الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: فلما دنا أحدهما من صاحبه دخلت بينهما شجرة عُمْريَّةٌ من شجر العُشَر، فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه، كلما لاذ بها منه اقتطع صاحبه بسيفه ما دونه منها، حتى بَرَزَ كلُّ واحد منهما لصاحبه، وصارت بينهما كالرجل القائم، ما فيها فَنَنٌ، ثم حمل مرحب على محمد بن مسلمة، فضربه، فاتقاه بالدَّرَقَةِ، فوقع سيفُه فيها، فعضَّت به فأمسَكَتْهُ، وضربه محمد بن مسلمة حتى قتله.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 149 - 150
قلت: ابن إسحاق صدوق أخرج له مسلم في المتابعات، وأبو ليلى وثقه أبو زرعة وغيره، فالإسناد حسن إن كان أبو ليلى سمع من جابر، فإنه لم يذكر منه سماعاً، ولم أر أحداً صرح بسماعه منه، والله أعلم.
901 -
(5695) قال الحافظ: وأما الحديث الذي أخرجه مسلم والنسائي وأبو داود من حديث جابر في النهي عن الدفن ليلاً فهو محمول على حال الاختيار لأنَّ في بعضه: إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك" (1)
أخرجه مسلم (943) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابراً يحدث أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوماً فذكر رجلاً من أصحابه قبض فكفِّن في كفن غير طائل، وقُبر ليلاً، فزجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه، إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك.
وقال: "إذا كَفَّن أحدكم أخاه فليحسن كفنه"
باب الشاة التي سُمَّت للنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر
902 -
(5696) قال الحافظ: وروى البيهقي من طريق سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة أنَّ امرأة من اليهود أهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة فأكل فقال لأصحابه: "أمسكوا فإنها مسمومة" وقال لها: "ما حملك على ذلك؟ " قالت: أردت إن كنت نبياً فيطلعك الله، وإن كنت كاذباً فأريح الناس منك. قال: فما عرض لها.
(1) 9/ 34
ومن طريق أبي نَضْرَة عن جابر نحوه فقال: فلم يعاقبها.
وروى عبد الرزاق في "مصنفه" عن معمر عن الزهري عن أبي بن كعب مثله وزاد: فاحتجم على الكاهل.
قال: قال الزهري: فأسلمت فتركها.
قال معمر: والناس يقولون: قتلها.
وأخرج ابن سعد عن شيخه الواقدي بأسانيد متعددة له هذه القصة مطولة، وفي آخره: قال: فدفعها إلى ولاة بشر بن البراء فقتلوها. قال الواقدي: وهو الثبت.
وأخرج أبو داود من طريق يونس عن الزهري عن جابر نحو رواية معمر عنه، وهذا منقطع لأنَّ الزهري لم يسمع من جابر" (1)
حديث أبي هريرة يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:
- فقال سفيان بن حسين الواسطي: عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنَّ امرأة من اليهود أهدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة، فقال لأصحابه:"أمسكوا فإنها مسمومة" فقال: "ما حملك على ما صنعت؟ " قالت: أردت أن أعلم إن كنت نبياً فسيطلعك الله عليه، وإن كنت كاذباً أريح الناس منك.
قال: فما عرض لها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه ابن سعد (2/ 201) عن سعيد بن سليمان الواسطي أنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين به.
وأخرجه أبو داود (4509) والبيهقي (8/ 46) وفي "الدلائل"(4/ 259 - 260) والخطيب (2) في "التاريخ"(7/ 372 - 373) من طرق عن سعيد بن سليمان به.
• ورواه داود بن رشيد الهاشمي عن عباد بن العوام فلم يذكر أبا هريرة.
أخرجه أبو داود (4509) والبيهقي (8/ 46)
وإسناده ضعيف، سفيان بن حسين قال أحمد: ليس بذاك في حديثه عن الزهري.
وقال ابن معين: حديثه عن الزهري ليس بذاك، وقال أيضاً: ضعيف الحديث عن الزهري.
(1) 9/ 38
(2)
لم يذكر في إسناده: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن.
وقال يعقوب بن شيبة: في حديث ضعف ما روى عن الزهري.
وقال النسائي: ليس به بأس إلا في الزهري.
- وقال شعيب بن أبي حمزة الحمصي: عن الزهري قال: كان جابر بن عبد الله يحدث أنَّ يهودية من أهل خيبر سمَّت شاة مصلية ثم أهدتها للنبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم منها الذراع فأكل منها، وأكل الرهط من أصحابه معه، ثم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:"ارفعوا أيديكم" وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليهودية فدعاها، فقال لها:"أسممت هذه الشاة؟ " فقالت: نعم، ومن أخبرك؟ فقال:"أخبرتني هذه في يدي الذراع" فقالت: نعم، قال:"فماذا أردت إلى ذلك؟ " قالت: قلت: إن كان نبياً لم يضره، وإن لم يكن نبياً استرحنا منه، فعفا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما يعاقبها، وتوفي بعض أصحابه الذين أكلوا من الشاة، واحتجم النبي صلى الله عليه وسلم على كاهله من أجل الذي أكل من الشاة، حجمه أبو هند مولى بني بياضة بالقرن والشفرة، وهو من بني ثمامة وهم حي من الأنصار.
أخرجه الدارمي (69) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي أنا شعيب به.
ورواته ثقات.
وتابعه يونس بن يزيد الأَيْلي عن الزهري به.
أخرجه أبو داود (4510) والبيهقي (8/ 46) وفي "الدلائل"(4/ 262) من طريق ابن وهب أخبرني يونس به.
قال الخطابي: حديث جابر ليس بذاك المتصل لأنَّ الزهري لم يسمع من جابر شيئاً" المعالم 4/ 648
قلت: إسناده إلى الزهري صحيح.
- ورواه محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري ابن أخي الزهري عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن جابر.
أخرجه ابن سعد (2/ 201 - 203) عن محمد بن عمر الواقدي ثني محمد بن عبد الله به.
والواقدي متهم بالكذب كما تقدم مراراً.
- ورواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب المدني عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 70) من طريق أحمد بن بكر البَالِسي ثنا زيد بن الحُبَاب ثنا ابن أبي ذئب به.
وإسناده ضعيف لضعف البالسي.
- ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك مرسلاً.
وقال الزهري في آخره: فأسلمت فتركها النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال معمر: وأما الناس فيقولون: قتلها النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه عبد الرزاق (19814) عن معمر به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 260 - 261)
ورواته ثقات.
- ورواه موسى بن عقبة المدني عن الزهري مرسلاً.
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 263 - 264)
وأما حديث جابر فيرويه عبد الملك بن أبي نَضْرَة العبدي البصري عن أبيه واختلف عنه:
- فقال عثمان بن جَبَلَة المروزي: أخبرني عبد الملك عن أبيه عن جابر أنَّ يهودية أهدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إما شاة مسمومة، وإما بَرَقاً مسموطاً مسموماً، فلما قربته إليه وبسط القوم أيديهم، قال:"أمسكوا، فإنَّ عضوا من أعضائها يخبرني أنها مسمومة" فدعا صاحبتها، فقال:"أسممت هذا؟ " قالت: نعم، قال:"ما حملك عليه؟ " قالت: أحببت إن كنت كاذباً أن أريح الناس منك، وإن كنت رسولاً أنك سَتُطْلَعُ عليه، فلم يعاقبها.
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 260) من طريق خلف بن عبد العزيز بن عثمان بن جبلة المروزي أخبرني أبي عن جدي به.
وخلف بن عبد العزيز ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وعبد الملك بن أبي نضرة قال الدارقطني: لا بأس به، والباقون ثقات.
- وقال أبو عتاب سهل بن حماد الدلال: ثنا عبد الملك عن أبيه عن أبي سعيد الخدري به.
وزاد: فبسط يده وقال: "كلوا باسم الله قال: فأكلنا وذكرنا اسم الله، فلم يضر أحداً منا.
أخرجه البزار (كشف 2424)
وقال: لا نعلم يُروى عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 295
وقال ابن كثير في "البداية"(4/ 211): وفيه نكارة وغرابة شديدة"
قلت: النكارة في الزيادة المذكورة.
وحديث الواقدي أخرجه ابن سعد (2/ 201 - 203) عن الواقدي قال: ثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان عن أبي هريرة.
وحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبرَة عن يونس بن يوسف عن سعيد بن المسيب وحدثني عمر بن عقبة عن شعبة عن ابن عباس
زاد بعضهم على بعض قالوا: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر واطمأنَّ جعلت زينب بنت الحارث أخي مرحب، وهي امرأة سلَّام بن مِشْكَم تسأل: أيُّ الشاة أحبُّ إلى محمد؟ فيقولون: الذراع! فعمدت إلى عنز لها فذبحتها وَصَلَتْها ثم عَمَدَت إلى سُمّ لا يُطْني، وقد شاورت يهود في سموم، فأجمعوا لها على هذا السم بعينه، فسمت الشاة وأكثرت في الذراعَين والكتف، فلمّا غابت الشمس وصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، المغرب بالناس انصرف وهي جالسة عند رجليه، فسأل عنها فقالت: يا أبا القاسم هديّة أهديتها لك! فأمر بها النبيّ صلى الله عليه وسلم فأخذت منها فوضعت بين يديه وأصحابُه حُضُور أوْ مَن حَضَرَ منهم، وفيهم بشر بن البراء بن مَعْرور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ادنوا فتعشوا" وتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذراع فانتهش منها، وتناول بشر بن البراء عظماً آخر فانتهش منه، فلما ازدرد رسول الله صلى الله عليه وسلم لقمته ازدرد بشر بن البراء ما في فيه وأكل القوم منها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ارفعوا أيديكم فإنّ هذه الذراع، وقال بعضهم فإنّ كتف الشاة، تُخبرني أنّها مسمومة" فقال بشر: والّذي أكرمك لقد وجدتُ ذلك من أُكْلتي التي أكلتُ حين التقمتُها فما منعني أن ألفظها إلا إنّي كرهت أن أُبْغِض إليك طعامَك، فلمّا أكلتَ ما في فيك لم أرغب بنفسي عن نفسك ورجوتُ أن لا تكون ازدردتَها وفيها بَغْيٌ! فلم يقُم بشر من مكانه حتى عاد لونُه كالطّيْلَسان وماطله وجعُه سنةً لا يتحوّل إلا ما حُوّلَ ثمّ مات؛ وقال بعضهم: فلمْ يَرِمْ بشر من مكانه حتى توفّي؛ قال: وطُرح منها لكلبٍ فأكل فلم يَتْبَعْ يَدَه حتى مات؛ فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت الحارث فقال: "ما حَمَلكِ على ما صنعتِ؟ " فقالت: نلتَ من قومي ما نلت! قتلتَ أبي وعمّي وزوجي فقلتُ إن كان نبيّاً فستُخبره الذراعُ، وقال بعضهم وإن كان مَلِكاً استرحنا منه ورجعت اليهوديّة كما كانت؛ قال: فدفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى وُلاة بشر بن البراء فقتلوها، وهو الثبت، واحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، على كاهله من أجْل