الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَفِي يَوْم 21 و 22 و 23 يوليه ارسل الدستوريون التلغرافات إِلَى الصَّدْر الاعظم من سالونيك ومناستر واسكوب وسيريس هددوا فِيهَا الاستانة بالزحف عَلَيْهَا إِذا لم يعلن الدستور فَلَمَّا وصلت هَذِه التلغرافات إِلَى السُّلْطَان عبد الحميد اصدر الارادة الشاهانية بمنح الدستور والقانون الاساسي
الْحَادِثَة الارتجاعية وخلع عبد الحميد
تفرق شَمل المستبدين مُنْذُ اعلان الدستور وازداد النفور بَينهم وَبَين لجنة الِاتِّحَاد والترقي فَأخذُوا يفكرون فِي اجتثاث اصول الْفساد الَّذِي يزعمونه فشجعوا اولا الجرائد على الْكِتَابَة ضد الجمعية
ثمَّ قَامَت حامية الاستانة بايعاز من اركان السراي ولخصوا مطالبهم فِي شكل ديني كي يَنْضَم اليهم اهالي الاستانة وَهَا هِيَ مطالبهم 1 احياء الشَّرِيعَة 2 عزل الصَّدْر الاعظم وناظري الحربية والبحرية 3 طرد احْمَد رضَا بك وحسين جَاهد بك وجاويد بك ورحمي بك وطلعت واسماعيل حَقي بك الخ من الْمجْلس 4 عزل مَحْمُود مُخْتَار باشا لانه لم يشْتَرك مَعَهم 5 الْعَفو عَنْهُم
فعقد مجْلِس المبعوثين اجتماعا فَوق الْعَادة وَمَعَ ان عدد الاعضاء لم يتَجَاوَز الْخمسين فانهم قرروا اجابة مطَالب الثوار وانتخبوا وَفْدًا مِنْهُم ليبلغ السُّلْطَان قرارهم فَتعين اذ ذَاك توفيق باشا صَدرا اعظم وادهم باشا نَاظرا للحربية وَقرر الْعَفو عَن الْجنُود فَبَدَأَ اولئك يطلقون البنادق احتفالا وَكَانَ يبلغ عدد اولئك ثَلَاثِينَ الْفَا
وَاجْتمعَ الْمجْلس مرّة اخرى بعْدهَا فقرر قبُول استقالة الرئيس احْمَد رضَا بك
وانقلبت لهجة الجرائد انقلابا اجباريا فباتت تَتَكَلَّم عَن السُّلْطَان عبد الحميد كَمَا كَانَت تَتَكَلَّم عَنهُ ايام الاستبداد
وَكَانَت الْحَالة كَذَلِك فِي الاستانة فوردت الانباء بمجيء الْجنُود من الرّوم ايلي
لحماية الدستور ومجلس المبعوثين
ثمَّ حاصر جَيش الْحُرِّيَّة الاستانة فاوفد المبعوثون وَفْدًا لمقابلته
وَدخل الْجَيْش تَحت قيادة مَحْمُود شوكت باشا الاستانة وحاصر يلديز وَحدثت هُنَاكَ موقعة كَبِيرَة انْتَهَت بِتَسْلِيم حامية يلديز
وَلَكِن السُّلْطَان عبد الحميد اسْتمرّ على المقاومة فقرر جَيش الْحُرِّيَّة ان يحمل الحملة الاخيرة فاطلقت القنابل على حامية الْبَاب العالي والنادي العسكري واستولت عَلَيْهِمَا
ثمَّ قبضت على الكثيرين من انصار الحكم الْقَدِيم الَّذين اثاروا الْفِتَن وَمن بَينهم مُرَاد بك الداغستاني واعدم الجواسيس رميا بالرصاص وَيقدر عدد الْقَتْلَى 1200 قَتِيل وحاصرت الْجنُود الدستورية بعْدهَا قشلاقات اسكودار فاستولت عَلَيْهَا وَلم يبْق اذ ذَاك أَي خطر على القانون الاساسي فَعَاد اعضاء البرلمان إِلَى الاستانة وَاجْتمعت الجمعية العمومية لتتداول فِي امْر السُّلْطَان عبد الحميد
وَكَانَت النتيجة عزل السُّلْطَان عبد الحميد وتولية السُّلْطَان رشاد مَكَانَهُ
وَتمّ يَوْم 27 ابريل سنة 1909 تتويج السُّلْطَان رشاد باسم السُّلْطَان مُحَمَّد الْخَامِس وَبِالْجُمْلَةِ فان انصار الاستبداد اثاروا فتنتهم الاخيرة فَوَقع الدستور فِي ازمة شَدِيدَة وتشتت شَمل عشاقه وحماته وترقب الْمَلأ ان يُعِيد السُّلْطَان عبد الحميد مَا فعله مَعَ الدستور الاول وَلَكِن كَانَت الرّوح الدستورية قد قويت فِي قُلُوب العثمانيين وارتكزت على قُوَّة الْجند فَاحْتمل انصار الدستور تِلْكَ الضَّرْبَة بِالصبرِ والثبات وتجدد النزاع الطبيعي بَين الاستبداد وَالْحريَّة وانْتهى بخلع السُّلْطَان عبد الحميد
3