الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيه دليل واضح على أن التغليظ الذي رُوي في المارِّ بين يدي المصلي إنما أريد بذلك إذا كان المصلِّي يصلي إلى سُتْرة، دون الذي يصلي إلى غير سُتْرة يستتر بها. قال أبو حاتم
(1)
: «ذِكْر البيان بأن هذه الصلاة لم تكن بين الطوَّافين وبين النبي صلى الله عليه وسلم سترة» ثم ساق من حديث المطلب قال: «رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حَذْوَ [ق 37] الركن الأسود، والرجالُ والنساءُ يمرُّون بين يديه، ما بينهم وبينه سترة»
(2)
.
7 -
باب ما يقطعُ الصلاةَ
50/ 672 - وعن عكرمة، عن ابن عباس قال: أحسبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:«إذا صلى أحدُكم إلى غير سُترةٍ، فإنه يقطع صلاتَه الحمارُ، والخنزيرُ، واليهوديُّ، والمجوسيُّ، والمرأةُ. ويجزئ عنه ــ إذا مرّوا بين يديه ــ على قَذْفةٍ بحجر»
(3)
.
قال أبو داود
(4)
: في نفسي من هذا الحديث شيء، كنتُ أذاكِرُ به إبراهيمَ وغيرَه، فلم أرَ أحدًا جاء به عن هشام ولا يَعْرِفه، ولم أر أحدًا يحدِّث به عن هشام،
(1)
. «الإحسان» : (6/ 128).
(2)
. (2364).
(3)
. أخرجه أبو داود (704)، والبيهقي:(2/ 275) وغيرهما من طرق عن معاذ بن هشام عن أبيه عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة به.
(4)
. كلام أبي داود ثابت في مخطوطة «المختصر» وموجود في بعض نسخ «السنن» دون بعض، وفي نسخة «فيض الله» من «السنن» وهي مقروءة على الحافظ المنذري وعليها خطه (جـ 1/ق 98 ب) كُتِب كلام أبي داود في المتن ثم علّق عليه في الهامش بقوله:«في الأصل مضروب عليه ولم يحقق سماعه» .
وأحسب الوهم من ابن أبي سَمينة، والمنكَرُ فيه ذِكْر المجوسيّ، وفيه:«على قذفةٍ بحجر» وذِكْر الخنزير، وفيه نَكارة. قال أبو داود: ولم أسمع هذا الحديث إلا من محمد بن إسماعيل. وأحسبه وهم، لأنه كان يحدِّثنا من حفظه.
قال ابن القيم رحمه الله: وقال ابن القطان
(1)
: «علَّته شكُّ الراوي في رفعه، فإنه قال عن ابن عباس: «أحسبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم» فهذا رأيٌ لا خبر، ولم يجزم ابنُ عباس برفعه، وابنُ أبي سَمَينة
(2)
، أحد الثقات.
وقد جاء هذا الخبر موقوفًا على ابن عباس بإسنادٍ جيد، بِذِكْر «أربعة» فقط. قال البزار
(3)
: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: قلت لجابر بن زيد: ما يقطع الصلاة؟ قال: قال ابن عباس: الكلبُ الأسود، والمرأةُ الحائض
(4)
. قلت: قد كان يذكر الثالث
(5)
؟ قال: ما هو؟ قلت: الحمار، قال: رويدك، الحمار؟ قلت: قد كان يذكر رابعًا؟ قال: ما هو؟ قال: العِلْج الكافر. قال: إن استطعت أن لا يمرّ بين يديك كافرٌ ولا مسلم فافعل» تم كلامه.
51/ 675 - وعن سعيد بن غزوان، عن أبيه: «أنه نزل بتبوك ــ وهو حاج ــ فإذا برجل مقعَد فسأله عن أمره. فقال: سأحدِّثك حديثًا، فلا تحدِّث به ما سمعتَ أني حيٌّ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بتبوك إلى نخلة. فقال: هذه قبلتُنا، ثم صلى إليها،
(1)
. في «بيان الوهم والإيهام» : (3/ 355 - 356).
(2)
. تحرف في الأصل و (ش، هـ): «واست اسمسه» !
(3)
. في «مسنده» (5268).
(4)
. في الأصل و (ش، هـ): «والحائض» خطأ.
(5)
. الأصل و (ش، هـ): «الرابع» خطأ.
فأقبلتُ، وأنا غلام أسعى، حتى مررتُ بينه وبينها. فقال: قطعَ صلاتَنا قطعَ الله أثرَه. فما قمت عليها إلى يومي هذا»
(1)
.
قال ابن القيم رحمه الله: حديث ابن غزوان هذا قال عبد الحق: إسنادُه ضعيف، قال ابن القطان
(2)
(3)
.
* * *
(1)
. أخرجه أبو داود (707). وأخرجه البخاري في تاريخه: (8/ 365 - 366)، والبيهقي:(2/ 275). وقال الحافظ في «الفتح» : (2/ 706): «في إسناده جهالة» .
(2)
. في «بيان الوهم والإيهام» : (3/ 356). وكلام عبد الحق في «الأحكام الوسطى» : (1/ 345).
(3)
. نص عبارة ابن القطان الأخيرة (3/ 356): «واعترى أبا محمد في هذا الحديث ــ مِن جَعْل غزوان هذا صحابيًّا وليس كذلك ــ ما قد ذكرناه في باب النقص من الأسانيد» . وذكر هناك (2/ 65) أن غزوان تابعي ثم قال: «والحديث في غاية الضعف ونكارة المتن، فإنّ دعاءه عليه السلام لمن ليس له بأهل زكاةٌ ورحمة فاعلم ذلك» .