الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكذا في جواز الرواية عنه على الصحيح
(1)
.
الرابعة: أن يقرأ على الشيخ ويقول له: هل سمعته؟ فيسكت الشيخ
، ويغلب على ظن القارئ بقرينة الحال إجابته له، فيجب العمل به بلا خلاف. وأما جواز الرواية: فالجمهور من المحدثين
(2)
وغيرهم عليها، لأن سكوته نازلٌ مَنْزلة تصريحه بتصديق القارئ. وَشَرَط قومٌ إقرار الشيخ نطقًا، وبه قطع الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وسليم الرازي، وأبو نصر بن الصباغ
(3)
.
الخامسة: أن
(4)
يكتب الشيخ إلى شخص:
سمعتُ كذا من فلان
(5)
. فللمكتوب
(6)
إليه إذا علم خط الشيخ أو ظَنَّه - أن يعمل به، وله أن يروي عنه إذا اقترنت المكاتبة بلفظ الإجازة، بأن يقول: أجزت لك ما كتبته لك
(7)
. أو نحو ذلك. وأما إن تجردت المكاتبة فقد أجاز الرواية بها
(1)
وهو قول الجمهور، ومنع الإمام من أن يقول في هذه المرتبة: حدثني، أو أخبرني، أو سمعته. وتبعه على هذا صاحب التحصيل، وصفي الدين الهندي، والقرافي، رحمهم الله جميعًا. انظر: البحر المحيط 6/ 317، المحصول 2/ ق 1/ 646، التحصيل 2/ 146، نهاية الوصول 7/ 3011، شرح التنقيح ص 376، فواتح الرحموت 2/ 164.
(2)
والفقهاء. انظر: علوم الحديث لابن الصلاح ص 126، فتح المغيث 2/ 184.
(3)
وبعض المحدثين والظاهرية والمتكلمين. انظر: الكفاية ص 408، تدريب الراوي 2/ 20، البحر المحيط 6/ 318، المحصول 2/ ق 1/ 646، نهاية الوصول 7/ 3008، الإحكام 2/ 100، تيسير التحرير 3/ 91، اللمع ص 81.
(4)
سقطت من (ص).
(5)
وتسمى هذه المرتبة بالمكاتبة، انظر: علوم الحديث لابن الصلاح ص 153.
(6)
في (ت): "فالمكتوب".
(7)
في (ص)، (غ):"إليك".
كثير من المتقدمين والمتأخرين
(1)
، منهم: أيوب السختياني
(2)
، ومنصور
(3)
، والليث بن سعد
(4)
، وجماعة من أصحابنا. وغلا أبو المظفر السمعاني من أصحابنا فقال: إنها أقوى من الإجازة
(5)
. وإليه مصير جمعٍ
(1)
هو مذهب الجمهور كما قال القاضي عياض رحمه الله تعالى. انظر: البحر المحيط 6/ 323.
(2)
هو الإمام الحافظ سيد العلماء أيوب بن أبي تميمة كيسان السَّخْتِيانيُّ، أبو بكر البصريُّ، مولى عَنَزة، ويقال: مولى جُهينة. ولد سنة 68 هـ. قال الحميدي: لقي ابنُ عُيَيْنة ستةً وثمانين من التابعين، وكان يقول: ما رأيت مثلَ أيوب. وقال ابن سعد: كان أيوب ثقة ثبتًا في الحديث جامعًا، كثير العلم، حجةً عدلًا. مات سنة 131 هـ. انظر: سير 6/ 15، تهذيب 1/ 397، تقريب ص 117.
(3)
هو منصور بن المعتمر، أبو عتَّاب السلميُّ الكوفيُّ، الحافظ الثبت القدوة. قال ابن مهدي: لم يكن بالكوفة أحدٌ أحفظَ من منصور. وقال يحيى بن سعيد القطان: كان منصور من أثبت الناس. توفي سنة 132 هـ، أو سنة 133 هـ. انظر: سير 5/ 402، تهذيب 10/ 312، تقريب ص 547.
(4)
هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن، أبو الحارث الفهميُّ مولى خالد بن ثابت بن ظاعن الفهمي، وأصله من الفرس من أهل أصبهان. ولد بقَرْقَشَنْدة - قرية من أسفل أعمال مصر - سنة 94 هـ. قال الشافعي رضي الله عنه:"الليث أفقه من مالك إلا أنَّ أصحابه لم يقوموا به". وقال أيضًا: "الليث أتبع للأثر من مالك". وكان لكثرة إنفاقه وجوده يقول عن نفسه: ما وجبت عليَّ زكاةٌ منذ بلغت. أي: لا يحول الحول على ماله حتى تجب فيه الزكاة بل يُنفق كله قبل ذلك. وكان لا يتغدى ولا يتعشى إلا مع الناس. توفي سنة 175 هـ. انظر: سير 8/ 136، تهذيب 8/ 459، تاريخ بغداد 13/ 3.
(5)
انظر: القواطع 2/ 335. قال السيوطي في تدريب الراوي 2/ 54: "قلت: وهو المختار، بل وأقوى من أكثر صور المناولة".