الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سئل عن ذلك فقال: (كنت إذا غلبني النوم أتكئ على الكتب قليلًا ثم أنتبه)(1).
فهذه إشارة موجزة إلى دأبه في الطلب، وحرصه على العلم، والمسكوت عنه في هذا المقام أكثر من هذا بكثير، فللَّه درُّه من طالبٍ اليوم، ولله درُّه من إمام كبير الشأن غدًا.
شيوخه
كان عصر الإمام النووي رضي الله عنه حافلًا بجهابذة العلماء في شتى الفنون، أمثال: الحافظ عبد القادر الرهاوي (ت 612 هـ)، والحافظ أبي المظفر السمعاني (ت 617 هـ)، والحافظ ابن الصلاح (ت 643 هـ)، والحافظ المنذري (ت 656 هـ)، والإمام العز بن عبد السلام (ت 665 هـ)، وغيرهم الكثير، وبتعدادهم فقط يطول بنا المقام جدًّا، رحمهم الله تعالى.
وقد حظي الإمام النووي رضي الله عنه بعناية علماء أجلاء، وشيوخ فضلاء، فقد ذكر تلميذه العلامة ابن العطار رحمه الله تعالى: (أنه أخذ الفقه عن الإمام الجليل أبي إبراهيم الكمال المغربي، وأبي حفص عمر بن أسعد الرَّبَعي، وأبي الحسن سلَّار بن الحسن الإربلي.
وأخذ أصول الفقه عن جماعة أشهرهم: القاضي أبو الفتح عمر بن بندار التفليسي الشافعي؛ فقد قرأ عليه "المنتخب" للفخر الرازي، وقطعة من "المستصفى" للإمام الغزالي.
وأخذ اللغة والنحو والتصريف عن فخر الدين ابن المالكي، قرأ عليه "اللُّمع" لابن جني، وكذلك أخذ عن الشيخ أبي العباس أحمد بن سالم المصري النحوي اللغوي التصريفي، فقد قرأ عليه "إصلاح المنطق" لابن السِّكِّيت قراءة بحث، وكتابًا في التصريف، وكان له عليه درس إما في "كتاب سيبويه" أو في غيره، يقول ابن العطار:"الشك مني".
وقرأ أيضًا على العلامة حجة العرب أبي عبد الله بن مالك أحد تصانيفه وعلق عليه شيئًا.
(1) ذيل مرآة الزمان (3/ 284).
وأخذ فقه الحديث وأسماء الرجال وما يتعلق بذلك عن الشيخ المحقق أبي إسحاق، إبراهيم بن عيسى المرادي الأندلسي، قرأ عليه "الصحيحين"، والكثير من "الجمع بين الصحيحين" للحميدي، وقرأ "مقدمة ابن الصلاح" على جماعة من أصحاب ابن الصلاح نفسه، وقرأ "الكمال في أسماء الرجال" على الشيخ أبي البقاء، خالد بن يوسف النابلسي، وعلق عليه بعض الحواشى والأشياء المستجادة) انتهى ملخصًا (1).
ولولا ضيق المقام .. لترجمنا لكلِّ واحد من هؤلاء الأعلام الكرام ترجمة تليق بمقامه، ولكن سوف نسلِّط شعاعًا من الضوء على من تسعفنا المصادر بذكرهم، فأولهم:
- الشيخ العلامة، كمال الدين، أبو إبراهيم، إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي (ت 650 هـ)، وهو أول شيوخ الإمام النووي على التحقيق.
وقد أثنى عليه الإمام النووي رضي الله عنه فقال: (
…
أولهم: شيخي الإمام المتفق على علمه وزهده، وورعه وكثرة عباداته، وعظم فضله، وتميزه في ذلك على أشكاله) (2).
- الإمام العارف، الزاهد العابد، الورع المتقن، مفتي دمشق في وقته، أبو محمد عبد الرحمن بن نوح بن محمد بن إبراهيم بن موسى المقدسي، ثم الدمشقي (ت 654 هـ)، أخذ عنه الفقه أيضًا) (3).
- الإمام المفتي، جمال الدين، أبو محمد، عبد الرحمن بن سالم بن يحيى بن هبة الله الأنباري الأصل، البغدادي، ثم الدمشقي (ت 661 هـ).
ذكره العلامة ابن العطار رحمه الله تعالى في جملة الشيوخ الذين سمع منهم الإمام النووي (4).
- شيخ الشيوخ، شرف الدين، أبو محمد، عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن
(1) تحفة الطالبين (ص 6).
(2)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 84).
(3)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 85).
(4)
تحفة الطالبين (ص 9).
الأنصاري الأوسي (ت 662 هـ)، كان من ذوي الذكاء المفرط، وله محفوظات كثيرة (1).
وذكر العلامة ابن العطار رحمه الله تعالى أن الإمام النووي رضي الله عنه سمع منه وأخذ عنه الحديث (2).
- الشيخ الإمام القاضي، عماد الدين، أبو الفضائل، عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد المعروف بـ (ابن الحرستاني)، خطيب دمشق (ت 662 هـ).
أخذ عنه علم الحديث (3).
- الحافظ الزين، أبو البقاء، خالد بن يوسف بن سعدبن حسن بن مفرج النابلسي، ثم الدمشقي (ت 663 هـ).
قرأ عليه "كتاب الأربعين" للحاكم، و"الكمال في أسماء الرجال" للحافظ عبد الغني المقدسي، وعلق عليه حواشي، وضبط عنه أشياء حسنة (4).
- الشيخ الإمام، رضي الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن عمر بن مضر بن محمد بن فارس، المضري الواسطي، التاجر، المعروف بابن البرهان (ت 664 هـ).
روى عنه "صحيح مسلم" كاملًا، وقد أثنى عليه الإمام فقال:(أما إسنادي فيه .. فأخبرنا بجميع "صحيح الإمام مسلم بن الحجاج" رحمه الله الشيخُ العدل الرضيُّ، أبو إسحاق، إبراهيم بن أبي حفص عمر بن مضر الواسطي رحمه الله بجامع دمشق، حماها الله وصانها وسائر بلاد الإسلام وأهله)(5).
- الإمام الحافظ، شرف الدين، أبو الفضل، محمد بن محمد بن محمد البكري الدمشقي (ت 665 هـ).
سمع منه الحديث (6).
- الإمام الحافظ المتقن، ضياء الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن عيسى المرادي
(1) شذرات الذهب (7/ 535).
(2)
تحفة الطالبين (ص 8).
(3)
تحفة الطالبين (ص 9).
(4)
حياة الإمام النووي (ص 13).
(5)
شرح صحيح مسلم (1/ 6).
(6)
تحفة الطالبين (ص 9)، وحياة الإمام النووي (ص 14).
الأندلسي، ثم المصري، ثم الدمشقي (ت 668 هـ).
قال العلامة ابن العطار رحمه الله تعالى: (أخذ عنه فقه الحديث، وشرح عليه "مسلمًا"، وقرأ "البخاري"، وجملة مستكثرة من"الجمع بين الصحيحين" للحميدي)(1).
وقد أثنى عليه الإمام النووي رضي الله عنه ثناءً باهرًا فقال: (سمعت شيخنا وسيدنا، الإمام الجليل، والسيد النبيل، الحافظ المحقق، والمقتبس المدقق، الضابط المتقن، والمشفق المحسن، الورع الزاهد، والمجتهد العابد، بقية الحفاظ، شيخ الأئمّة والمحدثين، ضياء الدين، أبا إسحاق)(2).
- مسند الشام ومحدثها، وفقيهها الحنبلي، زين الدين، أبو العباس، أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المعروف بالناسخ (ت 668 هـ).
كان من جملة مشايخه في الحديث (3).
- الإمام العلامة، مفتي الشام، كمال الدين، أبو الحسن، سلَّار بن الحسن بن عمر بن سعيد الإربلي، ثم الحلبي، ثم الدمشقي (ت 675 هـ).
عدَّه الإمام النووي رضي الله عنه نفسه في سلسلة شيوخه في الفقه، فقال: (
…
ثم شيخنا أبو الحسن، سلَّار بن الحسن
…
المجمع على إمامته وجلالته، وتقدُّمِه في علم المذهب على أهل عصره بهذه النواحي رضي الله عنه (4).
- العلامة جمال الدين، أبو العباس، أحمد بن سالم المصري، النحوي اللغوي التصريفي (ت 672 هـ).
ذكر العلامة ابن العطار رحمه الله تعالى أنه قرأ عليه الصرف والنحو، ونقل عن الإمام قوله:(وكان لي درس؛ إما في "كتاب سيبويه"، وإما في غيره، والشك مني)(5).
(1) تحفة الطالبين (ص 8).
(2)
بستان العارفين (ص 197).
(3)
تحفة الطالبين (ص 8)، وحياة الإمام النووي (ص 14).
(4)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 85).
(5)
تحفة الطالبين (ص 7)، وقوله:(والشك مني) أي: من ابن العطار نفسه.
- العلامة الرئيس الفاضل، تقي الدين، أبو محمد، إسماعيل ابن الشيخ الإمام إبراهيم بن أبي اليسر، شاكر بن عبد الله التنوخي (ت 672 هـ).
ذكر الإمام السخاوي أنه قرأ عليه أجزاءً من "المستقصى في فضل المسجد الأقصى" لأبي محمد، القاسم بن علي بن عساكر (1).
- القاضي كمال الدين، أبو الفتح، عمر بن بندار بن عمر التفليسي الشافعي (ت 672 هـ)، كان ممن جالس الإمام أبا عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى.
قال العلامة ابن العطار رحمه الله تعالى: (قرأ عليه - أي: الإمامُ النوويُّ - "المنتخب" للإمام فخر الدين الرازي، وقطعة من كتاب "المستصفى" للغزالي)(2).
- العلامة جمال الدين، أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجيَّاني (ت 672 هـ)، حجة العرب، وصاحب التصانيف العديدة، والتآليف المفيدة.
قرأ عليه كتابًا من تصانيفه، وعلق عليه شيئًا (3).
- الإمام المتقن، القاضي عز الدين، أبو حفص، عمر بن أسعد بن أبي غالب الرَّبَعي الإربلي (ت 675 هـ).
أخذ عنه الفقه، وذكره في "تهذبب الأسماء واللغات" عند ذكر سنده في الفقه، ونعته بـ (الإمام المتقن)(4).
وقال العلامة ابن العطار رحمه الله تعالى: (وكان شيخنا كثير الأدب معه، حتى كنا في الحلقة بين يديه، فقام منها، وملأ إبريقًا، وحمله بين يديه إلى الطهارة رضي الله عنهما، ورضي عنَّا بهم)(5).
- الإمام العالم، المفتي المعمَّر، جمال الدين، أبو زكريا يحيى بن أبي منصور بن أبي الفتح بن رافع الحرَّاني، يعرف بابن الصيرفي وابن الحُبيشي (ت 678 هـ).
(1) حياة الإمام النووي (ص 15).
(2)
تحفة الطالبين (ص 7).
(3)
حياة الإمام النووي (ص 13).
(4)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 85).
(5)
تحفة الطالبين (ص 6).
عابد متهجد، محمود الصفات، ذكره العلامة ابن العطار رحمه الله تعالى في عداد المشايخ الذين سمع منهم (1).
- شيخ الإسلام، وبقية العلماء، شمس الدين، أبو الفرج، عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن قُدَامة (ت 682 هـ).
أخذ عنه الحديث، وقد نقل الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى عنه قوله: (قال شيخنا الإمام العلامة، ذو الفنون من أنواع العلوم والمعارف، وصاحب الأخلاق الرضية، والمحاسن واللطائف، أبو الفرج
…
) (2)، قال العلامة ابن العطار رحمه الله تعالى:(وهو أجل شيوخه)(3).
- العلامة الجليل، والسيد النبيل، ياسين بن عبد الله المغربي (ت 687 هـ).
ذكره العلامة ابن العطار رحمه الله تعالى باسم: ياسين بن يوسف المراكشي (4).
وقال العلامة اليافعي رحمه الله تعالى: (كان السيد الجليل، الشيخ الإمام محيي الدين النواوي رحمه الله تعالى يزوره، ويتبرك به، ويتتلمذ له، ويقبل إشاراته، ويمتثل ما أمره به، ومن جملة إشاراته المباركة: أنه أمر الشيخ محيي الدين رحمه الله تعالى أن يردَّ الكتب المستعارة إلى أهلها، وأن يعود إلى بلاده، ويزور أهله ففعل ذلك، ثم توفي عند أهله رحمه الله تعالى)(5).
- فقيه أهل الشام، وشيخ الإسلام، تاج الدين، أبو محمد، عبد الرحمن بن إبراهيم بن ضياء بن سباع، الفزاري الشافعي، الملقب بالفركاح (ت 690 هـ).
قرأ عليه دروسًا، ولازمه مدة، ثم طلب منه موضعًا يأوي إليه، ولم يكن عنده موضع للسكن، فأرشده إلى الإمام الكمال المغربي، الذي صار من أجل شيوخه (6).
- شيخ الإسلام، بركة الشام، تقي الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الواسطي الصالحي (ت 692 هـ).
(1) تحفة الطالبين (ص 9).
(2)
تاريخ الإسلام (51/ 110).
(3)
تحفة الطالبين (ص 8).
(4)
تحفة الطالبين (ص 3).
(5)
مرآة الجنان (4/ 206).
(6)
حياة الإمام النووي (ص 9).