الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دولة بني امية
وَبعد قتل الامام عَليّ رضي الله عنه رَابِع الْخُلَفَاء الرَّاشِدين بُويِعَ لِابْنِهِ الْحسن فِي الْعرَاق والحجاز وَبَاقِي الْبِلَاد الاسلامية مَا عدا الشَّام ومصر ثمَّ جمع مُعَاوِيَة جَيْشًا لمحارته واستعد الْحسن كَذَلِك لِلْقِتَالِ لَكِن ثارت الْفِتْنَة بَين عساكره وتسحب كثير مِمَّن كَانَ حوله فَلَمَّا رأى ذَلِك كتب إِلَى مُعَاوِيَة انه مستعد للتنازل اليه عَن حَقه فِي الْخلَافَة بِشَرْط ان يُعْطِيهِ مَا فِي بَيت مَال الْكُوفَة وخراج دَارا بجرد من فَارس وان لَا يسب عليا فَأَجَابَهُ مُعَاوِيَة على الشَّرْطَيْنِ الاولين وَلم يقبل الثَّالِث فَطلب مِنْهُ الْحسن ان لَا يسبه وَهُوَ يسمع فَأَجَابَهُ وَلم يَفِ بذلك فِيمَا بعد وَبعد ذَلِك تنازل الْحسن لمعاوية وَكتب إِلَى قيس بن سعد قَائِد جيوشه بَان يُبَايع مُعَاوِيَة وَدخل مُعَاوِيَة الْكُوفَة وَصَارَت لَهُ الْخلَافَة على جَمِيع الاقاليم بِدُونِ مشارك اَوْ مُنَازع واستمرت الْخلَافَة فِي عائلته لسنة 132 ثمَّ انْتَقَلت لبني الْعَبَّاس اما سيدنَا الْحسن فَعَاد إِلَى الْمَدِينَة واقام بهَا إِلَى ان توفّي فِي ربيع الاول سنة 49 وَكَانَت وِلَادَته فِي السّنة الثَّالِثَة من الْهِجْرَة قيل انه مَاتَ مسموما واهم مَا حصل فِي ايام مُعَاوِيَة حِصَار
مَدِينَة الْقُسْطَنْطِينِيَّة فِي سنة 48 وتأسيس عقبَة بن نَافِع مَدِينَة القيروان بتونس الخضراء سنة 50 وَدخُول سعد بن عُثْمَان بن عَفَّان مَدِينَة سَمَرْقَنْد فِي سنة 56 وَفِي هَذِه السّنة بَايع مُعَاوِيَة النَّاس لِابْنِهِ يزِيد بِولَايَة الْعَهْد فَامْتنعَ الْحُسَيْن بن عَليّ ابْن ابي طَالب وَتَبعهُ بَعضهم وَلما بُويِعَ ليزِيد بعد موت ابيه اصر الْحُسَيْن على امْتِنَاعه وَسَار من الْمَدِينَة إِلَى الْكُوفَة لمحاربة يزِيد فَالتقى بعسكره فِي الْموضع الْمَعْرُوف بكربلاء وَقتل الْحُسَيْن فِي يَوْم 10 محرم سنة 61 وَبَقِي عبد الله بن الزبير بِمَكَّة
مُمْتَنعا عَن مبايعة يزِيد ثمَّ اتّفق اهل الْمَدِينَة فِي سنة 64 على خلع يزِيد فخلعوه وطردوا نَائِبه فَأرْسل يزِيد مُسلم بن عقب فحاربهم وَدخل الْمَدِينَة عنْوَة واباحها لعسكره ثَلَاثَة ايام يَفْعَلُونَ باهلها مَا يشاؤن من قتل وَنهب وهتك وَبعد ان اكره سكان الْمَدِينَة الْجَيْش مَكَانَهُ الْحصين بن نمير السكونِي فحاصرها وَرمى الْبَيْت الْحَرَام بالمنجنيق واحرقه بالنَّار ثمَّ اتاه خبر موت يزِيد فَعَاد إِلَى الشَّام وَقيل انه عرض على الزبير ان يبايعه فَامْتنعَ الزبير وَتُوفِّي يزِيد لَيْلَة 14 ربيع الاول سنة 64 وعمره ثَمَان وَثَلَاثُونَ سنة وَكَانَت امهِ مَيْسُونُ بنت بَحْدَل الْكَلْبِيَّة وبويع بعده لِابْنِهِ مُعَاوِيَة بن يزِيد بن مُعَاوِيَة وَلم تستمر خِلَافَته الا بضعَة اشهر ثمَّ خلع نَفسه وَاعْتَكف فِي منزله حَتَّى مَاتَ وسنه احدى وَعِشْرُونَ سنة وَجمع النَّاس قبل الانعكاف واوصاهم بَان يختاروا للخلافة من احبوا
هَذَا وَلما مَاتَ يزِيد بن مُعَاوِيَة حصلت الْبيعَة بِمَكَّة لعبد الله بن الزبير وَبَايَعَهُ كَذَلِك اهل الْعرَاق واليمن وَذَلِكَ فِي مُدَّة خلَافَة مُعَاوِيَة بن يزِيد وَلما مَاتَ مُعَاوِيَة الثَّانِي بَايع اهل الشَّام مَرْوَان بن الحكم ثمَّ بَايعه اهل مصر وَتزَوج مَرْوَان بِأم خَالِد زَوْجَة يزِيد بن مُعَاوِيَة حَتَّى يَأْمَن جَانب خَالِد فاتاه الشَّرّ من حَيْثُ كَانَ يُرِيد النَّفْع وقتلته ام خَالِد يَوْم الثَّالِث من رَمَضَان سنة 65 وعمره ثَلَاثَة وَسِتُّونَ سنة
وبويع للخلافة بعده لِابْنِهِ عبد الْملك وَفِي خِلَافَته خرج الْمُخْتَار بن عبيد الثَّقَفِيّ لأخذ ثأر الْحُسَيْن وَقتل شمر بن ذِي الجوشن وَعمر بن سعد بن أبي وَقاص الَّذِي كَانَ قَائِد الْجَيْش الَّذِي حَارب الْحُسَيْن وَقتل ابْن عمر الْمَذْكُور واسْمه حَفْص ثمَّ حَارب عبد الله بن زِيَاد الَّذِي كَانَ واليا على الْبَصْرَة من قبل مُعَاوِيَة بن ابي سُفْيَان وامر بقتل الْحُسَيْن فانتقم الله للحسين وَفِي سنة 67 ارسل عبد الله بن الزبير اخاه مصعبا لمحاربة الْمُخْتَار فحاربه وَقَتله فِي رَمَضَان وَفِي سنة 71 جهز عبد الْملك بن مَرْوَان جَيْشًا وَقصد الْعرَاق لمحاربة مُصعب بن الزبير فانتصر عَلَيْهِ وَقَتله فِي جُمَادَى الْآخِرَة فَبَايعهُ اهل العراقين ثمَّ ارسل الْحجَّاج بن يُوسُف الثَّقَفِيّ إِلَى مَكَّة فِي جَيش جرار لمحاربة عبد الله بن الزبير فحاصره الْحجَّاج بِمَكَّة وَرمى الْبَيْت الْحَرَام بالمنجنيق وابى ابْن الزبير ان يسلم نَفسه وَاسْتمرّ فِي الدفاع عَن مَكَّة حَتَّى قتل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 73 فَبَايع اهل الْحجاز واليمن عبد الْملك بن مَرْوَان وَبِذَلِك استتب
الامر لبني امية وتوحدت الْخلَافَة الاسلامية بعد الانقسام ثمَّ توفّي عبد الْملك فِي منتصف شَوَّال سنة 86 وعمره سِتُّونَ سنة
وبويع بعده لِابْنِهِ الْوَلِيد وَهُوَ سادس خلفاء بني امية وَمن اهم اعماله انه عين ابْن عَمه عمر بن عبد الْعَزِيز على الْمَدِينَة وامره بهدم مَسْجِد رَسُول الله وبيوت ازواجه وادخال الْبيُوت فِي الْمَسْجِد لتوسيعه وَشرع فِي بِنَاء الْجَامِع الْأمَوِي بِدِمَشْق وَفِي ايامه فتحت بِلَاد الاندلس غربا وَمَا وَرَاء نهر جيحون سرداريا شرقا وَدخل مُحَمَّد بن قَاسم الثَّقَفِيّ بِلَاد الْهِنْد وَتُوفِّي الْوَلِيد بن عبد الْملك فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 96 وعمره اثْنَتَانِ واربعون سنة وَنصف السّنة
وبويع بعده لاخيه سُلَيْمَان سَابِع الْخُلَفَاء الامويين فَاتخذ عمر بن عبد الْعَزِيز وزيرا لَهُ وَفِي ايامه ارسل اخاه مسلمة لمحاصرة الْقُسْطَنْطِينِيَّة فَأَقَامَ الجيوش حولهَا حَتَّى اتاه خبر موت سُلَيْمَان وَفِي سنة 98 فتح يزِيد بن الْمُهلب وَالِي خُرَاسَان بِلَاد جرجان وطبرستان
وَفِي صفر سنة 99 توفّي سُلَيْمَان بن عبد الْملك وبويع بعده لِابْنِ عَمه عمر بن عبد الْعَزِيز ثامن خلفاء بني امية وَمن اعماله الَّتِي يمدح عَلَيْهَا ابطاله لسب سيدنَا عَليّ بن ابي طَالب كرم الله وَجهه على المنابر بوم الْجُمُعَة وابدال السب بِقِرَاءَة قَوْله تَعَالَى {إِن الله يَأْمر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان وإيتاء ذِي الْقُرْبَى وَينْهى عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر وَالْبَغي يعظكم لَعَلَّكُمْ تذكرُونَ} وَتُوفِّي يَوْم الْجُمُعَة 24 رَجَب سنة 101 وَكَانَ حسن السِّيرَة مُتبعا فِي اعماله واوامره خطة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين
وبويع بعده يزِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان بِعَهْد من سُلَيْمَان بن عبد الْملك اليه بعد عمر بن عبد الْعَزِيز وَهُوَ تَاسِع الامويين واهم مَا حصل فِي ايامه اقماعه الثورة الَّتِي اهاجها يزِيد بن الْمُهلب ليستقل بِملك خُرَاسَان ارسل اليه اخاه مسلمة فحاربه وَقَتله هُوَ وَجَمِيع من كَانَ مَعَه من آل الْمُهلب
ثمَّ توفّي يزِيد بن عبد الْملك فِي 25 شعْبَان سنة 105 وحصلت الْبيعَة بعده لاخيه هِشَام بن عبد الْملك عَاشر خلفاء بني امية وَفِي ايامه غزت قواد جيوشه بِلَاد فرغانة وبلاد التّرْك النازلين فِيمَا وَرَاء خوارزم وَفِي سنة 122 بَايع بعض اهل
الْكُوفَة زيد بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن ابي طَالب بالخلافة فحاربه يُوسُف بن عمر الثَّقَفِيّ وَالِي الْكُوفَة من قبل هِشَام وَقَتله فانتهت الْفِتْنَة
ثمَّ توفّي هِشَام فِي 9 ربيع الاول سنة 125 وعمره خمس وَخَمْسُونَ سنة وَهُوَ الَّذِي بنى مَدِينَة الرصافة وبويع بعده الْوَلِيد بن يزِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان وَهُوَ حادي عشرهم وَلم يلْتَفت لامور الْمُسلمين وشؤونهم بل انكب على اللَّهْو وَالشرب وَسَمَاع الْغناء ومنادمة العشاق وَلذَلِك هاج عَلَيْهِ بَنو اعمامه وقرابته فَقَتَلُوهُ فِي 27 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 126 وَكَانَ عمره اثْنَتَيْنِ واربعين سنة وَبَلغت مُدَّة خِلَافَته سنة وَاحِدَة وَثَلَاثَة اشهر
ثمَّ بَايعُوا يزِيد بن الْوَلِيد بن عبد الْملك وَلم تطل مدَّته بل توفّي فِي 20 ذِي الْحجَّة من هَذِه السّنة وَكَانَت مدَّته كلهَا حروب داخلية وَفتن مستمرة وَبعده بُويِعَ اخوه ابراهيم قَاسم فَلم يستتب لَهُ الامر بل ظهر مَرْوَان بن مُحَمَّد بن مَرْوَان ابْن الحكم ودعا النَّاس لمبايعته فَبَايعهُ اهل قنسرين وحمص وَغَيرهمَا ثمَّ سَار فِي جَيش عَظِيم إِلَى دمشق لمحاربة ابراهيم بن الْوَلِيد فَهَزَمَهُ ثمَّ اختفى ابراهيم