الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب ما يتقى من فتنة المال
1230 -
(6024) قال الحافظ: ومثله في حديث أبي واقد عند أحمد" (1)
تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنَّ الله قال: إنما أنزلنا المال لإقام الصلاة
…
"
باب المكثرون هم المقلون
1231 -
(6025) قال الحافظ: وقد استشهد بها معاوية لصحة الحديث الذي حدث به أبو هريرة مرفوعاً في المجاهد والقارىء والمتصدق لقوله تعالى لكل منهم: "إنما عملت ليقال فقد قيل" فبكى معاوية لما سمع هذا الحديث ثم تلا هذه الآية. أخرجه الترمذي مطولاً، وأصله عند مسلم" (2)
صحيح
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(469) عن حَيْوة بن شريح المصري ثني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني أنَّ عقبة بن مسلم حدثه عن شُفي بن ماتع الأصبحي قال: حدثني أبو هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان يوم القيامة ينزل الله إلى عباده ليقضي بينهم، فكل أمة جاثية. فأول من يُدعى رجل جمع القرآن، فيقول الله تعالى له: عبدي! ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ فيقول: بلى يا رب، فيقول: ماذا عملت فيما علمتك؟ فيقول: يا رب! كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، بل أردت أن يقال فلان قارىء فقد قيل ذلك، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء، ثم يؤتي بصاحب المال فيقول الله له: عبدي! ألم أنعم عليك؟ ألم أفضل عليك؟ ألم أوسع عليك؟ أو نحوه فيقول: بلى يا رب، فيقول: ماذا عملت فيما آتيتك؟ فيقول: يا رب كنت أصل الرحم، وأتصدق، وأفعل، وأفعل، فيقول الله: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، بل أردت أن يقال فلان جواد، فقد قيل ذاك، اذهب فليس لك عندنا اليوم شيء، ويُدعى المقتول فيقول الله له: عبدي فيم قتلت؟ فيقول: يارب! فيك، وفي
(1) 14/ 31
(2)
14/ 37
سبيلك، فيقول الله تعالى: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، بل أردت أن يقال فلان جريء، فقد قيل ذاك، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء".
قال أبو هريرة ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على ركبتي، ثم قال:"يا أبا هريرة! أولئك الثلاثة أول خلق الله تُسَعَّر بهم الناس يوم القيامة"
قال حيوة أو أبو عثمان: فأخبرني العلاء بن حكيم وكان سيافا لمعاوية أنه دخل عليه رجل -يعني على معاوية- فحدثه بهذا الحديث عن أبي هريرة، قال الوليد: فأخبرني عقبة أنّ شُفَيَّا هو الذي دخل على معاوية فحدثه بهذا الحديث قال: فبكى معاوية فاشتد بكاءه، ثم أفاق وهو يقول صدق الله ورسوله:{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)} [هود: 15، 16]
وأخرجه البخاري في "خلق الأفعال"(335) والترمذي (2382) والنسائي في "الكبرى"(تحفة 10/ 111) والطبري في "التفسير"(12/ 13) وابن خزيمة (2482) وابن حبان (408) والحاكم (1/ 418 - 419) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 169) والبيهقي في "الشعب"(6388) والبغوي في "شرح السنة"(4143) من طرق عن ابن المبارك به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: وهو كما قال.
واختلف فيه على الوليد بن أبي الوليد، فرواه الليث بن سعد عن الوليد فلم يذكر عقبة بن مسلم.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 169) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني الليث به.
والأول أصح، وعبد الله بن صالح مختلف فيه.
وللحديث طريق أخرى يرويها ابن جريج ثني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له نَاتِلُ أهلِ الشام: أيها الشيخ! حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ أول الناسِ يُقضى يومَ القيامة عليه، رجل استُشهد فأُتي به فعرَّفه نِعَمَهُ فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استُشهدت. قال: كذبت، ولكنك قاتلت لِأَنْ يقال جريء، فقد قيل. ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار.