الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور"(6/ 14) من طريق عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد قال: أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده فتشاءم بالإِسلام، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أقلني، فقال:"إنَّ الإِسلام لا يقال" فقال: لم أصب في ديني هذا خيراً، ذهب بصري ومالي ومات ولدي، فقال:"يا يهودي! الإِسلام يُسْبِك الرجال كما تسبك النار خبث الحديد والذهب والفضة" ونزلت: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ} .
وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي.
…
سورة النور
باب {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا} [
النور: 12]
946 -
(5740) قال الحافظ: وابن عباس وابن عمر وحديثهما عند الطبراني وابن مردويه، وأبو هريرة وحديثه عند البزار، وأبو اليَسَر وحديثه باختصار عند ابن مردويه.
وقال: وعند البزار من حديث أبي هريرة: فأصابت عائشة القرعة في غزوة بني المصطلق.
وقال: وكذا في حديث ابن عمر وهو ضعيف.
وقال: ووقع في حديث ابن عمر خلاف ما في الصحيح أنَّ سبب توجهها لقضاء حاجتها أنَّ رحل أم سلمة مال فأناخوا بعيرها ليصلحوا رحلها، قالت عائشة: فقلت إلى أن يصلحوا رحلها قضيت حاجتي فتوجهت ولم يعلموا بي فقضيت حاجتي فانقطعت قلادتي فأقمت في جمعها ونظامها، وبعث القوم إبلهم ومضوا ولم يعلموا بنزولي، وهذا شاذ منكر.
وقال: ووقع في حديث ابن عمر خلاف ذلك فإنَّ فيه: فجئت فاتبعتهم حتى أعييت فقمت على بعض الطريق فمرَّ بي صفوان. وهذا السياق ليس بصحيح لمخالفته لما في الصحيح وأنها أقامت في منزلها إلى أن أصبحت.
وقال: ووقع في حديث ابن عمر بيان سبب تأخر صفوان ولفظه: سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعله على الساقة فكان إذا رحل الناس قام يصلي ثم اتبعهم فمن سقط له شيء أتاه به.
وفي حديث أبي هريرة: وكان صفوان يتخلف عن الناس فيصيب القدح والجراب والإداوة.
وقال: وفي حديث ابن عمر: فلما رآني ظنَّ أني رجل فقال: يا نومان قم فقد سار الناس.
وقال: وفي حديث أبي هريرة: فغطى وجهه عنها ثم أدنى بعيره منها.
وقال وأما القول فوقع في حديث ابن عمر: فقال عبد الله بن أبي: فجر بها وربِّ الكعبة. وأعانه على ذلك جماعة وشاع ذلك في العسكر.
وقال: ووقع في حديث ابن عمر: فشاع ذلك في العسكر، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قدموا المدينة أشاع عبد الله بن أبي ذلك في الناس، فاشتدَّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال: وفي حديث ابن عمر: وكنت أرى منه جفوة ولا أدري من أيِّ شيءٍ.
وقال: وفي حديث ابن عمر: فأخذتني الحمى وتقلص ما كان مني.
وقال: في حديث ابن عمر: وكان إذا أراد أن يستشير أحداً في أمر أهله لم يعد علياً وأسامة، لكن وقع في رواية الحسن العُرَني عن ابن عباس عند الطبراني أنه صلى الله عليه وسلم استشار زيد بن ثابت فقال: دعها فلعل الله يحدث لك فيها أمراً. وأظنُّ في قوله ابن ثابت تغيير وأنه كان في الأصل ابن حارثة.
وقال: وروى الطبري من حديث ابن عمر قال: قال أسامة: ما يحل لنا أن نتكلم بهذا سبحانك، الآية.
وقال: وفي حديث ابن عمر: إنما طلبت به ذحول الجاهلية.
وقال: ووقع في حديث ابن عمر: وقام سعد بن معاذ فسلَّ سيفه.
وقال: وكذا في حديث أبي هريرة: فقالت: نحمد الله، لا نحمدك.
وقال: وكذا في حديث ابن عباس: ولا نحمدك ولا نحمد أصحابك.
وقال: وفيه تثبيت أبي بكر الصديق في الأمور لأنه لم ينقل عنه في هذه القصة مع تمادي الحال فيها شهراً كلمة فما فوقها إلا ما ورد عنه في بعض طرق الحديث أنه قال: والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية فكيف بعد أن أعزنا الله بالإِسلام؟ وقع ذلك في حديث ابن عمر عند الطبراني.
وقال: وفي حديث ابن عمر عند الطبراني بلفظ أشنع من ذلك" (1)
حديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 123 - 124) عن سلمة بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كُهيل ثني أبي عن أبيه عن جده عن سلمة بن كهيل عن الحسن العُرَني عن ابن عباس أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر سافر ببعض نسائه ويقسم بينهن، فسافر بعائشة بنت أبي بكر، وكان لها هودج، وكان الهودج له رجال يحملونه ويضعونه، فعرَّس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخرجت عائشة للحاجة، فتباعدت فلم يعلم بها فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم والناس قد ارتحلوا، وجاء الذين يحملون الهودج فحملوه ولا يعلمون إلا أنها فيه، فساروا، وأقبلت عائشة فوجدتهم قد ارتحلوا، فجلست مكانها، فاستيقظ رجل من الأنصار يقال له صفوان بن المعطل، وكان لا يقرب النساء، فتقرب منها، وكان معه بعير له، فلما رآها حملها، وقد كان يراها قبل الحجاب وجعل يقود بها البعير حتى أتوا الناس والنبي صلى الله عليه وسلم ومعه عائشة وأكثروا القول، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فشقَّ عليه حتى اعتزلها، واستشار فيها زيد بن ثابت وغيره، فقال: يا رسول الله! دعها لعل الله أن يحدث لك فيها، فقال علي بن أبي طالب: النساء كثير، فحمل النبي صلى الله عليه وسلم-عليها، وخرجت عائشة ليلة تمشي في نساء فعثرت أم مسطح، فقالت: تعس مسطح، فقالت عائشة: بئس ما قلت، تقولين هذا لرجل من أصحاب رسول الله؟ فقالت: إنك لا تدرين ما يقولون، وأخبرتها الخبر،
فسقطت عائشة مغشياً عليها، ثم نزل القرآن بعذرها في سورة النور:{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} حتى بلغ: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11] ونزل: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} إلى قوله: {وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] وكان أبو بكر يعطي مسطحاً ويبره ويصله، وكان ممن أكثر على عائشة، فحلف أبو بكر أن لا يعطيه شيئاً فنزلت هذه الآية:{أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ الله لَكُمْ} [النور: 22] فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيها ويبشرها، فجاء أبو بكر فأخبرها بعذرها وبما أنزل الله، فقالت: لا بحمدك ولا بحمد صاحبك.
قال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل وهو متروك" المجمع 9/ 237
(1) 10/ 69 و71 و74 و75 و77 و78 و80 و82 و85 و88 و89 و93 و97 و98
قلت: وابنه إبراهيم ضعفه محمد بن عبد الله بن نمير وغيره.
وأبوه يحيى قال ابن معين: لا يكتب حديثه، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث.
وحديث ابن عمر أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 124 - 129 و143) من طريق إسماعيل بن يحيى بن عبد الله التيمي عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه أثلاثاً، فمن أصابته القرعة أخرج بهنَّ معه، فكن يخرجن يسقين الماء ويداوين الجرحى، فلما غز ابني المصطلق أقرع بينهنَّ فأصابت القرعة عائشة وأم سلمة، فأخرج بهما معه، فلما كانوا في بعض الطريق مال رحل أم سلمة فأناخوا بعيرها ليصلحوا رحلها، وكانت عائشة تريد قضاء حاجة، فلما أنزلوا إبلهم، قالت عائشة: فقلت في نفسي إلى ما يصلحوا رحل أم سلمة أقضي حاجتي، قالت: فنزلت من الهودج فأخذت ماء في السطل ولم يعلموا بنزولي فأتيت خربة وانقطعت قلادتي فاحتبست في رجعها ونظامها، وبعث القوم إبلهم ومضوا وظنوا أني في الهودج لم أنزل، قالت عائشة: فرجعت ولم أر أحداً، قالت: فاتبعتهم حتى أعييت فقلت في نفسي إن القوم سيفقدوني ويرجعون في طلبي، قالت: فقمت على بعض الطريق، فمرَّ بي صفوان بن المعطل السلمي، وكان رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعله على الساقة فجعله، فكان إذا رحل الناس أقام يصلي ثم اتبعهم، فما سقط منهم من شيء حمله حتى يأتي به أصحابه، قالت عائشة: فلما مرَّ بي ظنَّ أني رجل فقال: يا نومان قم فإنَّ الناس قد مضوا، قالت: فقلت: إني لست رجلاً أنا عائشة، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم أناخ بعيره فعقل يديه ثم ولى عني، فقال: يا أمة قومي فاركبي، فإذا ركبت فائذنيني، قالت: فركبت فجاء حتى حل العقال ثم بعث خمله فأخذ بخطام الجمل، فقال ابن عمر: فما كلمها كلاماً حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله بن أبي بن سلول المنافق: فجر بها وربِّ الكعبة، وأعانه على ذلك حسان بن ثابت الأنصاري ومسطح بن أثاثة وحمنة، وشاع ذلك في العسكر، وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في قلب النبي صلى الله عليه وسلم مما قالوا، حتى رجعوا إلى المدينة، وأشاع عبد الله بن أبي بن سلول هذا الحديث في المدينة، واشتدَّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت عائشة: فدخلت ذات يوم أم مسطح فرأتني وأنا أريد المذهب فحملت معي السطل وفيه ماء، فوقع السطل منها، فقالت: تعس مسطح، قالت لها عائشة: سبحان الله تتعسين رجلاً من أهل بدر وهو ابنك، قالت لها أم مسطح: إنه سال بك السيل وأنت لا تدرين، وأخبرتها الخبر، قالت: فلما أخبرتني أخذتني الحمى وتقلص ما كان بي ولم أبعد المذهب، قالت عائشة: وقد كنت أرى من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك جفوة، ولم أدر من أي شيء هي؟ فلما حدثتني أم مسطح فعلمت أنَّ جفوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخبرتني أم
مسطح، قالت عائشة: فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أتأذن لي أن أذهب إلى أهلي؟ قال: "اذهبي" فخرجت عائشة حتى أتت أباها أبا بكر قال لها أبو بكر: ما لك؟ قالت: أخرجني رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيته، قال لها أبو بكر: فأخرجك رسول الله صلى الله عليه وسلم فآويك، أنا والله لا آويك حتى يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤويها، فقال لها أبو بكر: والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية قط، فكيف وقد أعزنا الله بالإِسلام؟ فبكت عائشة وأم رومان وأبو بكر وعبد الرحمن، وبكى معهم أهل الدار، وبلغ ذاك النبي صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه فقال:"أيها الناس من يعذرني ممن يؤذيني؟ " فقام إليه سعد بن معاذ فسلَّ سيفه فقال: يا رسول الله أنا أعذرك منه، إن يك من الأوس أتيتك برأسه، وإن يك من الخزرج أمرتنا بأمرك فيه، فقام سعد بن عبادة فقال: كذبت والله ما تقدر على قتله إنما طلبتنا بذحولٍ كانت بيننا وبينكم في الجاهلية، فقال هذا: يا للأوس، وقال هذا: يا للخزرج، فاضطربوا بالنعال والحجارة وتلاطموا، فقام أسيد بن حضير فقال: فيم الكلام؟ هذا رسول الله يأمرنا بأمره فسفد عن رغم أنف من رغم، ونزل جبريل عليه السلام وهو على المنبر، فصعد إليه أبو عبيدة بن الجراح فاحتضنه، فلما سرِّي عنه أومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعاً، ثم تلا عليهم ما نزل به جبريل عليه السلام فنزل:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} [الحجرات: 9] بالسيف إلى آخر الآيات، فصاح الناس: رضينا يا رسول الله بما أنزل الله من القرآن، فقام بعضهم إلى بعض فتلازموا وتصالحوا، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم عن المنبر، وانتظر الوحي في عائشة، وبعث إلى علي وأسامة وبريرة، وكان إذا أراد أن يستشير امرءاً لم يعد علياً وأسامة بعد موت أبيه زيد، فقال لعلي:"ما تقول في عائشة؟ فقد أهمني ما قال الناس فيها" فقال له: يا رسول الله! قد قال الناس وقد حلَّ لك طلاقها، وقال لأسامة:"ما تقول أنت؟ " قال: سبحان الله ما يحل لنا أن نتكلم في هذا، سبحانك هذا بهتان عظيم، فقال لبريرة:"ما تقولين يا بريرة؟ " قالت: والله يا رسول الله ما علمت على أهلك إلا خيراً، إلا إنها امرأة نؤوم تنام حتى تجيء الداجن فتأكل عجينها، وإن كان شيء من هذا ليخبرنك الله، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى منزل أبي بكر، فدخل عليها فقال لها:"يا عائشة إن كنت فعلت هذا الأمر فقولي حتى أستغفر الله لك" قالت: والله لا أستغفر الله منه أبداً، إن كنت فعلته فلا غفر الله لي، وما أجد مثلي ومثلكم إلا مثل أبي يوسف -وذهب اسم يعقوب من الأسف- إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون - فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمها إذ نزل جبريل عليه السلام بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذت النبي صلى الله عليه وسلم نعسة، فقام أبو بكر لعائشة: قومي فاحتضني رسول الله، فقالت: لا والله لا أدنو منه، فقام أبو بكر فاحتضن النبي صلى الله عليه وسلم، فسرِّي عنه وهو يبتسم فقال:"عائشة قد أنزل الله عذرك" قالت: بحمد الله لا بحمدك، فتلا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة
النور إلى الموضع الذي انتهى خبرها وعذرها وبراءتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قومي إلى البيت" فقامت وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فدعا أبا عبيدة بن الجراح فجمع الناس ثم تلا عليهم ما أنزل الله عز وجل من البراءة لعائشة، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث إلى عبد الله بن أبي المنافق، فجيء به فضربه النبي صلى الله عليه وسلم حدين، وبعث إلى حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش فضربوا ضرباً وجيعاً ووجىء في رقابهم.
قال ابن عمر: إنما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم حدين، لأنه من قذف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعليه حدان.
فبعث أبو بكر إلى مسطح بن أثاثة، فقال: أخبرني عنك وأنت ابن خالتي ما حملك على ما قلت في عائشة؟ أما حسان فرجل من الأنصار ليس من قومي، وأما حمنة فامرأة ضعيفة لا عقل لها، وأما عبد الله بن أبي فمنافق وأنت في عيالي منذ مات أبوك وأنت ابن أربع حجج أنفق عليك وأكسوك حتى بلغت، ما قطعت عنك نفقة إلى يومي هذا، والله إنك لرجل لا وصلتك بدرهم أبداً ولا عطفت عليك بخير أبداً، ثم طرده أبو بكر وأخرجه من منزله، فنزل القرآن:{وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} الآية، فلما قال:{أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ الله لَكُمْ} [النور: 22] بكى أبو بكر فقال: أما إذ نزل القرآن بأمري فيك لأضاعفنَّ لك النفقة وقد غفرت لك، فإنَّ الله أمرني أن أغفر لك، وكانت امرأة عبد الله بن أبي منافقة معه فنزل القرآن:{الْخَبِيثَاتُ} يعني امرأة عبد الله {لِلْخَبِيثِينَ} يعني عبد الله {وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} يعني عبد الله لامرأته {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ} يعني عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم {وَالطَّيِّبُونَ} يعني النبي صلى الله عليه وسلم {لِلطَّيِّبَاتِ} يعني لعائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم: {أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} [النور: 26] إلى آخر الآيات.
قال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي وهو كذاب" المجمع 9/ 240
قلت: ذكره الحاكم في "المدخل" فقال: روى عن ابن أبي ذئب أحاديث موضوعة.
وذكره ابن حبان في "المجروحين" فقال: كان يروي الموضوعات عن الثقات.
وذكره الدارقطني في "الضعفاء" فقال: متروك، كذاب.
وحديث أبي هريرة أخرجه البزار (كشف 2663) وأبو يعلى (6125) والطبراني (23/ 129) من طرق عن عمرو بن خليفة البكراوي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هُريرة، قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بينَ نِسائِه، فأصابَ عائِشةَ القُرعةُ في غزوة بني المُصْطَلق، فلما كان في جوفِ الليل، انطلقت عائِشة لِحاجةٍ، فانحلَّت
قِلادَتها، فذَهبت في طَلبها، وكانَ مِسطَح يتيماً لأبي بكرٍ، وفي عيالِه، فلما رَجعتْ عائِشة لم تَر العَسكر، قال: وكانَ صفوانُ بن المُعَطّل السلمي يتخلَّف عنِ الناسِ، فيُصيب القدح والجِراب، والإداوَة، أحسبه قال: فَيحملُه، قال: فنظر فإذا عائِشة، فغطى -أحسبه قال- وَجهه عَنها، ثَم أدْنى بَعيره منها، قال: فانتهى إلى العَسكر، فقالوا قولاً -أو قالوا فيه- قال: ثم ذكر الحديث حتى انتهى، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء، فيقومُ على الباب فيقول:"كيفَ تيكُم؟ " حتى جاءَ يوماً، فقال:"أبشري يا عائشة! فقد أنزلَ الله عُذرك" فقالت: بحمدِ الله لا بحمدِك، قال: وأَنزل في ذلك عشر آيات: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11].
قال: فحدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِسْطحاً، وحَمْنَة، وحَسّان.
قال البزار: لا نَعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عمرو وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 230
وقال السيوطي: سنده حسن" الدر المنثور 6/ 146
قلت: عمرو بن خليفة ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما كان في بعض روايته بعض المناكير.
ولم يذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما.
وحديث أبي اليَسَر: أخرجه الطبراني (23/ 124) من طريق إسماعيل بن يحيى التيمي ثنا أبو معشر المديني عن محمد بن قيس عن أبي اليسر الأنصاري أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: "يا عائشة! قد أنزل الله عذرك" فقالت: بحمد الله ولا بحمدك، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند عائشة فبعث إلى عبد الله بن أبي فضربه حدين، وبعث إلى مسطح وحمنة فضربهم.
قال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي وهو كذاب" المجمع 6/ 280
947 -
(5741) قال الحافظ: وأورده ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير مرسلاً بإسناد واه.
وقال: وفي مرسل سعيد بن جبير: فاسترجع ونزل عن بعيره وقال: ما شأنك يا أم المؤمنين؟ فحدثته بأمر القلادة.
وقال: وفي مرسل سعيد بن جبير: وقذفها عبد الله بن أبي فقال: ما برئت عائشة من صفوان ولا برىء منها، وخاض بعضهم، وبعضهم أعجبه.
وقال: وفي مرسل سعيد بن جبير أنَّ سعد بن معاذ ممن قال ذلك.
وقال: وفي مرسل سعيد بن جبير عند ابن أبي حاتم والحاكم في "الإكليل": فنزلت ثماني عشرة آية متوالية كذبت من قذف عائشة: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا} [النور: 11] إلى قوله: {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)} [النور: 26].
وقال: وقد ورد أنه قدف صريحاً، ووقع ذلك في مرسل سعيد بن جبير عند ابن أبي حاتم وغيره" (1)
مرسل
أخرجه ابن أبي حاتم (14207) عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ثني ابن لَهيعة ثني عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] وذلك أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم انطلق غازياً، وانطلق معه بعائشة، ومع النبي صلى الله عليه وسلم يومئذٍ رفيق يقال له: صفوان بن المعطل من بني سليم، وكان إذا سار النبي صلى الله عليه وسلم ليلاً مكث صفوان في مكانه حتى يصبح، فإن سقط من المسلمين شيء من متاعهم حمله إلى المعسكر، فعرفه، فإذا جاء صاحبه دفعه إليه، وإن عائشة لما نودي بالرحيل ذات ليلة ركبت الرَّحل، فدخلت هودجها، ثم ذكرت حلياً لها كانت نسيته في المنزل، فنزلت لتأخذه، ولم يشعر بها صاحب البعير، فانبعث، فسار مع المعسكر، فلما وجدت عائشة حليها فإذا البعير قد ذهب، فأخذت تمشي على إثر المعسكر وهي تبكي، وأصبح صفوان بن المعطل في المنزل، ثم سار على إثر النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو بعائشة قد غطت وجهها وهي تبكي، فقال صفوان: من هذه؟ ثم نزل عن بعيره، فحملها على بعيره، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ففقدوا عائشة ولم يجدوها، ومكثوا ما شاء الله، إذ جاء صفوان قد حملها على بعيره، فقذفها عبد الله بن أبي المنافق، وحسان بن ثابت، ومِسْطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش الأسدية، فقال عبد الله بن أبي: ما برئت عائشة من صفوان، وما برىء صفوان منها، وخاض الناس في ذلك، وقال بعضهم: قد كان كذا وكذا، وقال بعضهم: كذا، وعرض بالقوم، وبعضهم أعجبه ذلك، فنزلت ثمانية عشرة آية
(1) 10/ 69 و77 و77 - 78 و85 و94
متواليات بتكذيب من قذف عائشة، وببراءتها ويؤدب فيها المؤمنين، فنزلت:{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ} [النور: 11]
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
وله طريق أخرى يرويها ابن إسحاق في "المغازي" عن الزهري عن سعيد بن جبير.
أخرجه ابن هشام في "السيرة"(2/ 297) عن زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق ثنا الزهري به.
وابن إسحاق قال ابن معين: ضعيف الحديث عن الزهري" تاريخ الدارمي.
948 -
(5742) قال الحافظ: وأورده الحاكم في "الإكليل" من رواية مقاتل بن حيان مرسلاً أيضاً.
وقال: وفي مرسل مقاتل بن حيان: فيحمله فيقدم به فيعرفه في أصحابه. وكذا في مرسل سعيد بن جبير نحوه.
وقال: هكذا وقع في جميع الروايات إلا في مرسل مقاتل بن حيان فإنّ فيه أنه ركب معها مردفاً لها، والذي في الصحيح هو الصحيح.
وقال: وقع في مرسل مقاتل بن حيان أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه قول أهل الإفك وكان شديد المغيرة قال: "لا تدخل عائشة رحلي" فخرجت تبكي حتى أتت أباها فقال: أنا أحق أن أخرجك، فانطلقت تجول لا يؤويها أحد حتى أنزل الله عذرها. وإنما ذكرته مع ظهور نكارته لإيراد الحاكم له في "الإكليل" وتبعه بعض من تأخر غير متأمل لما فيه من النكارة والمخالفة للحديث الصحيح من عدة أوجه فهو باطل.
وقال: وفي مرسل مقاتل بن حيان عند الحاكم في "الإكليل" بلفظ: فرماها عبد الله بن أبي" (1)
949 -
(5743) قال الحافظ: وهو أبو مويهبة الذي روى عنه عبد الله بن عمرو بن العاص حديثاً في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفاته، أخرجه أحمد وغيره" (2)
(1) 10/ 69 و75 و77 و78 و98
(2)
10/ 72
تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إني أوتيت مفاتيح خزائن الأرض
…
"
950 -
(5744) قال الحافظ: عند سعيد بن منصور من مرسل أبي صالح: فقالت: وما تدرين ما قال؟ قالت: لا والله. فأخبرتها بما خاض فيه الناس، فأخذتها الحمى" (1)
951 -
(5745) قال الحافظ: وروى الطبري أيضاً من طريق ابن إسحاق حدثني أبي عن بعض رجال بني النجار أنَّ أبا أيوب قالت له أم أيوب: أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بلى، وذلك الكذب، أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت: لا والله، قال: فعائشة والله خير منك، قالت: فنزل القرآن: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} الآية.
وللحاكم من طريق أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيوب نحوه، وله من طريق أخرى: قال: قالت أم الطفيل لأبي بن كعب: فذكر نحوه" (2)
حديث أبي أيوب له عنه طريقان:
الأول: يرويه محمد بن إسحاق بن يسار المدني ثني أبي عن بعض رجال بني النجار أنَّ أبا أيوب خالد بن زيد قالت له امرأته أم أيوب: يا أبا أيوب ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بلى وذلك الكذب، أكنت أنت يا أم أيوب فاعلة ذلك؟ قالت: لا والله ما كنت لأفعله، قال: فعائشة والله خير منك.
قال: فلما نزل القرآن ذكر الله من قال في الفاحشة ما قال: ثم قال: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12)} [النور: 12] أي فقولوا كما قال أبو أيوب وصاحبته.
أخرجه ابن هشام في "السيرة"(2/ 302) والطبري في "التفسير"(18/ 96) وفي "التاريخ"(2/ 617) وابن أبي حاتم (14221 و14225) من طرق عن ابن إسحاق به.
وإسناده حسن إن كان الرجال الذين لم يسموا من الصحابة.
الثاني: يرويه أفلح مولى أبي أيوب أنَّ أم أيوب قالت لأبي أيوب: ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ وذكر الحديث.
(1) 10/ 80
(2)
10/ 85
أخرجه الواقدي كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 273) قال: حدثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان عن أفلح به.
والواقدي تقدم مراراً أنه يضع الحديث.
وحديث أبي بن كعب أخرجه الواقدي أيضاً في "المغازي"(2/ 434 - 435) عن إبراهيم بن يحيى عن أم سعد بنت سعد بن ربيع قالت: قالت أم الطفيل لأبي بن كعب: ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ الحديث.
وله شاهد من حديث عائشة قالت: فذكرت حديث الإفك بطوله، وقالت فيه: وكان أبو أيوب الأنصاري حين أخبرته امرأته بقول أهل الإفك، فقال: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم، قالت: فأنزل الله عز وجل: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16)} .
أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 74 - 78) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 185) من طريقين عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت عطاء بن أبي مسلم الخراساني يحدث عن الزهري عن عروة بن الزبير أنَّ عائشة حدثته بحديث الإفك.
وأخرجه الطبراني أيضاً من طريق إسحاق بن راهويه (مسند عائشة 729) أنا كلثوم بن محمد بن أبي سدرة ثنا عطاء الخراساني عن الزهري عن علقمة بن وقاص وعروة بن الزبير عن عائشة.
وأخرجه أيضاً هو وابن عدي (6/ 2092) من طريق يعقوب بن كعب الحلبي ثنا كلثوم بن محمد بن أبي سدرة عن عطاء الخراساني عن الزهري عن عروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص عن عائشة.
وإسناده حسن.
952 -
(5746) قال الحافظ: وقع ذلك في رواية أبي أويس عن الحسن بن زيد وعبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيرهما مرسلاً، أخرجه الحاكم في "الإكليل"(1).
…
(1) 10/ 98