الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5
-
خَليفَة الْمُسلمين وسلطان العثمانيين مُحَمَّد رشاد خَان الْخَامِس
ولد جلالته سنة 1844 م وَقد قضى اغلب عمره فِي قصر زنجيرلي كوي محوطا بالجواسيس الَّذين يرصدون حركاته ويقدمون التقارير المشوهة عَنهُ فظل كَذَلِك إِلَى حِين حُدُوث الانقلاب العثماني وتخلص مَعَ الشّعب العثماني وتخلص من الاستبداد والمراقبة اذ زَالَت دولة الجواسيس وشل عرش الاستبداد
الا ان عبد الحميد الَّذِي طبع على الاستبداد لم يرقه ان يرى امته متمتعة بِالْحُرِّيَّةِ راقية اوج الكمالات منظمة امورها بِنَفسِهَا مُقِيمَة الْعدْل فسولت لَهُ نَفسه احداث تِلْكَ الْفِتْنَة الارتجاعية لتقويض صروح الادارة الدستورية وَلَوْلَا ان اِدَّرَكَ الاستانة فِي ذَلِك الْوَقْت بَطل الْحُرِّيَّة وقائد جَيش الفدائيين مَحْمُود شوكت باشا وبطلا الْحُرِّيَّة نيازي بك وانور بك لتم لَهُ مَا اراده ولذهبت اتعاب حزب الِاتِّحَاد والترقي الَّذِي جَاهد فِي سَبِيل الْحُرِّيَّة ثَلَاثِينَ عَاما ادراج الرِّيَاح
اجْتمع الْمجْلس العمومي اجتماعا سريا وخلع عبد الحميد بِمُوجب فَتْوَى من شيخ الاسلام هَذَا نَصهَا
إِذا اعْتَادَ زيد الَّذِي هُوَ امام الْمُسلمين ان يرفع من الْكتب الشَّرْعِيَّة بعض الْمسَائِل المهمة الشَّرْعِيَّة وان يمْنَع بعض هَذِه الْكتب ويمزق بَعْضهَا وَيحرق بَعْضهَا وان يبذر ويسرف فِي بَيت المَال ويتصرف فِيهِ بِغَيْر مسوغ شَرْعِي وان يقتل الرّعية ويحبسهم وينفيهم ويغربهم بِغَيْر سَبَب شَرْعِي وَسَائِر انواع الْمَظَالِم ثمَّ ادّعى انه تَابَ وَعَاهد الله وَحلف انه يصلح حَاله ثمَّ حنث واحدث فتْنَة عَظِيمَة جعلت امور الْمُسلمين كلهَا مختلة واصر على الْمُقَاتلَة وَتمكن مَنْعَة الْمُسلمين من ازالة تفلب زيد الْمَذْكُور ووردت اخبار مُتَوَالِيَة من جَوَانِب بِلَاد الْمُسلمين انهم يعتبرونه مخلوعا واصبح بَقَاؤُهُ
مُحَقّق الضَّرَر وزواله مُحْتَمل الصّلاح فَهَل يجب اُحْدُ الامرين خلعه اَوْ تَكْلِيفه بالتنازل عَن الامامة والسلطنة على حسب مَا يختاره اهل الْحل وَالْعقد واولي الامر من هذَيْن الْوَجْهَيْنِ الْجَواب يجب كتبه الْفَقِير السَّيِّد مُحَمَّد ضِيَاء الدّين عفى عَنهُ
فَلَمَّا قُرِئت هَذِه الْفَتْوَى الجليلة على الاعيان والمبعوثين سَأَلَهُمْ سعيد باشا رَئِيس الاعيان الَّذِي كَانَ يرأس الجلسة اتختارون خلعه ام تَكْلِيفه بالتنازل فاجابوا بِصَوْت وَاحِد الْخلْع الْخلْع
وَهَذِه تَرْجَمَة قَرَار هَذَا الْمجْلس العمومي الْمُؤلف من الاعيان والمبعوثين
يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع ربيع الآخر سنة 1327 و 14 نيسان سنة 1325 27 ابريل سنة 1909 م السَّاعَة السَّادِسَة وَنصف عَرَبِيّ الْوَاحِدَة بعد الظّهْر زوالي قُرِئت الْفَتْوَى الشَّرْعِيَّة الْموقع عَلَيْهَا بتوقيع شيخ الاسلام مُحَمَّد ضِيَاء الدّين افندي فِي الْمجْلس العمومي الْمُؤلف من المبعوثين والاعيان وَرجح بالِاتِّفَاقِ وَجه الْخلْع الَّذِي هُوَ اُحْدُ الْوَجْهَيْنِ الْمُخَير بَينهمَا فاسقط السُّلْطَان عبد الحميد خَان من الْخلَافَة الاسلامية والسلطنة العثمانية واصعد ولي الْعَهْد مُحَمَّد رشاد افندي باسم السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الْخَامِس إِلَى مقَام الْخلَافَة والسلطنة
خلع عبد الحميد سنة 1909 فبويع بالخلافة الاسلامية الْخَلِيفَة الشوري الْعَادِل امير الْمُؤمنِينَ مُحَمَّد رشاد الْخَامِس
فَلَمَّا ولي الْخلَافَة اعاد اليها عهد عمر بن عبد الْعَزِيز اذ سَار فِي الْمُؤمنِينَ سيرته فَكَانَ من كل قلب قاب قوسين اَوْ ادنى وَعمل على خدمَة الامة فاعزته واخذ بِيَدِهَا فاحبته واجلها فاجلته وَكَانَت الْكَلِمَة الَّتِي امتاز بهَا عَهده السعيد تِلْكَ الَّتِي قَالَهَا على مسمع من وزرائه اننا جَمِيعًا خدام الشّعب
وَلم يمض على تَوليته الْخلَافَة الا قَلِيل حَتَّى الف بَين قُلُوب الامة فِي ظلّ الدستور فَكَانَ لعناصر هَذِه الامة ابا رحِيما وراعيا حكيما وَلَقَد رأى العثمانيون جَمِيعًا من