الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخرجه عبد الرزاق في "التفسير"(3/ 348) عن مَعْمر بن راشد عن قتادة في قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)} [عبس: 1] قال: جاء ابن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يكلم أبي بن خلف، فأعرض عنه، فأنزل الله تعالى عليه:{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)} .
قال: فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه.
وأخرجه أبو يعلى (3123) عن محمد بن مهدي الأُبُلي ثنا عبد الرزاق به (1).
ومحمد بن مهدي ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات.
وأخرجه الطبري (30/ 51) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة به.
ورواته ثقات.
…
سورة البروج
979 -
(5773) قال الحافظ: وأخرج مسلم والترمذي وغيرهما من حديث صهيب قصة أصحاب الأخدود مطولة، وفيه قصة الغلام الذي كان يتعلم من الساحر، فمرَّ بالراهب فتابعه على دينه، فأراد الملك قتل الغلام لمخالفته دينه فقال: إنك لن تقدر على قتلي حتى تقول إذا رميتني: بسم الله ربِّ الغلام، ففعل، فقال الناس: آمنا برب الغلام، فخدَّ لهم الملك الأخاديد في السكك وأضرم فيها النيران ليرجعوا إلى دينه. وفيه قصة الصبي الذي قال لأمه: اصبري فإنك على الحق، صرَّح برفع القصة بطولها حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب. ومن طريقه أخرجه مسلم والنسائي وأحمد، ووقفها معمر عن ثابت، ومن طريقه أخرجها الترمذي. وعنده في آخره: يقول الله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4)} [البروج: 4] إلى {الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)} [البروج: 8] " (2)
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(482) وأحمد (4/ 332 و333 و6/ 16 - 18)
(1) زاد ابن كثير بعد أن نسبه لأبي يعلى: عن أنس. التفسير 4/ 470
(2)
10/ 326
والدارمي (2446) ومسلم (3005) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(287) والبزار (2090) والنسائي في "الكبرى"(8633 و11661) وأبو يعلى (نتائج الأفكار 2/ 317) والطبري في "التفسير"(30/ 133 - 134) والهيثم بن كليب (992) وابن حبان (2027 و4758) والطبراني في "الكبير"(7320) وفي "الدعاء"(664) وابن السني في "اليوم والليلة"(117) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 155) والقضاعي (1483) والبيهقي (9/ 153) وفي "القضاء والقدر"(142) والواحدي في "الوسيط"(4/ 459 - 460) والبغوي في "التفسير"(7/ 227 - 229) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 316) من طرق عن حماد بن سلمة ثنا ثابت البُنَاني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله قال: "كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كَبِرَ قال للملك: إني قد كبرت، فأبعث إليَّ غلاماً أعلمه السحر. فبعث إليه غلاماً يعلمه. فكان في طريقه، إذا سلك، واهب. فقعد إليه وسمع كلامه. فأعجبه. فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أَعْلَمُ الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجراً فقال: اللهم! إن كان أمر الراهب أحبَّ إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها، ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: أي بُني! أنت اليوم أفضلُ مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي. وكان الغلام يبرىء الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس للملك كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما هاهنا لك أجمع، إن أنت شفيتني، فقال: إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك. فآمن بالله، فشفاه الله. فأتى الملكَ فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله. فأخذه فلم يزل بعذبه حتى دل على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بني! قد بلغ من سحرك ما تبرىء الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل، فقال: إني لا أشفي أحداً، وإنما يشفي الله. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دلَّ على الراهب، فجيء بالراهب، فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى. فدعا بالمنشار، فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه حتى وقع شقاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك فأبى. فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه. ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه، وإلا فاطرحوه. فذهبوا به فصعدوا به الجبل، فقال: اللهم! اكفنيهم بما شئت. فرجف بهم الجبل فسقطوا. وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك:
ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قُرْقُور، فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه، فذهبوا به، فقال: اللهمَّ! اكفنيهم بما شئت. فانكفأت بهم السفينة فغرقوا. وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: باسم الله، ربِّ الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحدٍ، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: باسم الله، ربِّ الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صُدْغِهِ، فوضع يده في صدغه في موضع السهم، فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، أمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، فأُتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حَذَرُك، قد آمن الناس. فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخُدَّت، وأضرم النيران، وقال: من لم يرجع عن دينه فأحْمُوهُ فيها. أو قيل له: اقْتَحِمْ. ففعلوا، حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أُمَّه! اصبري، فإنك على الحق"
وأخرجه عبد الرزاق (9751) وفي "التفسير"(3/ 362 - 364) عن مَعْمر بن راشد عن ثابت البُنَاني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر همس -والهمس في قول بعضهم يحرك شفتيه كأنه يتكلم بشيء - فقيل له: يا نبي الله! إنك إذا صليت العصر همست، فقال:"إنَّ نبياً من الأنبياء كان أُعجب بأمته، فقال: من يقوم لهؤلاء؟ فأُوحي إليه: أنْ خيِّرهم بين أن انتقم منهم، أو أسلط عليهم عدوهم، فاختاروا النقمة، فسلط الله عليهم الموت، فمات منهم في يوم سبعون ألفاً"
قال: وكان إذا حدَّث بهذا الحديث حدَّث بهذا الآخر، قال: وكان ملك من الملوك، وكان لذلك الملك كاهن يتكهنُّ له، وذكر الحديث بطوله.
وأخرجه الترمذي (3340) وابن أبي عاصم (289) والبزار (2091) والطبراني (7319) من طرق عن عبد الرزاق به.
قال الترمذي: حسن غريب"
وقال ابن كثير: وهذا السياق ليس فيه صراحة أنَّ سياق هذه القصة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي: فيحتمل أن يكون من كلام صهيب الرومي فإنه كان عنده علم من أخبار النصارى، والله أعلم" 4/ 494
كذا قالا، وقد قال البزار بعد تخريجه: وهذا الكلام لا نعلم يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا صهيب، ولا نعلم رواه إلا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب"
وقال ابن أبي عاصم: رواه معمر مرفوعاً"
وقد صرح حماد بن سلمة برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من أثبت الناس في ثابت البناني (1).
وأما معمر فقال ابن معين: معمر عن ثابت ضعيف.
وقال أيضاً: حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام.
وقد رواه سليمان بن المغيرة والأعمش عن ثابت فلم يذكرا قصة أصحاب الأخدود.
فأما حديث سليمان بن المغيرة فأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 319 - 320) وأحمد (4/ 333) والحربي في "الغريب"(3/ 1108) وابن أبي عاصم (288) والبزار (2089) وابن نصر في "الصلاة"(209) والنسائي في "اليوم والليلة"(614) وابن حبان (1975) والإسماعيلي في "المعجم"(1/ 437 - 438) والبيهقي (9/ 153) وفي "الشعب"(2914) من طرق عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن عن صهيب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى همس شيئاً لا يخبرنا به، قلنا: يا رسول الله! إنك مما إذا صليت همست شيئاً لا نفهمه، قال:"فطنتم لي؟ " قلت: نعم، قال: "ذكرت نبياً من الأنبياء أعطي جنوداً من قومه فقال: من يكافىء هؤلاء، قال: فقيل له: اختر لقومك إحدى ثلاث: إما أن يسلط عدواً من غيرهم، أو الجوع، أو الموت، قال: فعرض ذلك على قومه، فقالوا: أنت نبي الله فاختر لنا، قال: فقام إلى الصلاة. قال: وكانوا مما إذا فزعوا فزعوا إلى الصلاة، فصلى فقال: اللهم إن تسلط عليهم من غيرهم فلا، أو الجوع فلا، ولكن الموت، قال: فسلط علبهم الموت، فمات منهم سبعون ألفاً في ثلاثة أيام.
قال: فهمسي الذي تسمعون أني أقول: اللهم بك أحاول، وبك أصاول، ولا حول ولا قوة إلا بك"
رواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي وصفان بن مسلم الصفار وهُدبة بن خالد القيسي وأبو داود الطيالسي وبهز بن أسد العَمِّي وعبد الرحمن بن إبراهيم وسعيد بن سليمان الواسطي عن سليمان بن المغيرة هكذا.
(1) انظر حديث: "إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا
…
" في المجموعة الأولى.