الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العثماني، وإلا كانت القراءة شاذة غير مقبولة (1).
ويخرج من الكتاب ما نسخت تلاوته وبقي حكمه، مثل:"الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالًا من الله".
7 -
المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس: وهذا التحديد لأوله وآخره زيادة في الاحتياط حتى لا يزاد فيه دعاء أو ثناء أو سورة أو غير ذلك، وهذا الترتيب لسور القرآن الكريم وآياته توقيفي عن رسول الله عن جبريل عن رب العزة، ولا يجوز تغييره ولا تبديله (2).
ويتفرع عن التعريف عدة حالات أهمها:
أولًا: ترجمة القرآن ليست قرآنًا:
لأن الكتاب نظمه ومعناه من عند الله تعالى، وأن القرآن اسم للنظم والمعنى، فالنظم هو عبارات القرآن الكريم وألفاظه، والمعنى هو ما تدل عليه العبارة والنظم، أما المعنى فقط فليس بقرآن، ولذلك فإن الترجمة إلى لغة أجنبية مهما كانت دقيقة وكاملة لا تعد قرآنًا، ولا يصح الاستنباط من الترجمة؛ لأن فهم المراد من الآيات لترجمتها يحتمل الخطأ، لوجود الحقيقة والمجاز، والمشترك، والعام، والخاص، والتعبير بألفاظ لغة أخرى عن معاني القرآن يحتمل الخطأ أيضًا، وهذان
(1) قال الغزالي: وقيدناه بالمصحف؛ لأن الصحابة بالغوا في الاحتياط في نقله، المستصفى: 1 ص 101، وانظر: فواتح الرحموت: 2 ص 12، 13، أصول الفقه الإِسلامي، للشيخ شاكر الحنبلي: ص 47، كشف الأسرار: 1 ص 22.
(2)
قال الغزالي: فإن قيل: هلا حددتموه بالمعجز؟ قنا: لا؛ لأن كونه معجزًا يدل على صدق الرسول عليه السلام لا على كونه كتاب الله لا محالة، إذ يتصور الإعجاز بما ليس بكتاب الله تعالى، ولأن بعض الآية ليس بمعجز، وهو من الكتاب، المستصفى: 1 ص 101، وانظر: كشف الأسرار: 1 ص 22، وإن الكلام في هذا الموضوع طويل وشائق، ولن نتوسع فيه لأنه تابع إلى علوم القرآن الكريم.
الاحتمالان واقعان وملموسان، ولذا فالترجمة لا تكون قطعية في القرآنية، والقرآن بلفظه ومعناه نزل باللغة العربية دون ما عداها (1).
ولكن يصح ترجمة معاني القرآن الكريم، بأن يضع العلماء له تفسيرًا مختصرًا يوضح معناه، ويبين أحكامه، ويقوم بعض العلماء الثقات العدول الذين يتقنون اللغة العربية ويجيدون اللغة الأجنبية بترجمة هذه المعاني، ولا يصح أن يطلق على الترجمة اسم: القرآن، أو: كتاب الله، وإنما يطلق عليها: تفسير، أو: معاني القرآن الكريم، وتأكيدًا لذلك واحتياطًا للأمر يقترح العلماء أن يطبع القرآن الكريم بنصه ولفظه العربي في منتصف الصفحة، ويطبع التفسير باللغة الأجنبية على هامشه، ليشار إلى الأصل باستمرار.
وهذه الترجمة لا تعتبر قرآنًا، ولا يستنبط منها أحكام الله تعالى، ولا يحتج بصيغتها وعبارتها، ولا تثبت لها أحكام القرآن الكريم، ولا تصح بها الصلاة، ولا يتعبد بتلاوتها.
ونقل عن الإِمام أبي حنيفة أنه أجاز قراءة القرآن بالفارسية في الصلاة من غير عذر؛ لأنه لم يجعل النظم ركنًا لازمًا في القرآن، ويسقط لزوم النظم عنده رخصة إسقاط، مع وجوب الاعتقاد بنزول النظم وحرمة كتابة المصحف بالفارسية وحرمة المداومة والاعتياد على القراءة بالفارسية (2).
(1) فواتح الرحموت: 2 ص 8، الرسالة، هامش 2، تحقيق أحمد شاكر: ص 49، أصول الفقه الإِسلامي: ص 46، مصادر التشريع الإِسلامي: ص 65، كشف الأسرار: 1 ص 23، نسمات الأسحار: ص 9، شرح المنار: ص 9، أصول الفقه، أبو زهرة: ص 85، أصول الفقه، الخضري: ص 230، اقتضاء الصراط المستقيم: ص 203.
(2)
كشف الأسرار: 1 ص 23 - 35، التلويح والتوضيح: 1 ص 156، 158، شرح المنار: ص 9، الوسيط في أصول الفقه: ص 214، أصول السرخسي: 1 ص 282، البرهان =