الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى وزع
الوَزْع: الكَفُّ، يقال: وَزَعْتُه أَزَعُه وَزْعاً، أَى كَفَفْتُه، قال الله تعالى:{فَهُمْ يُوزَعُونَ} ، أَى يُحْبَسُ أَوّلُهم على آخِرهم، إِشارة إِلى أَنَّهم مع كثرتِهم لم يكونُوا مُهْمَلِين ومُبْعَدِين كما يكون الجَيْشُ الكثير، بل كانوا مَسُوسِين مَقْمُوعين عن المَعَزَّة والإِيذاءِ.
وفى حديث أَبى بكرٍ رضى الله عنه: "إِنَّ المغيرة [رجلٌ] وازِعٌ" الوازِعُ: الذى يُدَبِّر أَمْرَ الجيشِ ويردُّ مَنْ شَذَّ منهم، ولا يُقْتَصّ من مِثْلِه إِذا أَدَّبَ.
/ وفى حديث الحسن البصرىّ أَنَّه قال حين وَلِىَ القضاءَ: "لابُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ وَزَعَة" أَى من يَكُفُّه عن الشرّ، ويَزَعُون الناسَ بَعْضَهم من بَعْض، وهم شرطة السلْطانِ. [وفى الحديث:"من يَزَعُ السُلْطَان] أَكْثَرُ ممّن يَزَعُ القَرْآنُ" أَراد مَنْ يكُفُّ عن ارتكابِ العظائم من مَخافة السّلطانِ أَكثرُ ممّن يَكُفُّه الخوفُ من الله تعالى.
وقوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ} هذا وَزْعٌُ على سبيل العقوبة.
ووَزَعَ نَفْسَه عن الجَهل والهَوَى، قال:
إِذا لم أَزَعْ نَفْسِى عن الجَهْل والهوَىَ
…
لِيَنْفَعَها عِلْمِى فقد ضَرَّها جَهْلى
وأَوْزَعَهُ اللهُ كذا: أَلْهَمَه قال الله تعالى: {رَبِّ أوزعني أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ التي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ} أَى أَلْهِمْنَى، وتحقيقهُ أَوْلِعْنَى بذلك، واجْعلنى بحيثُ أَزَعُ نَفْسِى عن الكُفران.
واستوزعتُ اللهَ شُكْرَه: استَلْهَمْتُه.
والتَّوْزِيعُ: القِسْمَة والتَّفرِيق. وتَوَزَّعُوه فيما بَيْنَهُم، أَى تَقَسَّموه.
والمُتَّزعُ: الشَّدِيدُ النَفْس.