الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولده العزيز أتم قيام، وحفظ البلاد، واستمال الأشراف حتى أعانهم، ودفع عنهم. كان صالحا دينا كثير الصدقات وافر الخيرات (14 ظ) م.
كان الأشرف يقول: إن كان لله في الأرض وليّ فهو هذا الخادم. ولما استعاد الأشرف تل باشر «1» دفعها له وقال: هذه تكون برسم صدقاتك فإنك لا تتصرف بأموال الصغير.
وطهر حلب من الفسق والمكوس والفجور.
توفي كما تقدم بحلب حادي عشر المحرم سنة 631 هـ. «2» ودفن بباب الأربعين «3» في مدرسة الحنفية «4» . وقد حدّث عن الصالح أبي الحسن علي بن محمد الفاسي.
انتهى.
لطيفة:
قال صاحب (جنى النحل) : حضرت يوما بسميشاط وصاحبها يومئذ الأفضل فنظر إلى صبي تركي «5» لابس زردية «6» فقال على البديهة:
وذي قلب جليد ليس يقوى
…
على هجرانه القلب الجليد
تدرع للوغى درعا فأضحى
…
وظاهره وباطنه حديد
رجع: العباس بن الخليفة المأمون كان مع أبيه حين قدم حلب. وولاه الثغور والعواصم في سنة ثلاث عشرة ومائتين وأمر له بخمسمائة ألف دينار «1» ، وضم إليه في سنة أربع عشرة ومائتين أعمالا أخرى من كور دجلة.
ثم عزله المأمون عن سائر هذه البلاد في سنة أربع عشرة ومائتين. وقيل في سنة خمس عشرة وولاها اسحاق بن إبراهيم بن مصعب. ثم عزله في هذه السنة «2» وأعاد ابنه العباس إليها ثانية في سنة أربع عشر ومائتين إلى أن توفي المأمون. فكان الولاة من قبل العباس.
ولما ولي المعتصم الخلافة وغزا الروم وعبر حلب في سنة ثلاث وعشرين ومائتين عاث العباس بن المأمون فقبض عليه، وقتله ودفنه بمنبج وهو عابر في الغزاة «3» . وفي تاريخ الخوارزمي ونعى اسحاق بن إبراهيم العباس بن المأمون إلى الناس وذكر أنه مات بجسر منبج يوم الجمعة لعشر خلون من ذي القعدة في السنة المذكورة «4» .
ولمات مات المأمون سعت الجند وطلبوا العباس ونادوه باسم الخلافة، فأرسل المعتصم إليه، فأحضره، وبايعه، وخرج العباس إلى الناس وقال لهم: ما هذا الحب البارد قد بايعت عمي. فسكنوا. وعاد المعتصم إلى بغداد والعباس معه «5» .
فلما توجه المعتصم إلى الغزاة ومر بحلب في سنة ثلاث وعشرين ومائتين ودخل إلى بلاد الروم اجتمع بعض الجند بالعباس ووبخوه على ما فعل من إعطاء المعتصم الخلافة وحسن له مدارك الأمر. فاستمال جماعة من القواد. وعزموا أن يقبضوا على المعتصم وهو داخل إلى الفرات. فلم يمكنهم العباس، وقال: لا أفسد على الناس عزائمهم «6» .
فنما الخبر إلى المعتصم: فقبض على العباس وعلى (9 ظ) ف من ساعده على ذلك وهو عائد من الفرات. فلما وصل إلى منبج فسأل العباس الطعام وكان جائعا فقدم إليه طعاما كثيرا. فأكل: فلما طلب الماء منع. وأدرج في مسح «1» . فمات في ذي القعدة كما تقدم. وصلى عليه بعض أخوته ودفن بمنبج «2» .
وذكر نفطويه «3» في تاريخه بفتح عمورية؛ قال: «ولما انصرف المعتصم من بلاد الروم حبس العباس بن المأمون فمات بمكان يقال له: دابق. ودفن هناك» (20 و) م «4» .
ذكر عن مالك بن دينار «5» قال: «قرأت في الحكمة يقول الله عز وجل: «أنا الله مالك الملوك، قلوب الملوك بيدي. فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة. فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك. ولكن توبوا إليّ أعطفهم عليكم أ. انتهى.