المعتمر بن عبد الله السلمي.

(2)

هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.

(3)

وفي (عم): "أبو بكر بن طلحة"، وهو خطأ.

(4)

وفي (عم): "أبي هريرة" بدل أبي بكر وهو تحريف.

(5)

وفي النسخ كلها "حديث أبي بكر" وهو تصحيف والتصحيح مِن الإتحاف ومسند أبي يعلى.

_________

ص: 258

2858 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 20) وعزاه إلى أبي يعلى، وقال: رجاله رجال =

ص: 258

= الصحيح إلّا أن أبا وائل لم يسمعه من أبي بكر.

وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ ق 6 أ).

ورواه أبو يعلى في المسند (1/ 99: 102)، قال حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور به.

ص: 259

الحكم عليه:

الحديث: رواته كلهم ثقات، وقد قال ابن حجر: إِسْنَادُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَ شَقِيقٌ سَمِعَهُ مِنْ طَلْحَةَ، وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ.

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلّا أن أبا وائل لم يسمع من أبي بكر.

وقد رويت هذه القصة مع أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما.

رواه أبو يعلى في مسنده (1/ 21: 10)، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حدّثنا أبي عن صالح، عن ابن شهاب، حدثني رجل من الأنصار من أهل الفقه غير متهم أنه سمع عثمان بن عفان يحدث أن رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حين تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حزنوا عليه حتى كاد بعضهم أن يوسوس فقال عثمان: فكنت منهم .. فقال أبو بكر: صدق عثمان وقد شغلك عن ذلك أمر قال: قلت: أجل قال فما هو، قال عثمان: توفي الله نبيه قبل أن أسأله عن نجاة هذا الأمر، قال أبو بكر: أنا قد سألت عن ذلك

قلت: يا رسول الله! ما نجاة هذا الأمر؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من قَبِل مني الكلمة التي عرضت على عمي فردها فهي له نجاه".

ورواه البزّار كما في كشف الأستار في الإِيمان (1/ 8: 1) من طريقين عن يعقوب بن إبراهيم به.

وفي المطبوع من الكشف زيادة سعيد بن المسيّب وهو خطا مطبعي يقينًا كما يعلم من تعليق البزّار على الحديث.

قلت: رجاله ثقات إلّا المبهم وقد وثقه الزهري ولكن توثيق المبهم غير مقبول.

ورواه أبو يعلى في المسند (1/ 20: 9) وابن عديّ في الكامل (4/ 245) =

ص: 259

= كلاهما عن طريق عبد الله بن بشر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عثمان بن عفان بنحوه.

قلت: ذكر سعيد بن المسيّب في هذا السند خطأ، ولذا قال أبو زرعة بعد أن سئل عن سند الحديث، هذا خطأ فيمن سمى سعيد بن المسيّب، والحديث حديث عقيل ويونس عن الزهري، عن رجل من الأنصار.

وقال البزّار: لا أحسب إلّا أن عبد الله بن بشر هو الذي أخطا فذكر نحو كلام أبي زرعة.

وهذه القصة حدثت أيضًا مع طلحة وعمر بن الخطّاب رضي الله عنه، فرواه ابن حبّان في صحيحه (1/ 213: 205) من طريق شعبة، عن إسماعيل بن خالد، عن الشعبي، عن يحيي بن طلحة، عن أمه سعدى المرية قالت: مرّ عمر بن الخطّاب بطلحة بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: مالك مكتئبًا .. فذكر القصة. فقال: (أي عمر)"ما أعلمه إلا التي أراد عليها عمه ولو علم أن شيئًا أنجى له منها لأمره".

ورواه ابن خزيمة في التوحيد (2/ 794: 519) من طريق شعبة، عن إسماعيل قال: سمعت الشعبي يحدث عن رجل، عن سعدى امرأة طلحة بن عبيد الله أن عمر بن الخطّاب.

ورواه أحمد في المسند (1/ 28) عن عبد الله بن نمير، عن مجاهد، عن عامر الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سألت عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، يقول لطلحة بن عبيد الله فذكر.

ورواه أحمد أيضًا في المسند (1/ 161) عن أسباط، ثنا مطرف عن عامر، عن يحيي بن طلحة، عن أبيه: قال: رأى عمر بن الخطّاب ثقيلًا، فذكره.

قلت: حديث عمر بن الخطّاب مع طلحة بن عبيد الله، مضطرب الإسناد ولأن الرواة عن عامر الشعبي وهم إسماعيل بن أبي خالد، ومجاهد، ومطرف ثقات.

لا يمكن ترجيح بعضهم على بعض، وهم مختلفون في الحديث على عامر. =

ص: 260

= فإسماعيل تارة روى عن الشعبي، عن يحيي، عن أمه؛ وتارة عنه، عن رجل، عن سعدى ومطرف كما عند أحمد روى عن الشعبي، عن يحيي، عن أبيه.

وروى مجاهد عن الشعبي، عن جابر، وهذا اختلاف متباين لا يمكن الجمع وأنا أرى أن الحديث هو حديث أبي بكر مع طلحة لأنّ إسناده أمثل من غيره لولا الانقطاع في إسناده.

ص: 261

2859 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ قال: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ قَيْسٍ (1) قَالَ: قَدِمَ عُقْبَةُ بن عامر رضي الله عنه، على معاوية وهو بإيليا (2)، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ، فَطُلِبَ فَلَمْ يُوجَدْ، قال فأتيناه، فإذا هو يُصَلِّي فِي بَرَازٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قُلْنَا: جِئْنَا لنُحْدِث بِكَ عَهْدًا أو نقضي من حقك، قال رضي الله عنه: فَعِنْدِي جَائِزَتُكُمْ، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ حَدِيثًا، قَالَ: فَإِذَا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، قال: يَا ابْنَ عَامِرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يُصدِّق قَلْبُهُ لسانَه دَخَلَ من أي أبواب الجنة شاء".

(1) في (عم) و (سد): "يحدّث" بعد قوله: "مالك بن قيس".

(2)

وفي (سد): "بابلبا" بموحدتين.

و"إيلياء" بكسر أوله واللام وياء وألف ممدودة إسم مدينة بيت المقدس "معجم البلدان 1/ 293".

_________

ص: 262

2859 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (2/ 253) وعزاه إلى أبي يعلى.

والحديث في مسند أبي يعلى (1/ 73: 72).

ص: 262

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف، وفيه علتان:

الأولى: عبد الرحمن بن زياد وهو ضعيف.

والثانية: مالك بن قيس وعمر بن عليّ لا أعرفهما.

قلت: أرى أن ذكر أبي بكر رضي الله عنه، في الحديث من أوهام الرواة لا سيما عبد الرحمن الأفريقي المعروف بكثرة الأوهام وكذلك المجاهيل لدليل أن إسحاق بن راهويه أورد الحديث في مسند عمر ووافقه أهل الصحاح والسنن، وسيأتي =

ص: 262

= بعد حديث. ولأن القصة واحدة أي القدر المحذوف من حديث أبي يعلى، والمذكور في قصة عقبة مع عمر.

والقدر المرفوع من الحديث له شواهد بمعناه من حديث عمر بن الخطّاب ولفظه "من مات يؤمن باللهِ واليوم قِيلَ لَهُ ادْخُلِ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجنة الثمانية شئت".

أخرجه مسلم (برقم 234) وغيره كما سيأتي بعد حديث.

وله شاهد آخر من حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: من مات يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول الله موقنًا من قلبه دخل الجنة".

رواه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 322: 1142).

ص: 263

2860 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ "أَيُّهَا النَّاسُ إن (1) من لقي الله تعالى، وَهُوَ (2) يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالب رضي الله عنه، فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُخْلِص بها، ألا يخلط معها غيرها؟ بيّن لنا حتى نعرفه، فقال صلى الله عليه وسلم حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا وَجَمْعًا لَهَا مِنْ غَيْرِ حلِّها، ورضا بها، وأقوام يقولون أقاويل الأحبار، ويعملون عمل الفجار (3)، فمن لقي الله عز وجل، وليس فيه شيء مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله دخل الجنة.

(1) ليست لفظة "أن" في نسخة (سد).

(2)

وسقطت لفظة "وهو" من (سد).

(3)

وفي (عم) و (سد)"التجار" بدل الفجار وهو تحريف.

ص: 264

2860 -

تخريجه:

أورده السيوطي في اللآلئ (2/ 361) عن الحارث بن أبي أسامة بطوله، وقال نقلًا عن ابن حجر: موضوع.

ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 181) من طريق آخر عن أبي سلمة وأورد جزءًا منه وقال: هذا حديث موضوع.

ص: 264

الحكم عليه:

الحديث موضوع بهذا السند وهو حديث طويل يوزعه الحافظ على حسب أبوابه.

أما قوله صلى الله عليه وسلم: "من لقي الله تعالى، وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مخلصًا، دخل الجنة". =

ص: 264

= هذه الفقرة من الحديث معناها صحيح، وقد تقدم في الحديث الذي قبله ما يشهد لمعناها.

ويشهد لها أيضًا حديث جابر عن معاذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مخلصا دخل الجنة.

أخرجه ابن حبّان في صحيحه كما في الموارد (ص 30) في الإيمان (برقم 4).

ورواه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 322: 1142) عن أنس، عن معاذ بن جبل بنحوه، ورواه أبو نعيم في الحلية (7/ 174) عن أنس، عن معاذ بن جبل مختصرًا.

ويشهد أيضًا لمعناها حديث أبي ذر رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أتاني جبريل فبشّرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة" الحديث.

أخرجه البخاريُّ في التوحيد (13/ 461) ومسلم في الإيمان (1/ 94: برقم 94).

ص: 265

2861 -

وقال إسحاق: أخبرنا المؤمل (1)، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، قال: حدثني عمر رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ مَاتَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قِيلَ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجنة (2) الثمانية شئت.

حديث عقبة عن عُمَرَ رضي الله عنهما، فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هذا السياق.

(112)

وتقدم حديث جابر رضي الله عنه في باب ذم الكبر في كتاب الأدب (3)

(1) هو ابن إسماعيل.

(2)

سقطت هذه اللفظة من نسخة (عم).

(3)

تقدم برقم 2673.

_________

ص: 266

2861 -

تخريجه:

أورده الهيثمي في المجمع (1/ 16) وعزاه إلى أحمد، وقال: فيه شهر بن حوشب، وقد وثق.

ورواه أحمد في مسنده (1/ 16)، قال ثنا مؤمل به بلفظه ..

ص: 266

الحكم عليه:

الحديث ضعيف بهذا السند، وفيه مؤمل وشهر بن حوشب وهما ضعيفان سيئا الحفظ.

أصل الحديث كما أشار إليه ابن حجر في الصحيح وغيره بغير هذا السياق.

رواه مسلم في صحيحه (1/ 209) في الطهارة، باب الذكر المستحب عقب الوضوء (ح 234)، حدّثنا محمَّد بن حاتم بن ميمون، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا معاوية بن صالح.

عن ربيعة يعني بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عقبة بن عامر. =

ص: 266

= وحدثني أبو عثمان عن جبير بن نفير، عن عقبة بعد ذكر قصة قال: قال عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يَقُولَ: (أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء".

وأخرجه أبو داود في سننه (1/ 118) في الطهارة، باب ما يقول الرجل إذا توضأ عن أحمد بن سعيد الهمداني، عن ابن وهب، عن معاوية بن صالح به بلفظه.

وأخرجه الترمذي في الطهارة (1/ 78)، باب فيما يقال بعد الوضوء، من طريق زيد بن حباب، عن معاوية به بلفظه مع زيادة "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين.

ورواه النسائيُّ في الطهارة (1/ 92)، باب القول بعد الفراغ من الوضوء (ح 148) من طريق زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح به بلفظه دون ذكر القصة.

ورواه ابن ماجه في الطهارة (1/ 159)، باب ما يقال بعد الوضوء (470) عن عن طريق أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء البجلي، عن عقبة بن عامر بلفظه.

وأخرجه الدارمي في سننه في الطهارة (1/ 147)، باب القول بعد الوضوء (ح 722) من طريق زهرة بن معبد، عن ابن عمه، عن عقبة.

ص: 267

2862 -

وقال إسحاق: أخبرنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا إسرائيل (1) عن أبي إسحاق (2)، عن سعيد بْنِ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذُ بن جبل رضي الله عنه اليمن، فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إليكم أن تعبدوا الله تعالى، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تُطِيعُونِي لَا آلوكم خيرًا وإن المصير إلى الله تعالى، وإلى الجنة والنار إقامة بلا (3) ظَعْنٌ (4)، وَخُلُودٌ بِلَا مَوْتٍ.

* (هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ).

(1) هو ابن يونس السبيعي.

(2)

هو عمر بن عبد الله السبيعي.

(3)

وفي (عم) و (سد): "فلا ظعن، فلا موت" بالفاء في الكلمتين بدل الباء.

(4)

الظعن بتحريك العين وسكونها هو السير، يقال لكل شاخص لسفر في حج أو غزو أو يسير من مدينة إلى أخرى (لسان العرب 13/ 270).

_________

ص: 268

2862 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 14 ب) وقال: إسناده صحيح.

ص: 268

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند صحيح وقد صححه ابن حجر هنا.

وله طريق أخرى.

فرواها البزّار كما في كشف الأستار (4/ 267: 3688)، قال حدّثنا العباس بن جعفر، ثنا إبراهيم بن شماس، ثنا مسلم بن خالد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي حسين، عن ابن سابط -يعني عبد الرحمن- قال: قام فينا معاذ بن جبل فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إليكم، اعلموا أن المعاد إلى الله ثم إلى الجنة أو إلى النار، =

ص: 268

= وإنه إقامة لا ظعن، وخلود لا موت، في أجساد لا تموت. وقال البزّار: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلّا بهذا الإسناد، قلت وما قاله البزّار بأنه ليس له طريق إلّا هذا غير سديد بل له طريق أخرى كما عند إسحاق.

ورواه الخطيب في الموضح (2/ 43) من طريق بقية بن الوليد، حدّثنا حبيب بن صالح عن عبد الرحمن بن سابط الجمحي به بلفظ البزّار.

ص: 269

2863 -

[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ، حدّثنا أبي ح.

[2]

وقال البزّار، وحدثنا بشر بن آدم وزيد بن أخزم (1) قالا: حدّثنا الضحاك بن مخلد، حدّثنا مستور (2) بن عباد أبو همام، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا تَرَكْتُ حَاجَةً وَلَا دَاجَةً (3) إِلَّا أَتَيْتُ قال صلى الله عليه وسلم: أَلَيْسَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ -ثَلَاثَ مراتٍ- قَالَ: نعم. قال: "ذاك يأتي على ذاك" لفظ عمرو.

قال البزّار: لا نعلم روى مستور عن ثابت إلّا هذا.

(1) وفي (مح): "أحرم" مهملا من النقط. وفي (سد): "أحزم" بالحاء المهملة، والصواب ما أثبته.

(2)

وفي (عم) و (سد): "مستورد" بالدال وهو تحريف.

(3)

الحاجة بالتخفيف أراد بها الحاجة الصغيرة وبالداجة الحاجة الكبيرة (النهاية 2/ 101).

وفي القاموس الداجة ما صغر من الحوائج.

قلت: الظاهر أن المراد المعصية كبيرها وصغيرها.

_________

ص: 270

2863 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 147 أ).

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 86) وعزاه إلى أبي يعلى والبزار بنحوه والطبراني وقال: رجالهم رجال الصحيح.

وهو في مسند أبي يعلى (6/ 155: 3433).

وهو في مسند البزّار كما في كشف الأستار (4/ ح 3067).

ورواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (2/ 803: 526) عن زيد بن أخزم وإبراهيم بن المستمر قالا: ثنا أبو عاصم، به بنحوه.

ورواه الطبراني في الصغير (2/ 93) عن محمَّد بن حفص العسكري، عن إبراهيم ابن المستمر، به بلفظه وقال: لم يروه عن ثابت إلّا مستور، تفرد به أبو عاصم. =

ص: 270

= ورواه البيهقي في الشعب (5/ 405: 7086) من طريق الضحاك، به بمعناه.

ص: 271

الحكم عليه:

الحديث صحيح، ورجاله ثقات إلّا بشر بن آدم وهو صدوق تكلم فيه وقد تابعه زيد بن أخزم عن الضحاك بن مخلد وهو ثقة.

وللحديث شواهد، منها: حديث عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شيخ يدعم على عصا له، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ لِي غَدْرَاتٌ وَفَجَرَاتٌ فَهَلْ يُغْفَرُ لِي؟ فَقَالَ: أَلَسْتَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: بَلَى، وأشهد أنك رسول الله. قال: قد غفر لك غدراتك وفجراتك.

رواه أحمد في المسند (4/ 385) عن سريج بن النعمان ثنا نوح بن قيس، عن أشعث بن جابر الْحُدَّانِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ.

قلت: هذا إسناد حسن، نوح بن قيس وأشعث بن جابر صدوقان وسماع مكحول عن عمرو بن عبسة فيه نظر.

وله شاهد آخر من حديث أبي طويل شطب ممدود رضي الله عنه أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلًا عمل الذنوب فذكره وفيه بعض الزيادة.

رواه البزّار كما في كشف الأستار (4/ 79: 3244) قال حدّثنا محمَّد بن هارون أبو نشيط حدّثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان بن عمرو، ثنا عبد الرحمن بن جبير، عن أبي طويل شطب.

ورواه الطبراني في الكبير (7/ 375 ح) من طريق صفوان بن عمرو، به.

وقال الهيثمي في المجمع: رجال البزّار رجال الصحيح غير محمَّد بن هارون وهو ثقة.

وله شاهد آخر من حديث سلمة بن نفيل بمعناه.

رواه الطبراني في الكبير (7/ 61: 1361) من طريق ياسين الزيات عن أبي سلمة الحمص، عن يحيي بن جابر، عن سلمة بن نفيل.

قلت: فيه ياسين الزيات قال فيه البخاريُّ: منكر الحديث.

ص: 271

2864 -

[1] وقال ابن أبي عمر: حدّثنا مروان الفزازي عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: قال مروان بن الحكم لأيمن بن خريم (1)، أَلَا تَخْرُجُ فَتُقَاتِلُ مَعَنَا؟ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي وَعَمِّي شَهِدَا بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَهِدَا إليَّ (2) أَنْ لَا أقاتل أحدًا يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ جِئْتَنِي (3) بِبَرَاءَةٍ مِنَ النَّارِ قَاتَلْتُ مَعَكَ، قَالَ: اذْهَبْ فلا حاجة لنا فيك.

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ذِحمويه (4)، حدّثنا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيُّ قَالَ: لَمَّا قَاتَلَ مَرْوَانُ الضَّحَّاكَ بْنَ قيس، أرسل إلى أيمن بن خريم الْأَسَدِيِّ فَقَالَ: إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تُقَاتِلَ مَعَنَا، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي وَعَمِّي شَهِدَا بَدْرًا فَعَهِدَا إليَّ أن لا أقاتل أحدًا يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ جِئْتَنِي ببراءة قاتلت معك، قال: اذهب، ووقع في نفسه (5) وشتمه، فأنشأ أيمن (6) ابن خريم يقول:

"لست بقاتلِ (7) رَجُلًا يصلِّي

عَلَى سلطانِ آخَرَ مِنْ قُرَيْشِ

لَهُ سلطانُه وعليَّ إِثْمِي

مَعَاذَ اللَّهِ مِنْ جهلٍ (8) وَطَيْشِ

أَأَقْتُلُ مُسْلِمًا فِي غَيْرِ شيء (9)

فلستَ بنافعي ما عشتُ عيشي"

(1) وفي النسخ التي عندي: "خزيم" بالمعجمتين والصواب بالمعجمة والراء المهملة كما في التقريب وغيره.

(2)

وفي (عم) و (سد): "لي" بدون همزة.

(3)

وفي (عم) و (سد): "أتيتني".

(4)

وفي (سد): "يحيي بن حمويه" وهو تحريف.

(5)

وفي (عم) و (سد): "فيه".

(6)

وفي النسخ الثلاثة: "أبان" والتصحيح من مسند أبي يعلى.

(7)

وفي (عم) و (سد): "مقاتل" بالميم وفي مسند أبي يعلى وغيره: "مقاتلًا".

(8)

وفي الاستيعاب وأسد الغابة: "من سفهٍ.

(9)

وفيهما أيضًا: "في غير جرم".

ص: 272

2864 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ ق 21 أ) وقال: أيمن بن خزيم مختلف في صحبته.

وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 299) وعزاه إلى أبي يعلى والطبراني: ورجاله رجال الصحيح غير زكريا بن يحيي رحمويه وهو ثقة.

وللحديث طريقان طريق ابن أبي عمر وهي منقطعة لأنّ إسماعيل لم يدرك مروان.

والثانية طريق أبي يعلى وهي موصولة. وإنما جمعت بين الطريقين لأنهما في الحقيقة طريق واحدة لأنّ إسماعيل بن أبي خالد أرسل عن الشعبي إن لم يكن سقوط الشعبي من الناسخ لدليل أن ابن عبد البر روى الحديث من طريق ابن أبي عمر فرواه موصولًا في ترجمة أيمن بن خزيم (1/ 89).

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 267: 852) من طريق عبد الله بن أبان، عن أبي أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، به بنحوه وذكر البيتين الأولين دون الثالث.

ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 89) من طريق أبي معاوية الضرير عن إسماعيل ابن أبي خالد، به بمعناه.

ص: 273

تخريج طريق مطرف عن الشعبي التي أخرجها أبو يعلى.

هو في مسند أبي يعلى (2/ 245: 947).

ومن طريق أبي يعلى رواه ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 189).

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 267: 851) من طريق شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن مطرف، به بمعناه واقتصر على البيتين الأولين.

ص: 273

الحكم عليه:

هذا الأثر له طرق عن الشعبي أصحها طريق أبو يعلى، ورجالها رجال الصحيح غير زكريا بن يحيي وهو ثقة.

ص: 273

2865 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الحميد، حدّثنا عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-قَالَ: "لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ، وَكَأَنِّي بِأَهْلِ لَا إِلَهَ إلّا الله ينفضون التراب عن رؤوسهم وَيَقُولُونَ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَن.

ص: 274

2865 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 147 ب).

وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 85) وعزاه إلى الطبراني في الأوسط.

وعن أبي يعلى: أخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 202) وقال: عبد الرحمن ليس بشيء في الحديث.

وأخرجه بن عدي في الكامل (4/ 271).

وأخرجه البيهقي في الشعب (1/ 111: 100).

وأخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 266) كلهم من طريق يحيي الحماني، به بألفاظ متقاربة.

وأخرجه الخطيب في تاريخه أيضًا (10/ 265) من طريق عبد الرحمن بن واقد بن عبد الرحمن بن زيد، به بنحوه.

ورواه ابن النجار في الذيل (16/ 10) من طريق عبد الرحمن بن زيد، به.

ومدار هذه الطرق على عبد الرحمن بن زيد وهو ضعيف جدًا.

وله طريق أخرى وهي طريق بهلول بن عبيد عن سلمة بن كهيل، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحشة في القبور ولا في النشور وكأني بهم وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم وَيَقُولُونَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ.

أخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 202) عن طريق بهلول، به بلفظه.

وعنه ابن الجوزي في العلل (2/ 431) وقال ابن حبّان: وهذا حديث ليس يعرف =

ص: 274

= إلّا من حديث عبد الرحمن بن زيد، وبهلول بن عبيد شيخ يسرق الحديث لا يجوز الاحتجاج، به.

وأخرجه ابن عديّ الكامل (2/ 65) من طريق بهلول، به بنحوه وقال: إن أحاديث بهلول ليست مما يتابعه الثقات عليها.

ص: 275

الحكم عليه:

الحديث له طريقان الأولى فيها عبد الرحمن بن زيد وهو ضعيف جدًا.

والثانية فيها بهلول بن عبيد وهو متهم وقد ضعف الحديث العجلوني في الخفاء (2/ 222)، والألباني في ضعيف الجامع (5/ 6) وقد حكم بعضهم على الحديث بالوضع، وهذا بالنسبة للطريق الذي فيه بهلول بن عبيد، وقد تقدم أنه يسرق الحديث ورمز له السيوطي بالضعف.

وقد ورد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحشة في قبورهم كأني أنظر إليهم إذا انغلقت الأرض عنهم يقولون: (لا إله إلّا الله والناس تبع لهم).

رواه ابن حبّان في المجروحين في ترجمة محمَّد بن سعيد الطائفي (2/ 168) والخطيب في التاريخ (5/ 305) كلاهما من طريق محمَّد بن الطائفي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما.

قلت: هذا الشاهد ضعيف جدًا ومحمد بن سعيد الطائفي قال ابن حبّان: لا يحل الاحتجاج به بحال. وقال أبو نعيم روى عن ابن جريج خبرًا موضوعًا. انظر تهذيب (9/ 169).

وعلى كل حال لا يصح في هذا الباب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم كما أنه لا يمكن الحكم على الحديث بالوضع، والله أعلم.

ص: 275

2866 -

حدّثنا حسين بن الأسود: حدّثنا أَبُو أُسَامَةَ (1) حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي نافع بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا إله إلّا الله تمنع (2) العبد من سخط الله عز وجل ما لم يؤثروا شفقة (3) دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ثُمَّ قالوا: لا إله إلّا الله عز وجل: قال الله عز وجل: كَذَبْتم.

(1) أبو أسامة هو حماد بن أسامة بن يزيد الكوفي.

(2)

في (مح): "يمنع" بالياء.

(3)

وفي (عم) و (سد): "سفقه" بالسين المهملة. وفي مسند أبي بعلى المطبوع: "منفعة"، وفي الإتحاف "شفقة" مثل ما في المحمودية.

والمعنى: أنهم يؤثرون الدنيا خوفًا من ذهابها على الدين، والشفقة هي الخوف الشديد (النهاية 2/ 47).

ص: 276

2866 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (7/ 280) وعزاه إلى البزّار وقال: إسناده حسن.

وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ ق 147 أ).

والحديث في مسند أبي يعلى (7/ 95: 4034) بسنده ومتنه.

ورواه ابن أبي الدنيا في فضل التهليل (ص 32: 3).

ورواه ابن عديّ في الكامل ترجمة عمر بن حمزة (5/ 20).

ورواه البيهقي في الشعب (6/ 337: 10497) من طريقين، كلهم من طريق الحسين بن علي بن الأسود، به.

ص: 276

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف فيه الحسين بن الأسود وعمر بن حمزة وهما ضعيفان.

وقد ورد من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال لا إله إلّا الله تدفع عن قائليها ما بالَوا قائلوها ما أصابهم في دينهم إذا سلم لهم دنياهم فإذا لم يبال =

ص: 276

= قائلوها ما أصابهم بسلامة دنياهم، فقالوا: لا إله إلّا الله، قيل لهم: لستم".

رواه البزّار كما في الكشف (2384: 3619) من طريق عبد الله بن محمَّد ابن عجلان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وقال الهيثمي، هكذا رأيته في الأصل.

فيه عبد الله بن محمَّد: منكر الحديث، يروي عن أبيه ما ليس من حديثه، وأبوه محمَّد بن عجلان اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة.

وقد ورد معناه من حديث عائشة رواه الطبراني كما في المجمع (7/ 280).

وقال الهيثمي: فيه عمرو بن عبد الغفار وهو متروك.

ص: 277

2867 -

حدّثنا عمرو بن الحصين، حدّثنا عبد الله بن عبد الملك، حدّثنا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ (1) رضي الله عنها، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مِائَةَ مَرَّةٍ لَمْ يَتْبَعْهُ يومَه ذنبٌ وَلَمْ يَسْبِقْهُ عملٌ".

(1) وفي النسخ: "عن أبي هانىء" والصواب ما أثبته، والتصحيح من الإتحاف للبوصيري.

ص: 278

2867 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 147 ب).

ولم أجد حديث أم هانئ إلّا من هذا الطريق.

والحديث بهذا السند ضعيف جدًا فيه عمرو بن الحصين وهو متروك.

ولكن المتن صحيح مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ قَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كل شيء قدير" في يوم مائة، كانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضل مما جاء إلّا أحد عمل أكثر من ذلك".

رواه البخاريُّ في صحيحه في الدعوات (11/ 200)، باب فضل التهليل (6403).

ورواه مسلم في صحيحه في الذكر والدعاء (4/ 2071)، باب فضل التهليل (ح 2691) من طريق يحيي بن يحيي عن مالك، عن سميّ مولى أبي بكر، عن ابن صالح السمان، عن أبي هريرة.

وله شاهد آخر من حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كل شيء قدير" كل يوم مائة مرة جاء يوم القيامة فوق كل عامل إلّا من زاد".

رواه النسائيُّ في عمل اليوم والليلة (ص 55: 119).

ص: 278

2868 -

حدّثنا أحمد بن محمد بن أبي سلمة، حدّثنا محمد بن عزيز (1)، حدّثنا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ عَنْ عَقِيلٍ (2)، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه، بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ هَبَطَ ثَنِيَّةً، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ (3) وَحْدَهُ، فَلَمَّا اسْتَهَلَّتْ بِهِ الطريق ضحك، وكبّر فكبرنا لتكبيره ثم سار رَتْوة (4)، ثم ضحك وكبر فكبرنا لتكبيره ثُمَّ سَارَ [رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم](5) رتوة (6) ثم ضحك، وكبر فكبّرنا لتكبيره ثم أدركناه صلى الله عليه وسلم فقال القوم: كبّرنا لتكبيرك، فلا ندري مم ضحكت؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام لما استهليتُ، التفت إليَّ جبريل عليه الصلاة والسلام فقال: أبشر، وبشِّر أن مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له دخل الجنة وحُرِّم على النّار.

(1) وفي (سد) و (عم): "عرير" هكذا مهملًا من النقط.

(2)

هو ابن خالد بن عقيل الليثي.

(3)

وفي (عم) و (سد): "يمشي" بدل يسير.

(4)

وفي النسخ الثلاث: "تروة" في الموضعين، والتصويب من المجمع والتوحيد لابن خزيمة.

(5)

سقط ما بين المعقوفتين من نسخة (عم) و (سد).

(6)

الرتوة: سويعة من الزمان ونحو ميل. القاموس، مادة:(رتو).

_________

ص: 279

2868 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ 148).

وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 27).

ورواه ابن خزيمة في التوحيد (2/ 797: 520) عن محمَّد بن عزيز به بنحوه وزاد في آخره "فضحكت وكبرت ربي وفخرت بذلك لأمتي".

ورواه ابن عديّ في الكامل (3/ 314) في ترجمة سلامة بن روح قال: ثنا النعمان بن هارون، قال: ثنا محمَّد بن عزيز به بنحوه وليس فيه "وحرم على النار". =

ص: 279

= ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 157: 17)، قال ثنا محمَّد بن زريق.

ورواه ابن عديّ في الكامل (3/ 314)، ثنا الفضل بن عبد الله بن مخلد كلاهما عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرج، حدّثنا سلامة بن روح به.

وقال الطبراني: لم يرو عن الزهري إلّا عقيل ولا عنه إلّا سلامة تفرد به أبو الطاهر.

ص: 280

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف، فيه سلامة بن روح فهو وإن كان مختلفًا فيه لكن هذه النسخة التي يرويها عن عقيل، عن الزهري ضعيفة.

ولكن له طريق أخرى عن الزهري فرواه تمام في فوائده (1/ 191: 445) من ثلاثة طرق عن أبي بكر محمَّد بن عمرو بن نصر الحجاج، حدّثنا أبي عمرو بن نصر، عن أبيه نصر بن الحجاج، حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري به.

ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ ق 329) في ترجمة محمَّد بن عمرو، من طريق محمَّد بن هارون به.

قلت: محمَّد بن عمرو وأبوه ليس لهما ذكر في كتب التراجم على حسب اطلاعي ولم يذكر ابن عساكر في محمَّد بن عمرو جرحًا ولا تعديلًا.

وعلى أيّ حال فللحديث شاهد من حديث سهيل بن البيضاء عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: بينما نحن في سفر مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأنا رديفه فذكر القصة وقال: إن مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حرمه الله على النار، وأوجب له الجنة.

أخرجه أحمد في المسند (13/ 451) عن قتيبة بن سعيد قال أنا أبو بكر ابن مضر، عن ابن الهاد، عن محمَّد بن إبراهيم، عن سعيد بن الصلت، عن سهيل.

قال ابن أبي حاتم: سعيد بن الصلت روى عن سهيل بن بيضاء مرسلًا. الجرح (4/ 43)، تعجيل (برقم 373). =

ص: 280

= وأصل الحديث في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي ذر رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أتاني جبريل فبشّرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة ..

رواه البخاريُّ في صحيحه في التوحيد (13/ 461: 7487) ومسلم في الإيمان (1/ 94: 153)، باب من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة.

ص: 281

2869 -

[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا فُلَانُ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: لَا، والذي لا إله إلّا الله (1) مَا فَعَلْتُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يعلم أنه فَعَلَهُ، وَكَرَّرَ عَلَيْهِ مِرَارًا كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ: لَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا فعلته، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْلَمُ أنه فعله، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُفِّر عَنْكَ ذَنْبَكَ (2) بِتَصْدِيقِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.

[2]

وَقَالَ عَبْدُ: حدّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الْحَارِثُ بِهِ (3).

[3]

وَقَالَ أبو يعلى: حدّثنا أبو الربيع، ثنا الْحَارِثُ بِهِ.

[4]

وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَأَشَارَ إِلَى تَفَرُّدِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ به.

قلت: خالفه حماد بن مسلمة، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِهِ، فَقَالَ: عَنْ ثَابِتٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال حماد: لم يسمعه ثابت من ابن عمر رضي الله عنهما، بينهما رجل.

(1) وفي (سد): "إلا هو".

(2)

فالمقصود من هذا البيان أن الذنب وإن عظم لم يكن موجبًا للنار متى ما صحت العقيدة وكان ممن سبقت له المغفرة، وليس هذا التعيين لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، قاله البيهقي في السنن (10/ 37).

(3)

وفي (عم): "بهذا" بدلًا من "به".

ص: 282

2869 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 86) وعزاه إلى البزّار وأبي يعلى، وقال: رجالهما رجال الصحيح، قلت، وليس كذلك كما سيأتي.

وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ ق 145 أ). =

ص: 282

= والحديث في مسندعبد بن حميدكما في المنتخب (ص 405: 1376).

وهو أيضًا في مسند أبي يعلى (6/ 104: 3368).

ورواه العقيلي في الضعفاء في ترجمة الحارث بن عبيد (1/ 213).

والبزار كما في كشف الأستار (4/ 7) ورواه ابن عديّ في الكامل في ترجمة الحارث بن عبيد (2/ 188) وعنه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 102).

والبيهقيُّ في السنن الكبرى (10/ 37) كلهم من طريق الحارث بن عبيد به.

ص: 283

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف، مداره على الحارث بن عبيد، وهو ضعيف.

وقد عدّ هذا الحديث غير واحد من العلماء من مناكيره كابن عديّ والعقيلي.

وبهذا يعلم أن قول الهيثمي: رجاله رجال الصحيح ليس بصواب كما أن ذكر ابن الجوزي له في الموضوعات ليس بسديد بل الحق الوسط.

وقد خالف الحارث بن عبيد في هذا الحديث حماد بن سلمة كما أشار إلى ذلك ابن حجر هنا فقد رواه أحمد بن حنبل في المسند (2/ 118) عن عبد الصمد.

ورواه أبو يعلى في مسنده (10/ 55: 5690)، قال: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عفان.

ورواه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 37) من طريق يحيي بن آدم، ثلاثتهم، عن حماد بن سلمة، ثنا ثابت، عن ابن عمر.

وقال حماد: لم يسمع هذا من ابن عمر بينهما رجل.

وهذا منقطع ولكن صحّ معناه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، ولفظه أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأل النبي صلى الله عليه وسلم الطالب البينة فلم يكن له بينة فاستحلف المطلوب فحلف بالله الذي لا إله إلّا هو، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بلى، قد فعلت، ولكن قد غُفِر لك بإخلاص قول لا إله إلّا الله.

رواه أبو داود في سننه في كتاب الإيمان والنذور، باب فيمن يحلف كاذبًا =

ص: 283

= متعمدًا (3/ 583: 3275)، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل.

ورواه أحمد في المسند (1/ 253)، قال: حدّثنا عفان كلاهما، قالا حدّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عن أبي يحيي، عن ابن عباس رضي الله عنهما.

وحديث ابن عباس حديث صحيح وحماد بن سلمة سمع من عطاء قبل الاختلاط.

وعلى هذا فطريق حماد بن سلمة عن عطاء أصح من طريق حماد، عن ثابت فيرجّح عليه.

وله شاهد آخر من حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "إِنَّ رجلًا حلف بالله الذي لا إله إلّا هو كاذبًا فغفر له".

رواه أبو الشيخ في الطبقات (4/ 390) والخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه (ص 537: 904) كلاهما من طريق شعبة عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، عن عبيدة، عن ابن الزبير.

ص: 284

2870 -

[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ (1)، حدّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْوَرْقَاءِ (2)، عَنِ ابن أبي أوفى رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ قَالَ أَحَدَ عَشَرَ (3)(لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له أحدًا صمدًا لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كفؤًا أحد) كتب الله تبارك وتعالى له ألفي ألف حسنةٍ.

[2]

وقال عبد: حدّثنا الحسن بن موسى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ.

[3]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أبو النصر التمار، حدّثنا حماد به.

(113)

وحديث في فضلها يأتي إن شاء الله في باب طلب المغفرة (4).

(1) هو هاشم بن القاسم الليثي.

(2)

هو فائد بن عبد الرحمن الكوفي

(3)

وفي (عم) و (سد) زيادة لفظة "مرة".

(4)

لم أجد هذا الباب ضمن أبواب المطالب العالية حسب اطلاعي، وسيأتي قريبًا (باب الزجر عمن قال: لا إله إلَّا الله.

ص: 285

2870 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإتحاف (4/ ق 146 ب).

وهو في المنتخب لعبد بن حميد (ص 187 برقم 529).

ورواه ابن البناء في فضل التهليل (ح 10 ص 49) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، قال: حدّثنا أبو الورقاء به وزاد "ومن زاد زاده الله".

وقد روى أيضًا عن أبي الورقاء، عن ابن المنكدر، عن جابر. فرواه ابن عديّ في الكامل (6/ 26) في ترجمة فائد بن عبد الرحمن من طريق مسلم بن مسلم الصبي، ثنا فائد أبو الورقاء، عن ابن المنكدر، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظه:"إلّا أنه قال: أحد عشر مرات" وفي آخره: "ومن زاد زاده الله".

ص: 285

الحكم عليه:

الحديث بهذا السند ضعيف جدًا فيه أبو الورقاء وهو متهم. والله أعلم.

ص: 285