الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في الأخرى مِن شيء معيّن مسَّتْه النار، لم يحكِ لفظًا عامًّا ولا خاصًّا يُنْسَخ به اللفظ الصريح الصحيح.
وأيضًا: فإنّ الحديث قد جاء مبيَّنًا من رواية جابر نفسه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دُعِي إلى طعام، فأكل، ثم حضرت الظهر، فقام وتوضأ وصلى ثم أكل، فحضرت العصر، فقام فصلى ولم يتوضأ"
(1)
. فكان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مسّت النار. فالحديث له قصة، فبعض الرواة اقتصر على موضع الحجة فحذف القصة، وبعضهم ذكرها، وجابر روى الحديث بقصته. والله أعلم.
17 -
باب في المَذْي
26/ 196 - وعن عروة بن الزبير، عن عليّ بن أبي طالب نحو حديث المقداد، وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليغسل ذكره وأنثييه".
وأخرجه النسائي ولم يذكر "أنثييه"
(2)
.
وقال أبو حاتم الرازي: عروة بن الزبير عن علي مرسل.
قال ابن القيم رحمه الله: وقد رواه أبو عوانة الإسفراييني في "صحيحه"
(3)
من حديث سليمان بن حيّان
(4)
، عن ابن حسان، عن محمد بن سيرين، عن
(1)
أخرجه أبو داود (191)، وهو بنحوه عند الترمذي (80)، وابن ماجه (489)، وإسناده صحيح.
(2)
أخرجه أبو داود (206، 208)، والنسائي (435)، وأحمد (1009).
(3)
(765). وصحّحها ابن الملقن، وقال الحافظ:"لا مطعن فيها". ينظر "فتح الغفّار": (1/ 27).
(4)
في الأصل: "حسان"، والتصويب من "صحيح أبي عوانة". وترجمته في "التهذيب":(4/ 181).
عَبيدة السلماني، عن عليّ. وفيه:"يغسل أُنثييه وذَكَره". وهذا متصل.
27/ 198 - وعن عبد الله بن سعد الأنصاري قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يوجب الغسلَ، وعن الماء يكون بعد الماء؟ قال:"ذلك المذي، وكلّ فحلٍ يمذي، فتغسل من ذلك فرجك وأنثييك، وتوضأ وضوءك للصلاة".
28/ 199 - وفي لفظ: أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يحلّ لي من امرأتي وهي حائض؟ قال: "لك ما فوق الإزار" ــ وذكر مواكلة الحائض أيضًا ــ وساق الحديث.
وأخرج الترمذي طرفًا منه في "الجامع"، وطرفًا في "الشمائل"، وقال: حسن غريب. وأخرجه ابن ماجه مختصرًا في موضعين
(1)
.
29/ 200 - وعن معاذ بن جبل قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يحل للرجل من امرأته وهي حائض؟ فقال: "ما فوق الإزار، والتعفّف عن ذلك أفضل". قال أبو داود: وليس بالقوي.
قال ابن القيم رحمه الله: قال أبو محمد بن حزم
(2)
: نظرنا في حديث حرام بن حكيم عن عمه، فوجدناه لا يصح ــ يعني حديث عبد الله بن سعد ــ حكيمٌ ضعيف، وهو الذي روى غسل الأُنثيين من المذي. تم كلامه.
وهذا الحديث قد رواه أبو داود عن إبراهيم بن موسى، عن عبد الله بن وهب ــ وهما مِن المتّفَقِ على حديثهما ــ، عن معاوية بن صالح ــ وهو ممن
(1)
أخرجه أبو داود (211 - 212)، والترمذي في "الجامع"(133)، و"الشمائل"(297)، وابن ماجه (651، 1378)، وابن خزيمة (1202).
(2)
في "المحلى": (2/ 180 - 181).
روى له مسلم ــ، عن العلاء بن الحارث ــ روى له مسلم أيضًا ــ. وحرامُ بن حكيم وثَّقه غيرُ واحد
…
(1)
. وعمُّه هو عبد الله بن سعد الأنصاري ــ صاحب الحديث ــ صحابيّ.
وقوله: "وهو الذي روى حديث غسل الأُنثيين من المَذْي"، فالحديث حديثٌ واحد، فَرَّقه بعضُ الرواة وجمعَه غيرُه.
وقد روى الأمرَ بغسل الأنثيين من المذي أبو عوانة في "صحيحه"
(2)
من حديث محمد بن سيرين، عن عَبيدة السّلْماني، عن عليّ، الحديث. وفيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يغسل أنثييه وذَكَره ويتوضأ".
وأما حديت معاذ؛ فأعلَّه ابنُ حزم
(3)
ببقيَّة بن الوليد، وبسعيد الأغطش، قال: وهو مجهول، وقد ضعَّفه أبو داود كما تقدم.
ورواه الطبراني
(4)
من طريق إسماعيل بن عيَّاش، حدّثني سعيد بن عبد الله الخزاعي، عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي، عن معاذ. وهو منقطع.
(1)
بعده في الأصل بياض بمقدار ثلاث كلمات. وتنظر ترجمته في "تهذيب التهذيب": (2/ 222 - 223).
(2)
(765).
(3)
في "المحلى": (2/ 181).
(4)
في "المعجم الكبير": (20/ 99). وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد": (1/ 332): "إسناد هذا الحديث حسن". لكن قال أبو حاتم وأبو زرعة: إن عبد الرحمن بن عائذ لم يدرك معاذًا، فالإسناد كما قال المؤلف: منقطع. ينظر: "تهذيب التهذيب": (6/ 203 - 204)، و"تحفة التحصيل"(ص 199).