الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لِمَا قَرَّبْتَ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ. اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِى لَا يَحُولُ، وَلَا يَزُولُ. اللَّهُمَّ إِنِّى أَسأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ (1) ، والأَمْنَ يَوْمَ الخَوْفِ. اللَّهُمَّ ابْسُط عَلَيْنا مِنْ بَرَكَاتِكَ ورَحْمَتِكَ. اللَّهُمّ إِنِّى عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا، وَشَرِّ مَا مَنَعْتَنَا، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيْمانَ، وَزَيِّنْهُ فِى قلوبنا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِديِنَ، اللَّهُمَّ تَوَفّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ (2) وَعَذَابَكَ.
اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آلة الْحَقِّ» (3) . تفرد به.
وسيأتى فى ترجمة عبيد بن رفاعة حديثان آخران أحدهما رواه أبو داود فى تشميت العاطس (4) .
(1) العيلة: الفقر. النهاية: 3/144.
(2)
الرجز: العذاب. وهو أيضًا الإثم، والذنب. النهاية: 2/68.
(3)
من حديث عبد الله الزرقى، ويقال عبيد بن رفاعة الزرقى فى المسند: 3/422.
(4)
أولهما: قالت أسماء (بنت عميس) : يا رسول الله إن بنى جعفر تصيبهم العين. أخرجه الترمذى والنسائى وابن ماجه، والثانى فى تشميت العاطس، أخرجه أبو داود والترمذى. يراجع تحفة الأشراف: 7/224.
992- (عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ)
(1)
ابن ثعلبة بن أمرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر، بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصارى الخزرجى: أبو محمد، ويقال: أبو رواحة، ويقال: أبو عمرو، وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة من بنى الحارث بن
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/234؛ والإصابة: 2/306؛ والإستيعاب: 2/293؛ والطبقات الكبرى: 3/79، 142؛ وثقات ابن حبان: 3/221.
الخزرج أيضًا، شهد العقبة، وكان نقيب [بنى الحارث](1) ، وشهد بدرًا، وأُحُدًا، والخندق والحديبية، وخيبر، وعمرة القضاء، وكان أحد الأمراء يوم مؤتة وقتل شهيدًا يومئذ، وكانت فى شهر جمادى سنة ثمان، وقد بسطنا ذلك فى كتاب السيرة، ولله الحمد والمنة، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة مع صاحبيه المتقدمين عليه، وهما زيد ابن حارثة المقدم الموقر، ثم ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم: ابن أبى طالب جعفر.
وكان من شعراء الإسلام الشجعان: كعب بن مالك وحسان، ومن شعره المشهور قوله يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنى توسمت فيك الخير أعرفه
…
والله يعلم أن ما خاننى البصر/
أنت النبى ومن يحرم شفاعته
…
يوم الحساب فقد أزرى به القدر
فثبت الله ما آتاك من حسن
…
تثبت موسى ونصرًا كالذى نصر
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَأَنْتَ يُثَبِّتُكَ اللهُ» (2) . ويذكر أنه قال حين ودع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو خارج إلى غزوة مؤتة التى كان الله قد قدر فيها موته، وقد ذكرنا فى السيرة فى عيون الغزوات قصا طنانات، وهو فى ثمان المكيين.
(1) فى المخطوطة: «يبيت ليلتبر» . والتصويب وما بين معكوفين من أسد الغابة.
(2)
أخرجه ابن سعد بأتم من هذا، مع اختلاف فى بعض لفظه. الطبقات الكبرى: 3/81؛ ويراجع أسد الغابة: 3/235.
6307 -
حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن حمير الأعرج، عن محمد بن إبراهيم، عن أبى سلمة، عن عبد الله بن رواحة: أنه قدم من سفر ليلاً، فتعجل إلى امرأته، فإذا فى يده مصباح، وإذا مع امرأته شىء، فأخذ السيف، فقالت امرأته: إليك
عنى، فلانة تمشطنى، فأتى النبى، فأخبره، فنهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً. تفرد به (1) .
(1) من حديث عبد الله بن رواحة فى المسند: 3/451.
6308 -
حدثنا يعمر بن بشر (1) ، حدثنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن الزهرى، سمعت سنان بن أبى سنان، سمعت أبا هريرة يقول قائمًا فى قصصه: أن أخًا لكم كان لا يقول الرفث ـ يعنى ابن رواحة ـ قال:
وفينا رسول الله يتلو كتابه
…
إذا انشق معروف من الليل ساطع
يبيت يجافى جنبه عن فراشه
…
إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا
…
به موقنات أن ما قال واقع (2)
وهذا الشعر فى صحيح البخارى، ولكنه ليس من مسند عبد الله ابن رواحة، وإنما هو من رواية أبى هريرة عنه (3) .
وقد ذكر شيخنا فى الأطراف له أحاديث، ولم يذكر هذا منها، ونحن نورد ما ذكره شيخنا، ثم نورد عليه أحاديث عنه، فمما ذكره أصحاب الكتب الستة فيما ذكره شيخنا:
6309 -
حديث: أغمى على عبد الله بن رواحة، فجعلت أخته عمرة تبكى [وتقول: واجبلاه] وا كذا وا كذا، تعدد عليه، فقال حين أفاق: ما قلت شيئًا إلا قيل لى: آنت كذلك.
(1) فى المخطوطة: «يعمر بن راشد» وما أثبتناه من المسند.
(2)
من حديث عبد الله بن رواحة فى المسند: 3/451. وقد وقع فى المخطوطة البيت الثالث فى الوسط فأعدناه إلى ترتيبه كما فى المسند.
(3)
الخبر أخرجه البخارى فى الأدب (باب هجاء المشركين) مثل سياق الإمام أحمد. فتح البارى: 10/546؛ ولفظ البخارى فى البيت الثالث: «بالمشركين» وهى رواية الكشميهنى، والباقون:«بالكافرين» كما ذكر أحمد، ونص عليه ابن حجر. فتح البارى: 10/547.
رواه البخارى فى المغازى من حديث حصين، عن الشعبى، عن النعمان بن بشير قال: أغمى على عبد الله بن رواحة، فذكره (1) .
النعمان بن بشير هو ابن أخته عمرة بنت رواحة
(1) الخبر أخرجه البخارى فى (باب غزوة مؤتة من أرض الشام) وفى الرواية الأخرى من الخبر قال: فلما مات لم تبك عليه. فتح البارى: 7/516.
6310 -
وحديث: / أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مسير له، فقال له:«يَا ابْنَ رَوَاحَةَ انْزِلْ فَحَرِّكِ الرِّكَابَ» .
رواه النسائى من حديث إسماعيل بن أبى خالد، عن قيس بن أبى حازم، عنه به، وهو منقطع (1) .
6311 -
وحديث: بكى ابن رواحة، فبكت امرأته، فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: بكيت حين رأيتك تبكى. فقال عبد الله: إنى قد علمت أنى وارد النار، فلا أدرى أناج منها أم لا؟
رواه النسائى من حديث ابن المبارك عن إسماعيل، عن قيس بن أبى حازم، قال: بكى ابن رواحة، فذكره، وهذا منقطع ظاهر (2) .
6312 -
وحديث عن أنس قال: حضرت حربًا، فقال عبد الله ابن رواحة:
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى وفى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/319. قال المزى: قيس لم يدرك ابن رواحة.
والخبر أخرجه ابن سعد بأتم من هذا: قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنزل فحرك بنا الركاب» . قال: يا رسول الله إنى قد تركت قولى ذلك. فقال له عمر: اسمع وأطع. وقال: فنزل وهو يقول:
يا رب لولا أنت ما اهتدينا
إلخ الأبيات وهى مشهورة. الطبقات الكبرى: 3/80.
(2)
الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/319. وقوله: «وهذا منقطع ظاهر» لأن قيسًا أرسل عن عبد الله بن رواحة. تهذيب التهذيب: 8/386.
يا نفس
ألا أرك تكرهين الجنة
…
أحلف بالله لتنزلنه
طائعة أو لتكرهنه
رواه ابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن عفان، عن ديلم ابن غزوان، عن ثابت بن أنس، وهذا مرسل، عن أنس، عن ابن رواحة، فإن هذا الشعر قاله يوم مؤتة حين انتهت إليه الإمارة بعد قتل صاحبيه، فتلومت نفسه قليلاً، فقال هذا الشعر ليشجعها، ويحثها على ما أعد الله من الخير فى الشهادة (1) .
وقال لها: ماذا تتوقين؟ إلى فلانه ـ يعنى امرأته ـ فهى طالق. أم [إلى معجف؟ ـ حائط له ـ] ، فهو صدقة (2)، أم إلى الإماء والعبيد؟ فهم أحرار لوجه الله. قال:
يا نفس ما لك تكرهين الجنة
أقسمت بالله لتنزلنه
طائعة أو لتكرهنه
فطالما قد كنت مطمئنه
هل أنت إلا نطفة فى شنه
قد أجلب الناس وشدوا الرنه
وقال أيضًا:
يا نفس إلا تقتلى تموتى
هذا حياض الموت قد صليت
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الجهاد (باب القتال فى سبيل الله سبحانه وتعالى : سنن ابن ماجه: 2/934. وفى الزوائد: إسناده حسن، لأن ديلم بن غزوان مختلف فيه. ويراجع تهذيب التهذيب: 3/214.
(2)
فى المخطوطة: «أم جاء علينا» والتصويب من أسد الغابة: 3/237.
وما تمنيت فقد لقيت
إن تفعلى فعلهما هديت
[وإن تأخرت فقد شقيت](1)
وقد كان ـ رضي الله عنه ـ يتمنى هذا المقام قبل أن يلقاه، ولكن ليس الخبر كالمعاينة.
(1) صححت بعض الألفاظ، واستكمل ما بين معكوفات بالرجوع إلى أسد الغابة: 3/237.
6313 -
قال محمد بن إسحاق: حدثنى محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة. قال: لما ودع أمراء الجيش رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، بكى ابن رواحة، فقيل له:
ما يبكيك؟ قال: قول الله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} (1) فمن لى الصدر (2) بعد الورود، فقال المسلمون: صحبكم الله [ودفع عنكم] وردكم إلينا صالحين، فقال ابن رواحة:
لكننى أسأل الرحمن مغفرة
…
وصرعةٍ ذات قرع تقذف الزبدا
أو طعنةٍ بيدى حران مجهزة
…
بحربةٍ تنفذ الأحشاء والكبدا
حتى يقولوا إذا مروا على
…
أرشد الله من غاز وقد رشدا (3)
جدثى
وقد ذكرنا هذا مضبوطًا فى السيرة، / ومما لم يذكره شيخنا من الأحاديث.
(1) آية71 سورة مريم.
(2)
الصدر: بالتحريك رجوع المسافر من مقصده، والشارب من الورد. النهاية: 2/255.
(3)
الخبر أورده المصنف مختصرًا، وأخرجه ابن هشام أتم من هذا ويرجع إليه فى الروض الآنف: 4/70.
6314 -
حديث رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهرى، عن أنس. قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فى غزوة الفضاء كان عبد الله آخذ بخطام ناقته ينشد بين يديه صلوات الله وسلامه عليه:
خلوا بنى الكفار عن سبيله
…
قد أنزل الرحمن فى تنزليه
بأن خير القتل فى سبيله
…
اليوم نضربكم على تأويله
كما ضربناكم على تنزيله
…
ضربًا يزيل الهام عن مقيله
وشغل الخليل عن خليله
قال ثابت عن أنس: فقال عمر: يا ابن رواحة أفى حرم الله وبين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول الشعر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَلِّ عَنْةُ يَا عُمَرُ، فَوالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَهَذا أَشَدُّ عَلَيْهِم مِنْ ضَرْبِ السَّيْفِ» (1) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ
[عن] المسحِ على الخفَّيْن)
6315 -
قال أبو نعيم ـ ومن خطه نقلت ـ: حدثنا محمد بن الحسن البطينى، حدثنا عمر بن سعد، حدثنا سنان، حدثنا يعقوب بن حميد، سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يحدث عن أبيه، عن
(1) الخبر أخرجه ـ مع اختلاف فى بعض لفظه ـ الترمذى فى الأدب (باب ما جاء فى إنشاد الشعر) . وقال الترمذى: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد روى عبد الرزاق هذا الحديث أيضًا عن معمر عن الزهرى عن أنس نحو هذا، وروى فى غير هذا الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل مكة فى عمرة القضاء، وكعب بن مالك بين يديه، وهذا أصح عند بعض أهل الحديث، لأن عبد الله بن رواحة قتل يوم مؤتة، وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك. صحيح الترمذى: 5/139.
وأخرجه النسائى أيضًا فى المناسك (باب إنشاد الشعر فى الحرم والمشى بين يدى الإمام) : المجتبى: 5/159. وحول ألفاظ هذا الشعر وقائله أقوال كثيرة يرجع إليها فى فتح البارى: 7/501.
عطاء بن يسار، عن أسامة بن زيد، عن بلال، وعبد الله بن رواحة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الخفين (1) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ
عَنْ مَنْعِ الْجُنُبِ مِنَ الْقِرَاءَةِ)
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف، وعطاء بن يسار لم يدرك ابن رواحة. مجمع الزوائد: 1/257، وفيه أسامة بن زيد بدلاً من بلال.
6316 -
قال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر الطلحى، ومحمد بن على بن حشيش. قالا: حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان القاضى، حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلى، حدثنا عمار، عن زمعة، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة بن عباس، عن عبد الله بن رواحة، قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ أحدنا [القرآن] وهو جنب (1) .
قلت: والمشهور فى هذا قصته حين رأته امرأته مع جاريته، فروى لها حين استقرأته القرآن قوله:
شهدت بأن وعد الله حق
…
وأن النار مثوى الكافرين
وأن العرش فوق الماء كان
…
وفوق العرش رب العالمين
فقالت: آمنت بالله وكذبت بصرى (2) .
وهذه أحاديث لم يذكرها شيخنا فى مسند ابن رواحة، وهى قريبة مما أخرجه، وبعضها أولى وأحرى فمن ذلك ما قدمناه من حديث مسح المرفقين، وفى نهى الجنب من القراءة.
(1) الخبر أخرجه الدار قطنى فى سننه. سنن الدار قطنى: 1/120.
(2)
القصة مذكورة فى أسد الغابة فى ترجمة زوجة عبد الله بن رواحة، وإن اختلفت أبيات الشعر، وقد جاء فيها: وقيل: إنما قال غير هذه الأبيات. والخبر أخرجه أبو موسى. أسد الغابة: 7/427.
(حَدِيثٌ آخَرُ)
6317 -
قال أبو داود: / حدثنا يحيى بن معين، حدثنا حجاج ابن محمد،
عن ابن جريج، أخبرنى (1) الزهرى، عن عروة، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يبعث عبد الله بن رواحة إلى يهود خيبر، فيخرص النخل حين يطيب قبل أن يؤكل منه.
تفرد به أبو داود، وإسناده على شرط الصحيحين، والعجب أن شيخنا المزى لم يذكر ذلك فى أطرافه (2) .
وفى بعض الروايات ـ فيما ذكره ابن إسحاق ـ أن أهل خيبر جمعوا له من بينهم مالا ليرشوه به، فقال: والله لقد جئتكم من عند أحب الخلق إِلَىَّ ولأنتم أبغض إِلَىَّ من أعدائكم من القردة والخنازير، وما يرضنى حبى إياه، وبغضى إياكم على أن لا أعدل بينكم، فقالوا: على هذا قامت السماوات والأرض (3) .
(حَدِيثٌ آخَرُ)
6318 -
قال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، [حدثنا] الحجاج، [عن الحكم] ، عن مقسم (4) ، عن ابن عباس، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة فى سرية، فوافق ذلك يوم الجمعة،
(1) لفظ أبى داود: أخبرت عن ابن شهاب.
(2)
الخبر أخرجه أبو داود فى البيوع (باب فى الخرص) : سنن أبى داود: 3/263. وألحقه ابن كثير بخطه فى كتاب استاذه تحفة الأشراف. قال الحافظ ابن حجر: نقلته من خط الحافظ ابن كثير فليحرر. تحفة الأشراف والنكت والظراف: 12/59.
(3)
سيرة ابن هشام مع الروض الآنف: 4/50 باختصار؛ وأخرج ابن أبى شيبة نحوه عن يحيى بن سعيد، المصنف: 6/550.
(4)
مقسم بن بجرة، ويقال ابن نجدة: أبو القاسم، ويقال: أبو العباس مولى عبد الله ابن الحارث بن نوفل، ويقال مولى ابن عباس للزومة له. روى عن ابن عباس وعنه الحكم بن عتبة. تهذيب التهذيب: 10/288.
فقال: فقدم أصحاب، فقال: أتخلف، فأصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم ألحقهم. قال: فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مَنَعَكَ أَنْ تَغْدُوَ مَعَ أَصْحَابِكَ؟» قال: أردت أن أصلى معك، ثم ألحقهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِى الأَرْضِ مَا أَدْرَكْتَ غَدْوَتَهُمْ» (1) .
ورواه الترمذى عن أحمد بن منيع، عن أبى معاوية، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه (2) .
قال شعبة: لم يسمع الحكم من مقسم إلا خمسة أحاديث، ليس هذا منها.
قلت: والحجاج: هو ابن أرطأة ضعيف أيضًا، ولكن ما مثل هذا مما يقتدى (3) .
(حَدِيثٌ آخَرُ)
(1) من حديث عبد الله بن عباس فى المسند: 1/224. وما بين معكوفات استكمال منه.
(2)
الخبر أخرجه الترمذى فى الصلاة (باب ما جاء فى السفر يوم الجمعة) : صحيح الترمذى: 2/405.
(3)
اختلف الناس حول الحجاج بن أرطاة كثيرًا، ولكن المصنف قطع بضعفه. يرجع إليه فى تهذيب التهذيب: 2/196؛ كما يراجع تحفة الأشراف: 5/242.
6319 -
قال ابن الأثير فى كتابه «الغاية فى أسماء الصحابة» ، قال أبو الدرداء: أعوذ بالله أن يأتى على يوم لا أذكر فيه عبد الله بن رواحة. كان إذا لقينى مقبلاً ضرب بين ثديى، وإذا لقينى مدبرًا ضرب بين كتفى، ثم يقول: يا عويمر اجلس بنا نؤمن ساعة، فنجلس فنذكر الله ما شاء، ثم يقول:«يا عويمر هذه مجالس الإيمان» (1) .
(1) أسد الغابة فى معرفة الصحابة: 3/235.