الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَتوفي سنة 355 واستقل كافور بِمصْر وملحقاتها من بِلَاد الشَّام إِلَى ان توفّي فِي السّنة التالية وَبعد وَفَاته اخْتلف فِيمَن يعين وَبَقِي الْخلاف مُدَّة ثمَّ اتّفق على تنصيب ابو الفوارس احْمَد بن عَليّ بن الاخشيد وخطب لَهُ فِي جُمَادَى الاولى سنة 357 وَفِي خلَافَة الْمُطِيع توفّي عبد الرَّحْمَن النَّاصِر الاموي بالاندلس فِي رَمَضَان سنة 350 وعمره ثَلَاث وَسَبْعُونَ سنة بعد ان حكم خمسين سنة وَنصفا وَهُوَ اول من تلقب بالاندلس بأمير الْمُؤمنِينَ وَكَانُوا قبلا يلقبون بالامراء وابناء الْخُلَفَاء وَاسْتمرّ الْحَال كَذَلِك إِلَى سنة 327 وَضعف العباسيون بِبَغْدَاد وَظهر الفاطميون فِي تونس وَادعوا الْخلَافَة ولقبوا بامراء الْمُؤمنِينَ فَأمر عبد الرَّحْمَن الاموي بَان يلقب بالناصر لدين الله ويخطب لَهُ بأمير الْمُؤمنِينَ وَفِي سنة 356 توفّي معز الدولة بن بويه وَكَانَت امارته اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة وَقبل وَفَاته عهد بالامارة إِلَى ابْنه بختيار ولقبه عز الدولة فأقره الْخَلِيفَة اميرا للامراء وَفِي امارة معز الدولة حصلت عدَّة حروب بَينه وَبَين ابْن الْمِقْدَاد وَغَيره من الامراء خُصُوصا سيف الدولة بن حمدَان صَاحب الْموصل مِمَّا يطول شَرحه وَيدل على امتداد الفوضى إِلَى جَمِيع اجزاء الْخلَافَة حَتَّى اجترأت الرّوم وتعدت الْحُدُود مرَارًا وسبت ونهبت وَقتلت فِي بِلَاد الاسلام
الفاطميون بِمصْر
وَفِي سنة 358 ارسل الْمعز لدين الله الفاطمي جَوْهَر الْقَائِد الصّقليّ الاصل بِجَيْش كثيف لفتح مصر لما بلغه خبر الِاخْتِلَاف الَّذِي وَقع بهَا عقب موت كافور الاخشيدي فوصل اليها جَوْهَر وَفتحهَا وخطب فِيهَا للمعز فِي شَوَّال من هَذِه السّنة ثمَّ سَافر جَوْهَر إِلَى بِلَاد الشَّام فَفتح الْبِلَاد الَّتِي كَانَت تَابِعَة للاخشيديين وَقطعت الْخطْبَة للعباسيين ثمَّ عَاد إِلَى مصر وَشرع فِي بِنَاء مَدِينَة الْقَاهِرَة وَفِي شَوَّال سنة 361 سَار الْمعز من تونس إِلَى مصر فوصل الاسكندرية فِي شعْبَان سنة 362 وَدخل
الْقَاهِرَة فِي 15 رَمَضَان سنة 362 وَجعلهَا مقرّ خِلَافَته وَاسْتعْمل بعض عماله على افريقيا وصقلية
وَفِي سنة 363 سَافر بختيار عز الدولة بن بويه إِلَى الاهواز فثار عَلَيْهِ اُحْدُ قواد الاتراك واسْمه سبكتكين وَنهب دَاره واجبر الْمُطِيع لله على ان يخلع نَفسه فاستقال فِي منتصف ذِي الْقعدَة سنة 363 وَمُدَّة خِلَافَته تسع وَعِشْرُونَ سنة وَنصف وبويع بعده لِابْنِهِ عبد الْكَرِيم ابو بكر ولقب الطائع لله وَهُوَ الْخَامِس وَالْعشْرُونَ من بني الْعَبَّاس وَفِي خِلَافَته حصلت عدَّة حروب داخلية لَا اهمية لذكرها لَان الْفِتَن والحروب وتغلب الْوُلَاة بَعضهم على بعض واستقلالهم بولاياتهم صَار امرا عاديا حَتَّى يمكننا القَوْل بَان جَمِيع الولايات صَارَت مُسْتَقلَّة تتوارثها بعض العائلات وتنتقل من عائلة إِلَى اخرى بِدُونِ علم الْخَلِيفَة وَفِي خِلَافَته ملك سبكتكين اُحْدُ قواد السامانيين مَدِينَة غزنة ثمَّ سَار إِلَى بِلَاد الْهِنْد وَاسْتولى على بعض بلادها وسبكتكين هَذَا هُوَ غير سبكتكين التركي الَّذِي كَانَ بِبَغْدَاد وَمر ذكره
هَذَا وَلما ثار سبكتكين على بختيار وَاسْتولى على الامارة كَاتب بختيار الامير عضد الدولة ابْن عَمه ركن الدولة المستقل بِبِلَاد فَارس يستنجد بِهِ ضد الاتراك وَقَائِدهمْ سبكتكين فاتى عضد الدولة وَمَعَهُ جَيش جرار وَحَارب الاتراك ففر سبكتكين وَدخل عضد الدولة بَغْدَاد وعزل عز الدولة بختيار وَقبض عَلَيْهِ وَصَارَ هُوَ امير الامراء وَلم بلغ خبر الْقَبْض على بختيار إِلَى وَلَده الْمَرْزُبَان بِالْبَصْرَةِ كتب إِلَى ركن الدولة فَغَضب هَذَا على وَلَده عضد الدولة والزمه بَان يُعِيد الْملك إِلَى بختيار فاذعن إِلَى امْر ابيه واخرجه من سجنه واعاده إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وقفل هُوَ رَاجعا إِلَى بِلَاد فَارس وَفِي سنة 366 توفّي ركن الدولة بن بويه واستخلف على ممالكه وَلَده
عضد الدولة وعهد لوَلَده فَخر الدولة على هَمدَان واعمالها ولولده مؤيد الدولة على اصفهان واعمالها وجعلهما تَحت حكم اخيهما عضد الدولة وَفِي السّنة التالية سَار عضد الدولة إِلَى بَغْدَاد ثَانِيًا للانتقام من بختيار عز الدولة الَّذِي اسْتَعَانَ عَلَيْهِ بابيه فحاربه مده ثمَّ اسره وَقَتله وَصَارَ هُوَ الْحَاكِم بِبَغْدَاد وخلع عَلَيْهِ الْخَلِيفَة وَفِي سنة 369 قصد عضد الدولة بِلَاد اخيه فَخر الدولة فملكها وهرب اخاه والتجا إِلَى شمس الْمَعَالِي صَاحب جرجان وطبرستان فَتَبِعَهُ عضد الدولة وَملك بِلَاده ثمَّ غزا بلااد الاكراد وَصَارَت دولته فِي اتساع ونمو إِلَى ان توفّي فِي 8 شَوَّال سنه 372 وَبعد وَفَاته ولي بَغْدَاد وَلَده كالجار الْمَرْزُبَان ولقبوه صمصام الدولة وَكَانَ لَهُ ولد اخر اسْمه شرف الدولة كَانَ بكرمان فَلَمَّا بلغه خبر موت ابيه سَار إِلَى فَارس وملكها قبل اخيه صمصام الدولة واستقل بهَا ثمَّ فِي سنة 376 قصد شرف الدولة بَغْدَاد وَحَارب اخاه واسره وارسله مسجونا إِلَى بِلَاد فَارس واستبد هُوَ بالامر إِلَى ان مَاتَ فِي اول جُمَادَى الاخرة سنة 379 فقلد الامارة بعده اخ لَهُ اسْمه ابو النَّصْر بهاء الدولة وَكَثُرت فِي هَذِه السّنة الْفِتَن بَين الاتراك وَرِجَال بني بويه
وَفِي سنة 381 حصلت وَحْشَة بَين الامير والخليفة فَقبض الامير على الطائع لله
وعزله وَولى مَكَانَهُ الْقَادِر بِاللَّه ابي الْعَبَّاس احْمَد بن الامير اسحاق بن المقتدر بِاللَّه وَهُوَ السَّادِس وَالْعِشْرين من خلفاء بني الْعَبَّاس وَاسْتمرّ فِي الْخلَافَة لسنة 422 وَفِي هَذِه الْمدَّة الطَّوِيلَة انقرضت دولة آل سامان اصحاب مَا وَرَاء النَّهر وَملك بِلَادهمْ يَمِين الدولة مَحْمُود الغزنوي بن سبكتكين وَذَلِكَ فِي سنة 389 وَكَانَ ابْتِدَاء ملكهم سنة 261 فَتكون مُدَّة دولتهم مَائه وثماني وَعشْرين سنة وَكَذَلِكَ انقرضت دولة بني امية بالاندلس انْتهى ملكهم اولا سنة 407 بعزل سُلَيْمَان المستظهر بِاللَّه بن الحكم بن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن النَّاصِر ثمَّ اعيدت لَهُم الْخلَافَة سنة 414 وانتخب اهل قرطبة عبد الرَّحْمَن بن هِشَام بن عبد الْجَبَّار بن عبد الرَّحْمَن النَّاصِر فِي رَمَضَان وقتلوه فِي ذِي الْقعدَة وَبَايَعُوا مُحَمَّد المستكفي ثمَّ عزلوه وَبَايَعُوا هِشَام بن مُحَمَّد ابْن عبد الْملك بن عبد الرَّحْمَن النَّاصِر ثمَّ عزلوه فِي سنة 422 وَبِه انْتَهَت دولتهم نهائيا وَكَانَ ابْتِدَاؤُهَا سنة 139 فَتكون مدتهم بالاندلس مِائَتَيْنِ وَثَلَاثًا وَثَمَانِينَ سنة
ثمَّ امتدت املاك مَحْمُود الغزنوي وَفتح وغزا كثيرا من بِلَاد الْهِنْد وَتُوفِّي فِي ربيع الآخر سنة 421 وَملك بعده ابْنه مَسْعُود وَكَانَت السلطة فِي اثناء خلَافَة الْقَادِر فِي قَبْضَة بهاء الدولة ابْن عضد الدولة ابْن بويه إِلَى ان مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 403 وعمره سِتّ وَسِتُّونَ سنة وَمُدَّة ملكه ارْبَعْ وَعِشْرُونَ سنة وَولي الامر بعده ابْنه سُلْطَان الدولة وَفِي اواخر سنة 411 ثار الْجند على سُلْطَان الدولة فَترك بَغْدَاد واستخلف اخاه شرف الدولة فاتحد اخاه مَعَ الْجند وَحَارب سُلْطَان الدولة وانتصر عَلَيْهِ وَصَارَ صَاحب الامر فِي الْعرَاق وخطب لَهُ بعد اخيه فِي اوائل محرم سنة 412 وَاسْتمرّ فِي الامارة إِلَى ان توفّي فِي ربيع الاول سنة 416