الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1123- (عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق) رضي الله عنه
- (1) /
عبد الرحمن بن أبى بكر كان من سادات قريشٍ وشجعانهم، وأشدهم رميًا. أسلم قبل الفتح، ثم لم يحفظ عليه كذبة منذ أسلم، وأبلى يوم اليمامة بلاءً حسنًا، وقتل محكم اليمامة رماه بسهم فى نحره (2) فقتله، يقال: كان اسمه عبد الكعبة وفى رواية عبد العزى، فسماه النبى صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، وكان هو [وابنه](3) وأبوه وجده صحابة أربعة ولاء لا يعرف لهم نظير، ويكنى بأبى محمد، وقيل أبو عثمان، وقيل
أبو عبد الله، وكان فيه مع دينه وضعفه وصلاحه دعابة حسنةً، وقصته مع ليلى بنت الجودى التى كان رآها فى الجاهلية فعشقها، وأنشد فيها أشعارًا (4) كثيرة مشهورة.
ولما فتح مع عمر بن الخطاب الناحية التى كانت فيها نفله إياها، فأعجب (5) بها مدة ثم [جفاه و](6) صارت عنده حتى شفعت فيها أخته عائشة.
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/466، وترجم له عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان؛ وفى الإصابة فى الموضعين: 2/392، 407؛ والاستيعاب: 2/399؛ والتاريخ الكبير: 5/242؛ وثقات ابن حبان: 3/249؛ وتهذيب التهذيب: 6/146.
(2)
فى المخطوطة: «فى عقبة» وما أثبتناه من أسد الغابة والإصابة.
(3)
زيادة من مصادر ترجمته، وليستقيم السياق مع قوله أربعة، وابنه هو محمد بن عبد الرحمن أبو عتيق.
(4)
يرجع إلى بعض هذه الأشعار فى ابن الأثير:
تذكرت ليلى ـ والسماوة دونها ـ
…
فما لابنة الجودى ليلى وماليا
الخ
…
أسد الغابة: 3/467؛ الإصابة: 2/408.
(5)
غير واضحة فى المخطوطة، وما أثبتناه أقر إلى الرسم والمعنى.
(6)
زيادة يستلزمها السياق وبالرجوع إلى مصادر الترجمة.
وكانت وفاته سنة أربعٍ أو خمس أو ست وخمسين، ودفن بمكة، وقد زارته أم المؤمنين أخته عائشة، وكان شقيقها، وأنشدت عند قبره أبيات تميم بن وبرة فى أخيه مالكٍ:
وكنا كندمانى جذيمة حقبة
…
من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأنى ومالكًا
…
لطول اجتماعٍ لم نبت ليلة معا
وحديثه فى سادس مسند العشرة.
6873 -
حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو ـ يعنى ابن دينارٍ ـ، أخبرنى عمرو بن أوس الثقفى، حدثنى عبد الرحمن بن أبى بكر. قال: أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أردف عائشة إلى التنعيم فاعمرها (1) .
ورواه الجماعة إلا أبا داود من طرق: عن سفيان بن عيينة به (2) .
ورواه أبو داود من طريق أخرى من حديث يوسف بن ماهك، عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبى بكر، عن أبيها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «يَا عَبْدَ الرَّحمنِ أَرْدِفْ أُخْتَكَ عَائِشَةَ، فَأَعْمرْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ، فَإِذَا هَبَطْتَ بِهَا مِنَ الأَكَمَةِ فَلْتُحْرِمْ فَإِنَّهَا عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ» (3) .
6874 -
حدثنا عبد الله بن بكر السهمى، حدثنا هشام بن عمار، عن القاسم بن مهران، عن موسى بن عبيدٍ، عن ميمون بن
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/197.
(2)
الخبر أخرجه البخارى فى العمرة (باب عمرة التنعيم) وفى الجهاد (باب إرداف المرأة خلف أخيها) : فتح البارى: 3/606، 6/131؛ وأخرجه مسلم فى الحج (باب مذاهب العلماء فى تحلل المعتمر المتمتع) : مسلم بشرح النووى: 3/322؛ والترمذى فيه (باب ما جاء فى العمرة من التنعيم) وقال: حسن صحيح. صحيح الترمذى: 3/264؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 7/194؛ وابن ماجه فى المناسك (باب العمرة من التنعيم) : 2/997.
(3)
الخبر أخرجه أبو داود فى المناسك (باب المهلة بالعمرة تحيض فيدركها الحج، فتنقض عمرتها وتهل بالحج. هل تقضى عمرتها) : سنن أبى داود: 2/206.
مهران، عن عبد الرحمن بن أبى بكر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ رَبِّى أَعْطَانِى سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ» . فقال عمر: يا رسول الله فهلا استزدته؟ قال: «قَدِ اسْتَزَدْتُه فَأَعْطَانِى مَعَ كُلِّ رَجُلٍ سَبْعِينَ أَلْفًا» . قال عمر: فهلا استزدته؟ / قال: «قَدِ اسْتَزَدْتُه، فَأَعْطَانِى هَكَذَا» ـ وفرج عبد الله بن أبى بكر بين يديه، وقال عبد الله: وبسط باعيه، وحثا عبد الله، وقال هشام: وهذا من الله لا يدرى ما عدده (1) .
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/197. وقد ورد فى المخطوطة صدر الخبر الذى رواه الإمام أحمد عن محمد بن أبى عدى فى قصة الأضياف إلى قول زوجه: «قد عرضت» فحذفنا هذا القدر لأنه جزء من حديث لم يكتمل وسيأتى بتمامه بعد، وليتصل الخبران المتشابهان عند الإمام أحمد والطبرانى.
6875 -
وقد روى الطبرانى فى أول هذا الحديث قصة. فقال: أنبأنا الحسين ابن إسحاق التسترى، حدثنا عثمان بن أبى شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا موسى بن عبيدة، حدثنا عبد الله بن عبيدة، عن موسى بن وردان، عن عبد الرحمن ابن أبى بكر. قال: جئت أزور رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشة، فإذا هو يوحى إليه، فلما سرى عنه قال لعائشة:«نَاوِلِينِى رِدَائِى» فخرج، فدخل المسجد، فإذا فيه قوم ليس فيه غيرهم، فجلس فى ناحية القوم حتى إذا قضى المذكر تذكرته (1) قرأ سورة السجدة، فأطال السجود، حتى [إذا] جاء من كان على قدر ميلين وتسامع الناس سجوده، فعجز المسجد عن الناس، فأرسلت عائشة إلى أهلها احضروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد رأيت منه شيئًا لم أره، فرفع رأسه، فقال له أبو بكر: أطلت السجود يا رسول الله؟ فقال: «سَجَدْتُ لِرَبِّى شُكْرًا فِيمَا أَعْطَانِى مِنْ أُمَّتِى: سَبْعُونَ أَلْفًا
(1) المذكر: موضع الذكر كأنه أراد حتى قضى من الذكر حاجته. النهاية: 472.
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ [بِغَيْرِ حِسَابٍ] » فقال: يا رسول الله أمتك أكثر، وأطيب، فاستكثرهم، فقال:«مرتين أو ثلاثًا؟» فقال عمر: يا رسول الله هلا استزدته؟ قال: «قَدِ اسْتَزَدْتُهُ، فَأَعْطَانِى مَعَ كُلِّ رَجُلٍ سَبْعِينَ أَلْفًا» . فقال عمر: فهلا استزدته؟ فقال: «قَدِ اسْتَزَدْتُهُ، فَأَعْطَانِى هَكَذَا» وبسط باعه. قال هشام: هذا والله لا يدرى عدده (1) .
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. قلت: وله طرق تأتى فى البعث إن شاء الله. مجمع الزوائد: 2/209.
وقد أورد الهيثمى طريقين آخرين لهذا الخبر، وأطال فى التعقيب على ثانيهما. مجمع الزوائد: 10/410. وما بين معكوفات استكمال منه.
6876 -
حدثنا محمد بن أبى عدى، عن سلمان ـ يعنى التيمى ـ، عن أبى عثمان، عن عبد الرحمن بن أبى بكر. قال: جاء أبو بكر بأضيافٍ أو بضيفٍ له. قال: فأمسى عند النبى صلى الله عليه وسلم. قال: فلما أمسى قالت [له أمى] : احتسبت عن ضيفك، أو أضيافك هذه الليلة؟ قال: أما عشيتهم؟ قالت: لا. قالت: قد عرضت ذلك عليهم، أو عليه فأبوا، أو فأبى. قال: فغضب أبو بكر، وحلف أن لا/ يطعمه، وحلف الضيف أو الأضياف أن لا يطعموه حتى يطعمه، فقال أبو بكرٍ: إن كانت هذه من الشيطان.
قال: فدعا بالطعام، فأكل، وأكلوا. قال: فجعلوا لا يرفعون لقمةً إلا ربت (1) من أسفلها أكثر منها، فقال: يا أخت بنى فراس ما هذا؟ قال: قالت: قرة عينى إنها الآن لأكثر منها قبل أن تأكل. قال: فأكلوا، وبعث بها إلى النبى صلى الله عليه وسلم، فذكر أنه أكل منها (2) .
(1) ربت: زادت. النهاية: 2/63.
(2)
من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/197.
رواه البخارى فى الصلاة، وفى علامات النبوة، وفى الأدب، ومسلم فى الأطعمة، من طريق معتمر بن سليمان بن طرخان التيمى، عن أبيه. زاد البخارى: ابن أبى عدى عن سليمان التيمى (1) .
وأخرجاه مع أبى داود عن طريق سعيدٍ الجريرى كلاهما: عن أبى عثمان النهدى عنه به (2) .
وفى رواية لأبى داود عن الجريرى عن أبى عثمان النهدى أو عن أبى السليل: ضريب بن نفير عنه عن عبد الرحمن بن أبى بكر به (3) .
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الصلاة (باب السمر مع الضيف والأهل) وفى المناقب (باب علامات النبوة فى الإسلام) وفى الأدب (باب ما يكره من الغضب والجزع عند الضيف) : فتح البارى: 2/75، 6/578، 10/535؛ وأخرجه مسلم (باب إكرام الضيف وفضل إيثاره) : مسلم بشرح النووى: 4/752.
(2)
الخبر من هذا الطريق أخرجه البخارى فى الأدب (باب ما يكره من الغضب والجزع عند الضيف) : فتح البارى: 10/534؛ ومسلم فى الأطعمة فى الباب السابق، مسلم بشرح النووى: 4/657؛ وأخرجه أبو داود فى الأيمان والنذور (باب فيمن حلف على طعام لا يأكله) : سنن أبى داود: 3/227.
(3)
الخبر أخرجه أبو داود فى الباب السابق. سنن أبى داود: 3/227.
6877 -
حدثنا عارم، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبى عثمان، عن عبد الرحمن بن أبى بكر: أنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين ومائةٍ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم:«هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟» فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه، فعجنه ثم جاء رجل مشرك مشعان (1) طويل بغنم يسوقها، فقال النبى صلى الله عليه وسلم:«أَبَيْعًا أَمْ عَطِيَّةً؟» أو قال: «أَمْ هَدِيَة؟» . قال: لا بل بيع، فاشترى منه شاةً، فصنعت، وأمر النبى صلى الله عليه وسلم بسواد البطن (2) أن يشوى.
(1) الْمُشْعَانُّ: هو المنتفش الشعر الثار الرأس، يقال: شعر مشعان، ورجل بشعان، ومشعان الرأس والميم زائدة. النهاية: 2/224.
(2)
سواد البطن: الكبر. النهاية: 2/190.
قال: وأيم الله ما من الثلاثين والمائة إلا قد جز له رسول الله صلى الله عليه وسلم جزة من سواد بطنها، إن كان شاهدًا أعطاها إياه، وإن كان غائبًا خبأ له وجعل منها قصعتين. قال: فأكلنا أجمعون، وشبعنا، وفضل فى القصعتين فجعلناه على البعير. أو كما قال (1) .
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/197؛ والخبر أخرجه البخارى ومسلم كما فى تحفة الأشراف: 7/195.
6878 -
حدثنا عارم، وعفان. قالا: حدثنا معتمر بن سليمان ـ قال عفان فى حديثه. قال: سمعت أبى يقول: حدثنا أبو عثمان ـ أنه حدثه عبد الرحمن بن أبى بكر: أن أصحاب الصفة كانوا أناسًا فقراء وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مرة: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيذْهَبْ بِثَالِثٍ ـ وَقَالَ عَفَّانُ: بثلاثةٍ ـ ومن كان عنده طعام أربعة فيذهب بخامس. سادس» أو كما قال.
وإن أبا بكر جاء بثلاثة، وانطلق نبى الله بعشرة، / وأبو بكر بثلاثة، قال عفان: بسادس (1) .
6879 -
حدثنا عارم، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه. قال: حدثنا أبو عثمان: أنه حدثه عبد الرحمن بن أبى بكر أن أصحاب الصفة كانوا أناسًا فقراء، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مرة:«مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيذْهَبْ بِثَالِثٍ، من كان عنده طعام أربعة فيذهب بخامس، سادس» أو كما قال.
وإن أبا بكر جاء بثلاثة، فانطلق نبى الله صلى الله عليه وسلم بعشرةٍ، وأبو بكر بثلاثةٍ، قال: فهو أنا وأبى وأمى ـ ولا أدرى هل قال: وامرأتى وخادم بين بيتنا وبيت أبى بكر ـ، وإن أبا بكر تعشى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/197.
ثم لبث حتى صليت العشاء ثم رجع، فلبث حتى نعس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء بعدما مضى من الليل ما شاء الله، قالت له امرأته: ما حبسك عن أضيافك أو قالت ضيفك؟ قال: أو ما عشيتهم؟ قالت: أبوا حتى تجىء قد عرضوا عليهم فغلبوهم. قال: فذهبت أنا فاختبأت. قال: وقال: يا عنتر [أو يا غنثر](1) فجدع وسب (2)، وقال: كلوا لا هنيًا، وقال: والله لا أطعمه أبدًا، قال: وحلف الضيف [أن] لا يطعمه حى يطعمه أبو بكر. قال: فقال أبو بكر: هذه من الشيطان.
قال: قد عابا الطعام، فأكل، قال: فأيم الله ما كنا نأخذ من لقمةٍ إلا ربا من أسفلها أكثر منها. قال: حتى شبعوا، وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك، فنظر إليها أبو بكر، فإذا هى كما هى أو أكثر، فقال لامرأته: يا أخت بنى فراس ما هذا؟ قالت: لا وقرة عينى لهى الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرارٍ.
فأكل منها أبو بكرٍ، وقال: إنما [كان] ذلك من الشيطان، يعنى يمينه، ثم أكل لقمة، ثم حملها [إلى] رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده.
قال: وكان بيننا وبين قوم عقد فمضى الأجل، فعرفنا اثنى عشر رجلاً مع كل رجل أنسا، الله أعلم كم مع كل رجلٍ غير أنه بعث منهم، فأكلوا منها أجمعون، أو كما قال (3) .
(1) يا عنتر: هو الذباب، شبهه به تصغيرًا له وتحقيرًا، وقيل هو الذباب الكبير الأزرق شبهه به لشدة أذاه.
والغُنْثَرُ: قيل هو الثقيل الوخم، وقيل الجاهل. من الغثارة: الجهل، والنون زائدة. النهاية: 3/132، 172.
(2)
فجدع وسب: خاصمه وذمه، والمجادعة المخاصمة. النهاية: 1/148.
(3)
من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/198. وما بين معكوفات استكمال منه.
6880 -
حدثنا عفان، حدثنا معتمر بن سليمان: سمعت أبى يقول: حدثنا أبو عثمان: أنه حدثه عبد الرحمن بن أبى بكر: أن أصحاب الصفة كانوا أناسًا فقراء، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«من كان عنده طعام اثنين فيذهب بثلاثةٍ، ومن كان عنده طعام أربعةٍ فيذهب بخامس، / بسادس» أو كما قال، وأن أبا بكر جاء بثلاثةٍ، وانطلق نبى الله صلى الله عليه وسلم بعشرةٍ، قال: فهو أنا وأبى وأمى، ولا أدرى هل قال: امرأتى، وخادم من بيتنا ومن بيت أبى بكرٍ (1) .
6881 -
حدثنا يزيد، أنبأنا صدقة بن موسى، عن أبى عمران الجونى، عن قيس بن زيدٍ، عن قاضى المصرين [ـ والمصران البصرة والكوفة ـ]، عن عبد الرحمن ابن أبى بكر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ لَيَدْعُو بِصَاحِبِ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقِيمُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيقُولُ: أَىْ عَبْدِى فِيمَ أَذهَبْتَ مالَ النَّاسِ؟ فيقول: أَىْ رَبِّ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّى لَمْ أُفسِدْهُ إِنَّمَا ذَهَبَ فِى غَرَقٍ، أَوْ حَرَقٍ، أَوْ سَرِقَةٍ، أَوْ وَضِيعَةٍ (2) فَيَدْعُو اللهَ بِشَىْءٍ فَيَضَعَهُ فِى مِيزَانِهِ، فَتَرْجُحُ حَسَنَاتُهُ» تفرد به (3) .
6882 -
حدثنا عبد الصمد، حدثنا صدقة، حدثنا أبو عمران حدثنا قيس بن زيد، عن قاضى المصرين، عن عبد الرحمن بن أبى بكر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يَدْعُو اللهَ بِصَاحِبِ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُوقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فيقول: يَا ابْنَ آدَمَ فِيمَ أَخَذْتَ هَذَا الدَّيْنَ، وَفِيمَ ضَيَّعْتَ حُقُوقَ النَّاسِ؟ فيقولُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّى أَخَذْتُهُ فَلَمْ آكُلْ، وَلَمْ أَشْرَبْ، وَلَمْ أَلْبَسْ، وَلَمْ أُضَيِّعْ، وَلَكِنْ أَتَى عَلَى يَدِى إِمَّا حَرْقٌ،
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/198.
(2)
الوضيعة: الخسارة من رأس المال. النهاية: 4/217.
(3)
من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/197. وما بين معكوفين استكمال منه.
وَإِمَّا سَرَقٌ، وَإِمَّا وَضِيعَةٌ، فيقولُ اللهُ: صَدَقَ عَبْدِى أَنَا أَحَقُّ مَنْ قَضَى عَنْكَ الْيَوْمَ، فَيَدْعُو اللهَ بِشَىْءٍ فَيَضَعَهُ فِى كَفَّةِ مِيزَانِهِ، فَتَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ» (1) .
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/197.
6883 -
حدثنا على بن إسحاق، أخبرنى عبد الله ـ يعنى ابن المبارك ـ، أنبأنا زكريا بن إسحاق، عن [ابن] أبى نجيحٍ: أن أباه حدثه: أنه أخبره من سمع عبد الرحمن ابن أبى بكر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَرْحِلْ هَذِهِ النَّاقَةَ، ثُمّ أَرْدِفْ أُخْتَكَ، فَإِذَا هَبَطْتُمَا مِنْ أَكَمَةِ التَّنْعِيمِ فَأَهِلَاّ، وَأَقْبِلا ذَلِكَ لَيْلَةَ الصَّدَرَ» (1) .
6884 -
حدثنا داود بن مهران الدباغ، حدثنا داود ـ يعنى العطار ـ، عن ابن خثيمٍ (2) ، عن يوسف بن [ماهك (3) بن] مهران، عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق، عن أبيها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن أبى بكر: «أَرْدِفْ أُخْتَكَ ـ يَعْنِى عَائِشَةَ ـ فَأَعْمِرْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ فَإِذَا هَبَطْتَ بِهَا مِنَ الأَكَمَةِ، فَمُرْهَا فَلْتُحْرِمْ، فَإِنَّهَا عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ» (4) .
ورواه أبو داود فى سننه عن عبد الأعلى بن حماد، عن داود بن عبد الرحمن العطار به (5) .
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/198. وما بين معكوفين استكمال منه. والصدر: انتهاء النسك. النهاية: 2/245.
(2)
ابن خثيم: عبد الله بن عثمان بن خثيم. تهذيب التهذيب: 5/304.
(3)
ما بين معكوفيمن زيادة من تهذيب التهذيب: 11/421. قال: والصحيح أنه غير يوسف بن مهران.
(4)
من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/198.
(5)
سبق تخريج الخبر عند أبى داود ص471 من هذا الجزء.
(حديث آخر عنه) /
6685 -
رواه أبو داود مختصرًا، والطبرانى مطولاً، من طريق عبد الله بن بكر السهمى، عن مبارك بن فضالة، عن ثابت البنانى، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن عبد الرحمن بن أبى بكر.
قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح، ثم أقبل على أصحابه، فقال:«هَلْ مِنْكُمْ مَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا؟» فقال عمر: لم أحدث نفسى بالصوم البارحة، فأصبحت مفطرً. فقال أبو بكر: ولكنى حدثت نفسى بالصوم البارحة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هَلْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَادَ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟» فقال عمر: يا رسول الله صلينا، ولم نبرح، فكيف نعود مريضًا؟ فقال أبو بكر: بلغنى أن أخى عبد الرحمن بن عوفٍ اشتكى، فجعلت طريقى عليه حين خرجت إلى المسجد لأنظر كيف أصبح.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هَلْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَطْعَمَ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟» فقال عمر: يا رسول الله صلينا ولم نبرح، فقال أبو بكر: دخلت المسجد، فإذا أنا بسائل يسأل، فوجدت كسرة خبز شعير فى يد عبد الرحمن، فأخذتها، فدفعتها إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أَنْتَ فَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ» فتنفس عمر، فقال: واهًا للجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة رضى بها عمر:«رَحِمَ اللهُ عمرُ، كلمة رضى بها عمر: «رَحِمَ اللهُ عمرُ، رَحِمَ اللهُ عمر، لَمْ يُرِدْ خَيْرًا قَطُّ إِلَاّ سَبَقَهُ أَبُو بَكْرٍ» (1) .
(1) قال الهيثمى: روى أبو داود منه طرفًا. رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه مبارك ابن فضالة وهو ثقة، وفيه كلام. مجمع الزوائد: 3/163.
(حديث آخر عنه)
6886 -
رواه الطبرانى من طريق ابن لهيعة: حدثنى بكر بن سوادة، عن أبى ثورٍ، عن عبد الرحمن بن أبى بكر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ [لِغَنِىّ] وَلَا لِذِى مِرَّةٍ سَوِىٍّ» (1) .
(حديث آخر عنه)
6887 -
قال الطبرانى: حدثنا إبراهيم بن شريكٍ الأسدى الكوفى، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو شهاب، عن عمر بن قيسٍن عن ابن أبى تميلة: أن عبد الرحمن بن أبى بكر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ائْتُونِى (2) بِدَوَاةٍ وَكَتِفٍ أَكْتُبْ لَكُمٍ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» ثم ولانا قفاه ثم أقبل علينا فقال: «يَأْبَى اللهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَاّ أَبَا بَكْرٍ» (3) .
(حديث آخر)
6888 -
قال الطبرانى: حدثنا محمد بن يحيى بن منده الأصبهانى، حدثنا عبد الله بن الوضاح الكوفى، حدثنا يحيى بن عثمان، عن عمران بن أبى الزيات، عن عباس بن المنونى، عن عبد الرحمن بن أبى بكر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَبِاسْمِكَ الْعَظِيمِ مِنَ الْكُفَرِ وَالْفَقْرِ» (4) . /
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، والبزار، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام. مجمع الزوائد: 3/91؛ وقال البزار: قد روى هذا عن عبد الرحمن بن أبى بكر من وجه آخر. كشف الأستار: 1/435. وذو مرة: ذو قوة.
(2)
عند الهيثمى: بكتاب.
(3)
قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 5/181.
(4)
قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 10/143.