الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال:
(الفصل الثالث: في المخصِّص
.
وهو متصل، ومنفصل. والمتصل أربعة: الأول: الاستثناء: وهو الإخراج بإلا غيرِ الصفة، ونحوها. والمنقطع مجاز).
المخصِّص في الحقيقة هو إرادة المتكلم كما سبق، ويطلق على الدال على الإرادة مجازًا، وهو المراد هنا. ثم هو إما متصل، أو منفصل؛ لأنه إما أن يستقل بنفسه فالمنفصل، أَوْ لا بل تَعَلَّق معناه باللفظ الذي قبله فالمتصل. وقَسَّمه المصنف تبعًا للأكثر إلى أربعةٍ: الاستثناء، والشرط، والصفة، والغاية. وزاد ابن الحاجب خامسًا: وهو بدل البعض من الكل. مثل قولك: أكرِم الناسَ عالمهم. ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ}
(1)
.
الأول: الاستثناء، وعَرَّفه بما ذكر فقوله:"إخراج" جنسٌ يندرج تحته كلُّ المخصِّصات.
وقوله: "بإلا" خَرَج به ما عدا الاستثناء.
قوله: "ونحوها" يعني: مثل: خلا، وعدا، وحاشا، وسوى. ثم إنه شَرَط في "إلا" أن تكون غيرَ صفةٍ، يعني: بمعنى غير
(2)
، كما في قوله
(1)
سورة المائدة: الآية 71.
(2)
قال الإسنوي رحمه الله تعالى في نهاية السول 2/ 407: وقوله: "غير الصفة" احتراز عن "إلا" إذا كانت للصفة بمعنى غير: وهي التي تكون تابعة لجمع منكور غير محصور. اهـ. أي: تابعة لجمع لا يدخل فيه المستثنى لو سُكت عن الاستثناء. انظر: كشف الأسرار 3/ 121.
تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}
(1)
، أي: غير الله، فإنها ليست للاستثناء. ومثله: جاءني رجالٌ إلا زيدًا. فإنه ليس باستثناء أيضًا، إذ لا يمكن أن يكون متصلًا؛ لأن شرط المتصل أن يكون لولا الاستثناء لوجب دخوله، وليس كذلك ها هنا
(2)
؛ لأن بتقدير عدم الاستثناء لا يجب دخول زيد في "رجال"؛ لأنه لا يعم كما سبق ولا أن يكون منفصلًا؛ لأن شرط المنفصل أن لا
(3)
يكون المستثنى داخلًا؛ وهنا يجوز أن يكون داخلًا.
وقد أُورد على هذا التعريف: أنه غير جامع؛ لخروج الاستثناء المنقطع عنه؛ وذلك لأن المستثنى في الاستثناء المنقطع مثل: قام القوم إلا حمارًا - غير داخل في المستثنى منه ومنه قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ}
(4)
، قال القاضي في "مختصر التقريب": والأصح أنه ليس من الملائكة
(5)
. وكذلك قوله
(1)
سورة الأنبياء: الآية 22.
(2)
في (ت) و (غ)، و (ك):"هنا".
(3)
سقطت من (ت).
(4)
سورة الحجر: الآية 30، 31. سورة ص: الآية 73، 74.
(5)
انظر: التلخيص 2/ 68، 69. وذكر القرطبي أن الجمهور على أنه من الملائكة، وهو اختيار الشيخ أبي الحسن، ورجَّحه الطبري. وقال سعيد بن جبير رضي الله عنه: إن الجن سبطٌ من الملائكة خُلقوا من نار، وإبليس منهم، وخُلق سائر الملائكة من نور. وقال ابن زيد والحسن وقتادة أيضًا: إبليس أبو الجن، كما أن آدم أبو البشر، ولم يكن مَلَكًا. ورُوي نحوه عن ابن عباس، وقال: اسمه الحارث.
انظر: الجامع لأحكام القرآن 1/ 294، زاد المسير 1/ 65، تفسير ابن كثير 1/ 75، 3/ 88، تفسير الطبري 1/ 502.
تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً}
(1)
، و {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ}
(2)
.
وأجيب: بأن إطلاق الاستثناء على المنقطع مجاز، والحد للاستثناء الحقيقي.
وإلى الاعتراض وجوابه أشار بقوله: "والمنقطع مجاز" على أنَّ منهم من يقول: المنقطع حقيقة
(3)
.
وأُورد على التعريف أيضًا بأنَّ
(4)
لفظة "إلا" أُخِذت في لَفْظِهِ، وهي من أدوات الاستثناء، فيكون تعريفًا للشيء بنفسه. وبأنَّه أتى في التعريف بالواو في قوله:"ونحوها"، وهو غير سديد، والصواب الإتيان بأو
(5)
(6)
.
(1)
سورة النساء: الآية 92.
(2)
سورة النساء: الآية 157.
(3)
انظر: المحلي على الجمع 2/ 12، العضد على ابن الحاجب 2/ 132، نشر البنود 1/ 244، لاستغناء في الاستثناء ص 415، فواتح الرحموت 1/ 316، تيسير التحرير 1/ 284، فتح الغفار 2/ 122، 127، كشف الأسرار 3/ 121، إرشاد الفحول ص 146.
(4)
في (ص): "أنَّ".
(5)
لأن الواو للجمع، والجمع بين أدوات الاستثناء غير ممكن، فالصحيح وضع "أو" التي للتقسيم.
(6)
انظر تعريف الاستثناء في: المحصول 1/ ق 3/ 38، الحاصل 1/ 536، التحصيل 1/ 373، نهاية الوصول 4/ 1507، نهاية السول 2/ 407، السراج الوهاج 1/ 538، المحلي على الجمع 2/ 9، البحر المحيط 4/ 368، الإحكام 2/ 286، =