الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحارث، والحارث بن بلال لا يُعرَف حاله.
7 -
بابُ الرجلِ يحُجُّ عن غيره
112/ 1736 - وعن أبي رَزِين ــ وهو لَقِيْطٌ العُقَيلي ــ أنه قال: يا رسولَ الله، إن أبي شيخٌ كبير، لا يستطيع الحجَّ والعمرةَ ولا الظَّعَنَ، قال: «احْجُجْ
(1)
عن أبيك واعتَمِرْ».
وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه
(2)
. وقال الترمذي: حسن صحيح. وقال الإمام أحمد: لا أعلم في [ق 64] إيجاب العمرة حديثًا أجودَ مِن هذا ولا أصحّ منه.
قال ابن القيم رحمه الله: قول الإمام أحمد، قال البيهقي
(3)
: قال مسلم: سمعتُ أحمدَ بن حنبل يقول، فذَكَره. وفي «سنن ابن ماجه»
(4)
بإسنادٍ على شرط «الصحيحين» عن عائشة قالت: قلتُ: يا رسول الله، هل على النساء جهاد؟ قال:«جهادٌ لا قتالَ فيه، الحجُّ والعمرة» .
واحتجَّ مَن نفى الوجوبَ بحديث جابر: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئل عن العمرة، أواجبةٌ هي؟ قال: «لا، وأنْ تعتمر خيرٌ لك» ، رواه الترمذي
(5)
من حديث
(1)
في (خ- المختصر): «حج» ومثله في «سنن الترمذي» ، وفي «السنن» كما أثبتناه.
(2)
أخرجه أبو داود (1810)، والترمذي (947)، والنسائي (2621)، وابن ماجه (2906)، وأخرجه أحمد (16184)، وابن حبان (3991).
(3)
في «السنن الكبرى» : (4/ 350).
(4)
(2901). وهو بنحوه في البخاري (1520) دون ذكر العمرة. وأخرجه أحمد (25322)، وابن حبان (3702).
(5)
(931). وأخرجه أحمد (14397)، وابن خزيمة (3068) وغيرهم.
الحجَّاج بن أرطاة، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر. وقال: حسن صحيح.
قال البيهقي
(1)
: كذا رواه الحجاج مرفوعًا، والمحفوظ إنما هو عن جابر موقوف عليه غير مرفوع. وقد نوقش الترمذيُّ في تصحيحه، فإنه من رواية الحجاج بن أرطاة، وقد ضُعِّف، ولو كان ثقة فهو مدلِّس كبير، وقد قال:«عن محمد بن المنكدر» ، لم يذكر سماعًا. ولا ريب أن هذا قادحٌ في صحة الحديث.
وقد قال الشافعي
(2)
: ليس في العمرة شيء ثابت بأنها تطوُّع، وقد رُوي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بإسناد ضعيف، لا تقوم بمثله حجة. تم كلامه.
قال البيهقي
(3)
: وروى ابنُ لهيعة، عن عطاء، عن جابر مرفوعًا:«الحجُّ والعمرة فريضتان واجبتان» ، قال البيهقي: وهذا أيضًا ضعيف لا يصح. فقد سقط الاحتجاج برواية جابر من الطريقين.
وفي «سنن ابن ماجه»
(4)
من حديث عُمر بن قيس، أخبرني طلحة بن
(1)
في «الكبرى» : (4/ 349).
(2)
نقله الترمذي في «الجامع» : (3/ 261). وقد قال في «الأم» : (3/ 326): «والذي هو أشبه بظاهر القرآن وأولى بأهل العلم عندي ــ وأسأل الله التوفيق ــ أن تكون العمرةُ واجبةً» .
(3)
في «الكبرى» : (4/ 350).
(4)
(2989). من طريق الحسن بن يحيى الخُشني، عن عمر بن قيس به.
قال البوصيري في «مصباح الزجاجة» : (2/ 138): «هذا إسناد ضعيف عمر بن قيس المعروف بمندل ضعّفه أحمد وابن معين والفلاس وأبو زرعة والبخاري وأبو حاتم وأبو داود والنسائي وغيرهم، والحسن الراوي عنه ضعيف» ، وضعَّفه ابن دقيق العيد كما في «نصب الراية»:(3/ 150). وقال أبو حاتم في «العلل» (850): حديث باطل.
يحيى، عن محمد بن إسحاق، عن طلحة بن عُبيد الله: أنه سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحجُّ جهاد، والعمرةُ تطوُّع» رواه عن هشام بن عمّار، عن الحسن بن يحيى الخُشَني.
8 -
باب كيف
(1)
التلبية
113/ 1738 - عن عبد الله بن عمر: «أنَّ تلبيةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: لبَّيْكَ اللهم لبيك، لبَّيك لا شريكَ لكَ لبيك، إنَّ الحمدَ، والنعمةَ لكَ والملكَ، لا شريكَ لك، قال: وكان عبد الله بن عمر يزيد في تلبيته: لبيك لبيك، لبيك وسَعْديك، والخير بيديك، والرَّغْبَاءُ إليك والعمل» .
وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
(2)
.
قال ابن القيم رحمه الله: في معنى التلبية ثمانية أقوال:
أحدها: إجابةً لك بعد إجابة، ولهذا المعنى كُرِّرت التلبية إيذانًا بتكرير الإجابة.
الثاني: أنه انقياد لكَ بعد انقياد، من قولهم: لبَّبْتُ الرجلَ، إذا قبضتُ على تلابيبه، ومنه:«فلبّبْتُه بردائه» . والمعنى: انقدْتُ لكَ، وسَعَت نفسي لك خاضعةً ذليلة، كما يُفْعَل بمن لُبِّبَ بردائه، وقُبِضَ على تلابيبه.
الثالث: أنه مِن «لَبّ بالمكان» ، إذا أقام به ولزمه. والمعنى: أنا مقيم على
(1)
ط. المعارف: «كيفية» خطأ.
(2)
أخرجه أبو داود (1812)، والبخاري (1549)، ومسلم (1184/ 19)، والترمذي (849)، والنسائي (2750)، وابن ماجه (2918).
طاعتك ملازم لها. اختاره صاحب «الصَّحاح»
(1)
.
الرابع: أنه مِن قولهم: «داري تلُبُّ دارَك» ، أي تواجهها وتقابلها، أي: أنا مواجِهُك بما تحبُ متوجِّه إليك. حكاه في «الصَّحاح»
(2)
عن الخليل.
الخامس: معناه: حُبًّا لكَ بعد حُبّ، مِن قولهم: امرأةٌ لَبَّة، إذا كانت مُحِبّة لولدها.
السادس: أنه مأخوذ مِن لُبّ الشيء، وهو خالصه، ومنه: لُبّ الطعام، ولُبّ الرجل: عقلُه وقلبُه. ومعناه: أخلصت لُبّي وقَلْبي لك، وجعلتُ لك لُبِّي وخالصتي.
السابع: أنه مِن قولهم: فلانٌ رَخيُّ اللَّبَبِ، وفي لَبَبٍ رَخِيٍّ، أي: في حالٍ واسعةٍ منشرح الصدر. ومعناه: أني منشرحُ الصدر متسعُ القلب لقبول دعوتك وإجابتها، متوجه
(3)
إليك بلَبَبٍ رَخِيّ توجّه
(4)
المحبّ إلى محبوبه، لا بِكُره ولا تكلُّف.
الثامن: أنه من الإلباب، وهو الاقتراب: أي اقترابًا إليك بعد اقتراب، كما يتقرَّب المحبّ من محبوبه.
و «سعديك» : من المساعدة، وهي المُطاوَعة. ومعناه: مساعدةً في طاعتك وما تحبّ بعد مساعدة.
(1)
(1/ 216).
(2)
(1/ 216).
(3)
الأصل و (ش): «متوجًا» والوجه ما أثبت.
(4)
ط. الفقي: «يوجد» .
قال الجَرْمي
(1)
: ولم يُسْمَع «سعديك» مفردًا.
و «الرَّغْباء إليك» يقال: بفتح الراء مع المدّ، وبضمها مع القَصْر. ومعناها الطلب والمسألة والرغبة.
واختلف النُّحاة في الياء في «لبيك» . فقال سيبويه
(2)
: هي ياء التثنية. وهو من المُلْتَزم نصبُه على المصدر، كقولهم: حمدًا وشكرًا وكرامةً ومسرَّةً.
والتزموا تثنيتَه إيذانًا بتكرير معناه واستدامته. والتزموا إضافتَه إلى ضمير المخاطَب لما خصوه بإجابة الداعي. وقد جاء إضافته إلى ضمير الغائب نادرًا، كقول الشاعر
(3)
:
دعوتُ لِمَا نابني مسورًا
…
فلبَّى فلبَّيْ يَدَي مسور
والتثنية فيه كالتثنية في قوله تعالى: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} [الملك:4] وليس المراد ما يشفع الواحد فقط. وكذلك «سعديك ودواليك» .
وقال يونس: هو مفرد، والياء فيه مثل الياء في «عليك وإليك ولديك» .
ومِن حُجَّة سيبويه على يونس: أن «على» و «إلى» يختلفان بحسب الإضافة، فإن جَرَّا مُضمرًا كانا بالياء، وإن جَرَّا ظاهرًا كانا بالألف، فلو كان «لبيك» كذلك لما كان بالياء في جميع أحواله، سواء أضيف إلى ظاهر أو
(1)
تصحف في ط. الفقي إلى «الحربي» . والجَرْمي هو: صالح بن إسحاق أبو عمرو الجرمي (ت 225) له تصانيف كثيرة في النحو واللغة. ينظر «إنباه الرواة» : (2/ 80)، و «وفيات الأعيان»:(2/ 285).
(2)
في «الكتاب» : (1/ 350 - 354).
(3)
البيت من شواهد سيبويه. وانظر «الخزانة» : (1/ 268).