الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"اقض بينهما" فقلت: بأبي أنت وأمي، أنت أولى بذلك. فقال:"اقض بينهما" فقلت: على ماذا؟ فقال: "اجتهد، فإذا أصبت ذلك عشر حسنات، وإذا أخطأت فلك حسنة"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1606) و"الصغير"(131) من طريق محمد بن الحسن الأسدي ثنا حفص بن سليمان به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن كثير إلا حفص، تفرد به محمد بن الحسن، ولا يروى عن عقبة إلا بهذا الإسناد"
كذا قال، وقد تقدم له إسناد آخر أيضاً، ولم ينفرد محمد بن الحسن به بل تابعه بكر بن بكار القيسي ثنا حفص بن سليمان به.
أخرجه ابن عدي (2/ 790)
وقال: هذا الحديث عن كثير بن شنظير لا يرويه غير حفص بن سليمان"
وقال الهيثمي: وفيه حفص بن سليمان الأسدي وهو متروك" المجمع 4/ 195
وللحديث شاهد عن ابن عمر قال: إنّ خصمين اختصما إلى عمر فقضى بينهما. فسخط المقضي عليه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا قضى القاض فاجتهد، فأصاب، كان له عشرة أجور، وإن اجتهد وأخطأ كان له أجر، أو أجران"
أخرجه ابن عبد الحكم (ص 150) من طريق عبد الله بن لَهيعة عن الحارث بن يزيد عن سلمة بن أكسوم عن ابن حجيرة عن القاسم بن البرحى قال: سمعت ابن عمر به.
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
باب الحجة على من قال: إنَّ أحكام النبي صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة
1455 -
(6248) قال الحافظ: ثم ذكر حديث أبي بكر في الجدة، وهو في "الموطأ" (1) يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:
- فقال مالك (2/ 513): عن ابن شهاب عن عثمان بن إسحاق بن خَرَشَةَ عن قَبيصة بن ذُؤيب أنه قال: جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها فقال لها أبو
(1) 17/ 86
بكر: مالك في كتاب الله شيء، وما علمت لك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً، فارجعي حتى أسأل الناس، فسأل الناس، فقال المغيرة بن شعبة: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها السدس، فقال أبو بكر: هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري فقال مثل ما قال المغيرة، فأنفذه لها أبو بكر الصديق.
ثم جاءت الجدة الأخرى إلى عمر بن الخطاب تسأله ميراثها، فقال لها: مالك في كتاب الله شيء، وما كان القضاء الذي قُضي به إلا لغيرك، وما أنا بزائد في الفرائض شيئًا، ولكنه ذلك السدس، فإن اجتمعتما فهو بينَكما، وأيتكما خلت به فهو لها.
أخرجه أحمد (17980) والبخاري في "الكبير"(3/ 2/ 213) وأبو داود (2894) وابن ماجه (2724) والترمذي (2101) وعبد الله بن أحمد (17980) وأبو يعلى (119) وابن الجارود (959) وابن حبان (6031) والطبراني في "الكبير"(19/ 229 و20/ 438 - 439) وفي "مسند الشاميين"(2125) والبيهقي (6/ 234) وابن عبد البر في "التمهيد"(11/ 91) والبغوي في "شرح السنة"(2221) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(290) والمزي (19/ 338 - 339 و339 - 340) من طرق عن مالك به.
قال البخاري: مرسل"
وقال الترمذي: حسن صحيح" تهذيب الكمال 19/ 339 - تحفة الأشراف 8/ 361
وقال أحمد بن زهير بن حرب: كذا قال مالك: عن الزهري عن عثمان بن إسحاق بن خرشة، ولم يتابعه أحد على هذا" التمهيد 11/ 91
وقال عبد الله بن أحمد: لم يسنده عن الزهري أحد إلا مالك"
وقال الطبراني: لم يدخل أحد ممن روى هذا الحديث في الإسناد فيما بين الزهري وقبيصة: عثمان بن إسحاق بن خرشة، إلا مالك بن أنس"
كذا قالوا، وقد توبع مالك كما سيأتي.
وقال ابن حزم: هذا لا يصح، حديث قبيصة منقطع، لأنه لم يدرك أبا بكر، ولا سمعه من المغيرة ولا محمد" المحلى 10/ 348
وقال ابن عبد البر: لم يرو ابن شهاب عن عثمان هذا غير هذا الحديث فيما علمت، وهو حديث مرسل عند بعض لكل العلم بالحديث، لأنه لم يذكر فيه سماع لقبيصة من أبي بكر، ولا شهود لتلك القصة.
وقال آخرون: هو متصل، لأنّ قبيصة بن ذؤيب أدرك أبا بكر الصديق وله سن لا ينكر معها سماعه من أبي بكر"
وقال البغوي: حديث حسن"
وقال الحافظ: إسناده صحيح لثقة رجاله، إلا أنَّ صورته مرسل، فإنَّ قبيصة لا يصح له سماع من الصديق، ولا يمكن شهوده للقصة، قاله ابن عبد البر بمعناه.
وقد اختلف في مولده، والصحيح أنه ولد عام الفتح، فيبعد شهوده القصة، وقد أعله عبدالحق تبعاً لابن حزم بالانقطاع" التلخيص 3/ 82
قلت: اختلف في العام الذي ولد فيه قبيصة بن ذؤيب:
- فقال الجمهور: ولد عام الفتح سنة ثمان، منهم:
1 -
ابن حبان (الثقات 5/ 318)
2 -
جعفر المستغفري (تهذيب التهذيب 8/ 347)
3 -
المزي (تهذيب الكمال 23/ 476)
4 -
العلائي (جامع التحصبل ص 311)
قال: ولد عام الفتح على الأصح"
5 -
الذهبي (سير الأعلام 4/ 282)
6 -
العسقلاني (الإصابة 8/ 225)
قال: ولد يوم الفتح، وقيل: يوم حنين"
فعلى هذا القول فرواية قبيصة عن أبي بكر منقطعة.
قال المزي: روى عن أبي بكر الصديق مرسل، وروى عن عمر بن الخطاب يقال: مرسل"
وقال الذهبي: روى عن أبي بكر إن صح"
- وقيل: ولد أول سنة من الهجرة.
قاله:
1 -
ابن عبد البر (الاستيعاب 9/ 137 - التمهيد 11/ 92)
2 -
ابن الأثير (أسد الغابة 4/ 382)
فعلى هذا القول فرواية قبيصة عن أبي بكر متصلة.
ويقوي ما ذهب إليه أصحاب القول الأول أمران:
الأول: قال عبد الله بن وهب: عن ابن لهيعة أخبرني يزيد بن أبي حبيب أنَّ قبيصة بن ذؤيب ولد عام الفتح.
أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 236 و353 و558) عن حرملة بن بن عبد الله بن حرملة التُّجِيبي أنا ابن وهب به.
الثاني: أنَّ قبيصة بن ذؤيب لم يذكر أنه شهد هذه الواقعة لا في رواية مالك المتقدمة ولا في روايات غيره التي ستأتي، وإلى ذلك أشار ابن عبد البر كما تقدم.
وأما القول بأنَّ مالكاً انفرد بذكر عثمان بن إسحاق بن خرشة بين الزهري وقبيصة فليس بصواب، فقد تابعه:
1 -
أبو أويس عبد الله بن عبد الله المدني أخبرني الزهري أنَّ عثمان بن إسحاق بن خرشة حدثه عن قبيصة أنَّ الجدة جاءت إلى أبي بكر الصديق
…
أخرجه الذهلي (التمهيد 11/ 95) عن إسماعيل بن أبان الوراق ثنا أبو أويس به.
2 -
عبد الرحمن بن خالد بن مسافر المصري عن ابن شهاب عن عثمان بن إسحاق بن خرشة عن قبيصة بن ذؤيب أنَّ عمر بن الخطاب كان أول من ورَّث الجدتين وجمع بينهما في الميراث. مختصر
أخرجه الذهلي (التمهيد 11/ 95) عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري ثني الليث ثني عبد الرحمن به.
وقال: وهذا مختصر من حديث معمر ومالك وأبي أويس"
- ورواه سفيان بن عيينة عن الزهري واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن سفيان عن الزهري عن قبيصة، منهم:
1 -
سعيد بن منصور (80)
2 -
ابن أبي شيبة (11/ 320 - 321)
3 -
الشافعي.
أخرجه الحاكم (4/ 338)
4 -
الحميدي.
أخرجه الحاكم (4/ 338)
وقال: صحيح على شرط الشيخين"
كذا قال، والشيخان لم يخرجا رواية قبيصة عن الصحابة الأربعة المذكورين في هذا الحديث.
5 -
عبيد الله بن عمر القواريري.
أخرجه أبو يعلى (120)
6 -
عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(6340)
• وقال محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء: ثنا سفيان قال: سمعت الزهري يحدث عن رجل عن قبيصة.
أخرجه النسائي (6345)
• وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني: ثنا سفيان ثنا الزهري -قال مرة: قال قبيصة، وقال مرة: رجل عن قبيصة.
أخرجه الترمذي (2100)
وقال: حديث مالك أحسن وأصح من حديث ابن عيينة"
- ورواه غير واحد عن الزهري عن قبيصة، ولم يذكروا بينهما أحداً، منهم:
1 -
معمر بن راشد.
أخرجه عبد الرزاق (19083) وأحمد (17978) والنسائي (6341) والطبراني في "الكبير"(19/ 228 و20/ 437 - 438) وفي "مسند الشاميين"(2126) وابن عبد البر (11/ 96)
2 -
شعيب بن أبي حمزة الحمصي.
أخرجه النسائي (6343)
3 -
يونس بن يزيد الأَيْلي.
أخرجه ابن ماجه (2724) والنسائي (6344)
4 -
صالح بن كيسان المدني.
وقال في روايته: عن ابن شهاب أنَّ قبيصة أخبره.
أخرجه النسائي (6339) والطبراني في "مسند الشاميين"(2126)
وقال النسائي: وحديث صالح خطأ، لأنه قال: إنَّ قبيصة أخبره، والزهري لم يسمعه من قبيصة" تحفة الأشراف 8/ 362
5 -
إسحاق بن راشد الجزري.
أخرجه النسائي (6342)
6 -
عُقيل بن خالد الأيلي.
قاله الدارقطني في "العلل"(1/ 249)
7 -
أسامة بن زيد الليثي.
قاله الدارقطني، والذهلي (التمهيد 11/ 95)
8 -
إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع المدني.
قاله الدارقطني.
9 -
يزيد بن أبي حبيب المصري.
قاله الدارقطني.
- ورواه أشعث بن سَوَّار الكندي عن الزهري واختلف عنه:
• فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن أشعث عن الزهري عن قبيصة.
أخرجه الطبراني (19/ 230) وفي "مسند الشاميين"(2126)
• ورواه يزيد بن هارون الواسطي عن أشعث عن الزهري مرسلاً.
أخرجه الدارمي (2942)
وأشعث قال النسائي وغيره: ضعيف.
وحديث مالك ومن تابعه أصح.