الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المدافع سوى 77 مدفعا مَعَ ان الْجَيْش الروسي الَّذِي خصص لحصار بلفنه بلغ 150000 جندي و 600 مدفعا وَمن ذَلِك يظْهر للقارئ شجاعة العثمانيين وثباتهم امام الْعَدو وَمِمَّا يُؤثر عَنْهُم ايضا انهم لم يسلمُوا اعلامهم مُطلقًا بل حرقوا بَعْضهَا وَوَضَعُوا الْبَعْض الآخر فِي صناديق من حَدِيد وَدَفَنُوهَا فِي بَاطِن الارض وَمن قَارن هَذِه الْحَادِثَة بحادثة مَدِينَة متس الَّتِي سلمهَا المارشال الفرنساوي بازين لِلْعَدو مَعَ ان جيوشه ومدافعه كَانَت تعادل اَوْ تزيد عَن جيوش ومدافع الْعَدو وَسلمهَا مَعَ مَا فِيهَا من الجيوش والمدافع بِدُونِ ان يسْعَى فِي الْخُرُوج كَمَا فعل عُثْمَان باشا يتَحَقَّق لَهُ انه لَوْلَا محاربة الدولة الْعلية البوسنه والهرسك والبلغار ثمَّ الْجَبَل الاسود والصرب قبل محاربتها الروسيا لفازت بِلَا شكّ وَلَا مرية فِي هَذِه الْحَرْب الاخيرة وَلَكِن النَّصْر بيد الله يؤتيه من يَشَاء
الاعمال الحربية فِي الاناطول
اما من جِهَة آسيا فَكَانَ النَّصْر اولا فِي جَانب العثمانيين حَتَّى ردوا غَارة الروس عَن بِلَادهمْ وتبعوهم إِلَى دَاخل بِلَاد الروسيا وَذَلِكَ ان الجنرال لويس مليكوف
حاصر مَدِينَة قارص والجنرال درهو جاسوف وَجه اهتمامه لفتح مَدِينَة بايزيد بَيْنَمَا كَانَ بَاقِي الْجَيْش الروسي يجْرِي عدَّة مناورات عسكرية لاسقاط مدينتي اردهان وباطوم ثمَّ قَامَ الجنرال لوريس مليكوف بِبَعْض جيوشه لمساعدة الجنرال دوفيل على اخذ اردهان
وَفِي 17 مايو فتحاها عنْوَة وعادا لتشديد الْحصار على قلعة قارص وَقد احتل الجنرال درهو جاسوف مَدِينَة بايزيد فِي 20 مايو وانتصر على العثمانيين فِي 10 يونيه وَفِي 21 مِنْهُ وَفِي اثناء ذَلِك تمكن احْمَد مُخْتَار باشا من تَرْتِيب الجيوش الَّتِي اتت اليه من كل فج واعلبها غير مُنْتَظم واحتل مرتفعات زوين وَتسَمى بالتركية كروم دوزي بِقُوَّة عَظِيمَة وارسل اسماعيل حَقي باشا من جَيش الاكراد لمهاجمة الجنرال درهو جاسوف فاراد الجنرال لوريس مليكوف اسعافه فانتصر عَلَيْهِ مُخْتَار باشا انتصارا عَظِيما فِي 25 اغسطس سنة 1877 لم يسع الروس بعده الا التقهقر بغاية الفشل وَرفع الْحصار عَن مَدِينَة قارص قَاصِدين مَدِينَة الكسندروبول الروسية وتقهقر كَذَلِك الجنرال درهو جاسوف إِلَى تخوم الروسيا يتبعهُ اسماعيل حَقي باشا بِقُوَّة عَظِيمَة
وَبعد ذَلِك انتصر العثمانيون على الروس فِي سِتَّة وقائع مَشْهُورَة مِنْهَا وَاقعَة كدكلر الَّتِي لما بلغ السُّلْطَان خَبَرهَا ارسل إِلَى احْمَد مُخْتَار باشا فرمانا بإضهار ممنونيته تَارِيخه 18 شعْبَان سنة 1294 28 اوغست 1877 وهاك تَرْجَمته
مشيري سمير الحمية احْمَد مُخْتَار باشا
لقد زينتم مُهِمّ صَحَائِف تاريخنا العسكري بغالبيتكم الَّتِي احرزتموها فِي محاربة
كدكلر اما جنودنا الَّذين مابرحوا نصب اعيننا فقد اثبتوا على الْوَجْه الاتم فِي هَذِه الْحَرْب الَّتِي اظهروا بهَا الثَّبَات والاقدام فِي صُورَة خارقة للْعَادَة امتلاكهم للخصلة العثمانية على ان مقابلتهم فِي جَمِيع الْوُجُوه للتدابير الماهرة الَّتِي اجراها الْعَدو فِي ميدان الْحَرْب بِحَيْثُ اسفرت نتيجتها عَن اكتسابهم حَربًا ذَات شَأْن وظفر كَانَت برهانا جليا على كَمَال انتظامهم العسكري فاضحت لدينا هَذِه المطفريات باعثة لكَمَال التَّقْدِير والتحسين فأتشكر انا وهيئة الدولة وَالْملَّة مَعًا مِنْكُم جَمِيعًا وَقد امرت بترفيع رتب الامراء الَّذين شهدتم باستحقاقهم حَسْبَمَا انهيتم وسأتوفق ان شَاءَ الله لَان اعلق بيَدي نياشين الظفر فِي صُدُور سَائِر افراد الامراء والضباط وقصارى المسؤول من جناب النَّاصِر الْحَقِيقِيّ حَضْرَة الْعَادِل الْمُطلق الشَّاهِد على صدق دعوانا الحقة فِي هَذِه الْحَرْب الْحَاضِرَة ان يتَعَاهَد بعد الْآن ايضا بعناية وبمدد روحانية سيدنَا الرَّسُول الامين الَّذِي هُوَ العروة الوثقى فِي الْحَاجَات عسكرنا بالنصر الْمُبين فِي حروبهم وغزواتهم وان يجعلهم مسرورين بحماية الْعلم الاسلامي هَذَا واسلم على رفقائكم فِي السِّلَاح فَردا فَردا وَالْحق تَعَالَى لَا يعزب عَنْكُم نصرته الْبَالِغَة الصمدانية اهـ
وبسبب مَا ذكر اضْطِرَاب الغراندوك ميخائيل حكمدار عُمُوم بِلَاد القوقاز وارسل يطْلب المدد والذخائر وظلت الجيوش الروسية تدافع حَتَّى اتت اليها عدَّة لواءآت من المشاة وَعدد عَظِيم من المدافع