الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب ليلة القدر
أي؛ تعيينها، وفضلها، وطلبها، وهي -بفتح القاف وإسكان الدال-، سميت بذلك؛ لعظم قدرها؛ أي: ذات القدر العظيم" لنزول القرآن فيها، ووصفها بأنها خيرٌ من ألف شهر، أو لما يحصل لمحييها بالعبادة من القدر الجسيم، أو لأن الأشياء تقدَّر فيها، وتقضَى؛ لقوله تعالى:{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 4]، وتقدير اللَّه سابق، فهي ليلةُ إظهارِ اللَّه تعالى ذلك التقدير للملائكة (1).
ويجوز -فتح الدال- على أنه مصدر قدرَ اللَّهُ الشيءَ قَدْرًا وقَدَرًا، لغتان؛ كالنَّهْر والنَّهَر (2).
قال في "الفروع": سُميت ليلةَ القدر، لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنةِ، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما (3).
قال صاحب "المحرر": وهو قولُ أكثر المفسرين لقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3 - 4]،
(1) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (2/ 173).
(2)
انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (3/ 429).
(3)
انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (8/ 568).
فإن المراد بذلك: ليلة القدر عند ابن عباس.
قال الحافظ ابن الجوزي: وعليه المفسرون؛ لقوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)} [القدر: 1]، وما روي عن عِكْرِمَةَ وغيره: أنها ليلة النصف من شعبان، ضعيف (1).
وقيل: سميت ليلة القدر؛ لعظم قدرها عند اللَّه.
وقيل: القدر بمعنى الضيق؛ لضيق الأرض عن الملائكة التي تنزل فيها، فروى الإمام أحمد عن أبي هريرة مرفوعًا:"أن الملائكةَ تلكَ الليلةَ أكثرُ من عددِ الحصى"(2).
قال في "الفروع": ليلةُ القدر شريفة معظَّمة.
زاد في "المستوعب" وغيرهِ: والدعاءُ فيها مستجاب (3).
قيل: سورتُها مكية. قال الماوردي: هو قول الأكثرين، وقيل: مدنية. قال الثعلبي: هو قول الأكثرين.
قال: ولم ترفع، وفاقًا؛ للأخبار بطلبها وقيامها.
وعن بعض العلماء: أنها وقعت، وحكي رواية عن أبي حنيفة (4).
وذكر الحافظ في هذا الباب ثلاثة أحاديث:
* * *
(1) انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي (7/ 336 - 337).
(2)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(2/ 519)، والطيالسي في "مسنده"(2545)، وابن خزيمة في "صحيحه"(2194).
(3)
انظر: "المستوعب" للسامري (3/ 447).
(4)
انظر: "الفروع" لابن مفلح (3/ 104 - 105).