الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَن الثَّانِيَة ولهذه المعاهدة اهمية عظمى لانها اساس الامتيازات القنصلية بِبِلَاد الدولة الْعلية
فتح جَزِيرَة رودس
وَبعد ذَلِك اخذ السُّلْطَان فِي الاستعداد برا وبحرا لفتح جَزِيرَة رودس الَّتِي لم يتَمَكَّن السُّلْطَان مُحَمَّد الفاتح من فتحهَا لتَكون حَلقَة اتِّصَال بَين الْقُسْطَنْطِينِيَّة ومصر من جِهَة الْبَحْر ولكي لَا يكون للمسيحيين مَرْكَز حُصَيْن فِي وسط بِلَاده تلجأ إِلَيْهِ عمارات الدول المعادية للدولة وَقت الْحَرْب واراد الاسراع فِي تتميم هَذَا الْعَمَل الْعَظِيم الَّذِي عجز عَنهُ لوُجُود مُلُوك أوروبا مشتغلين فِي جِهَات اخرى لَا يُمكنهُم مساعدة الرهبنة المحتلة لَهَا فَكَانَ ملك فرانسا فرانسوا
الاول وشارل الْخَامِس الشهير بشارلكان ملك اسبانيا والمانيا مَعًا مشتغلين بمحاربة بعضهما والبابا لاون الْعَاشِر مشتغلا بمجادلة ومقاومة الراهب الالماني لوثر مؤسس مَذْهَب البروتستانت وبلاد المجر مضطربة فِي الدَّاخِل بِسَبَب
عدم اتِّفَاق امرائها واعيانها وَصغر سنّ ملكهَا لويس الثَّانِي كل هَذِه الاسباب حملت السُّلْطَان على انتهاز هَذِه الفرصة لفتح هَذَا الْحصن المنيع لَكِن اقْتَضَت شفقته ان يُرْسل إِلَى رَئِيس الرهبنة قبل الشُّرُوع فِي الْحَرْب كتابا يعرض عَلَيْهِ اخلاء الجزيرة والانسحاب مِنْهَا بِكُل من مَعَه من المسيحيين الَّذين يؤثرون المهاجرة على الْبَقَاء متعهدا لَهُ بِعَدَمِ التَّعَرُّض لانفسهم ولاموالهم وَلما لم يقبل رئيسهم هَذَا الاقتراح امْر السُّلْطَان الْعِمَارَة البحرية فاقلعت قاصدة رودس وسافر هُوَ من طَرِيق الْبر إِلَى خليج مرمورا الْمُقَابل للجزيرة من جِهَة آسيا فوصلتها الدونانمة فِي 26 يونيه سنة 1522 وارسلت إِلَى الْبر مدافع الْحصار وامؤنة والذخائر وَوصل اليها السُّلْطَان فِي 28 يوليه وبمجرد وُصُوله ابْتَدَأَ الْحصار بغاية الشدَّة ودافع من بهَا دفاع الابطال خُصُوصا الرهبان وَيُقَال ان النِّسَاء كَانَت تساعد الرِّجَال فِي الدفاع بالقاء الاحجار على المحاصرين وصب الزيوت الحارة على رُؤْسهمْ لَكِن لم يجد كل ذَلِك شَيْئا امام المدافع العثمانية الَّتِي تُوجد بعض قللها إِلَى الْآن فِي الجزيرة يستغرب رائيها من ضخامتها وَلما اعيت الْحِيَل رَئِيس هَذِه الرهبنة واسْمه فيليه
دي ليل ادام الفرنساوي الاصل ونفدت مُؤْنَته وذخائره ارسل اثْنَيْنِ من رهبانه إِلَى السُّلْطَان فِي 2 صفر سنة 929 21 دسمبر سنة 1522 يطْلب مِنْهُ السماح لَهُم باخلاء الجزيرة فِي مُدَّة اثْنَي عشر يَوْمًا بِشَرْط ان تبتعد الجيوش العثمانية عَن الْمَدِينَة المحصورة مَسَافَة ميل من كل جهاتها حَتَّى لَا يحصل للمحصورين ضَرَر عِنْد خُرُوجهمْ فَقبل السُّلْطَان ذَلِك لَكِن فِي 5 مِنْهُ دخل الْمَدِينَة فريق من الانكشارية رغم اوامر السُّلْطَان واحتلوا الْمَدِينَة وارتكبوا كَافَّة انواع القبائح حسب عَادَتهم فَغَضب السُّلْطَان وامر بمراعاة شُرُوط التَّسْلِيم وعاقب المفسدين فاعيد الامن وسادت السكينَة وَفِي الْيَوْم التَّالِي قَابل السُّلْطَان رَئِيس الرهبنة وانعم عَلَيْهِ بخلعة سنية وَفِي يَوْم 13 صفر سنة 929 اول يناير سنة 1523 سَافَرت هَذِه الفئة الممحضة نَفسهَا للدفاع عَن الدّين المسيحي ومحاربة الْمُسلمين قاصدة جَزِيرَة مالطة الَّتِي تنازل لَهَا عَنْهَا الْملك شارلكان واستمرت هَذِه الرهبنة نازلة بهَا حَتَّى احتلها بونابرت عِنْد قدومه مصر سنة 1213 هـ سنة 1798 م
وَبعد ذَلِك عَاد السُّلْطَان إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة ووفد اليها سفراء من قبل الروسيا والبندقية لتهنئته بالنصر وارسل اليه ايضا ملك الْعَجم سفيرا لهَذَا الْغَرَض وارسل مَعَه خَمْسمِائَة فَارس وَلما وصل إِلَى الاستانة امْر السُّلْطَان ان لايدخلها مَعَه الاعشرون فَقَط وَفِي شهر يونيه سنة 1523 عزل الْوَزير الاول أَي الصَّدْر الاعظم بير مُحَمَّد باشا بِنَاء على دسائس الْوَزير احْمَد باشا طَمَعا فِي وظيفته لَكِن خَابَ مسعاه فقد عين