الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْخُلَفَاء العباسيين فِي مصر وَبقيت خِلَافَته لسنة 763 وَفِي خلالها عزل الْملك صَلَاح الدّين صَالح فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي شَوَّال سنة 755 وحجز فِي دَار الْحَرِيم إِلَى ان توفّي سنة 762 واعيد اخوه الْملك النَّاصِر حسن الَّذِي سبق عَزله فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 752 ثمَّ قتل فِي يَوْم الاربعاء 9 جُمَادَى الاولى سنة 762 وَتَوَلَّى الْملك الْمَنْصُور مُحَمَّد ابْن اخي الْملك المظفر حاجي بن النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون وَهُوَ الْحَادِي وَالْعشْرُونَ من مُلُوك التّرْك بِمصْر
وَبعد سنة من تَوليته توفّي الْخَلِيفَة المعتضد بِاللَّه ابو بكر فِي لَيْلَة الاربعاء 18 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 763 وعهد قبل وَفَاته بالخلافة لوَلَده مُحَمَّد فَبَايعهُ السُّلْطَان وتلقب بالمتوكل على الله وَفِي خِلَافَته عزل السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور مُحَمَّد فِي 4 شعْبَان سنة 764 وَولي الْملك الاشرف ابي الْمَعَالِي زين الدّين شعْبَان بن مجد الدّين حُسَيْن بن النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون ثمَّ قتل الْملك الاشرف فِي ذِي الْقعدَة سنة 778 وَتَوَلَّى ابْنه الْملك الْمَنْصُور عَلَاء الدّين عَليّ وعمره سبع سِنِين واشهر وَتُوفِّي فِي 23 صفر سنة 783 وَلم يتَجَاوَز الثَّالِثَة عشرَة من عمره وَولي بعده اخوه الْملك الصَّالح امير حَاج وَهُوَ آخر بني قلاوون خلعه الاتابكي برقوق بِاتِّفَاق مَعَ الْخَلِيفَة المتَوَكل والقضاة وَشَيخ الاسلام فِي يَوْم الاربعاء 19 رَمَضَان سنة 784
دولة المماليك الجراكسة
وَتَوَلَّى السلطنة الاتابكي برقوق ولقب بِالظَّاهِرِ سيف الدّين ابي سعيد وبتوليته انْتهى
ملك بني قلاوون بعد ان لَبِثت السلطنة فِي قلاوون وَذريته مُدَّة مائَة سنة وَثَلَاث سنوات وابتدأت دولة المماليك الجراكسة وَفِي سلطنته قبض على الْخَلِيفَة المتَوَكل فِي سنة 785 وخلعه وسجنه وَبَايع الْخَلِيفَة الواثق بِاللَّه عمر ثمَّ عَزله فِي سنة 788 وَبَايع اخاه زَكَرِيَّا ابراهيم وعزله فِي يَوْم الاحد 5 جُمَادَى الاولى سنة 791 واعاد الْخَلِيفَة المتَوَكل ثَانِيًا بعد ان لبث فِي السجْن مُقَيّدا بالحديد نَحْو خمس سِنِين وَبعد ذَلِك بِشَهْر خلع الامراء الظَّاهِر برقوق فِي 5 جُمَادَى الثَّانِيَة واعيد الْملك الصَّالح امير حَاج آخر بني قلاوون ثَانِيًا وتلقب بالمنصور وَبعد بضعَة شهور عزل ثَانِيًا فِي صفر سنة 792 وَبَقِي محجوزا فِي دَار الْحَرِيم إِلَى ان مَاتَ فِي 19 شَوَّال سنة 814 وَعَاد الْملك الظَّاهِر برقوق وَدخل الْقَاهِرَة فِي يَوْم الاربعاء 14 صفر سنة 792 وَبَقِي فِي دَار السلطنة إِلَى ان مَاتَ فِي فرَاشه فِي 15 شَوَّال سنة 801 وَتَوَلَّى بعده ابْنه الْملك النَّاصِر زين الدّين ابو السعادات فرج وَفِي مدَّته وصل تيمورلنك إِلَى بِلَاد الشَّام وَفتح حلب ودمشق وارتكب فيهمَا هُوَ وَعَسْكَره مَا لَا يُوصف من انواع الْمَظَالِم وانتصر على السُّلْطَان بايزيد العثماني ابْن مُرَاد كَمَا ستراه مفصلا فِي هَذَا الْكتاب ثمَّ حصل خلف بَين السُّلْطَان النَّاصِر وَبَعض امرائه فاختفى فِي سنة 808 وَولي اخوه الْملك الْمَنْصُور عز الدّين ابو الْعِزّ عبد الْعَزِيز
وَجلسَ على سَرِير الْملك فِي 26 ربيع الاول سنة 808 وَبعد شَهْرَيْن ظهر اخوه النَّاصِر وَاسْتولى على الامارة ثَانِيًا وَقبض على اخيه الْمَنْصُور عز الدّين وسجنه فِي الْحَرِيم وَجلسَ هُوَ على السرير فِي 4 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 808
وَبعد ذَلِك توفّي الْخَلِيفَة مُحَمَّد المتَوَكل فِي 28 رَجَب سنة 808 وبويع بعده بكر اولاده ابو الْعَبَّاس وتلقب المستعين بِاللَّه وَفِي سنة 815 عصي الامراء على الْملك النَّاصِر بِبِلَاد الشَّام بزعامة الامير نوروز الحافظي والامير شيخ المحمودي فَسَار النَّاصِر لمحاربتهم فانتصروا عَلَيْهِ فِي محرم وسجنوه ثمَّ قَتَلُوهُ بِدِمَشْق فِي لَيْلَة السبت 6 صفر وَلعدم اتِّفَاقهم على من يعين خلفا لَهُ مِنْهُم اتَّفقُوا اخيرا حسما للنزاع على تعْيين الْخَلِيفَة المستعين بِاللَّه سُلْطَانا فَجمع بَين السلطة الدِّينِيَّة والدنيوية وَبَايَعُوهُ فِي 17 محرم سنة 815 بِشَرْط ان يكون الامير نوروز نَائِبا على جَمِيع بِلَاد الشَّام والامير شيخ المحمودي نَائِبا بِمصْر لَكِن لم يلبث الامير الشَّيْخ ان طمع فِي الْملك فعزل المستعين من السلطنة وابقاه فِي الْخلَافَة فَقَط كَمَا كَانَ قبلا وَتَوَلَّى الامير شيخ السلطنة فِي اول شعْبَان سنة 815 وتلقب بالمؤيد ابي النَّصْر وَهُوَ من مماليك الظَّاهِر برقوق ثمَّ عزل المستعين من الْخلَافَة وارسله إِلَى الاسكندرية فَأَقَامَ بهَا إِلَى ان توفّي فِي 21 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 833 وَلما عزل
بُويِعَ بعده اخوه دَاوُد ولقب المعتضد بِاللَّه
هَذَا وَلما استبد الْمُؤَيد بِملك مصر عَصَاهُ الامير نوروز نَائِب بِلَاد الشَّام فحاربه الْمُؤَيد وَقبض عَلَيْهِ وَقَتله وَبِذَلِك صَار لَهُ ملك مصر وَالشَّام مَعًا كَمَا كَانَ لسلفائه وَتُوفِّي الْمُؤَيد فِي 9 محرم سنة 823 14 يناير سنة 1421 وَدفن بجامعه الَّذِي انشأه دَاخل بَاب زويلة امام حمام السكرية وَولي ابْنه الْملك المظفر ابو السعادات احْمَد وعمره سنة وَاحِدَة وَثَمَانِية اشهر وَعين الاتابكي ططر نَائِبا عَنهُ فَعَزله فِي 29 شعْبَان سنة 824 29 اغسطس سنة 1421 وَتَوَلَّى هُوَ مَكَانَهُ ولقب بِالظَّاهِرِ سيف الدّين ابي سعيد ططر وَهُوَ من مماليك الظَّاهِر برقوق ثمَّ سجن الْملك المظفر ابْن الْمُؤَيد بالاسكندرية إِلَى ان مَاتَ سنة 833 وعمره نَحْو احدى عشرَة سنة وَلم تطل مُدَّة الظَّاهِر ططر بل توفّي فِي 4 ذِي الْحجَّة سنة 824 31 نوفمبر سنة 1421 وَتَوَلَّى بعده ابْنه مُحَمَّد وعمره احدى عشرَة سنة وتلقب بِالْملكِ الصَّالح نَاصِر الدّين ثمَّ عَزله الامير برسباي الدقماقي اُحْدُ مماليك الظَّاهِر برقوق فِي 8 ربيع الآخر سنة 825 1 ابريل سنة 1422 وسجنه إِلَى ان مَاتَ سنة 833 وَتَوَلَّى هُوَ مَكَانَهُ وتلقب بِالْملكِ الاشرف ابي النَّصْر وَهُوَ الثَّامِن من مُلُوك الجراكسة وَالثَّانِي وَالثَّلَاثِينَ من مُلُوك التّرْك وَهُوَ الَّذِي استخلص جَزِيرَة قبرص من الافرنج سنة 825 وَبنى الْجَامِع الْكَائِن باول الغورية وَآخر بجبانة المجاورين وَهُوَ الَّذِي دفن بِهِ وانشأ جَامعا وخانقاه بسرياقوس وَتُوفِّي فِي 13 ذِي الْحجَّة سنة 841 7 يونيه سنة 1438 وَتَوَلَّى بعده ابْنه يُوسُف وعمره ارْبَعْ عشرَة سنة وتلقب بِالْملكِ الْعَزِيز ابي المحاسن جمال الدّين ولصغر سنه تولى ادارة الامور الاتابكي جقمق اُحْدُ مماليك الظَّاهِر
برقوق فطمع فِي الْملك وخلع الْملك الْعَزِيز فِي 19 ربيع الاول سنة 842 9 سبتمبر سنة 1438 وَتَوَلَّى هُوَ مَكَانَهُ وتلقب الْملك الظَّاهِر ابي سعيد جقمق وَهُوَ عَاشر ملك من مماليك الجراكسة
وَفِي ايامه توفّي امير الْمُؤمنِينَ المعتضد بِاللَّه فِي 4 ربيع الاول سنة 845 وبويع بعده اخوه سُلَيْمَان ثَالِث من تولى الْخلَافَة من اولاد المتَوَكل وتلقب بالمستكفي بِاللَّه وَقد بَايع امير الْمُؤمنِينَ المعتضد فِي مُدَّة خِلَافَته وَهِي ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ سنة وكسور سِتَّة سلاطين المظفر احْمَد بن الْمُؤَيد شيخ وَالظَّاهِر ططر وَابْنه الاشرف برسباي وَابْنه وَالظَّاهِر جقمق وَتُوفِّي المستكفي فِي 2 محرم سنة 855 وبويع بعده اخوه حَمْزَة رَابِع اولاد المتَوَكل ولقب الْقَائِم بِأَمْر الله وَفِي خِلَافَته مرض الْملك الظَّاهِر جقمق فاستقال من السلطنة فِي 21 محرم سنة 857 وَولي ابْنه عُثْمَان وتلقب بِالْملكِ الْمَنْصُور ابي السعادات فَخر الدّين ثمَّ توفّي الظَّاهِر جقمق فِي 4 صفر سنة 857 14 فبراير سنة 1453 وَلم تدم سلطنة الْمَنْصُور عُثْمَان الا نَحْو شهر وَنصف اذ عَزله الاتابك اينال العلائي اُحْدُ مماليك الظَّاهِر برقوق فِي 8 ربيع الاول سنة 857 19 مارس سنة 1453 بعد حَرْب استمرت بَين مماليك الطَّرفَيْنِ مُدَّة اسبوع وَتَوَلَّى اينال مَكَانَهُ وتلقب بِالْملكِ الاشرف ابي النَّصْر سيف الدّين
وَفِي رَجَب سنة 859 خلع السُّلْطَان الْخَلِيفَة المستكفي وَبَايع اخاه يُوسُف خَامِس اولاد المتَوَكل فِي 13 من هَذَا الشَّهْر ولقبه بالمستنجد بِاللَّه ابي المحاسن وَهُوَ ثَالِث
عشر خلفاء العباسيين بِمصْر وَفِي خِلَافَته توفّي السُّلْطَان الاشرف اينال فِي 15 جُمَادَى الاولى سنة 865 26 فبراير سنة 1461 وَتَوَلَّى بعده ابْنه احْمَد وتلقب بِالْملكِ الْمُؤَيد ابي الْفَتْح شهَاب الدّين وعزل بعد اربعة اشهر عَزله بعض الامراء المماليك فِي 17 رَمَضَان سنة 865 26 يونيه سنة 1461 وولوا بعده خوشقدم مَمْلُوك الْمُؤَيد شيخ واصله رومي الْجِنْس وتلقب بِالْملكِ الظَّاهِر ابي سعيد سيف الدّين ثمَّ توفّي خوشقدم فِي 10 ربيع الاول سنة 872 9 اكتوبر سنة 1467 تَارِكًا وَلدين لَكِن لم يتَّفق الامراء على تعْيين احدهما بل ولوا الامير بلباي مَمْلُوك الْمُؤَيد شيخ وتلقب بِالْملكِ الظَّاهِر ابي النَّصْر سيف الدّين وَكَانَ جركسي الاصل وَلم يمْكث فِي السلطنة الا نَحْو شَهْرَيْن ثمَّ وَقعت فتْنَة بَين مماليك السُّلْطَان اينال ومماليك الْمُؤَيد شيخ الَّذين مِنْهُم بلباي ادت إِلَى خلع بلباي فِي 7 جُمَادَى الاولى سنة 872 4 ديسمبر سنة 1467 وتولية تمربغا الرُّومِي الْجِنْس مَمْلُوك الظَّاهِر جقمق فَبَايعهُ الْخَلِيفَة والقضاة والامراء وتلقب بِالْملكِ الظَّاهِر ابي سعيد ثمَّ اخْتلف طوائف المماليك واقتتلوا ثمَّ اتَّفقُوا على عزل تمربغا فعزلوه فِي 6 رَجَب سنة 872 31 يناير سنة 1468 وولوا قايتباي الجركسي الاصل ولقب بِالْملكِ الاشرف ابي النَّصْر سيف الدّين فهدأت الاحوال فِي مدَّته وانقطعت الْفِتْنَة تَقْرِيبًا وطالت مدَّته نَحْو ثَلَاثِينَ سنة انشأ فِي اثنائها كثيرا من الْمدَارِس والتكايا والجوامع بِبِلَاد مصر وَالشَّام وَمَكَّة وَالْمَدينَة وَتُوفِّي فِي يَوْم الاحد 27 ذِي الْقعدَة سنة 901 7 اغسطس سنة 1496 وَدفن بالجامع الَّذِي انشأه بالقرافة وَلم يزل مَوْجُودا للآن شهيرا بِحسن هندسته ولطافة نقوشه وَفِي سلطنته توفّي الْخَلِيفَة المستنجد بِاللَّه فِي يَوْم السبت 24 محرم سنة 884 فَكَانَت مُدَّة خِلَافَته خمْسا وَعشْرين سنة تولى السلطنة فِيهَا خَمْسَة سلاطين وهم الْمُؤَيد احْمَد بن اينال وَالظَّاهِر خوشقدم وَالظَّاهِر بلباي وَالظَّاهِر تمربغا والاشرف قايتباي
وَفِي يَوْم 26 محرم سنة 884 بُويِعَ عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد المتَوَكل
على الله ولقب المتَوَكل على الله ابو الْعِزّ وَبَقِي فِي الْخلَافَة تسع عشرَة سنة واياما وَتُوفِّي فِي 30 محرم سنة 903 وبويع بعده ابْنه يَعْقُوب ولقب المستمسك بِاللَّه ابو الصَّبْر وَفِي خلَافَة عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب توفّي السُّلْطَان قايتباي كَمَا مر وَتَوَلَّى ابْنه مُحَمَّد قبل وَفَاة ابيه بِيَوْم حَيْثُ اتّفق الامراء والخليفة والقضاة على عزل ابيه بِسَبَب مَرضه وَعدم مقدرته على ادارة الاحوال وتلقب بِالْملكِ النَّاصِر ابي السعادات نَاصِر الدّين وَكَانَت فِي ايامه فتن وحروب بَين طوائف المماليك كَانَت نتيجتها قَتله فِي 15 ربيع الاول سنة 904 وتولية اُحْدُ مماليك ابيه الجراكسة مَكَانَهُ واسْمه قانصوه وَكَانَ يَدعِي انه اخ احدى حظيات السُّلْطَان قايتباي وام وَلَده مُحَمَّد السُّلْطَان السَّابِق وَلما ولي السلطنة بعد قتل ابْن سَيّده وَابْن اخته حسب دَعْوَاهُ تلقب بِالْملكِ الظَّاهِر ابي سعيد واستمرت الْفِتَن فِي ايامه مُدَّة سنة وكسور واخيرا ثار عَلَيْهِ بعض الامراء وحاربوه وانتصروا عَلَيْهِ فِي 29 ذِي الْقعدَة سنة 905 فهرب واختفى فاتفقوا على خلعه وتولية الامير جَان بلاط الجركسي مَمْلُوك قايتباي وَبَايَعُوهُ فِي 2 ذِي الْحجَّة سنة 905 وتلقب بِالْملكِ الاشرف ابي النَّصْر وَفِي السّنة التالية شقّ الامير طومان باي عَلَيْهِ عَصا الطَّاعَة وَذهب إِلَى دمشق وَاتفقَ مَعَ بعض الامراء على خلع السُّلْطَان جَان بلاط فعملوا بذلك محضرا بِحُضُور عُلَمَاء وامراء دمشق وَتسَمى بِالْملكِ الْعَادِل ثمَّ قصد مصر فوصلها فِي جُمَادَى الاولى سنة 906 وَدخل الْقَاهِرَة فِي 11 مِنْهُ فتحصن جَان بلاط فِي القلعة وحاصره الْعَادِل سَبْعَة ايام ثمَّ دَخلهَا عنْوَة فِي 18 مِنْهُ وَقبض على جَان بلاط واحضر الْخَلِيفَة والقضاة فقرروا بعزل جَان بلاط وتجديد الْبيعَة إِلَى طومان باي الْعَادِل ثمَّ ارسل جَان
بلاط إِلَى سجن اسكندرية واقام بِهِ إِلَى ان خنق بِأَمْر الْعَادِل فِي 4 شعْبَان سنة 906 وَفِي اواخر رَمَضَان سنة 906 حصلت فتْنَة بَين طوائف المماليك ففر طومان باي واختفى ثمَّ ضبط فِي ذِي الْقعدَة وَقتل وعقب فراره تولى الامير قنصوه الغوري وتلقب بِالْملكِ الاشرف فِي مستهل شَوَّال سنة 906 وَفِي سلطنته عزل الْخَلِيفَة المستمسك بِاللَّه يَعْقُوب حوالي سنة 921 وبويع ابْنه مُحَمَّد وتلقب بالمتوكل على الله وَهُوَ سادس عشر الْخُلَفَاء العباسيين وَآخرهمْ بالديار المصرية وَفِي خِلَافَته قصد السُّلْطَان الْغَازِي سليم العثماني بِلَاد الشَّام ومصر ليفتحهعا بِسَبَب التجاء اخيه كركود إِلَى مصر واحتمائه عِنْد الغوري كَمَا ترَاهُ مفصلا فِي هَذَا الْكتاب وحصلت موقعة هائلة بَين عَسَاكِر الغوري والعثمانيين بمرج دابق بجوار حلب فِي يَوْم الاحد 25 رَجَب سنة 922 24 اغسطس سنة 1516 فانتصر العثمانيون وَقتل الغوري فِي اثناء الْقِتَال وَدخل السُّلْطَان سليم مصر عقب ذَلِك فِي اوائل محرم سنة 923 وعقب وَاقعَة مرج دابق اخذ امير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل ضمن الاسرى فاكرمه السُّلْطَان سليم غَايَة الاكرام وَبَقِي مَعَه إِلَى ان ارسله إِلَى الاستانة وَهُنَاكَ حصلت الْمُبَايعَة مِنْهُ إِلَى السُّلْطَان سليم العثماني فانتقلت الْخلَافَة الاسلامية إِلَى مُلُوك بني عُثْمَان من ذَلِك التَّارِيخ وَلما وصل خبر موت الغوري إِلَى مصر اتّفق الامراء بعد جِدَال وشقاق على تَوْلِيَة الامير طومان باي الثَّانِي فَبَايعُوهُ بالقلعة يَوْم الْخَمِيس 14 رَمَضَان سنة 922 11 اكتوبر سنة 1416 وَحضر الْبيعَة امير الْمُؤمنِينَ يَعْقُوب المستمسك بِاللَّه الْمَعْزُول لوُجُود ابْنه الْخَلِيفَة الحالي بحلب ضمن اسرى السُّلْطَان سليم وَكَانَ تولى الْخلَافَة بتوكيل مُطلق من وَلَده المتَوَكل والقضاة وَالْعُلَمَاء وَقَامَ طومان باي بمحاربة العثمانيين عدَّة اشهر ثمَّ هرب والتجأ إِلَى الشَّيْخ حسن بن مرعي اُحْدُ مَشَايِخ عربان الْبحيرَة فاظهر لَهُ الصداقة ثمَّ سلمه إِلَى السُّلْطَان سليم فشنقه على بَاب زويلة فِي
يَوْم الِاثْنَيْنِ 21 ربيع الاول سنة 923 13 ابريل سنة 1517 وَبِذَلِك استتب الْملك لدولة بني عُثْمَان الْعلية الشان حفظهَا الله ملحوظة بعنايته الصمدانية إِلَى آخر الزَّمَان