الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وهذا إسناد حسن على الخلاف المعروف فى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
وله شاهد من حديث بريدة قال: " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بعض مغازيه ، فلما انصرف جاءت جارية سوداء ، فقالت: يا رسول الله إنى كنت نذرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت نذرت فاضربى ، وإلا فلا ، فجعلت ، تضرب ، فدخل أبو بكر وهى تضرب ، ثم دخل على وهى تضرب ، ثم دخل عثمان وهى تضرب ، ثم دخل عمر ، فألقت الدف تحت استها ثم قعدت عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان ليخاف منك يا عمر ، إنى كنت جالسا وهى تضرب فدخل أبو بكر وهى تضرب ، ثم دخل على وهى تضرب ، ثم دخل عثمان وهى تضرب ، فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف " أخرجه الترمذى (7/293 و294) وابن حبان (1193 و2186) والبيهقى (10/77) وأحمد (5/353 و356) عن الحسين بن واقد حدثنى عبد الله بن بريدة قال: سمعت بريدة.
وقال الترمذى: " حديث حسن صحيح غريب ".
قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم.
(2589) - (حديث عائشة مرفوعا: " من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصى الله فلا يعصه " رواه الجماعة إلا مسلما
.
* صحيح.
وقد مضى (967) .
(2590) - (حديث عائشة مرفوعا: " لا نذر فى معصية وكفارته كفارة يمين " رواه الخمسة واحتج به أحمد
.
* صحيح.
أخرجه أبو داود (3290) والنسائى (2/145) والترمذى (1/287) وابن ماجه (2125) والطحاوى (3/42) والبيهقى (10/69)
وأحمد (6/247) والخطيب (5/127) من طريق عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به.
وقال الترمذى: " هذا حديث لا يصح ، لأن الزهرى لم يسمع هذا الحديث من أبى سلمة.
سمعت محمدا ـ يعنى البخارى ـ يقول: روى غير واحد منهم موسى بن عقبة وابن أبى عتيق عن الزهرى عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن عائشة عن النبى صلى الله عليه وسلم.
قال محمد: والحديث هو هذا ".
وقال أبو داود عقب الحديث: " سمعت أحمد بن شبويه يقول: قال ابن المبارك ـ يعنى فى هذا الحديث ـ: " حدث أبو سلمة " فدل ذلك على أن الزهرى لم يسمعه من أبى سلمة.
وقال أحمد بن محمد: وتصديق ذلك ما حدثنا أيوب يعنى ابن سليمان " ـ يعنى: ابن بلال ـ.
قال أبو داود: " سمعت أحمد بن حنبل يقول: أفسدوا علينا هذا الحديث ، قيل له: وصح إفساده عندك؟ وهل رواه غير ابن أبى أويس؟ قال: أيوب كان أمثل منه ، يعنى أيوب بن سليمان بن بلال وقد رواه أيوب ".
قلت: رواية ابن أبى أويس أخرجها أبو داود والنسائى والترمذى والطحاوى قال: حدثنى سليمان بن بلال عن محمد بن أبى عتيق وموسى بن عقبة عن ابن شهاب عن سليمان بن أرقم أن يحيى بن أبى كثير الذى كان يسكن اليمامة حدثه أنه سمع أبا سلمة يخبر عن عائشة به.
(والسباق)[1] للنسائى وقال: " سليمان بن أرقم متروك الحديث والله أعلم.
وقد خالفه غير واحد من أصحاب يحيى بن أبى كثير فى هذا الحديث ".
ثم ساقه عن جماعة منهم على بن المبارك عن يحيى عن محمد بن الزبير الحنظلى عن أبيه عن عمران بن حصين به.
وقال: " محمد بن الزبير ضعيف لا يقوم بمثله حجة ، وقد اختلف عليه فى هذا الحديث ".
ثم ذكر الاختلاف عليه فى ذلك ، وقد سبق بيانه عند الحديث (2587) وقال أبو داود عقبه: " قال أحمد بن محمد المروزى: إنما الحديث حديث على بن المبارك عن يحيى بن أبى كثير عن محمد بن الزبير
…
أراد أن سليمان بن أرقم وهم فيه ، وحمله عنه الزهرى ، وأرسله عن أبى سلمة عن عائشة رحمها الله ".
قلت: والذى يتلخص من كلامهم أن الزهرى رحمه الله إنما رواه عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن عائشة ، ثم دلسه عن أبى سلمة بإسقاط ابن أرقم ويحيى بينه وبين أبى سلمة!.
وأن ابن أرقم وهم على يحيى فى إسناده عن أبى سلمة ، وأن الصواب عن يحيى إنما هو رواية على بن المبارك وغيره عنه عن محمد بن الزبير الحنظلى عن أبيه عن عمران بن حصين.
ولم تطئمن نفسى لهذا (الإعلان)[1] لأمرين:
أما الأمر الأول ، فلأن الزهرى إمام حافظ ، فليس بكثير عليه أن يكون له إسنادان فى هذا الحديث أحدهما عن أبى سلمة مباشرة عن عائشة ; والآخر عن سليمان بن أرقم عن يحيى عن أبى سلمة.
ويؤيد هذا أنه قد صرح بالتحديث فى رواية له فقال النسائى: أخبرنا هارون بن موسى (الغروى)[2] قال: حدثنا أبو ضمرة عن يونس عن ابن شهاب قال: حدثنا أبو سلمة
…
قلت: وهذا إسناد متصل صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير (الغروى)[3] وهو ثقة.
وكأن النسائى اعتمد هذا الإسناد واعتبره صحيحا ، فقال:" وقد قيل: إن الزهرى لم يسمع هذا من أبى سلمة ".
فأشار بقوله " قيل " إلى تضعيف هذا القول ، وعدم تبنيه إياه.
والله أعلم.
وأما الأمر الآخر ، فلم يتفرد سليمان بن أرقم بروايته عن يحيى عن أبى سلمة عن عائشة ، فقال الطيالسى فى " مسنده " (1484) : حدثنا حرب بن
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
[1]{كذا فى الأصل ، ولعل الصواب: الإعلال}
[2]
{كذا فى الأصل ، والصواب: الفروى}
[3]
شداد عن يحيى بن أبى كثير به.
وهذا إسناد ظاهر الصحة ، فإن رجاله ثقات رجال الشيخين ، لكن أخرجه الطحاوى عن الطيالسى بوجه آخر فقال (3/43) : حدثنا بكار بن قتيبة قال: حدثنا أبو داود الطيالسى قال: حدثنا حرب بن شداد (الأصل سوار!) قال: حدثنى يحيى بن أبى كثير عن محمد بن أبان عن القاسم عن عائشة به مرفوعا بلفظ: " من نذر أن يعصى الله فلا يعصه ".
وقال: " محمد بن أبان لا يعرف ".
ثم أخرجه من طريق أبان بن يزيد قال: حدثنى يحيى.
ثم ذكر مثله.
قلت: هو بهذا اللفظ صحيح عن القاسم عن عائشة وقد مضى تخريجه (967) وقد رواه على بن المبارك عن يحيى بن أبى كثير عن القاسم به.
بإسقاط ابن أبان من بينهما ، هكذا أخرجه أحمد (6/208) .
وهو بهذا اللفظ عن الطيالسى شاذ عندى لمخالفته للفظ الأول الثابت فى " مسنده " ، ولأن بكار بن قتيبة ، لم أر من صرح بتوثيقه والله أعلم.
وللحديث طريق أخرى عن القاسم به وفيه زيادة: " يكفر عن يمينه ".
وإسناده صحيح وقد ذكرنا تخريجه فيما قد تقدم رقم (949) .
وله شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ: " النذر نذران: فما كان لله فكفارته الوفاء ، وما كان للشيطان فلا وفاء فيه ، وعليه كفارة يمين ".
أخرجه ابن الجارود بإسناد صحيح كما بينته فى " الصحيحة "(479) .