الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَاقعَة نَصِيبين
وَبِذَلِك عَاد الْخلف إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَصَارَت الْحَرْب قاب قوسين اَوْ ادنى واوعز الْبَاب العالي إِلَى حَافظ باشا الَّذِي عين سر عَسْكَر الجيوش المجتمعة فِي سيواس بارمينية بعد موت رشيد باشا اسير قونية الَّذِي مَاتَ قبل ان ياخذ بثار هَذِه الْوَاقِعَة ويمحو مَا لحقه فِيهَا من الفشل إِلَى ان يتَقَدَّم إِلَى ولايات الشَّام بِكُل سرعَة فَتقدم اليها فِي اوائل سنة 1255 الْمُوَافقَة سنة 1839 وَعبر نهر الْفُرَات عِنْد مَدِينَة بلاجيق فِي ابريل من السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ التقى الجيشان بعد عدَّة مناورات بِالْقربِ من بَلْدَة تدعى نَصِيبين وَهِي الْمَشْهُورَة فِي جَمِيع كتب الافرنج باسم نزيب فِي 11 ربيع الثَّانِي سنة 1255 24 يونيو سنة 1839 وفاز المصريون بالنصر وتقهقر الْجَيْش العثماني تَارِكًا فِي ايدي المصريين 166 مدفعا وَعشْرين الف بندقية وَغَيرهَا من الذَّخَائِر والمؤن وَكَانَ هَذَا الْيَوْم مشهودا يَجْعَل الْولدَان شيبا
وَمن غَرِيب المصادفة ان المسيو دي مولتك الْقَائِد البروسياني الَّذِي طَار صيته فِي الْآفَاق وملا ذكره الاوراق فِي الْحَرْب الَّتِي حصلت بَين فرنسا والبروسيا فِي سنة 1870 كَانَ من ضمن اركان حَرْب الْجَيْش العثماني وَولى الادبار
مَعَ بَاقِي الضباط بِدُونِ ان يتَمَكَّن من اخذ ملابسه واوراقه الخصوصية
وَلم يصل خبر هَذِه الْحَادِثَة إِلَى آذان السُّلْطَان مَحْمُود الثَّانِي فانه توفّي إِلَى رَحْمَة الله وانتقل من دَار الشَّقَاء إِلَى دَار الهناء فِي يَوْم 19 ربيع الثَّانِي سنة 1255 2 يوليو سنة 1839 فَجْأَة بِدُونِ ان يعلم بهَا لعدم وجود الاسلاك البرقية فِي هَذَا الْعَهْد بَالغا من الْعُمر 55 سنة وَتَوَلَّى بعده ابْنه عبد الْمجِيد