الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاثاً فأتاه حويطب بن عبد العزي بن أبي قيس بن عبد وُدٍّ (1) في نفر من قريش (2)، وكانت قريش قد وكلته بإخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، فقالوا: قد انقضى أجلك فاخرج عنا، فقال لهم:"وما عليكم لو تركتموني فعرست بين أظهركم وصنعنا لكم طعاماً فحضرتموه" فقالوا: لا حاجة لنا بطعامك فأخرج عنا، فخرج وخلَّف أبا رافع مولاه على ميمونة، حتى أتاه بها بِسَرِف فبنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم هنالك.
السياق للبيهقي، ولم يذكر الحاكم في روايته: عن أبان بن صالح.
وقال: صحيح على شرط مسلم"
قلت: ابن إسحاق صدوق أخرج له مسلم في المتابعات، ومن فوقه كلهم ثقات، فالإسناد حسن.
وقد رواه زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق فجعل قوله: فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة
…
إلى آخر الحديث، من كلام ابن إسحاق.
أخرجه ابن هشام في "السيرة"(2/ 372) عن البكائي به.
ومن طريقه أخرجه الحافظ في "التغليق"(4/ 139 - 140)
وتابعه سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به.
أخرجه الطبري في "التاريخ"(3/ 24 - 25)
• ورواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن ابن إسحاق فلم يذكر هذه الزيادة، وأسقط من إسناده: ابن أبي نجيح.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(3202)
باب غزوة مؤتة
904 -
(5698) قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث أبي اليَسَر الأنصاري قال: أنا دفعت الراية إلى ثابت بن أقرم لما أصيب عبد الله بن رواحة فدفعها إلى خالد بن الوليد وقال له: أنت أعلم بالقتال مني.
(1) زاد الطبراني: بن نصر بن مالك بن حسل.
(2)
زاد الطحاوي والطبراني والحاكم: في اليوم الثالث.
وقال: وعند الطبراني من حديث أبي اليسر الأنصاري أنَّ أبا عامر الأشعري هو الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمصابهم" (1)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 167 - 168) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثني ثابت بن دينار ثنا سالم بن أبي الجَعد قال: قال أبو اليَسَر الأنصاري: كنت جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه أبو عامر الأشعري فقال: بعثني في كذا وكذا ثم أتيت مؤتة، فلما صفَّ القوم ركب جعفر فرسه ولبس الدرع وأخذ اللواء حتى أتى القوم، ثم نادى: من يبلغ هذه صاحبها؟ فقال رجل من القوم: أنا، فبعث بها ثم تقدم فضرب بسيفه حتى قتل، فتحدرت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم دموعاً، فصلى بنا الظهر ثم دخل ولم يكلمنا، ثم أقيمت العصر فخرج فصلى، ثم دخل ولم يكلمنا، ففعل كذلك في المغرب والعشاء، فدخل ولا يكلمنا، وكان إذا صلى أقبل علينا بوجهه، فخرج علينا في الفجر في الساعة التي كان يخرج فيها، وأنا وأبو عامر الأشعري جلوس، فجلس بيننا وقال:"ألا أخبركم عن رؤيا رأيتها، دخلت الجنة فرأيت جعفراً ذا جناحين مضرجين بالدماء، وزيد مقابله، وابن رواحة معهم كأنه يعرض عنهم، وسأخبركم عن ذلك: إنَّ جعفرا حين تقدم فرأى القتل لم يصرف وجهه وزيد كذلك، وابن رواحة صرف وجهه"
قال الهيثمي: وفيه ثابت بن دينار أبو حمزة وهو ضعيف" المجمع 6/ 161
وأخرجه ابن سعد (2/ 129 - 130) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سالم بن أبي الجعد عن أبي اليسر عن أبي عامر قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام، فلما رجعت مررت على أصحابي وهم يقاتلون المشركين بمُؤتَة، قلت: والله لا أبرح اليومَ حتى انظر إلى ما يصير إليه أمرهم، فأخذ اللواءَ جعفر بن أبي طالب ولبس السلاحَ، ثمّ حمل جعفر حتّى إذا هَمّ أن يخالطَ العدوّ رجع فوحّش بالسلاح ثمّ حمل على العدوّ وطاعن حتّى قُتل، ثمّ أخذ اللواء زيد بن حارثة وطاعن حتى قُتل، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة وطاعن حتى قُتِل، ثم انهزم المسلمون أسوَأ هزيمةٍ رأيتُها قط حتى لم أرَ اثنين جميعاً، ثمّ أخذ اللواءَ رجلٌ من الأنصار ثمّ سعى به حتّى إذا كان أمامَ الناس رَكَزه ثمّ قال: إليّ أيّها الناس! فاجتمع إليه الناس حتّى إذا كثروا مشي باللواء إلى خالد بن الوليد فقال له خالد: لا آخذه منك أنت أحَقّ به؛ فقال الأنصاري: والله ما أخذته إلا لك! فأخذ خالد اللواء ثمّ حمل على القوم فهزمهم الله أسوأ هزيمةٍ رأيتها قط حتى وضع المسلمون أسيافهم حيث شاؤوا، وقال: فأتيت رسول لله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته فشقَّ ذلك عليه، فصَلّى الظّهرَ ثمّ دخل،
(1) 9/ 53 و54
وكان إذا صلّى الظهر قام فركع ركعتين ثمّ أقبل بوجهه على القوم فشقّ ذلك على الناس، ثمّ صلّى العصر ففعل مثل ذلك، ثمّ صلّى المغرب ففعل مثل ذلك، ثمّ صلّى العَتَمة ففعل مثل ذلك، حتى إذا كان صلاة الصبح دخل المسجد ثمّ تبسّم، وكان تلك الساعة لا يقوم إليه إنسانٌ من ناحية المسجد حتى يصلّي الغداة، فقال له القوم حين تبسّم: يا نبيّ الله بأنفسنا أنت! ما يعلم إلا الله ما كان بنا من الوجد منذ رأينا منك الذي رأينا! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان الذي رأيتم مني أنه أحزنَني قتل أصحابي حتى رأيتهم في الجنّة إخواناً على سُرُرٍ متقابلين، ورأيت في بعضهم إعراضاً كأنه كره السيفَ، ورأيت جعفراً مَلَكاً ذا جناحَينِ مُضَرّجاً بالدماء مصبوغَ القوادِمِ"
وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى.
وأما الرواية الأولى فأخرجها أبو نعيم في "الصحابة"(1355) من طريق أبي إسحاق محمد بن إبراهيم الفَزَاري عن أبي حمزة الثُّمَالي عن سالم بن أبي الجعد عن أبي اليسر قال: لما دفعت الراية إلى ابن رواحة فأصيب دفعها إلى ثابت بن أقرم الأنصاري، فدفعها ثابت إلى خالد بن الوليد وقال: أنت أعلم بالقتال مني.
قال الحافظ: رواه ابن منده بإسناد ضعيف" الإصابة 2/ 6
قلت: أبو حمزة الثمالي واسمه ثابت بن أبي صفية، واسمه دينار، ويقال: سعيد، قال ابن معين ويعقوب بن سفيان والدارقطني: ضعيف، وقال أحمد: ضعيف الحديث ليس بشيء، وقال الجوزجاني: واهي الحديث.
905 -
(5699) قال الحافظ: وقد روى البيهقي في "الدلائل" من مرسل عاصم بن عمر بن قتادة أنَّ جناحي جعفر من ياقوت" (1)
أخرجه الواقدي في "المغازي"(2/ 762) عن محمد بن صالح التمار عن عاصم بن عمر بن قتادة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما قتل زيد أخذ الراية جعفر بن أبي طالب، فجاءه الشيطان فحبَّب إليه الحياة، وكرَّه إليه الموت، ومنَّاه الدنيا، فقال: الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا، ثمّ مضى قُدماً حتى استشهد" فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا له وقال: "استغفروا لأخيكم فإنه شهيد دخل الجنة، وهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث يشاء من الجنة"
…
(1) 9/ 57
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 369) من طريق الحسين بن الفرج البغدادي ثنا الواقدي به.
والواقدي متهم كما تقدم.
906 -
(5700) قال الحافظ: وجاء في جناحي جبريل أنهما لؤلؤ، أخرجه ابن منده في ترجمة ورقة" (1)
تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الياء فانظر حديث: "يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ
…
"
907 -
(5701) قال الحافظ: وقد روى أحمد وأبو داود من حديث عوف بن مالك أنَّ رجلاً من أهل اليمن رافقه في هذه الغزوة فقتل رومياً وأخذ سَلَبه، فاستكثره خالد بن الوليد، فشكاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم" (2)
أخرجه أحمد (6/ 27 - 28) ومسلم (1753) وأبو داود (2719 و2720 و2721) من طريق جبير بن نفير الحمصي عن عوف بن مالك قال: خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة فرافقني مَدَدِىٌ من أهل اليمن ليس معه غير سيفه، فنحر رجل من المسلمين جزورا، فسأله المددي طائفة من جلده، فأعطاه إياه، فأتخذه كهيئة الدَّرْق، ومضينا فلقينا جموع الروم، وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سَرْجٌ مذهب وسلاح مذهب، فجعل الرومي يُفْرِي المسلمين، فقعد له المددي خلف صخرة، فمَرَّ به الرومي فَعَرْقَبَ فرسه، فخرَّ، وعلاه فقتله وحاز فرسه وسلاحه، فلما فتح الله عز وجل للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد فأخذ منه السلب.
قال عوف: فأتيته فقلت: يا خالد! أما علمت أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالسَلَب للقاتل؟ قال: بلى، ولكني استكثرته، قلت: لتردنه عليه أو لأعرفنكها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبى أن يردَّ عليه.
قال عوف: فاجتمعنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقصصت عليه قصة المددي، وما فعل خالد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا خالد! ما حملك على ما صنعت؟ " قال: يا رسول الله! لقد استكثرته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا خالد! رُدَّ عليه ما أخذت منه"
قال عوف: فقلت له: دونك يا خالد ألم أفِ لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما ذاك؟ "
(1) 9/ 57
(2)
9/ 57