الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلاة النوافل على الراحلة في السفر والوتر عليها حيث توجهت به
وكان صلى الله عليه وسلم في السفر يصلي النوافل على راحلته، ويوتر عليها حيث توجهت به [شرقاً وغرباً]، وفي ذلك نزل قوله تعالى:{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمُّ وَجْهُ اللَّه} [البقرة: 115].
[أصل صفة الصلاة (1/ 58)]
سقوط الاستقبال في هذه الصورة
ويسقط الاستقبال: عمن كان يصلي نافلة أو وترا، وهو يسير راكبا دابة أو غيرها.
(تلخيص الصفة فقرة رقم 2).
كيفية الصلاة على الراحلة
وكان يركع ويسجد على راحلته إيماءً برأسه، ويجعل السجود أخفض من الركوع.
[أصل صفة الصلاة (1/ 58)]
لا خلاف بين أهل العلم في صلاة الرجل على راحلته تطوعاً حيث ما كان وجهه؛ إلى القبلة وغيرها
قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم، لا نعلم بينهم اختلافاً؛ لا يرون بأساً أن يصلي الرجل على راحلته تطوعاً حيث ما كان وجهه؛ إلى القبلة وغيرها.
وقال الحافظ «2/ 460» : وقد أخذ بمضمون هذه الأحاديث فقهاء الأمصار، إلا أن أحمد وأبا ثور كانا يستحبان أن يستقبل القبلة بالتكبير حال ابتداء الصلاة، والحجة لذلك حديث الجارود ابن أبي سبرة عن أنس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يتطوع في السفر؛ استقبل بناقته القبلة
…
» الحديث. وهو مذكور في الأصل.
قال: واختلفوا في الصلاة على الدواب في السفر الذي لا تقصر فيه الصلاة؛ فذهب الجمهور إلى جواز ذلك في كل سفر، غير مالك؛ فخصه بالسفر الذي تقصر فيه الصلاة.
قال الطبري: لا أعلم أحداً وافقه على ذلك.
قلت: ولم يُتَّفق على ذلك عنه، وحجته أن هذه الأحاديث إنما وردت في أسفاره صلى الله عليه وسلم ولم ينقل عنه أنه سافر سفراً قصيراً فصنع ذلك.
وحجة الجمهور مطلق الأخبار في ذلك. واحتج الطبري للجمهور من طريق النظر.
فانظر كلامه في «الفتح» .
قلت: وفي قول ابن عمر: وكان يوتر عليها. دليل على أنه يجوز الوتر أيضاً على الراحلة.
وهو مذهب مالك والشافعي وأحمد والجمهور - كما في «شرح مسلم» للنووي - وذهب أئمتنا الثلاثة إلى أنه لا يجوز ذلك.
وأجاب الطحاوي «1/ 249» عن الأحاديث الواردة في الإيتار على الراحلة - وقد ساقها من طرف عن ابن عمر - بأنها منسوخة.
قال: «وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله» .
واحتج على ذلك بما رواه من طريق يزيد بن سنان قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا حنظلة بن أبي سفيان عن نافع عن ابن عمر: أنه كان يصلي على راحلته، ويوتر بالأرض، ويزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك.