الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَلما وصل خبر تَوليته إِلَى حَاكم الشَّام واسْمه الْغَزالِيّ وَهُوَ من اصحاب قانصوه الغوري الَّذين خانوه فِي وَاقعَة مرج دابق تمرد واشهر الْعِصْيَان وَاسْتولى على قلعة دمشق وارسل اُحْدُ اتِّبَاعه لاحتلال مَدِينَة بيروت واجتهد فِي استمالة خير بك الْعَامِل على مصر اليه وارسل اليه جَوَابا يحثه فِيهِ عل الْعِصْيَان مُبينًا لَهُ سهولة النجاح بِالنّظرِ إِلَى بعدهمْ عَن مقرّ الْخلَافَة وحداثة سنّ السُّلْطَان فجاوبه خير بك بانه لَا يشْتَرك مَعَه الا إِذا استولى على مَدِينَة حلب وَلم يكن جَوَابه هَذَا الا مداهنة وخداعا فانه ارسل خطابات الْغَزالِيّ إِلَى السُّلْطَان فعين السُّلْطَان فرحات باشا اُحْدُ وزرائه لقمع هَذَا المتمرد وَمَعَهُ جَيش كَاف لاخماد هَذِه الثورة قبل امتدادها
فَسَار فرحات باشا بِكُل همة فِي اواخر ذِي الْحجَّة سنة 926 نوفمبر سنة 1520 وَوصل إِلَى حلب فِي 22 دسمبر وَكَانَ الْغَزالِيّ اذ ذَاك محاصرا لَهَا فَارْتَد على عَقِبَيْهِ بِدُونِ قتال عَائِدًا إِلَى دمشق وتحصن فِيهَا فتاثره فرحات باشا بجُنُوده وحاصره فِيهَا وَفِي يَوْم 17 صفر سنة 927 27 يناير سنة 1521 خرج الْغَزالِيّ من الْمَدِينَة طلبا لِلْقِتَالِ فَهزمَ وَقتل اغلب من كَانَ مَعَه وفر هُوَ متنكرا لَكِن خانه بعض اتِّبَاعه وَسلمهُ إِلَى فرحات باشا فَقتله فِي 8 صفر وارسل راسه إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة
فتح مَدِينَة بلغراد
وَعند وُصُول راسه إِلَى العاصمة ورد خبر قتل السفير الَّذِي ارسله السُّلْطَان إِلَى ملك المجر يطْلب مِنْهُ دفع الْجِزْيَة اَوْ الْحَرْب فاستشاط السُّلْطَان غَضبا وامر بتجهيز الجيوش وَجمع كل مَا يلْزمهُم من الْمُؤْنَة والذخائر لمحاربة المجر وَسَار هُوَ بِنَفسِهِ فِي مُقَدّمَة الْجَيْش وارسل اُحْدُ مشاهير قواده واسْمه احْمَد باشا لمحاصرة مَدِينَة شابتس الْقَرِيبَة من بلغراد فَفَتحهَا فِي 2 شعْبَان سنة 927 وَوصل
اليها السُّلْطَان فِي الْيَوْم التَّالِي ثمَّ سَافر بالجيوش الَّتِي كَانَت مشتغلة بحصار هَذِه الْمَدِينَة لمساعدة وزيره بير مُحَمَّد باشا على تضييق الْحصار على مَدِينَة بلغراد ففتحت بعد دفاع شَدِيد واخلت الْجنُود المجرية قلعتها فِي 25 رَمَضَان سنة 927 29 اغسطس سنة 1521 ودخلها السُّلْطَان وَصلى الْجُمُعَة فِي احدى كنائسها الَّتِي حولت مَسْجِدا وَصَارَت هَذِه الْمَدِينَة الَّتِي كَانَت امْنَعْ حصن للمجريين ضد تقدم الدولة الْعلية اكبر مساعد لَهَا على فتح مَا وَرَاء نهر الدانوب من الاقاليم والبلدان واعلن السُّلْطَان هَذَا الِانْتِصَار إِلَى جَمِيع الْوُلَاة وملوك اوروبا وَرَئِيس جمهورية البنادقة ثمَّ عَاد إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة مكللا بالنصر وَالظفر على الاعداء وارسل اليه قَيْصر الروس يهنئه بالفوز وَالظفر وَكَذَلِكَ رُؤَسَاء جمهوريتي البندقية وراجوزة
وَفِي اول محرم سنة 928 امضيت بَين الدولة العثمانية وجمهورية البنادقة معاهدة تجارية تؤيد المعاهدات السَّابِقَة وَزيد عَلَيْهَا ان وَكيل الجمهورية فِي الاستانة قنصلها يجب تَغْيِيره كل ثَلَاث سنوات وان قضايا التركات تنظر بطرفه وان يكون لَهُ الْحق فِي ارسال ترجمان لحضور المرافعة فِي القضايا الَّتِي تُقَام ضد رعايا حكومته امام المحاكم العثمانية وان يكون الْخراج الَّذِي يدْفع مِنْهَا إِلَى الدولة نَظِير احتلالها جزيرتي قبرص وزانطة عشرَة آلَاف دوكا عَن الاولى وَخَمْسمِائة