الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سبع غزوات (1) نأكل الجراد معه (2).
* * *
(6) باب قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} [المائدة: 96]
قال عمر (3): صيده ما اصطيد، وطعامه ما رَمَى، وقال أَبو بكر: الطافي حلال.
وقال ابن عباس: طعامه ميتته إلَّا ما قذرت منه (4)، والجِرِّى: لا يأكله اليهود ونحن ناكله.
وقال شريح -صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: كل شيء في البحر مذبوح.
وقال البخاري في "تاريخه"(5): شريح هذا له صحبة، حجازي، ويقال: شريح، وأَبو شريح، والأول أكثر.
وقال عطاء: أما الصيد فأرى أن يذبحه. قال ابن جريج: قلت لعطاء:
(1) في "صحيح البخاري": "سبع غزوات أو ست".
(2)
في "صحيح البخاري": "نأكل معه الجراد".
(3)
خ (3/ 455)، (72) كتاب الذبائح والصيد، (12) باب قول اللَّه تعالى:{أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ} . ذكر البخاري هذه الآثار في ترجمة الباب.
(4)
في "صحيح البخاري": "منها".
(5)
التاريخ الكبير (4/ 228 رقم 2609).
صيد الأنهار وقِلات السَّيْل (1) أصيد بحر (2)؟ قال: نعم، ثم تلا:{هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا} [فاطر: 12].
وركب الحسن على سرْجٍ من جلود كلاب الماء. قال الشعبي: لو أن أهلي أكلوا الضفادع لأطعمتهم، ولم ير الحسن بالسُّلَحْفَاة بأسًا.
وقال ابن عباس: "كُلْ ما صاد (3) من البحر يهودي أو نصراني (4) أو مجوسي. . .
وقال أَبو الدرداء في المُري: (ذَبَح الخمرَ النِّينانُ والشمس)(5).
وقد تقدم في كتاب السِّيَر (6) حديث أبي عُبَيْدَة، وفيه ذكر الدابة التي رماها البحر -التي تُدْعى العنبر- فأكلوها، ثم أخبروا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
(1)(قلات السَّيْل): جمع قَلْت بفتح أوله، مثل بحر وبحار: هو النقرة في الصخرة يستنقع فيها الماء.
(2)
في "صحيح البخاري": "أصيد بحر هو؟ ".
(3)
في "صحيح البخاري": "كل من صيد. . . ".
(4)
في "صحيح البخاري": "نصراني أو يهودي. . . ".
(5)
ما بين القوسين أثبتناه من "صحيح البخاري".
والمعنى كما قال الحربي: هذا مري يعمل بالشام، يؤخذ الخمر فيجعل فيه الملح والسمك ويوضع في الشمس، فيتغير عن طعم الخمر. وقيل: عبر عن قوة الملح والشمس وغلبتهما على الخمر وإزالتهما طعمها ورائحتها بالذبح، وإنما ذكر النينان دون الملح لأن المقصود من ذلك يحصل بدونه، ولم يُرد أن النينان وحدها هي التي خللته.
(6)
خ (4/ 455 - 456 رقم 5493 - 5494) في الكتاب والباب السابقين.
"رزقًا أخرجه اللَّه، فأطعمونا إن كان معكم"، فأتى به فأكله.
الغريب:
"الطَّافِي": غير مهموز -وهو المرتفع على الماء ميتًا. و"الجِرِّي": هو ضرب من السمك يشبه الحيات، قاله الخطابي، وقال غيره: إنه نوع عريض الوسط، دقيق الطرفين. قلت: ويقال فيه: الجريث، وقد رواه بعض رواة البخاري كذلك، و"قلات السيل": جمع قُلَّة، وهي حفرة في جحر يجتمع فيه ماء المطر، و"الأُجَاج": الشديد الملوحة، و"النينان": جمع نون، وهو نوع من الحيتان، وظاهر قول أبي الدرداء أن الخمر إذا طرح فيها السمك وصارت مُريًا أنها طهرت وحلَّت، وهو أحد القولين عندنا في النجاسة إذا تغيرت أعراضها، ويحتمل أن يريد به الخمر المحترمة التي تراد للخلِّ. واللَّه أعلم.
* * *