الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(خانكاه القديم
أ» :
هذه الخانكاه تحت القلعة إلى جانب الخندق ملاصقة لدار العدل. (71 و) ف
أنشأها نور الدين وتولى النظر على عمارتها شمس الدين أبو القاسم بن الطرسوسي.
قلت: وهي وقف على الصوفية المتجردين. وأنشأها في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وهي نيرة كبيرة متسعة الأرجاء، بها قاعة للشيخ، وقبة للفقراء وإيوان كبير، وقبلية.
وبشرقيها في صحن الخانكاه باب ينزل منه إلى بركة ماء من قناة حيلان، وبوابتها عظيمة، وهي من زمن الواقف.
وأما بابها الذي على الشارع وله دكتان فهو من إنشاء حسام الدين البرغالي لما كان شيخا قبل فتنة تمر.
وهذه الخانكاه كان لها مطبخ يطبخ فيه للفقراء فسد الآن وخرب. وكان بها سجادة الشيخ شهاب الدين السهروردي.
[شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي] :
وهو العلامة شيخ الطريقة شهاب الدين أبو عبد الله عمر بن محمد بن عبد الله ابن محمد بن عمويه؛ واسمه: عبد الله بن سعد بن الحسين بن القاسم بن النضر بن القاسم بن سعد بن النضر بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه صاحب: «عوارف المعارف «1» » . (69 ظ) م
قال الذهبي: هو الزاهد العارف. يحكى أنه أنشد يوما في مجلس وعظه:
لا تسقني وحدي فما عوّدتني
…
أني أشحّ بها على جلّاسي
أنت الكريم ولا يليق تكرّما
…
أن يعبر الندماء دور الكاس
فتواجد الناس لذلك. وطربوا، وقطعت شعور كثيرة، ومات «1» خلق عظيم.
ومن شعره:
تصرمت وحشة الليالي
…
وأقبلت دولة الوصال
وصار بالوصل لي حسودا
…
من كان في هجركم رثالي
وحقّكم بعد إذ حصلتم
…
بكل من قاست لا أبالي
تقاصرت عنكم قلوب
…
فياله موردا حلالي
عليّ ما للورى حرام
…
وحبكم في الحشا حلالي
تشربت أعظمي هواكم
…
فما لغير الهوى ومالي
وما «2» على عادم أجاجا
…
وعنده أعين الزلال
وقد ترجمه الذهبي ترجمة طويلة «3» منها: أنه أضر في آخر عمره وأقعد ومع هذه فما أخل بالأوراد ودوام الذكر وحضور الجمع في محفة. والمضي إلى الحج إلى أن دخل في عشر المائة. وضعف. فانقطع في منزله. وتوفي في مستهل المحرم سنة اثنين وثلاثين وستمائة. انتهى.
وقد آلت هذه الخانكاه مشيخة ونظرا بعد حسام الدين البرغالي إلى العلامة عز الدين الحاضري.
ثم بعده إلى أولاده.
وشاركهم تاج الدين الكركي.