الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تونس لعدم حُصُول الْحَرْب بَين اميرين مُسلمين فاتفقا على حل مرض للطرفين وساعد على ذَلِك حب السُّلْطَان بايزيد للسلم كَمَا سبق الذّكر وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 1491 وَفِي السنين التالية حصلت عدَّة وقائع ذَات شَأْن لم تحصل مِنْهَا الدولة على نتائج تذكر اذ لم تفتح مَدِينَة بلغراد الَّتِي كَانَت مطمح انظار الدولة لبقائها كنقطة سَوْدَاء على شاطئ نهر الدانوب الايمن الْفَاصِل بَين املاك الدولة والمجر
ابْتِدَاء العلاقات مَعَ دوَل اوروبا
وَفِي عهد هَذَا السُّلْطَان ابتدأت علاقات الدولة الْعلية مَعَ مملكة الروس وَذَلِكَ انه بعد تفرق مملكة الروس الاولى عقب اغارة المغول على بِلَادهمْ وتسلطهم عَلَيْهَا مُدَّة استخلصها ايوان الثَّالِث وَكَانَ يلقب دوق موسكو واعاد لَهَا بعض مجدها السَّابِق فِي سنة 1481 م وابتدأت العلاقات بَينهَا وَبَين الدولة فِي سنة 1492 حَيْثُ وصل إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة اول سفير روسي وَمَعَهُ جملَة هَدَايَا للسُّلْطَان وَبعد ذَلِك باربع سنوات اتى اليها سفير آخر واستحصل من الدولة على بعض
امتيازات لتجار الروس
وَكَذَلِكَ ابتدأت فِي عَهده المواصلات الحبية مَعَ مملكة بولونيا فعقدت معاهدة بَين المملكتين فِي سنة 1490 وتجددت فِي سنة 1492 لَكِن لم يلبث هَذَا الْوِفَاق ان تكدر صفاؤه بِسَبَب ادِّعَاء كل من الدولتين حق السِّيَادَة على بِلَاد البغدان واغارة ملك بولونيا عَلَيْهَا فالتزم العثمانيون بطرد المجر مِنْهَا والاغارة على حُدُود بولونيا بمساعدة امير بغدان نَفسه الَّذِي قبل حماية الْبَاب العالي عَلَيْهَا
وَكَذَلِكَ ابتدأت المخابرات بَين الدولة الْعلية فِي ذَلِك الْحِين وَبَين البابا اسكندر السَّادِس بورجيا وَملك نابولي وجوك ميلانو وجمهورية فلورنسا فَكَانَ كل مِنْهُم يجْتَهد فِي محالفة الدولة الْعلية والاستعانة بجنودها الْبَريَّة ومراكبها
البحرية لمحاربة من عَادَاهُ وَفِي قطع علائق الِاتِّحَاد بَينهَا وَبَين من خَالفه وبتلك المساعي تمكن الايطاليون من ايجاد النفرة بَين الدولة وَبَين جمهورية البنادقة حَتَّى تسبب عَنْهَا حَرْب عوان بَينهمَا فارسل السُّلْطَان جيوشه من الْبر وَالْبَحْر لفتح مَدِينَة ليبنته من بِلَاد اليونان وَكَانَت تَابِعَة للبنادقة ففتحت بِكُل سهولة عقب انتصار الْعِمَارَة العثمانية على مراكب البنادقة الَّتِي اعترضتها عِنْد مدْخل الخليج الْمُسَمّى باسم هَذِه الْمَدِينَة وَفِي الْوَقْت نَفسه اغار وَالِي بِلَاد البشناق على اقليم فريول ثمَّ اجتاز نهر ايزونطو ووصلت طلائعه إِلَى ارباض مَدِينَة فيشنسا واوقف الْقِتَال بِسَبَب اشتداد الْبرد وَفِي السّنة التالية احتل العثمانيون ثغور مودون وكورون وناورين من بِلَاد اليونان وَكَانَت من املاك البنادقة فِي هَذِه الْبحار
فخافت جمهورية البندقية من تقدم الاتراك إِلَى مَرْكَز حكومتها من ضيَاع استقلالها واستغاثت بممالك اوروبا المسيحية فانجدها البابا وَملك فرانسا بِبَعْض مراكب حربية وساعدوها على محاصرة جَزِيرَة ميدللي لاشغال الدولة عَن بلادها فَلم تنجح بل فتح العثمانيون مَدِينَة رودتسو الْوَاقِعَة على بَحر الادرياتيك وَلَوْلَا عصيان اولاد السُّلْطَان عَلَيْهِ بِبِلَاد الاناطول كَمَا سَيَجِيءُ لفتحت بَاقِي بِلَاد البنادقة لَكِن اضطرت احوال المملكة الداخلية السُّلْطَان إِلَى ابرام الصاح مَعَ محاربيه باوروبا وهم الْجَرّ والبنادقة فتم الصُّلْح بَينه وَبَين الجمهورية سنة 1502 وَفِي السّنة التالية تمّ الصُّلْح كَذَلِك مَعَ ملك المجر