الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الفتن
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء
1380 -
(6173) قال الحافظ: وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد، أخرجها الطبراني وغيره غالبها فيه مقال وبعضها جيد" (1)
ورد من حديث الحسن بن علي ومن حديث عبد الرحمن بن أبي بكر ومن حديث عبد الرحمن بن عوف ومن حديث عبد الله بن الزبير ومن حديث عبد الله بن عمرو ومن حديث عمرو بن مرة الجهني ومن حديث عائشة ومن حديث الزهري وعطاء الخراساني مرسلاً.
فأما حديث الحسن بن علي فأخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 4455/ 1) وأبو يعلى (6764) والطبراني في "الكبير"(2740) من طرق عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى قال: كنت بين الحسن، والحسين ومروان يتسابان، فجعل الحسن يسكت الحسين، فقال مروان: أهل بيت ملعونون، فغضب الحسن وقال: أقلت: أهل بيت ملعونون؟ فوالله لقد لعنك الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وأنت في صلب أبيك.
قال الهيثمي: وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط" المجمع 10/ 72
قلت: واختلف في سماع حماد منه أهو قبل الاختلاط أم بعده: فقيل: قبل الاختلاط، وقبل: بعده.
والذي يظهر لي أنه سمع منه في الصحة والاختلاط، والله أعلم.
(1) 16/ 117
ولم ينفرد به بل تابعه جرير بن عبد الحميد الضبي عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى النخعي قال: كنت يوماً مع الحسن والحسين فسبهما مروان سبّاً قبيحاً، حتى قال: والله إنكم لأهل بيت ملعونون، فقال الحسن والحسين أو أحدهما: والله، والله، ثم والله لقد لعنك الله علي لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وأنت في صلب الحكم، فسكت مروان.
أخرجه إسحاق (المطالب 4455/ 3) عن جرير به.
وأخرجه أبو يعلى (6766) عن أبي مَعْمر إسماعيل بن إبراهيم القَطيعي الهروي ثنا جرير به.
وجرير سمع من عطاء بعد الاختلاط.
وأما حديث عبد الرحمن بن أبي بكر فأخرجه البزار (2273)
عن عبد الرحمن بن مَغْراء الكوفي
وابن أبي حاتم في "التفسير" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 159)
عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة
كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد أخبرني عبد الله البهي مولى الزبير قال: إني لفي المسجد حين خطب مروان، فقال: إنّ الله تعالى قد أرى أمير المؤمنين في يزيد رأيًا حسناً، وإن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر عمرَ، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: أهرقلية؟ إنّ أبا بكر والله ما جعلها في أحد من ولده ولا أحد من أهل بيته ولا جعلها معاوية في ولده إلا رحمة وكرامة لولده، فقال مروان: ألست الذي قال لوالديه: أفٍّ لكما؟ فقال عبد الرحمن: ألست ابن اللعين الذي لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أباك.
قال البزار: لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه"
وقال الهيثمي: رواه البزار وإسناده حسن" المجمع 5/ 214
قلت: وإسناد ابن أبي حاتم صحيح.
وأما حديث عبد الرحمن بن عوف فأخرجه الحاكم (4/ 479) من طرق عن عبد الرزاق بن هَمَّام الصنعاني حدثني أبي عن مِيْناء مولى عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن عوف قال: كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له، فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال:"هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون"
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لا والله، وميناء كذبه أبو حاتم"
وأما حديث عبد الله بن الزبير فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عامر الشعبي قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقول وهو مستند إلى الكعبة: ورب هذا البيت لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.
أخرجه البزار (2197) عن أحمد بن منصور بن سَيّار الرَّمَادي ثنا عبد الرزاق أنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي به.
وأخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(217) من طريق حفص بن عمر المهرقاني ثنا عبد الرزاق به.
وأخرجه أحمد (16128) عن عبد الرزاق به إلا أنه لم يسم الحكم.
قال البزار: وهذا الكلام لا نحفظه عن ابن الزبير إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"
قلت: وهو إسناد صحيح.
وقد رواه إسحاق (المطالب 4457/ 1) عن عبد الرزاق ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد والمجالد عن الشعبي مرسلاً.
والأول أصح.
ولم ينفرد سفيان به بل تابعه:
1 -
أحمد بن بشير القرشي المخزومي.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 299)
2 -
أبو مالك عمرو بن هاشم الجَنْبي.
أخرجه الطبراني (300)
3 -
محمد بن فضيل الكوفي.
أخرجه البزار (6/ 159) عن علي بن المنذر الكوفي عن ابن فضيل به.
- ورواه يحيى بن سليمان الجُعْفي عن ابن فضيل واختلف عنه:
• فرواه أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي عن يحيى بن سليمان كرواية علي بن المنذر.
أخرجه الطبراني (299)
• ورواه أحمد بن محمد بن الحجاج بن رِشْدين بن سعد المصري عن يحيى بن سليمان ثنا ابن فضيل عن ابن شُبْرُمة عن الشعبي عن عبد الله بن الزبير.
أخرجه الطبراني (301)
والأول أصح.
ولم ينفرد إسماعيل بن أبي خالد به بل تابعه محمد بن سُوْقة الغنوي عن الشعبي عن ابن الزبير به.
أخرجه الحاكم (4/ 481) من طريق أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري ثنا إبراهيم بن منصور الخراساني ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن سوقة به.
وقال: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: الرشديني ضعفه ابن عدي"
الثاني: يرويه يزيد بن أبي زياد عن عبد الله البهي مولى الزبير عن ابن الزبير أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لعن فلاناً وولده على هذا المنبر.
أخرجه الطبراني (289) عن الحسن بن العباس الرازي ثنا محمد بن حميد ثنا هارون بن المغيرة عن عمرو بن أبي قيس عن يزيد به.
وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي، ويزيد بن أبي زياد أظنه الهاشمي الكوفي قال ابن معين وغيره: ليس بالقوي.
وأما حديث ابن عمرو فيرويه عثمان بن حكيم بن عباد بن حُنيف الأنصاري واختلف عنه:
- فقال عبد الله بن نمير: ثنا عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف عن ابن عمرو قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب عمرو بن العاص يلبسُ ثيابه ليلحقني، فقال ونحن عنده:"ليدخلن عليكم رجل لعين" فوالله ما زلت وجلاً، أَتَشَوَّفُ داخلاً وخارجاً، حتى دخل فلان، يعني الحكم.
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(الإتحاف 5449) وأحمد (6520) عن عبد الله بن نمير به.
وأخرجه البزار (2352) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان أنا عبد الله بن نمير به.
ولفظه: فما زلت انظر وأخاف حتى دخل الحكم بن أبي العاص.
وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن ابن عمرو بهذا الإسناد"
وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات على شرط مسلم فقد احتج بجميع رواته" الإتحاف 6/ 54
قلت: وإسناده صحيح، إلا أنَّ مسلماً لم يخرج رواية أبي أمامة عن ابن عمرو.
- وقال عبد الواحد بن زياد البصري: ثنا عثمان بن حكيم ثنا شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص عن ابن عمرو.
أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب"(3/ 50 - 51) من طريق موسى بن إسماعيل البصري ثنا عبد الواحد به.
وإسناده حسن، شعيب صدوق، والباقون ثقات.
وأما حديث عمرو بن مرة فأخرجه أبو يعلى (المطالب 4454) والحاكم (4/ 481) من طريق علي بن الحكم البُنَاني عن أبي الحسن الجَزَري عن عمرو بن مرة قال: استأذن الحكم بن أبي العاص على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف كلامه، فقال:"ائذنوا له، لعنه الله وكل ما خرج من صلبه إلا مؤمنيهم وقليل ما هم، يشرفون في الدنيا، ويوضعون في الآخرة، ذوو مكر وخديعة، يعطون في الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق"
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لا والله فأبو الحسن من المجاهيل"
وأما حديث عائشة فأخرجه النسائي في "الكبرى"(11491) عن علي بن الحسين الدرهمي ثنا أمية بن خالد عن شعبة عن محمد بن زياد قال: لما بايع معاويةُ لابنه، قال مروان: سنة أبي بكر وعمر، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: سنة هرقل وقيصر، فقال مروان: هذا الذي أنزل الله فيه: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} [الأحقاف: 17] فبلغ ذلك عائشة فقالت: كذب والله، ما هو به، ولو شئت أن أسمي الذي أنزلت فيه لسميته، ولكنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لعن أبا مروان، ومروان في صلبه، فمروان فَضَضٌ من لعنة الله.
وأخرجه الحاكم (4/ 481) من طريق أحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي ثنا علي بن الحسين به.