الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك من قبيل دلالة التضمن، بل هو من قبيل دلالة المطابقة"
(1)
فائدة
(2)
:
إذا ثبت أن مدلول صيغ العموم كليةٌ لا كُلٌّ - فافهم ذلك في الضمائر بأسرها، وصيغ الجموع للنكرات
(3)
.
فإذا قال السيد لعبيده: لا تخرجوا - ليس المراد: لا يخرج كلُّكم من حيث هو كل، بل المراد بهذه الواو التي هي ضمير في:"اخرجوا" كلُّ واحدٍ واحدٍ على حِيَاله
(4)
.
وكذلك الخبر بالنفي، مثل: لا أغضب عليكم. فالمراد ثبوت الحكم لكل فردٍ فردٍ مما دلت عليه هذه الكاف.
= بعضٌ من مجموع أفراد العام، فالفرد بالنسبة للمجموع من حيث هو مجموع جزء؛ إذ المجموع لا يتحقق إلا بجميع الأفراد، فالمجموع من جهة كونه مجموعًا كلٌّ وأفراده جُزْء، وإن كان كل فرد جزئيًا باعتبار دلالة العام في التركيب على كل فرد؛ لأن دلالة العام كلية، وأفراده جزئيات. ولا يخفى أن ما قاله الأصفهاني هو الصواب؛ لأنه هو الموافق لاصطلاح المناطقة؛ إذ جَعْل الجزئي جزءًا خروجٌ عن اصطلاحهم، ويلزم منه جعل دلالة العام كلًا فيتعذر الاستدلال به في النفي أو النهي على فردٍ من أفراده، كما سبق بيانه. وانظر: حاشية الباجوري على السلم ص 31، شرح الكوكب 3/ 112، تيسير التحرير 1/ 193، فتح الغفار 1/ 86.
(1)
انظر: الكاشف عن المحصول 4/ 213 - 214.
(2)
في (ت) بياض بالسطر.
(3)
في (ص): "النكرات".
(4)
أي: بانفراده. انظر: المصباح 1/ 172، مادة (حيل).
وكذلك جُمُوع النكرات، فإذا قال: لأُكْرِمَنَّ رجالًا اليوم - فالمراد إكرامُ كلِّ واحدٍ واحدٍ
(1)
مما دل عليه "رجال". ومنه قوله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}
(2)
أي: على
(3)
كل واحدٍ واحدٍ بنفسه، وليس المراد المجموع
(4)
.
وإذا تقرر ذلك فنقول: إذا قال القائل: اقتلوا زيدًا فقد أمر كلَّ فردٍ فردٍ بقتل زيد؛ لأن في "اقتلوا" ضميرًا يعود على كل فردٍ فردٍ كما قلناه.
وإذا عرفت هذا فهنا سؤال وتقريره: في قوله مثلًا: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ}
(5)
عمومان: أحدهما: في {الْمُشْرِكِينَ} . والثاني: في المأمورين بقتلهم. ودلالةُ العمومِ كليةً كما عرفت، فيكون أُمِرَ كلُّ فردٍ من (المؤمنين بقَتْل كلِّ فردٍ من)
(6)
المشركين، (والفردُ الواحد لا يقدر أن يقتل كلَّ فردٍ من المشركين)
(7)
، فيكون ذلك تكليفًا بالمستحيل، وهو غير
(1)
سقطت من (ت).
(2)
سورة المائدة: الآية 105.
(3)
سقطت من (غ).
(4)
أي: المجموع دون الأفراد. ويعترض عليه في هذا المثال بأن "أنفس" معرفة بالإضافة فتعم، وقد سبق بيان أن العام في حالة الأمر لا يختلف حكمه إذا جعلنا دلالته كلًا أو كلية؛ لأننا لو أردنا به المجموع فلا يتحقق هذا المجموع إلا بفعل كل فرد. وهذا المثال وما قبله من قوله:"فائدة" هذكور في النفائس 4/ 1735.
(5)
سورة التوبة: الآية 5. (والآية: {فَاقْتُلُوا}).
(6)
سقطت من (ت).
(7)
سقطت من (ت).