الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(2470) - (حديث أبى سعيد مرفوعا وفيه: "
…
يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة " رواه البخارى وفى لفظ: " لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد
".
* صحيح.
أخرجه البخارى (2/406 و3/409 و4/331) وكذا مسلم (3/114) وأبو داود (4767) والنسائى (2/174) والبيهقى (8/170) وأحمد (1/81 و113 و131) من طرق عن الأعمش حدثنا خيثمة حدثنا سويد بن غفلة قال على رضى الله عنه: " إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فوالله لأن أخر من السماء أحب إلى من أن أكذب عليه ، وإذا حدثتكم فيما بينى وبينكم ، فإن الحرب خدعة ، وإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره باللفظ الأول ونصه بتمامه: " سيخرج قوم فى آخر الزمان حداث الأسنان ، سفهاء الأحلام يقولن من خير قول البرية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن فى قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة ".
(تنبيه) قد روى هذا الحديث عن الأعمش جماعة من الثقات ، وقفت على عدد منهم: سفيان الثورى ، ووكيع ، وأبو معاوية ، وحفص بن غياث ، وعلى بن هشام ، وجرير ، والطنافسى ، وقد اختلف على الثلاثة الأولين فى جملة منه ، وهى قوله:" من خير قول البرية ".
أما الآخرون فمنهم من رواه عن الأعمش بهذا اللفظ ، ومنهم من لم يتبين لنا لفظه ، وإليك البيان:
الأول: قال البخارى: أخبرنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان عن الأعمش به.
وخالفه أبو داود فقال: حدثنا محمد بن كثير به ، لكنه قال:
" من قول خير البرية ".
ومما يرجح الأول أن النسائى أخرجه من طريق عبد الرحمن بن مهدى قال: حدثنا سفيان به.
ومن هذا الوجه أخرجه مسلم إلا أنه لم يسق لفظه ، وإنما أحال على لفظ وكيع عن الأعمش ، وهو باللفظ الأول.
الثانى: قال مسلم: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعبد الله بن سعيد الأشج جميعا عن وكيع: حدثنا الأعمش باللفظ الأول.
وخالفهما أحمد فقال: حدثنا وكيع به باللفظ الآخر.
الثالث: قال الحسن بن محمد الزعفرانى: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش باللفظ الأول.
أخرجه البيهقى.
وقال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة وأبو كريب وزهير بن حرب قالوا: حدثنا أبو معاوية به.
لكنه لم يسق لفظه ، بل أحال به على لفظ وكيع المتقدم من روايته.
وخالفهم أحمد فقال: حدثنا أبو معاوية به باللفظ الآخر.
الرابع: قال البخارى: حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبى حدثنا الأعمش باللفظ الأول.
الخامس: قال النسائى فى " خصائص على "(ص 32) : (أخبرنا أحمد بن شعيب قال)[1] : أخبرنا محمد بن معاوية بن زيد قال: أخبرنا على بن هاشم (الأصل: هشام) عن الأعمش باللفظ الأول.
قلت: وهذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن معاوية بن يزيد ، وهو أبو جعفر البغدادى قال الحافظ:" صدوق ربما وهم ".
السادس: قال مسلم: حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا جرير عن
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
[1]{كذا فى الأصل ، وأحمد بن شعيب هو النسائى نفسه ، وقائل هذه الجملة هو الراوى عن النسائى ، والله أعلم}
الأعمش به ، ولكنه لم يسق لفظه ، وإنما أحال به على لفظ ابن مهدى ، وهو باللفظ الأول كما تقدم.
السابع: قال الزعفرانى: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسى ، حدثنا الأعمش به فذكره بإسناده ومعناه.
هكذا أخرجه البيهقى عقب رواية الزعفرانى عن أبى معاوية.
وهى باللفظ الأول كما تقدم.
ولا يعكر على هذا قول الطيالسى فى " مسنده "(168) : حدثنا قيس بن الربيع عن شمر بن عطية عن سويد بن غفلة به فذكره باللفظ الآخر.
أقول: لا يعكر عليه لأن قيس بن الربيع سىء الحفظ ، فلا يحتج به سيما عند المخالفة.
ومن هذا التخريج يتبين أن اللفظ الأول هو الذى ينبغى أن يحكم له بالصواب لاتفاق حفص بن غياث وعلى بن هاشم فى روايتهما له عن الأعمش ، ولموافقتها لرواية الأكثر عن سفيان ووكيع وأبى معاوية كلهم عن الأعمش ، وقد أشار الشيخان إلى أنه هو المحفوظ بإخراجها إياه دون اللفظ الآخر.
ومن الغرائب أن اللفظ الأول مع وروده عند البخارى فى المواضع الثلاثة منه فقد شرحه الحافظ فى موضعين منها ، على أنه باللفظ الآخر! فقال (6/456) : " وقوله: (يقولون من قول خير البرية) أى من القرآن كما فى حديث أبى سعيد الخدرى (يعنى الآتى بعد هذا) : يقرءون القرآن.
".
وقال (9/86) : " وقوله: (يقولون من قول خير البرية) هو من المقلوب ، والمراد من قول خير البرية ، أى من قول الله ، وهو المناسب للترجمة ".
فتأمل كيف جعل التفسير هو عين المفسر! " من قول خير البرية "، والصواب قوله فى الموضع الثالث (12/254) :
" قوله: (يقولون من خير قول البرية) تقدم فى علامات النبوة ، وفى آخر فضائل القرآن قول من قال إنه مقلوب وأن المراد من قول خير البرية وهو القرآن.
قلت: ويحتمل أن يكون على ظاهرة والمراد القول الحسن فى الظاهر ، وباطنه على خلاف ذلك ، كقولهم لا حكم إلا الله فى جواب على ".
هذا وقد كنت قرأت قديما فى بعض الشروح مما لا أذكره الآن أن بعضهم استدل باللفظ الآخر: " يقولون من قول خير البرية " على أنه صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق بناء على أنه هو المراد بقوله " خير البرية " ، وإذا قد علمت أن اللفظ المذكور شاذ غير محفوظ ، فلا يصح الاستدلال به على ما ذكر.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
وأما اللفظ الآخر الذى فى الكتاب فهو الذى رواه أبو سعيد الخدرى بخلاف اللفظ الأول فإنه من حديث على كما تقدم ، يرويه (عبد الرحمن أبى نعم) [1] عنه قال:" بعث على رضى الله عنه وهو باليمن بذهيبة فى تربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة نفر: الأقرع بن حابس الحنظلى ، وعيينة بن بدر الفزارى ، وعلقمة بن علاثة العامرى ، ثم أحد بنى كلاب وزيد الخير الطائى ، ثم أحد بنى نبهان ، قال: فغضبت قريش فقالوا: أيعطى صناديد نجد ويدعنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنى إنما فعلت ذلك لأتألفهم ، فجاء رجل كث اللحية ، مشرف الوجنتين غائر العينين ناتىء الجبين محلوق الرأس ، فقال: اتق الله يا محمد! قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن يطع الله إن عصيته؟ ! أيأمننى على أهل الأرض ، ولا تأمنونى ، قال: ثم أدبر الرجل ، فأستأذن رجل من القوم فى قتله (يرون أنه خالد بن الوليد) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من ضئضى هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يقتلون أهل الإسلام ، ويدعون أهل الأوثان ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ".
أخرجه البخارى (2/337 و3/158 ـ 159 و4/459 ـ 460) ومسلم (3/110) وأبو داود (4764) والنسائى (2/174) والبيهقى