الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أبيه. قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة. قال: «أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُم؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال:«فَإِنِّى سَائِلُكُم [عَنْ اثنين] عن الْقُرْآنِ [وعن] عِترتى، أَلَا وَلا تَقَدَّمُوا قُرَيْشًا فَتَضِلُّوا، وَلَا تَخَلَّفوا عَنْهَا فَتَهْلِكُوا» ، وذكر تمام الحديث فى فضل قريش (1) .
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 5/195. وقال ابن حجر: حديث مضطرب لا يثبت. الإصابة: 2/298.
978- (عَبْدُ اللهِ بْنُ حَنْظَلَةَ)
(1)
غِسْيلِ الْمَلائِكَة يَوْمَ أُحُدٍ (2)
ابن أبى عامر الراهب، واسمه عمرو بن صيفى بن النعمان (3) الأنصارى الأوسى: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو بكر المدنى، وأمه جميلة بنت أبى بن سلول، مطلقة ثابت بن قيس بن شماس (4)، تزوجها حنظلة: أبوه، ودخل بها ليلة يوم أحد، فلما صلى الفجر عاد، فجامعها، فبعثت إلى جماعة من أهلها، وأشهدهم أنه قد دخل بها، وكانت قد علقت بعبد الله، فسئلت بعد ذلك: لم أشهدت على ذلك؟ فقالت: رأيت تلك الليلة كأن السماء قد انفرجت، وكان حنظلة قد دخلها، وأغلقت عليه، فعرفت أنه ينال الشهادة ذلك اليوم، وخشيت أن أكون قد حملت منه، وكذلك وقع، وخرج حنظلة إلى الوقعة
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/218؛ والإصابة: 2/299؛ والإستيعاب: 2/286؛ والتاريخ الكبير: 5/39؛ وثقات ابن حبان: 3/226.
(2)
أبو حنظلة الراهب: هو غسيل الملائكة.
(3)
على خلاف فى ذلك يرجع إليه فى ترجمة حنظلة بن أبى عام الراهب. أسد الغابة: 2/66.
(4)
تزوجها ثابت بن قيس بن شماس بعد أن استشهد حنظلة ـ رضي الله عنه ـ. وقصة طلاقها من ثابت مشهورة، حيث تركته ونشزت عليه وفى القصة قال لها النبى صلى الله عليه وسلم:«أتردين عليه حديقته؟» . أسد الغابة: 7/51.
وعليه الجنابة، فقتل، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والملائكة تغسله، فقال:«سَلُوا أَهْلَهُ» فذكرت أنه خرج وعليه الجنابة، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الشهيد يغسل إن كان عليه (1) من هذا. الحديث.
وكان عبد الله هذا من سادات المسلمين صوامًا قوامًا لا ينام من الليل إلا قليلاً، ولم يكن له فراش إنما كان إذا أعيا من الصلاة استلقى على أحد جنبيه وتوسد ذراعيه رحمه الله، ولما قدم على يزيد بن معاوية بمن كان معه من أهل المدينة فرأوا ما كان يزيد يعانيه من اللعب واللهو والمنكرات رجعوا إلى المدينة، فخلعوه، وبايعوا عبد الله ابن الزبير (2) فأرسل إليهم يزيد جيشًا مع مسلم بن عقبة، فقاتلهم مسلم ابن عقبة، وقاتلوه، /فقتل من الفريقين خلق كثير، وقتل عبد الله بعدما قتل بين يديه خلق منهم ثمانية من ولده، ثم قتل بعد ذلك، ورجع الناس إلى بيعة يزيد قهرًا (3) ، وكانت وقعة الحرة هذه يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذى الحجة سنة ثلاث وستين، وقد رآه بعض السلف بعد مقتله بليال فى حال حسنة، وذكر أن الله أدخله الجنة، ومن قتل معه، رحمه الله ورضى عنه وأرضاه.
(حَديِثٌ آخَرُ عَنْهُ)
(1) روى عن سعيد بن المسيب أنه قال: يغسل الميت، لأن كل ميت يجنب فيجب غسله. حكاه ابن المنذر، وبه قال الحسن البصرى، وحكى عن ابن سريج من الشافعية وعن غيره، وقيل يغسل للجنابة لا بنية غسل الميت لما روى من قصة حنظلة الراهب أن الملائكة غسلته يوم أحد لما استشهد وهو جنب. فتح البارى: 3/212.
(2)
فى المخطوطة: «عبد الله بن حنظلة» . وما أثبتناه من أسد الغابة.
(3)
يرجع إلى أخبار هذه الوقعة فى أحداث سنة ثلاث وستين من تاريخ الطبرى: 5/482 وما بعدها.
6278 -
قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن على بن حبيش وعبد
الملك بن الحسن. قالا: حدثنا أحمد بن يحيى الحلوانى، حدثنا سعيد بن سليمان، عن إسحاق ابن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، حدثنا المسيب بن رافع، ومعبد بن خالد، عن عبد الله ابن يزيد الخطمى ـ وكان أميرًا على الكوفة ـ. قال: أتينا قيس بن سعد [بن عُبادَة] فى بيته، فأذن بالصلاة، فقلنا لقيس قم فصل بنا. فقال: لم أكن لأصلى بقوم لست عليهم أميرًا، فقال: فصلى أنس بدونه، فقال له عبد الله ابن حنظلة بن الغسيل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرَّجُلَ أَحَقُ بِصَدْرِ بَيْتِه وصَدْرِ فِراشِهِ، وَأَنْ يَؤُمَّ فِى رَحْلِهِ» ، قال: فقال قيس لمولى له: قم فصل بهم (1) .
(حَديِثٌ آخَرُ عَنْهُ)
(1) أورده السيوطى، وعزاه إلى الطبرانى من حديث عبد الله بن حنظلة، وأورده ابن الأثير بسند المصنف فى أسد الغابة. جمع الجوامع: 1/1818؛ وأسد الغابة: 3/319.
6279 -
قال أبو نعيم: حدثنا عبد الرحمن بن العباس الوراق، حدثنا أحمد بن داود السجستانى، حدثنا الحسن بن سوار، عن عكرمة بن عمار، عن ضمضم بن جوس، [عن] (1) عبد الله بن حنظلة ابن الراهب. قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت على ناقة لا ضرب، ولا طرد، ولا إليك إليك (2) .
(1) ضمضم بن جوس، ويقال ضمضم بن الحارث بن جوس اليمامى. روى عن أبى هريرة وعبد الله بن حنظلة. تهذيب التهذيب: 4/462.
(2)
أخرجه ابن منده وابن عساكر. كما فى جمع الجوامع للسيوطى. خ 2/437. وقوله: ولا طرد ولا إليك إليك. هو كما يقال الطريق الطريق، ويفعل بين يدى الأمراء، ومعناه: تنح وأبعد، وتكريره للتأكيد. النهاية: 1/40.