الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِلَاده وَذَلِكَ ان السُّلْطَان ارسل اليه من يطْلب مِنْهُ تَسْلِيم اولاد صَاحب آيدين وصاروخان فَامْتنعَ فَسَار اليه السُّلْطَان بايزيد بِنَفسِهِ واغار على بِلَاده وَفتح مَدَائِن ساسون وجانك وعثمانجق وَبِذَلِك انقرضت جَمِيع الامارات الصَّغِيرَة الْقَائِمَة بِبِلَاد الاناضول وَصَارَ الْعلم العثماني يخْفق منصورا فَوق صروحها اما بايزيد صَاحب قسطموني فلجأ إِلَى تيمورلنك سُلْطَان الموغول
وَمَعَ اسْتِمْرَار الْحصار حول الْقُسْطَنْطِينِيَّة ضم السُّلْطَان بِلَاد البلغار إِلَى الاملاك العثمانية فَصَارَت ولَايَة عثمانية كباقي الولايات بعد ان قتل اميرها سيسمان واسلم ابْنه وَعين حَاكما لسمسون سنة 1394 م
وَاقعَة نيكوبلي فَلَمَّا علم سجسمون ملك المجر خبر مَا حل بِبِلَاد البلغار خشِي عَليّ مَمْلَكَته اذ صَار متاخما فِي عدَّة نقط للدولة الْعلية فاستنجد باوروبا وساعده البابا واعلن
143 -
الْحَرْب الدينيه بَين اقوام اوروبا الغربية فاجاب الدعْوَة دوك بورغونيا وارسل ابْنه الكونت دي نيفر وَمَعَهُ سِتَّة الاف محَارب اغلبهم من اشراف فرنسا وَفِيهِمْ كثير من اقارب ملك فرنسا نَفسه وانضم اليه حِين مسيره إِلَى بِلَاد المجر امراء بافاريا واستيريا وشواليه القديس حنا الاورشليمي وَكثير
من الالمانيين ثمَّ اجتاز هَذَا الْجَيْش نهر الدانوب وعسكر حول مَدِينَة نيكوبلي لمحاصرتها فَسَار اليهم السُّلْطَان بايزيد وَمَعَهُ مِائَتَا الف مقَاتل بهم كثير من اهالي الصرب تَحت قيادة اميرهم اسطفن بن لازار وَغَيرهم من الامم المسيحية الخاضعة لسلطان العثمانيين وَقَاتلهمْ قتالا عنيفا فِي يَوْم 23 ذِي الْقعدَة سنة 798 27 سبتمبر سنة 1396 كَانَت نتيجتها انتصار العثمانيين على الجيوش المتألبة عَلَيْهِم واسر كثير من اشراف فرانسا مِنْهُم الكونت دي نيفر نَفسه وَقتل اغلبهم واطلق سراح الْبَاقِي والكونت دي نيفر بعد دفع فدَاء اتّفق على مِقْدَاره وَيُقَال ان السُّلْطَان بايزيد لما اطلق سراح الكونت دي نيفر وَكَانَ قد الزم بالقسم على ان لَا يعود لمحاربته قَالَ لَهُ اني اجيز لَك ان لَا تحفظ هَذَا الْيَمين فانت فِي حل من الرُّجُوع لمحاربتي اذ لَا شَيْء احب الي من محاربة جَمِيع مسيحي اوروبا والانتصار عَلَيْهِم
هَذَا وَقد شدد الْحصار بعد ذَلِك على مَدِينَة الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَلَوْلَا اغارة الموغول على بِلَاد آسيا الصُّغْرَى لتمكن من فتحهَا لَكِن الامور مَرْهُونَة باوقاتها فَاكْتفى بابرام الصُّلْح مَعَ ملكهَا هَذِه الْمرة بِشَرْط دفع عشرَة آلَاف ذهب سنويا من عملة وَقتهَا وان يُجِيز للْمُسلمين ان يبنوا بهَا جَامعا لاقامة شَعَائِر الدّين الحنيف وان تُقَام لَهُم محكمَة شَرْعِيَّة للنَّظَر فِي قضايا المستوطنين بهَا مِنْهُم