الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«درب البازيار «1» » : وهو الدرب الذي لا ينفذ. وفي أوله الرباط الشمسي.
[أحمد بن نصر البازياراني] :
وهو منسوب إلى أحمد بن نصر بن الحسين البازياراني أبي عليّ الكاتب. كان أبوه من أهل سامراء أ. وانتقل هو وأهله إلى حلب وسكنها. واتصل بخدمة سيف الدولة، وحظي عنده، ونادمه. وكان فاضلا. أديبا. كاتبا.
توفي سنه إحدى وخمسين وثلاثمائة. وحمل تابوته إلى بغداد. وفي كلام ابن شهاب توفي سنة اثنين وخمسين.
وهذا الدرب هو سكن سليمان بن عبد الملك. وعمر بن عبد العزيز. وفي أوله تحت الأرض أزج عظيم وبه طرق مصارف الماء.
درب الخطيب هاشم
ب:
وهو الذي يفتح إليه باب سر الشرفية. وكان على رأس الدرب حوض ماء.
وبهذا الدرب مسجد. وبه أيضا بناء عظيم وقد جعل قاسارية ج. والظاهر أنها كانت كنيسة ثم صار غالب هذا الدرب لعماد الدين ابن الترجمان. ولهذه الدور باب يفتح قبلي
الشرفية إلى ناحية بيوت أقاربه فإن غالب بيوتهم كانت بدرب الديلم. وكان لبني الترجمان ثروة. وانقرضوا.
[الخطيب هاشم] :
وأما الخطيب هاشم فهو ابن أحمد بن عبد الواحد- خطيب حلب- وابنه محمد خطيبها أيضا. وهم أسديون. ولد ابنه في حدود الستين وخمسمائة أ (100 و) ف ونيف على الثمانين. وحدث عن أبيه. ولأبيه ديوان خطب. وكانا شافعيين روى عن محمد مجد الدين
العديمي حديثا واهيا وتوفي في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وستمائة أ. وتقدم شيء من أخباره في الجامع.
[سعيد بن الخطيب هاشم] :
وكان له ولد آخر يسمى سعيدا. خطب بحلب أيضا. سمع عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي. سمع أباه وعبد الواحد بن عبد الماجد بن القشيري، وأبا بكر بن علي بن ياسر الجياني مولده في رجب سنة ست وأربعين وخمسمائة بحلب.
وتوفي يوم الجمعة خامس ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وستمائة.
[سعيد بن عبد الواحد عم الخطيب] :
وللخطيب عم يقال له: سعيد بن عبد الواحد روى عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان شيئا من شعره. وروى عنه أخوه أحمد. ولأبي محمد بن سنان إليه أبيات يعرض فيها بذكر روشن «1» عملهأبو طاهر بحلب. وكان من ظرفاء الحلبيين. والأبيات:
بحياة زينب يا ابن عبد الواحد
…
وبحق كل نبية في ياقد
وزينب هذه التي أقسم عليه بحياتها هي بنت الشيخ أبي نصر بن هاشم والقسم عليه بالنبية هو أن أبا نصر كان له ملك بقرية ياقد من قرى حلب أ. وكان له فلاح فيها له بنت تدعى أنها نبية تبصر في المنام الوحي. وكان الفلاح أقل عقلا من ابنته. وكان يقسم بحق النبية. وكان أبو نصر يحكي عن خرافات هذا الفلاح فلذلك أقسم عليه بها وقلة العقل في أهل هذه القرية باق الآن وقد ادعى رجل منهم النبوة يقال له: ابن الدربي وأخته أيضا تدعي النبوة. وقد أنشد أبو الفتيان بن حيوس في أبي نصر بن هاشم لما مات:
وتربة المرحوم والحاء جيم
…
لقد ثوى في النار منه رجيم
تبكى لظى إن حل في قعرها
…
وتستقيل الله منه الجحيم
مضى وفعل السوء اضماره
…
فما أتى الله بقلب سليم [1] ب (91 و) م
[1] ب- م*: حاشية في الأصل: «قلت: وأذكرني دعوى هذه المرأة النبوة ما ادعت به سجاح من النبوة في إيام الصديق الأكبر أبو بكر رضي الله تعالى عنه وكذلك ادعى مسيلمة الكذاب- لعنه الله- وجرى بينهما وبين مسيلمة المذكور أمور. وآخر الأمر أن مسيلمة أرسل إليها يقول: إنك تدعى النبوة وأنا أدعيها فهيا نجتمع واتل عليك ما نزل عليّ من القرآن. وتتلين عليّ ما نزل عليك. فمن كان الحق معه يتبعه الآخر.
فاستشارت قومها في ذلك، فاشاروا بما قال. فتواعدوا إلى مكان، وسار مسيلمة بقومه. وسارت سجاح بقومها. ثم اتفقا على الاجتماع في ليلة عينوها فأفرد مسيلمة لها خيمة وفرشها بأنواع الزنبق. وأوقد فيها شموعا كثيرة. وأمر بإطلاق العود. وأنواع البخور، وقال: إن المرأة إذا شمت الرائحة الطيبة قامت إلى ملامسة الرجال. فجاءت سجاح ودخلت الخيمة. ودخل مسيلمة فسلم عليها، وسلمت عليه وقال: هاتي قراّنك. فقالت: بل هات قرآنك. فابتدر يقول: «ألم تر أن الله خلق لكم أزواجا، يولجوا فيكن ايلاجا. وتخرجن من بطونكن إخراجا» . ثم قال:-
_________
-
ألا قومي إلى المخدع
…
فقد هيئ لك المضجع
فإن شئت سلقناك
…
وإن شئت على أربع
وإن شئت بثلثيه
…
وان شئت به أجمع
فقالت: لا والله بل به أجمع، فذلك أوحيّ إليّ. فنهض إليها. ورفع ساقيها فلم تتكلم. فلما فرغ منها قالت له: إني راجعة إلى قومي فأخبرهم أني رأيت الحق معك، وإني قد صدقتك، وآمنت بك.
فان قومي يبايعوني على ذلك. ثم ابعث إلى قومي واخطبني منهم فإني أتزوجك، فوافقها على ذلك. فرجعت إلى قومها وأخبرتهم بقصتها معه. فتبعوه على ذلك. وبعث مسيلمة وخطبها، وتزوجها. وإليها أشار الحريري بقوله:«إنها ومرسل الرياح لا كذب من سجاح» . انتهى.
وسجاح كقطام. واما مسيلمة فأرسل إليه أبو بكر رضى الله عنه جيشا وأميرهم خالد رضي الله عنه فقتل على يد وحشي وأبو دجانة وعبد الله بن زيد المارذي «1» وابن سهل، وزيد بن الخطاب وهو أول من أدخل البيضة في القارورة وأول من وصل جناح الطائر المقصوص. وكان يدعي أن ظبية تأتيه من الجبل فيحلب لبنها، ورثاه بعض الكفار فقال:
لهفي عليك أبا ثمامة
…
لهفي على ركني بشمامة
كم آية لك منهم
…
كالشمس تطلع في غمامة
وكذب لعنة الله عليهما بل آياته كانت أكاذيبه. تفل في بئر تبركا فملح ماؤها. ومسح رأس صبي فقرع، ودعى لرجل في ابني له بالبركة فرجع إلى منزله فوجد أحدهما قد سقط في البئر والآخر قد أكله الذئب. ومسح على عين رجل استشفى بمسحه فابيضت عيناه. ووقعته كانت في ربيع الأول سنة اثنى عشر. قتل فيها أربع مائة وخمسون من الصحابة وقيل ستمائة. منهم سبعون من الأنصار.
وكان بيد سالم مولى أبي حذيفة لواء المسلمين فقطعت يمينه. فأخذ اللواء بيساره فقطعت. فاغتبق اللواء ثم صرع. وقتل في هذا اليوم ثابت بن قيس بن شماس. وأجيزت وصيته بعد الموت. انتهى.
[الأسود العنسي] :
قلت: وادعاها أيضا الأسود العنسي ويقال له: «ذو الخمار» باسم شيطانه، أو لأنه يخمر-
_________
- وجهه. وقيل ذو الخمار اسمه «عيهلة» . وقيل له الأسود لخلاط كان في عنقه. وكان يدعى أن سحيقا و (سعسا)«1» يأتيان بالوحي. ويقول هما ملكان يتكلمان على لساني. قتله فيروز الديلمي. وقيس بن مكشاح وداذويه دخلوا عليه من سرب صنعته لهم امرأة كان قد غلب عليها فوجدوه سكران لا يعقل. وفي كلام بعضهم أن مرزمامه زوجه دلتهم على السرب وسقته البنج وحمل رأسه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال عليه السلام قتله الرجل الصالح فيروز «2» . وفي رواية قتله رجل مبارك من أهل بيت مبارك وقتل إنما قتل فى خلافة أبي بكر رضى الله عنه.
وفيروز هو ابن أخت النجاشي رضي الله عنهما.
رجعنا إلى المقصود: وهذا الدرب كان يعرف قديما بدرب التميمين وهو الذي يفتح إليه بابا الشرفية وكان على رأس الدرب حوض ماء وبه مسجد ولهذا الدرب مكان عظيم النبأ. والظاهر أنه كان كنيسة. وقد جعل قاسارية ولهذه القاسارية حصة وقف على الشرفية ثم اتخذت دارا في سنة ثمان وسبعين.
ورأيت في بعض التواريخ أنه كان على باب الجامع ديرا ولا أدرى محله الآن. ثم صار غالب الدرب المذكور لعماد الدين ابن الترجمان، وبه دار الحاج سالم الحلاوي وكان من أهل الخير والصلاح لم يدخل بيته دنس أبدا. انتهى
وكان لبني الترجمان ثروة وانقرضوا. ولهم مساكن بدرب الديلم اتجاه أمكنتهم التي هي شرقي المدرسة. انتهى. والله أعلم.