الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: ومثله حديث ابن عمر: «وإذا قام من الركعتين رفع يديه» .
رواه البخاري «2/ 222» ، وله طريق أخرى في صحيح أبي داود «728» ، وله عنده شاهد من حديث علي، وصححه ابن خزيمة، وزاد:«وكبر» ، وشاهد آخر عنده «720» من حديث أبي حميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصححه ابن خزيمة أيضًا «587» ، وفيه التكبير، وقال ابن خزيمة «1/ 296»:
أقول: فإذا عرفت هذا، فالأحاديث المذكورة موافقة لحديث الترجمة ومؤيدة له، إلا أن هذا صرح بأن القيام كان بعد التكبير، وتلك غير صريحة في ذلك، ولكنها بمعناه ضرورة أن التكبير زمنه أقصر من القيام كما لا يخفى، فتأمل هذا يتبين لك تجاوب الأحاديث بعضها مع بعض، خلافًا لمن توهم معارضتها لحديث الترجمة.
السلسلة الصحيحة (2/ 155 - 157).
سكتة الإمام بعد تكبيرة الإحرام لغير دعاء الاستفتاح بدعة
[قال الإمام في تعقباته على الشيخ سيد سابق رحمه الله في فقه السنة]:
ومن القراءة خلف الإمام:
قوله: «
…
السكوت لا يلزمها الإمام
…
».
قلت: هذا التعبير قد يوهم مشروعية سكوت الإمام عقب الفاتحة بقدر ما يقرأها من وراءه لان عدم اللزوم لا يستلزم عدم المشروعية مطلقا كما لا يخفى ودفعا لذلك الإيهام أقول: إن السكتة المذكورة بدعة في الدين إذ لم ترد مطلقا عن سيد المرسلين إنما ورد عنه سكتتان إحداهما بعد تكبيرة الإحرام من أجل دعاء الاستفتاح وقد مضى حديثها في الكتاب عن أبي هريرة. والسكته الثانية رويت عن سمرة بن جندب واختلف الرواة في تعيينها فقال بعضهم: هي عقب الفاتحة. وقال الأكثرون: هي عقب الفراغ من القراءة كلها وهو الصواب كما بينته في «التعليقات الجياد» وغيره وراجع «رسالة الصلاة» لابن القيم.
على أن هذا الحديث معلل عندي بالانقطاع لأنه من رواية الحسن عن سمرة وهو وإن كان سمع منه في الجملة فهو مدلس وقد عنعنه ولم يصرح بسماعه لهذا الحديث منه فثبت ضعفه.
ثم إنه ليس فيه التصريح بأن السكتة كانت طويلة بذلك القدر فلا متمسك فيه البتة للشافعية فتأمل.
وأما ما ذكره الشوكاني في «السيل الجرار» 1/ 225 أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بعد فراغه من قراءة الفاتحة يسكت سكتة طويلة ثم يقرأ السورة. فليس في شيء من روايات الحديث زيادة طويلة.
وكأنه اختلط عليه نص الحديث بتفسير الخطابي إياه بقوله: «إنما كان يسكت
…
ليقرأ من خلفه «نقله عنه الشوكاني في النيل» 2/ 200 ومن المحتمل أنه تفسير منه لرواية لأحمد: «وإذا قال: {وَلا الضَّالِّينَ} سكت أيضا هنية» . وقد عرفت أن محل السكتة الثانية بعد الفراغ من القراءة كلها على ضعف الإسناد.
ثم فصلت القول في ذلك في «إرواء الغليل» 2/ 284 - 288.
[تمام المنة ص (187)]