الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان صحَّح خطأ أبي إسحاق القديم، فصحح خطأين متضادين! وجمع بين غلطين متنافرين! تم كلامه
(1)
.
قال البيهقي
(2)
: والحُفَّاظ طعنوا في هذه اللفظة، وتوهَّمُوها مأخوذةً عن غير الأسود، وأن أبا إسحاق ربما دلّس، فرأوها
(3)
من تدليساته، بدليل رواية إبراهيم عن الأسود، وعبد الرحمن بن الأسود عن أبيه، عن عائشة:"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وهو جُنُب توضأ وضوءَه للصلاة، ثم ينام" رواه مسلم.
قال: وحديث أبي إسحاق صحيح من جهة الرواية، فإن أبا إسحاق بَيَّن فيه سماعَه من الأسود، والمُدَلِّس إذا بين سماعَه وكان ثقةً فلا وجه لردِّه. تم كلامه.
والصواب ما قاله أئمة الحديث الكبار، مثل يزيد بن هارون، ومسلم، والترمذي، وغيرهم= مِنْ أن هذه اللفظة وهم وغلط. والله أعلم.
19 -
باب في الجُنُب يدخل المسجد
31/ 220 - عن جَسرَة بنت دَجَاجة عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه بيوت أصحابه شارعةٌ في المسجد، فقال:"وجِّهوا هذه البيوت عن المسجد"، ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصنع القومُ شيئًا، رجاء أن ينزل فيهم رخصة، فخرج إليهم بعدُ، فقال: وجِّهوا هذه البيوتَ عن المسجد، فإني لا أُحِلُّ المسجد لحائضٍ ولا جُنُب".
(1)
يعني ابن مفوز.
(2)
في "السنن الكبرى": (1/ 201).
(3)
الأصل: "فرواها"، والمثبت من "سنن البيهقي".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"
(1)
، وفيه زيادة، وذكر بعده حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم:"سدّوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر"، ثم قال: وهذا أصح.
وقال الخطابي: وضعَّفوا هذا الحديث، وقالوا: أفْلَتُ ــ راويه ــ مجهول، لا يصح الاحتجاجُ بحديثه.
وفيما حكاه الخطابي أنه مجهول نظر، فإنه أفلتُ بن خليفة، ويقال: فُلَيت بن خليفة العامري، ويقال: الذهلي، وكنيته: أبو حسان، حديثه في الكوفيين، روى عنه سفيان بن سعيد الثوري، وعبد الواحد بن زياد. وقال الإمام أحمد بن حنبل: ما أرى به بأسًا. وسئل عنه أبو حاتم الرازي؟ فقال: شيخ. وحكى البخاري أنه سمع من جَسرة بنت دجاجة. قال البخاري: وعند جَسْرة عجائب.
قال ابن القيم رحمه الله: وقال الدارقطني
(2)
: أفْلَتُ بن خليفة صالح.
وقد روى ابن ماجه في "سننه"
(3)
من حديث أبي الخطاب الهَجَري، عن مَحْدُوج الذُّهلي
(4)
، عن جَسْرة بنت دجاجة، عن أم سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى بأعلى صوته: "ألا إنَّ هذا المسجد لا يحلّ لجُنُبٍ ولا لحائض".
(1)
(2/ 67 - 68)، وأخرجه أبو داود (232)، ومن طريقه البيهقي:(2/ 442)، وابن خزيمة (1327).
(2)
"سؤالات البرقاني للدارقطني"(39).
(3)
(645). وأخرجه البيهقي في الكبرى: (7/ 65).
(4)
تصحف في الأصل إلى: "الهذلي" والتصحيح من مصادر الترجمة والحديث، وانظر ترجمته في "التاريخ الكبير":(8/ 66)، و"التهذيب":(10/ 55).
قال أبو محمد بن حزم
(1)
: محدوج ساقط، وأبو الخطاب مجهول. ثم رواه من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخَفّاف، عن ابن أبي غَنيّة
(2)
، عن إسماعيل، عن جسرة، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"هذا المسجد حرام على كلِّ جُنُب من الرجال وحائض من النساء، إلا محمدًا وأزواجه وعليًّا وفاطمة"
(3)
.
قال ابن حزم: عبد الوهاب بن عطاء منكر الحديث، وإسماعيل مجهول.
وليس الأمر كما قال أبو محمد؛ فقد قال ابن معين في رواية الدوري
(4)
: إنه ثقة، وقال في رواية الدَّارمي
(5)
وابن أبي خيثمة: ليس به بأس. وقال في رواية الغَلّابي: يُكتب حديثُه. وقال أحمد
(6)
: كان يحيى بن سعيد حَسَن الرأي فيه، وكان يعرفه معرفةً قديمة. وقال صالح بن محمد: أنكروا على الخفَّاف حديثًا رواه لثور بن يزيد، عن مكحول، عن كُرَيب، عن ابن عباس في فضل العباس
(7)
. وما أنكروا عليه غيرَه، فكان يحيى يقول:
(1)
في "المحلى": (2/ 186).
(2)
في الأصل: "عتبة" تصحيف، والتصحيح من مصادر الحديث، وانظر ترجمته في "التهذيب":(6/ 392).
(3)
وأخرج الحديث الطبراني في "الكبير": (23/ 374)، والبيهقي:(7/ 65)، وغيرهم. وضعّفه أيضًا البيهقي.
(4)
(3248).
(5)
(519).
(6)
"العلل": (2/ 354).
(7)
ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: "إذا كان غداة الاثنين فأتِني أنت وولدك حتى أدعو لهم بدعوة ينفعك الله بها وولدَك"، فغدا فغدونا معه فألبسنا كِساءً ثم قال:"اللهم اغفر للعباس وولدِه مغفرةً ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبًا، اللهم احفظه في ولده". أخرجه الترمذي (3762)، والطبراني في "مسند الشاميين" (460). قال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه". وقال أبو زرعة: منكر، كما في "العلل"(5/ 563 - 564) لابن أبي حاتم.