الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثامن
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا"(1).
* * *
(عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:
(1) * تَخْرِيج الحَدِيث:
رواه البخاري (2685)، كتاب: الجهاد والسير، باب: فضل الصوم في سبيل اللَّه، ومسلم (1153)، كتاب: الصيام، باب: فضل الصيام في سبيل اللَّه لمن يطيقه بلا ضرر، ولا تفويت حق، والنسائي (2245، 2247 - 2250)، كتاب: الصيام، باب: ثواب من صام يومًا في سبيل اللَّه عز وجل، و (2251 - 2253)، باب: ذكر الاختلاف على سفيان الثوري فيه، والترمذي (1623)، كتاب: فضائل الجهاد، باب: ما جاء في فضل الصوم في سبيل اللَّه، وابن ماجه (1717)، كتاب: الصيام، باب: في صيام يوم في سبيل اللَّه.
* مصَادر شرح الحَدِيث:
"عارضة الأحوذي" لابن العربي (7/ 123)، و"إكمال المعلم" للقاضي عياض (4/ 115)، و"المفهم" للقرطبي (3/ 217)، و"شرح مسلم" للنووي (8/ 33)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (2/ 247)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (2/ 910)، و"فتح الباري" لابن حجر (6/ 48)، و"عمدة القاري" للعيني (14/ 134)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (5/ 64)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (4/ 345).
من صام يومًا) من الأيام؛ من صيف أو شتاء (في سبيل اللَّه)، وفي لفظ:"ما مِنْ عبدٍ يصوم يومًا في سبيل اللَّه"(1).
قال: النووي: فيه فضيلة الصيام في سبيل اللَّه، وهو محمول على من لا يتضرر به، ولا يفوِّتُ به حقًا، ولا يختل به قتاله، ولا غيرُه من مهمات غزوه (2)، فحمل قوله:"في سبيل اللَّه" على حالة الغزو.
قال ابن دقيق العيد: الأكثرُ فيه استعمالُه في الجهاد، فإذا حُمل عليه، كانت الفضيلة لاجتماع العبادتين؛ أعني: عبادة الصوم، والجهاد، ويحتمل أن يراد بسبيل اللَّه: طاعة اللَّه كيف كانت، ويعبر بذلك عن صحة القصد والنية فيه، قال: والأولُ أقربُ إلى العرف، وقد ورد في بعض الأحاديث جعل الحج أو سفره في سبيل اللَّه؛ يعني: في طاعة اللَّه، فهو استعمال وضعي (3).
قلت: الذي يظهر -واللَّه أعلم-: أن المراد بقوله: "في سبيل اللَّه" يعني: في طاعة اللَّه ابتغاءً لوجهه.
وفي حديث حذيفة رضي الله عنه، قال: أسندت النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري، فقال:"من قالَ: لا إلهَ إلا اللَّهُ، خُتم له بها، دخلَ الجنةَ، ومن صام يومًا ابتغاءَ وجهِ اللَّه، ختم له به، دخلَ الجنةَ، ومن تصدَّقَ بصدقةٍ ابتغاءَ وجهِ اللَّه، خُتِم له بها، دخلَ الجنةَ" رواه الإمام أحمد بإسناد لا بأس به (4)، ورواه الأصبهاني، ولفظه: "يا حذيفة! من خُتم له بصيامِ يومٍ يريد به
(1) تقدم تخريجه عند مسلم.
(2)
انظر: "شرح مسلم" للنووي (8/ 33).
(3)
انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (2/ 247).
(4)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 391).
وجهَ اللَّه عز وجل، أدخله اللَّه الجنة" (1).
وقوله: (بَعَّدَ اللَّهُ وجهَه) يريد: ذاته، وإنما خص الوجه؛ لكونه أشرفَ الأعضاء، ولاشتماله على السمع والبصر والشم والذوق، ويريد بالمباعدة من النار: المعافاة منها (2)، وفي اللفظ الآخر:"إلا بعَّدَ اللَّهُ بذلك اليوم وجهه"(3)(عن النار) المعهودة، وهي نار جهنم (سبعين خريفًا) الخريفُ: السنة، يريد: سبعين سنة (4)، وإنما عبر بالخريف عن السنة؛ لأن السنة ليس فيها إلا خريف واحد، فإذا مرّ الخريف، فقد مضت السنة كلُّها، ومثله لو عبر بفصل آخر غير الخريف -من الشتاء والربيع والصيف- عن العام، كان سائغًا لهذا المعنى؛ إذ ليس في السنة إلا ربيع واحد، وصيف واحد.
قال بعضهم: ولكن الخريف أولى بذلك؛ لأنه الفصلُ الذي تحصل به نهايةُ ما بدأ في سائر الفصول، لأن الأزهار تبدو في الربيع، والثمار تتشكل صورها في الصيف، وفيه يبدو نضجُها، ووقتُ الانتفاع بها أكلًا وتحصيلًا وادخارًا في الخريف، وهو المقصود منها، فكان فصلُ الخريف أولى بهذا الاعتبار أن يعبر به عن السنة من غيره من سائر الفصول (5).
وفي "أوسط الطبراني"، و"الصغير" بإسناد حسن (6)، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من صام يومًا في
(1) انظر: "الترغيب والترهيب" للمنذري (2/ 51).
(2)
انظر: "شرح مسلم" للنووي (8/ 33).
(3)
تقدم تخريجه عند مسلم، إلا أنه قال فيه:"باعد"، والنسائي برقم (2248).
(4)
انظر: "شرح مسلم" للنووي (8/ 33).
(5)
انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (2/ 247).
(6)
انظر: "الترغيب والترهيب" للمنذري (2/ 52).
سبيل اللَّه، جعلَ اللَّهُ بينه وبينَ النار خَنْدَقًا كما بينَ السماءِ والأرضِ" (1).
وفي "الكبير"، و"الأوسط" بإسناد لا بأس به، عن عمرو بن عَبَسَةَ رضي الله عنه مرفوعًا:"من صام يومًا في سبيل اللَّه، جعل بينه وبين النار مسيرة مئة عام"(2).
وفي حديث معاذ بن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: "من صامَ يومًا في سبيل اللَّه في غير رمضان، بُعِّدَ من النار مئة عام بسيرِ الجوادِ المُضَمَّرِ" رواه أَبو يعلى (3).
وروى النسائي بإسناد حسن، والترمذي من رواية ابن لهيعة، وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا:"من صام يومًا في سبيل اللَّه، زحزحَ اللَّهُ وجهَه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفًا"(4).
قال الحافظ المنذري: ذهب طوائفُ من العلماء إلى أن هذه الأحاديث جاءت في فضل الصوم في الجهاد، وبوَّبَ على هذا الترمذي (5) وغيره،
(1) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3574)، وفي "المعجم الصغير"(449). وقد رواه الترمذي (1624)، كتاب: فضائل الجهاد، باب: ما جاء في فضل الصوم في سبيل اللَّه، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، وقال: حديث غريب.
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3249).
(3)
رواه أَبو يعلى في "مسنده"(1486).
(4)
رواه النسائي (2244)، كتاب: الصيام، باب: ثواب من صام يومًا في سبيل اللَّه، والترمذي (1622)، كتاب: فضائل الجهاد، باب: ما جاء في فضل الصوم في سبيل اللَّه، وقال: غريب، وابن ماجة (1718)، كتاب: الصيام، باب: في صيام يوم في سبيل اللَّه.
(5)
انظر: "سنن الترمذي"(4/ 166).
وذهبت طائفة إلى أن كلَّ الصوم في سبيل اللَّه إذا كان خالصًا لوجه اللَّه تعالى (1).
تتمة في ذكرِ بعضِ فضائل الصيام غير ما تقدم:
روى البخاري، ومسلم، وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قال اللَّه عز وجل: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لَهُ، الحسنةُ بعشرِ أمثالِها إلى سبع مئة ضعفٍ، قال اللَّه عز وجل: إلا الصيامَ، فإنه لي، وأنا أجزي به، إنه تركَ شهوتَه وطعامَه وشرابهَ من أجلي، للصائم فرحتان: فرحةٌ عندَ فطرِه، وفرحةٌ عندَ لقاءِ ربه، ولخلوف فمِ الصائمِ أطيبُ عندَ اللَّه من ريح المسكِ"(2).
وفي رواية: "كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له، إلا الصيامَ، فإنه لي"(3).
وفي رواية البخاري: "لكلِّ عملٍ كفارة، والصومُ لي، وأنا أجزي به"(4).
وخرجه به الإمام أحمد من هذا الوجه، ولفظه:"كلُّ عملِ ابنِ آدم كفارة، إلا الصوم، والصومُ لي، وأنا أجزي به"(5).
(1) انظر: "الترغيب والترهيب" للمنذري (2/ 53).
(2)
رواه البخاري (1805)، كتاب: الصوم: باب: هل يقول: إني صائم إذا شتم؟، ومسلم (1151/ 164)، كتاب: الصيام، باب: فضل الصيام.
(3)
تقدم تخريحه في الحديث السابق من رواية البخاري، ورواه مسلم برقم (1151/ 163).
(4)
رواه البخاري (7100)، كتاب: التوحيد، باب: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وروايته عن ربه.
(5)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(2/ 467)، وفي الأصل المخطوط:"بكفارة"، بدل "كفارة"، والصواب ما أثبت.
فعلى الرواية الأولى يكون استثناء الصوم من الأعمال المضاعفة، فتكون الأعمال كلها تُضاعف بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف، إلا الصيام، فإنه لا ينحصر تضعيفُه في هذا العدد، بل يضاعفه اللَّه أضعافًا كثيرة بغير حصر عددٍ؛ فإن الصيام من الصبر، وقد قال تعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، ولهذا ورد عنه صلى الله عليه وسلم: أنه سمى شهرَ رمضانَ: شهرَ الصبر (1)، وفي رواية عنه صلى الله عليه وسلم قال:"الصومُ نصفُ الصبر" خرجه الترمذي (2).
والصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة اللَّه، وصبرٌ عن محارم اللَّه، وصبرٌ على أقدار اللَّه المؤلمة، وتجتمع الثلاثة كلها في الصوم؛ فإن فيه صبرًا على طاعة اللَّه، وصبرًا عما حرم اللَّه على الصائم من الشهوات، وصبرًا على ما يحصل للصائم [فيه] من ألم الجوع والعطش، وضعفِ النفس والبدن (3).
قال الحافظ ابن رجب في كتابه "لطائف المعارف": ومن أحسن ما قيل على الرواية الثالثة (4)؛ من كون الاستثناء يعود إلى التكفير بالأعمال: ما قاله سفيان بن عيينة -رحمه اللَّه تعالى-؛ حيث قال: إن هذا من أجود الأحاديث وأحكمها، فإذا كان يومُ القيامة، يحاسبُ اللَّه عبده، ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله، حتى لا يبقى إلا الصومُ، فيتحمل اللَّه -
(1) رواه أَبو داود (2428)، كتاب: الصوم، باب: في صوم أشهر الحرم، وابن ماجه (1741)، كتاب: الصيام، باب: صيام أشهر الحرم، من حديث مجيبة الباهلية، عن أبيها أو عمها.
(2)
تقدم تخريجه في أول كتاب الصيام.
(3)
انظر: "لطائف المعارف" لابن رجب (ص: 283 - 284).
(4)
أي: رواية: "كل عمل ابن آدم كفارة، إلا الصوم".
عز وجل- ما بقي عليه من المظالم، ويدخله بالصوم الجنة. خرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(1)، وغيره، وذكره الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" عن سفيان بن عيينة، قال: وهو غريب (2)، انتهى.
قال الحافظ ابن رجب: وعلى هذا، فيكون المعنى: أن الصيام للَّه عز وجل، فلا سبيل لأحد إلى أخذ أجره من الصائم، بل أجرُه يُدَّخر لصاحبه عند اللَّه عز وجل، وحينئذ فقد يقال: إن سائر الأعمال قد يُكَفَّر بها ذنوبُ صاحبها، فلا يبقى لها أجر؛ فإنه روي أنه يوازَن يوم القيامة بين الحسنات والسيئات، ويقتص بعضها من بعض، فإن بقي من الحسنات حسنة، دخل بها صاحبها الجنة، قاله سعيدُ بنُ جبير، وغيرُه.
وفي ذلك حديث مرفوع خرجه الحاكم من حديث ابن عباس مرفوعًا (3).
قال ابن رجب: فيحتمل أن يقال في الصوم: إنه لا يسقط ثوابه بمقاصَّة ولا غيرها، بل يُوفَّر أجرُه لصاحبه حتى يدخل الجنة، فيوفى أجره فيها.
وأما قوله: "فإنه لي"، فإن اللَّه -جلّ شأنه- خَصَّ الصيام بإضافته إلى نفسه دونَ سائر الأعمال، وقد كثير القولُ في معنى ذلك من الفقهاء والصوفية وغيرهم، وذكروا فيه وجوهًا كثيرة، ومن أحسنها وجهان:
(1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(3582)، وفي "السنن الكبرى"(4/ 274).
(2)
انظر: "الترغيب والترهيب" للمنذري (2/ 48 - 49).
(3)
رواه الحاكم في "المستدرك"(7641)، وكذا عبد بن حميد في "مسنده"(661)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6920)، بلفظ:"قال الرب عز وجل: يؤتى بحسنات العبد وسيئاته، فيقص بعضها ببعض، فإن بقيت حسنة، وسَّع اللَّه له في الجنة".
أحدهما: أن الصيام مجردُ تركِ حظوظ النفس وشهواتها الأصلية التي جُبلت على الميل إليها للَّه عز وجل، ولا يوجد ذلك في عبادة أخرى غير الصيام، نعم يوجد في الصلاة، إلا أن مدتها لا تطول، فإذا اشتد توقانُ النفس إلى ما تشتهيه، مع قدرتها عليه، ثم تركته للَّه عز وجل في موضع لا يطلع عليه إلا اللَّهُ، كان ذلك دليلًا على صحة الإيمان؛ فإن الصائم يعلم أن له ربًا يطَّلع عليه في خلوته، وقد حَرَّم عليه أن يتناول شهواته المجبولَ على الميل إليها في الخلوة، فأطاع ربه، وامتثل أمره، واجتنب نهيه؛ خوفًا من غضب اللَّه وعقابه، ورغبة فيما عند اللَّه من أجره وثوابه، فشكر اللَّه له ذلك، واختص لنفسه عمله هذا من بين سائر أعماله، ولهذا قال بعد ذلك:"إنه ترك شهوتَه وطعامَه وشرابه من أجلي".
الوجه الثاني: أن الصيام سر بين العبد وربه، لا يَطَّلع عليه غيرُه؛ لأنه مركَّبٌ من نية باطنية لا يطلع عليها إلا اللَّه، وتركٍ لتناول الشهوات التي يُستخفى تناولُها في العادة، ولذا قيل: إنه لا تكتبه الحَفَظَة، وقيل: إنه لا رياء فيه.
وهذا الوجه اختيار أبي عبيد، وغيرِه، وقد يرجع إلى الأول؛ فإن من تركَ ما تدعوه نفسُه إليه للَّه عز وجل؛ حيث لا يطلع عليه غيرُ مَنْ أمره ونهاه، دلَّ على صحة إيمانه، واللَّه سبحانه وتعالى يحبُّ من عباده أن يعاملوه سرًا بينهم وبينه؛ بحيث لا يطلع على تلك المعاملة سواه، حتى ودَّ بعضُ العارفين لو تمكَّن من عبادةٍ لا تشعر بها الملائكةُ، فضلًا عن بني آدم (1).
(1) انتهى كلام الحافظ ابن رجب في "لطائف المعارف"(ص: 286 - 290)، باختصار حسن.
وفي "البخاري"، و"مسلم"، و"النسائي" من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إن في الجنَّةِ بابًا يقال له: الريَّانُ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرُهم، فإذا دخلوا، أُغلق فلم يدخل منه أحدٌ"(1).
ورواه الترمذي، وزاد:"من دخلَه لم يظمأ أبدًا"(2).
ورواه ابنُ خزيمة في "صحيحه"، إلا أنه قال:"فإذا دخلَ آخرهم، أُغلق، ومن دخلَ، شربَ، ومن شربَ، لم يظمأ أبدًا"(3).
وروى الإمام أحمد، والبزار من حديث أبي هريرة، وأبو يعلى، والبيهقي عن سلمة بن قيصر، ورواه الطبراني عنه، إلا أنه سماه: سلامة -بزيادة ألف- مرفوعًا: "من صامَ يومًا ابتغاءَ وجهِ اللَّه، باعدَهُ اللَّهُ عن جهنمَ كبُعْدِ غرابٍ طار وهو فرخٌ حتى مات هَرمًا"(4).
وروى أَبو يعلى، والطبراني من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "لو أن
(1) رواه البخاري (1797)، كتاب: الصوم، باب: الريان للصائمين، ومسلم (1152)، كتاب: الصيام، باب: فضل الصيام، والنسائي (2236)، كتاب: الصيام، باب: الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب في حديث أبي أمامة في فضل الصائم.
(2)
رواه الترمذي (765)، كتاب: الصوم، باب: ما جاء في فضل الصوم.
(3)
رواه ابن خزيمة في "صحيحه"(1902).
(4)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(2/ 526)، والبزار في "مسنده"(3/ 181 - "مجمع الزوائد" للهيثمي)، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ورواه أَبو يعلى في "مسنده"(921)، والطبراني في "المعجم الكبير"(6365)، وفي "المعجم الأوسط"(3118)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3590)، عن سلمة أو سلامة بن قيصر رضي الله عنه.
رجلًا صامَ يومًا تطوُّعًا، ثم أعطي ملءَ الأرض ذهبًا، لم يستوفِ ثوابهَ دون يوم الحساب" (1).
وفي "سنن ابن ماجه" عن أبي هريرة مرفوعًا: "لكلِّ شيء زكاةٌ، وزكاةُ الجسدِ الصومُ، والصيامُ نصفُ الصبر"(2)، واللَّه تعالى الموفق.
* * *
(1) رواه أَبو يعلى في "مسنده"(6130)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(4869).
(2)
رواه ابن ماجه (1745)، كتاب: الصيام، باب: في الصوم زكاة الجسد.