الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن إسماعيل بن مجمع. قال: قيل لعبد الله بن أبى حبيبة: ما أدركت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ـ وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم وهو غلام حديث ـ قال: جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا إلى مسجدنا هذا ـ يعنى مسجد قباء ـ. قال: فجئنا فجلسنا إليه، وجلس إليه الناس. قال: فجلس ما شائ الله أن يجلس، ثم قام فصلى، فرأيته يصلى فى نعليه (1) .
(1) من حديث عبد الله بن أبى حبيبة فى المسند: 4/334. وما بين معكوفين استكمال منه.
6260 -
حدثنا يونس بن محمد، حدثنا العطاف، حدثنى مجمع بن يعقوب، عن غلام من أهل قباء: أنه أدركه شيخًا قال: جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء، فجلس فى فناء الأجم، فاجتمع إليه ناس، فاستسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسقى، فشرب وأنا عن يمينه، وأنا أحدث [القوم] فناولنى، فشربت، وحفظت أنه صلى بنا يومئذ، وعليه نعلان لم ينزعهما (1) .
968- (عَبْدُ اللهِ بْنُ أبِى حَدْرَدَ الأَسْلَمِىّ)
(2)
فى أول المكيين، وسادس عشر الأنصار.
6261 -
حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن أبى إسحاق، حدثنى يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن القعقاع بن عبد الله بن أبى حدرد، عن أبيه: عبد الله بن أبى حدرد. قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
(1) من حديث عبد الله بن أبى حبيبة فى المسند: 4/334. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2)
له ترجمة فى أسد الغابة: 3/210؛ والإصابة: 2/294؛ والإستيعاب: 2/288؛ والطبقات الكبرى: 4/41؛ والتاريخ الكبير: 5/75؛ أخرجه فى التابعين وقال: كنت فى سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضم.
إضم (1)، فخرجت فى نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة: الحارث بن ربعى ومحلم بن جثامة بن قيس، فخرجنا، حتى إذا كنا ببطن إضم مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعى على قعود له معه متيع ووطب (2) من لبن، فلما مر بنا سلم علينا، فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله بشىء كان بينه وبينه، وأخذ بعيره ومتيعه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبرناه الخبر نزل فينا القرأن:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} (3) .
(1) إضم: بالكسر ثم فتح. ماء يطؤه الطريق بين مكة واليمامة عند السمينة. وقال السيد على: إضم واد بجبال تهامة، وهو الوادى الذى فيه المدينة، ويسمى عند المدينة القناة، ومن أعلى منها عند السد يسمى الشظاة، ومن عند الشظاة إلى أسفل يسمى إضما. يراجع معجم البلدان: 1/214.
(2)
متبع: ما يتبلغ من الزاد القليل: القاموس. والوطب: سقاء اللبن. اللسان: 7/4864.
(3)
الآية 94 من سورة النساء. وقد أورد ابن كثير حولها أخبارًا كثيرة. يرجع إليها فى تفسير: 1/538. والخبر من حديث عبد الله بن أبى داود فى المسند: 6/11.
6262 -
حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا حاتم بن إسماعيل المدنى، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبى يحيى، عن أبيه، عن أبى حدرد الأسلمى: أنه كان ليهودى عليه أربعة دراهم، فاستعدى عليه، فقال: يا محمد إن لى على هذا أربعة دراهم، وقد غلبنى عليها، فقال:«أَعْطِةِ حَقَّهُ» ، فقال: والذى بعثك بالحق ما أقدر عليها. قال: «أَعْطِهِ حَقَّهُ» ، فقال: والذى نفسى بيده لا أقدر/ عليها قد أخبرته أنك
تبعثنا إلى خيبر، فأرجو أن تغنمنا شيئًا، فأرجع، فأقضيه. قال:«أَعْطِهِ حَقَّهُ» .
قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال ثلاثًا لم يراجع، فخرج به ابن أبى حدرد إلى السوق، على رأسه عصابة، وهو متزر ببردة فنزع العمامة عن رأسه، فاتزر بها، ونزع البردة، فقال: اشتر منى هذه البردة، فباعها منه بأربعة دراهم، فمرت عجوز فقالت: ما لك يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرتها فقالت: ها دونك هذا. ببرد طرحته عليه (1) .
(1) من حديث ابن أبى حدرد الأسلمى فى المسند: 3/423.
6263 -
حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد ابن أبى عون، عن جدته، عن أبى حدرد الأسلمى: أنه ذكر أنه تزوج امرأة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستعينه فى صداقها، فقال:«كَمْ أَصْدَقْتَ؟» قال: قلت: مائتى درهم، قال:«لَوْ كًنْتُم تَعْرِفُونَ الدَّرَاهِمِ مِنْ وَادِيَكُم هَذَا مَا زِدْتُمْ، مَا عِنْدِى مَا أُعْطِيَكَ» .
قال: فمكثت ثم دعانى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سرية بعثها نحو نجد، فقال:«اخْرُجْ فِى هَذِهِ السَّرِيَّةِ لَعَلَّكَ أَنْ تُصِيبَ شَيْئًا فأَنْفِلكه» (1) . قال: فخرجنا حتى جئنا الحاضر (2) ممسين. قال: فلما ذهب فحمة العشاء (3) بعثنا أميرنا رَجُلَيْنِ رَجُلَيْنِ. قال: فأحطنا بالعسكر وقال: إذا كبرت وحملت فكبروا واحملوا. وقال حين
(1) النفل: لا يكون بعد إحراز الغنيمة حتى تقسم كلها، ثم ينفل الأمير المقاتلة من الخمس، فأما قبل القسمة فلا. النهاية: 4/166.
(2)
الحاضر: اسم للمكان المحضور، يقال: نزلنا حاضر بنى فلان فهو فاعل بمعنى مفعول. النهاية: 1/230.
(3)
فحمة العشاء: إقباله وأول سواده، يقال للظلمة التى بين صلاتى العشاء الفحمة. النهاية: 3/186.
بعثنا رَجُلَيْنِ رَجُلَيْنِ: لا تفترقا، ولأسألن واحدًا منكما عن خبر صاحبه، فلا أجد عنده، ولا تمنعوا فى الطلب.
قال: فلما أردنا أن نحمل سمعت رَجُلاً من الحاضر صرخ يا خضرة، فتفاءلت أنا سنصيب منهم خضرة. قال: فلما أعتمنا [كبر] أميرنا، وحمل، فكبرنا وحملنا. قال: فمر بى رجل فى يده السيف، فاتبعته. قال: فقال لى صاحبى: إن أميرنا قد عهد إلينا أن لا تمعنوا فى الطلب فارجع، فلما رأيت إلا أن أتبعه (1) قال: قال: والله لترجعن أو لأرجعن إليه، ولأخبرنه أنك أبيت، قال: فقلت: والله لأتبعنه. قال: فاتبعته حتى إذا دنوت منه رميته بسهم على جريداء (2) متنه، فوقع، فقال: ادن يا مسلم إلى الجنة، فلما رآنى لا أدنو إليه، ورميته بسهم آخر، فأثخنته رمانى بالسيف، فأخطأنى، فأخذت السيف، فقتلته به واحتززت به رأسه وشددنا فأخذنا نعمًا كثيرةً وغنمًا. قال: ثم انصرفنا. قال: فأصبحت فإذا بعيرى مقطور/ به بعير عليه امرأة جميلة شابة. قال: فجعلت تلتفت خلفها فتكبر، فقلت لها: أين تلتفتين؟ قالت: إلى رَجُلٍ والله إن كان حيًا خالطكم (3) . قال: قلت ـ وظننت أنه صاحبى الذى قتلت ـ فقلت: والله قتلته، وهذا سيفه. وهو معلق بقتب (4) البعير الذى أنا عليه. قال وغمد السيف ليس فيه شىء معلق بقتب بعيرها ـ فلما قلت ذلك لها قالت: فدونك هذا الغمد فشمه (5) فيه إن كنت
(1) فى المخطوطة: «فلما أبيت إلا أن أرجع» . وما أثبتناه من المسند.
(2)
جريداء متنه: أى وسطه، وهو موضع القفا المتجرد عن اللحم تصغير الجراء. النهاية: 1/154.
(3)
يقال: اختلط القوم فى الحرب وتخالطوا: تشابكوا، أساس البلاغة: 1/246.
(4)
القتب للجمل: كالإكاف لغيره. النهاية: 3/227.
(5)
فشمه فيه: اغمده فيه وهو من الأضداد يكون سلا وإغمادًا. النهاية: 2/247.
صادقًا. قال: فأخذته فشمته [فيه] فطبقه، فلما رأت ذلك بكت. قال: فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطانى من ذلك النعم الذى قدمنا به. تفرد به أحمد (1) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
(1) من حديث عبد الله بن أبى حدرد الأسلمى فى المسند: 6/11.
6264 -
قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا مندل بن على، عن عبد الله بن سعيد ابن أبى سعيد، عن أبيه، عن عبد الله بن أبى حدرد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انْتَضِلُوا وَاخَشَوْشِنُوا (1) وَامْشُوا حُفَاةً» .
عبد الله المقبرى ضعيف، والمعروف أن هذا من كلام عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ (2) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
6265 -
قال محمد بن إسحاق، حدثنى يعقوب بن عتبة، عن ابن شهاب، عن ابن عبد الله بن أبى حدرد، عن أبيه. قال: كنت يومئذ (3) فى خيل خالد بن الوليد فقال لى فتى منهم هو فى سنى قد جمعت يداه إلى عنقه برمةٍ (4) ونسوة مجتمعات غير بعيد منه: يا فتى. قلت: نعم، قال: هل أنت آخذ بهذه الرمة فقائدى بها إلى هؤلاء النسوة حتى [أقضى] إليهن بحاجة، ثم تردنى بعد، فتصنعوا بى ما بدا
(1) انتضل القوم وتناضلوا أى رموا للسبق. واخشوشنوا بالغوا فى خشونتهم. النهاية: 1/296، 4/152.
(2)
قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه عبد الله بن سعيد، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/136.
(3)
يقصد مسير خالد بن الوليد إلى بنى جذيمة بعد فتح مكة. المرجع.
(4)
الرمة: قطع حبل بالية. النهاية: 2/105.
لكم، فقلت: والله ليسير ما سألت، ثم أخذت برمته حتى وقفته عليهم فقال: اسلمى حبيش ـ على نفد من العيش (1) .
أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم
…
بحلية أو ألفيتكم بالخوانق (2)
ألم يك حقًا أن ينول عاشق
…
تكلف إدلاج السرى والودائق (3)
فلا ذنب لى إذ قلت إذ أهلنا معًا
…
أثيبى بود قبل إحدى الصفائق
أثيبى بود قبل أن تشحط النوى
…
وينأى الأمير بالحبيب المفارق
فإنى لا سر لدى أضعته
…
ولا راق عينى بعد وجهك رائق
على أن ما ناب العشيرة شاغل
…
على اللهو إلا أن يكون بوائق
فقالت
وأنت فحييت سبعًا وعشرًا
…
وترًا وثمانيًا تترى
ثم انصرفت، فضربت عنقه.
قال ابن إسحاق: فحدثنى أبو فراس/ بن أبى سنبلة الأسلمى، عن أشياخ منهم عمن كان حضرها منهم.
قالوا: فقامت إليه حين ضربت عنقه، فأكبت عليه، فما زالت تقبله حتى ماتت عليه. رواه أبو نعيم (4) .
(1) النفد: مصدر نفد إذا فنى، وهو النفاد، وحبيش مرخم من حبيشة. الروض الأنف.
(2)
حلية والخوانق: موضعان. الروض الأنف.
(3)
الودائق: جمع وديقة، وهو شدة الحر فى الظهيرة، سميت بذلك من الودق لأن فى ذلك الوقت يسيل لعاب الشمس، وتراه العين كالسراب ونحوه. الروض الأنف.
(4)
الخبر أخرجه ابن هشام بهذا السند عن ابن إسحاق، فى سياق الخبر عن مسير خالد بن الوليد بعد الفتح إلى بنى جذيمة من كنانة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث السرايا حول مكة تدعو إلى الله عز وجل، ولم يأمرهم بقتال، وكان ممن بعثه خالد بن الوليد، وأمره أن يسير بأسفل تهامة داعيًا، ولم يبعثه مقاتلاً، فوطئ جذيمة فأصاب منهم. السيرة لابن هشام مع الروض الأنف: 4/111. وقد أفرد السهيلى فى الروض الأنف فصلاً لتفسير غريب هذا الخبر، وساق خبرًا عن النسائى مشابهًا لهذا الخبر، وأورد فيه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لهم لما سمع القصة: «أما كان فيكم رجل رحيم» . الروض الآنف للسهيلى: 4/121.