الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«المدرسة الأتابكية» » :
هذه المدرسة قبلي بحرة شيخنا العلامة بن الشحنة، ومن جملة ما نقم على ابن الشحنة أنه أخذ قطعة منها وأضافها إلى إيوانه، وأخرب الطنبغا وعلي باي وابن الزهري بعض إيوانه بسبب ذلك، وستأتي القضية مطولة في الحوادث إن شاء الله تعالى. انتهى.
أنشأها شهاب الدين طغربك الأتابكي عتيق الظاهر غازي نائب السلطنة بقلعة حلب، ومدبر الدولة بعد وفاة معتقه. انتهت عمارتها في سنة ثمان عشرة وستمائة.
وأول من درس فيها الشيخ العالم جمال الدين خليفة بن سليمان بن خليفة القرشي الحوراني الأصل. ولم يزل بها إلى أن توفي في الرابع والعشرين من شوال سنة ثمان وثلاثين وستمائة «2» .
ووليها بعده مجد الدين عبد الرحمن بن كمال الدين بن العديم ولم يزل بها إلى أن خرج من حلب فرارا من التتر أسوة أهل بلده. وهي الآن داثرة؛ قاله ابن شداد «3» .
قلت: غالبها الآن عامر. ومن جملة أوقافها «فج كمون أ» . وبوابتها عظيمة الظاهر أنها من عمارة الواقف. ولم أسمع بها درسا قط. ولا رأيت أحدا (61 و) ف في أيامي درس بها.
«المدرسة الحدادية» :
هذه المدرسة سميت بالحدادية بسوق الحدادين كان هناك. وهي بالدرب المتوجه إلى السفاحية.
أنشأها حسام الدين محمد بن عمر بن لاجين بن أخت صلاح الدين؛ كانت من الكنائس الأربعة التي تقدم ذكرها فهدمها وبناها بناء وثيقا.
وأول من درس بها الفقيه الإمام الحسين بن محمد بن أسعد بن حليم المنعوت بالملجم ولم يزل بها إلى أن استدعاه نور الدين إلى دمشق.
وولى مكانه عالي بن إبراهيم بن إسماعيل الغزنوي. ولم يزل بها إلى أن توفي إما في سنة إحدى أو اثنين وثمانين وخمسمائة.
وقال مقرب الدين أبو حفص عمر بن قشام توفي عالي سنة خمس وثمانين وخمسمائة وهذان القولان حكاهما كمال الدين ابن العديم.
وعالي المذكور صنف كتاب: «التقشير في التفسير «1» » . قال أبو اليمن الكندي صحف حتى في اسمه. وفيه أوهام كثيرة سيما إذا تعرض في النحو.
ثم وليها بعده موفق الدين أبو الثنا محمود بن طارق النحاس الحلبي. ولم يزل مدرسا بها إلى أن توفي في السنة التي قدمنا ذكرها. عند ذكره في الشاذبخيتية.
ثم وليها بعده ولده كمال الدين إسحاق ولم يزل بها مدرسا إلى أن توفي ليلة الأربعاء مستهل شعبان سنة أربع وأربعين وستمائة.
ووليها بعده الشيخ شهاب الدين أحمد بن يوسف بن عبد الواحد الأنصاري ولم يزل بها مدرسا إلى أن توفي يوم الخميس سادس عشر شعبان سنة تسع وأربعين وستمائة.
ووليها بعده ولده فخر الدين يوسف ولم يزل إلى أن قتلته التتر عند استيلائهم على حلب. انتهى.
قلت: وهذه المدرسة بعد الفتنة التمرية تعطلت عن إقامة الشعائر فيها. وسكنها النساء. وأغلق بابها حتى قدم الشيخ الصالح الزاهد العامل علاء الدين الجبرتي- نفع الله به- المتقدم ذكره في مدرسة الصاحبية. فحضر إلى هذه المدرسة بعد أن عمر الصاحبية كما تقدم. وأخرج النساء عنها. وصار يتردد إليها فأقام شعارها وعمر ما دثر منها.
وفتح خلاويها بعد أن كانت مردومة بالتراب. وبيض إيوانها. وفتح بركتها. وأجرى إليها الماء من الحوض الذي خلف دار العدل واتخذ له فيها خلوة. وكان يتعبد بها. وعمر مرتفقها وحفره حتى بلغ الماء وكان ينزل إليه بنفسه. وينزح التراب منه، وعمره عمارة متقنة. ولما حفروا المرتفق وجدوا فيها حجرا أسود على قبر وعليه صلبان. وكان أصل هذا المرتفق ناووسا للكنيسة. فتعاونوا على هذا الحجر. وربطوه بالحبال. وجذبوه إلى خارج هذا المرتفق. وبنى إلى جانب هذا المرتفق مستحما. وأحضر إليه جرنا أسود من خارج وقفه بعض أهل الخير على (61 ظ) ف هذا المكان والجرن الأبيض الذي على جانب البركة نقله من الحمام الخراب الذي خلف دار العدل بأمر بنت المؤيد وكان قد أخرجه بعض الناس من الحمام إلى مسجد هناك مهجور ليأخذه إلى منزله فسمع الشيخ بذلك. فأرسل إلى القاهرة. واستأذن بنت المؤيد في نقله إلى هذه المدرسة فأذنت له فيه فنقله. وفتح في هذه المدرسة بعض العناصر صهريجا. وأنفق عليه جملة. وأقيم شعار هذه المدرسة بالذكر والصلوات الخمس والمؤذنين والحصر والبسط والمصابيح وغير ذلك. انتهى.
ومن جملة ما نقم الأعداء على الشيخ علاء الدين واستفتوا عليه أنه كان يصلي في هذه المدرسة وهو شافعي المذهب فهلا كانوا استفتوا على النساء الساكنات «1» بها.