الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الاعتكاف
وهو لغةً: اللبثُ والحبسُ والملازمةُ على الشيء، والإقبالُ عليه، خيرًا كان أو شرًا، قال تعالى:{وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187]، وقال:{فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} (1)[الأعراف: 138].
وشرعًا: لزومُ مسجدٍ لطاعة اللَّه تعالى (2).
قال ابن سيدَهْ: يقال: عكَفَ يعكُف، وعَكِف؛ كعلم، عَكْفًا وعُكوفًا، واعتكف: لزم المكانَ، والعُكوفُ: الإقامةُ في المسجد (3)، ولا يسمى خلوة، بل يسمى جِوارًا؛ لقول عائشةَ عنه صلى الله عليه وسلم: هو مجاور في المسجد. متفق عليه (4).
وهو سنةٌ إجماعًا؛ لما في "أوسط الطبراني"، والبيهقي، واللفظ له، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
(1) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (3/ 438).
(2)
انظر: "المطلع على أبواب المقنع" لابن أبي الفتح (ص: 160).
(3)
انظر: "المحكم" لابن سيده (1/ 169)، (مادة: عكف).
(4)
تقدم تخريجه قريبًا.
مرفوعًا: "من اعتكفَ يومًا ابتغاءَ وجهِ اللَّه تعالى، جعلَ اللَّهُ بينهَ وبينَ النار ثلاثَ خنادق أبعدَ ما بينَ الخافقين"(1).
وفي البيهقي عنه مرفوعًا: "من اعتكفَ عَشْرًا في رمضان، كان كحجتينِ، وعُمرتين"(2).
ويجب الاعتكافُ بالنذر إجماعًا.
وأورد الحافظ رحمه الله في هذا الباب أربعة أحاديث.
* * *
(1) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط (7326)، والحاكم في "المستدرك" (7706)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3965).
(2)
رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(3966)، والطبراني في "المعجم الكبير"(2888)، لكن من حديث علي بن الحسين، عن أبيه رضي الله عنهما.