الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ردت على الإسلام عصر شبابه
…
وثباته من دونه وثباته
صدم الصليب على صلابه عوده
…
فتفرقت أيدي سبأ خشباته
وسقى البرنس وقد تبرنس ذلة
…
بالروح مقمر ما جنت غدراته
فانقاد في خطم المنية أنفه
…
يوم الحطيم وأقصرت بزواته
فجلوته تبكي الأصادف تحته
…
بدم إذا صلحت له شماته
يمشي العناة برأسه وهو الذي
…
نطت مدار النير بين قتاته
انتهى.
وملك بعد البرنس ابنه بيمند «1» وهو طفل. وتزوجت أمه برجل آخر وتسمى بالبرنس «2» .
ثم إن نور الدين غزاهم غزوة أخرى فهزم وقتل وأسر البرنس الثاني فتمكن بيمند في ملك أنطاكية.
حكاية:
قيل أن دبيس بن صدقة لما سار مع ايلغازي إلى الكرج سأل ايلغازي في الطريق أن يهب له حلب، وأن يحمل له دبيس مائة ألف دينار ويجمع بها التركمان ويعاضده «3» حتى يفتح أنطاكية. فأجابه ايلغازي إلى ذلك وأخذ يده على ذلك.
فلما وقعت كثرة الفرنج بدا له في ذلك فانفذ إلى ولده سليمان إلى حلب وكان خفيفا.
وقال له: اظهر أنك قد عصيت عليّ حتى يبطل ما بيني وبين دبيس فحمله الجهل على عصى والده ووافقه على قرباص «4» والحاجب ناصر وهو شحنة حلب وغيرها.
(28 ظ) موقبض سليمان «1» حجاب أبيه فصفعهم وحلق لحاهم ومد يده إلى أموال الناس وظلمهم فطمع الفرنج. وفرقهم سليمان فولوا زردنا «2» وعمروها لابن صاحبها كليام بن الأبرص.
ثم سار الفرنج إلى نائب حلب فكبسوا في طريقهم حاضر حلب وغيرها فخرج إليهم الحاجب ناصر والعسكر وكسروهم وقتلوا منهم جماعة «3» .
وخرج في جمادى الآخرة فنازل حاضره وأخذها وخربها وحمل باب حصنها إلى أنطاكية، ونزل برج سينا ففعل به ذلك. وكذلك فعل بغيرها من حصون النقرة والأحص، وسبا، وأحرق، ونهب، وعاد فنزل صلدع على نهر قويق.
وخرج إليه اتزر بن ترك طالبا منه الصلح مع سليمان فقال: على شرط أن يعطيني سليمان الأتارب حتى أحفظه، وأنا أذب عنه، وأقاتل دونه. فقال له: ما يجوز أن نسلم ثغرا من ثغور حلب في بدو مملكته بل ألتمس غيرها. مما يمكن لنوافقك عليه. فقال له:
الأتارب لا يقدر صاحب حلب على حفظها؛ فإن قدرت عمرت عليها الحصون بما دارت. وأنا أعلمكم أنها اليوم تشبه فرسا لفارس قد عطبت يداها. وللفارس هري «4» شعير يعلفها رجا [ء] أن تبرأ ويركبها. فنفذ هرى الشعير وعطبت الفرس.
وفاته الكسب. ثم رحل نحوها فحاصرها ثلاثة أيام واتصل به ما أوجب رحيله إلى أنطاكية.
ولما بلغ ايلغازي إصرار ولده على العصيان ضاقت عليه الأرض، وأعمل في الوصول إليه، وأخذ حلب منه فكاتب أقوام، وعرفوه أن ما بحلب من يدفعه عنها. فسار حتى وصل إلى قلعة جعبر. فضعفت نفس ابنه سليمان عن العصيان على أبيه فأنفذ إليه من استحلفه عن الصفح عنه، والإحسان إليه وإلى من حسن له العصيان مثل ابن قرناص وناصر الحاجب وأكد الأيمان على ذلك. ودخل حلب في أول شهر رمضان فخرج الناس للقائه ودخل القصر. وأحسن إلى أهل حلب وسامحهم. وصرف الشحنة الذي كان يؤذي الناس في البلد. وقبض على الريس مكي بن قرناص وعلى أهله. وشق لسانه، وكحله. وأخذ ماله.
وسلم أخاه إلى من يعذبه. وكحل (25 و) ف ناصر الحاجب. فعني به من تولى أمره فسلمت إحدى عينيه وعرقب طاهر بن الزاير؛ وكان من أعوان الريس
…
«1»
وأعاد الملوك أولاد رضوان من قلعة جعبر إلى حلب وكان ولده قد أخرجهم من حلب فمضوا إلى قلعة جعبر وهم سلطان شاه وإبراهيم وغيرهم.
وخطب بنت الملك رضوان وتزوج بها. ودخل بها حلب.
وولى رياسة حلب سليمان بن عبد الرزاق العجلاني البالسي.
وولى ابن أخيه بدر الدولة سليمان بن عبد الجبار رياسة في حلب. وصالح الفرنج مدة سنة كاملة وأعطاهم من الضياع ما كان في أيديهم أيام ملكهم الأتارب وزردنا «2» .
وسار في المحرم من سنة ست عشرة وخمسمائة إلى الشرق ليجمع العساكر فمات وزيره بحلب أبو الفضل بن الرضوان في صفر وولى الوزارة أبو الرجا ابن السرطان. انتهى.