الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فوائد:
إحداها
(1)
: ذكر ابن النجار في "تاريخ بغداد" في أثناء حرف الشين المعجمة: أن أبا إسحاق الشيرازي
(2)
أراد الخروج مرة من بغداد، فاجتاز في بعض الطرق، وإذا برجل على رأسه سلةٌ فيها بقل وهو
(3)
يَمْصُل على ثيابه
(4)
، وهو يقول لآخرَ معه: مذهب ابنِ عباسٍ في الاستثناء غيرُ صحيح؛ إذ لو كان صحيحًا لما قال الله تعالى لأيوب عليه السلام: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ}
(5)
، بل كان يقول له: استثن، ولا حاجة إلى هذا التَحَيُّل في البَرِّ. قال: فقال الشيخ
(6)
أبو إسحاق: بلدةٌ فيها رجلٌ يحمل البقلَ وهو يرد على ابن عباس - لا تستحق أن يُخرج منها
(7)
.
(1)
في (ت)، و (غ)، و (ك):"أحدها".
(2)
في (ص)، و (غ)، و (ك):"المروزي". والمثبت موافق لما في البحر المحيط 4/ 382، وشرح الكوكب 3/ 302، وقد بحثت في تاريخ ابن النجار الذي هو ذيل على تاريخ بغداد، فلم أجد هذه القصة فيه.
(3)
سقطت من (غ).
(4)
أي: يقطر ماء البقل على ثيابه. وفي اللسان 11/ 624: "مَصَلَ الشيءُ يَمْصُل مَصْلًا ومُصولًا: قَطَر. ومَصَلَتِ اسْتُه، أي: قَطَرت".
(5)
سورة ص: الآية 44.
(6)
لم ترد في (غ)، و (ك).
(7)
نقل ابن العربي نحو هذه القصة عن أبي الفضل المراغي لما عزم على الخروج من بغداد. انظر: القبس في شرح موطأ مالك بن أنس 2/ 670 ، نفائس الأصول 5/ 1981.
الثانية: (قال القرافي: المنقول)
(1)
عن ابن عباس إنما هو في التعليق على مشيئة الله تعالى خاصة، كمن حلف وقال: إن شاء الله. وليس هو في الإخراج بإلا وأخواتها. قال: ونَقَل العلماءُ أن مَدْرَكه في ذلك قولُه تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}
(2)
قالوا: المعنى: إذا نسيتَ قَوْل إن شاء الله - فَقُلْ بعد ذلك، ولم يخصِّص وقتًا
(3)
.
الثالثة: قوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} ، التقدير: ولا تقولن لشيء قولًا جازمًا إلا أن تَعْلم مشيئة الله تعالى، وهي لا تُعْلم؛ فلا تَقُلْ هذا القول الجازم. فالنهي حالةَ عدم العلم إنما هو عن جَزْم القول بأني فاعلٌ ذلك غدًا، ولا يلزم منه أن لا يقول ذلك غيرَ جازم به، بل يعلِّقه
(4)
(على مشيئة الله)
(5)
، فمن قال: أفعل غدًا إن شاء الله - غير آتٍ بالمنهي عنه. فافهم هذا فهو حسن
(6)
.
فإنْ قلت: مَنْ قال: {إِنِّي فَاعِلٌ} مع قوله: {إِنْ شَاءَ اللَّهُ} - هو
(1)
في (ص): "قال القرافي في المنقول" وهو خطأ.
(2)
سورة الكهف: الآيتان 23، 24.
(3)
انظر: نفائس الأصول 5/ 1979، البحر المحيط 4/ 381.
(4)
في (ت)، و (غ)، و (ك):"معلقه".
(5)
في (ص): "على مشيئة الله فافهم" والظاهر أن هذه زيادة؛ لأنه قال بعدها: "فافهم هذا فهو حسن".
(6)
انظر: زاد المسير 5/ 127، فتح القدير 3/ 278.