الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتوفي في سنة ثلاث وعشرين وستمائة. وقال الذهبي مبدأ ملكه في سنة تسع وتسعين وخمسمائة. واستولى على بخارى وسمرقند في سنة ست عشرة.
ومدن خراسان في سنة ثمان عشرة. [وعند ما] رجع من حرب السلطان [جلال الدين](107 و) م خوارزم شاه على نهر السند وصل إلى مدينة
…
«1» من بلاد الخطا فمرض بها ومات في رمضان سنة أربع وعشرين. وكانت أيامه خمسا وعشرين سنة.
وكان اسمه قبل أن يملك الملك (تمرجين) . ومات على دينهم وكفرهم. وبلغنا أنه خلف من الأولاد الذين يصلحون للسلطنة ستة وفوض الأمر إلى أو كتاي أحدهم بعد ما استشار الخمسة الآخرين في ذلك. فلما هلك جنكيز خان امتنع أوكتاي عن الملك وقال: لي أخوة وأعمال من هو أكبر مني. فلم يزالوا نحوا من أربعين يوما حتى تملك وحكم على الملوك.
ولقبوه (قان الأعظم) ومعناه: الخليفة. مما قيل: رتب جيوشه. وفتح الفتوحات. وطالت أيامه. وولي بعده الأمر.
مونكوكا
وهو القان الذي كان أخوه هولاكو أمن جملة مقدميه ونوابه على خراسان.
[قبلاي] :
وولي بعد مونكوكا أخوه قبلاي. وطالت خلافته. وبقي نيفا وأربعين سنة، وعاش إلى سنة ثلاث وتسعين وستمائة. ومات سنة خمس بمدينة خان تالف التي هي كرسي المملكة وهي أم الخطا.
وأما
…
أفهو اسم جبل بتلك الديار. وهو حدبين بلاد الهند وبلاد الخطا.
هذا ومنكوكا وهلاكو أخوة. وهم أولاد طولي «1» بن جنكيز خان. وقتل طولي في مصاف عظيم بين السلطان جلال الدين خوارزم شاه سنة ثمان عشرة وستمائة بخراسان من ناحية غزنة «2» انتهى.
وقال المؤيد في سنة عشرة «3» قال: وفي هذه السنة كان ظهور التتر وقتلهم من المسلمين، وذكرت قصة طويلة فانظرها إن أردت. انتهى.
وقال سبط بن الجوزي كان أول ظهورهم بما وراء النهر سنة خمس عشرة انتهى.
وقرأت في كلام ابن أبي حجلة نقلا عن ابن كثير قال: في سنة ثمان وثلاثين وستمائة ورد من ملك التتار جنكيز خان كتاب إلى ملوك الإسلام يدعوهم إلى طاعته ويأمرهم بتخريب أسوار بلداتهم وعنوانه: «من نائب رب السماء، فاتح «4» الأرض، ملك المشرق والمغرب هامان. انتهى» .
وهذا غير الأول. ورأيت في بعض التواريخ عن خط البرزالي قال: جنكيز خان في سنة ست وستمائة كان ظهوره وأول خروجه إلى فرغانة. ونواحي الترك. انتهى.
وقرأت في التذكرة للقرطبي قال: وفي جمادى الأولى سنة سبع عشرة وستمائة خرج جيش من الترك يقال له التتر فأقبلوا «5» من وراء النهر ومادونه من جميع بلاد خراسان.
وهذا الجيش يؤمن أن الخالق المصور هما التتران «6» . وملكهم يعرف بخان
قامان. وأخربوا مدينة بشاور. وأطلقوا فيها النيران. وأتوا إلى خوارزم وقتلوا وسبوا وخربوا واطلقوا الماء على المدينة من نهر جيحان ثم صيروه لمشهد الرضوى بطوس أرضا وخربوا الري وقزوين وأبهر «1» وزنجان «2» وأردبيل «3» ومراغة، ووصلوا إلى العراق الثاني.
وأتو أصبهان «4» وأهلها يشتغلون بالحديث فحفظهم الله تعالى وتلقوهم. واجتمع فيها مائة ألف إنسان وساق القدر التتر إلى مصارعهم. فمرقوا عن أصبهان وجاؤوا إلى همذان (فهدوها)«5» بعد أن قامت الحرب على ساق. وصعدوا جبل أروند «6» وقتلوا من فيه من صلحاء المسلمين. وقتلوا من في العراق الثاني. وربطوا خيولهم إلى جواري المساجد والجوامع وأوغلوا في بلاد المشرق.
قال: فقد كملت خرجاتهم. ولم يبق إلا قتلهم لهم فخرجوا على العراق الثاني كما ذكرنا، وخرجوا في هذا الوقت على العراق الثالث وما اتصل بها من البلاد. وقتلوا جميع من كان بها من الملوك والعلماء والفضلاء والعباد. وحصروا ميافارقين واستباحوا جميع من فيها من المسلمين، وعبروا الفرات فوصلوا إلى حلب. وقتلوا من كان فيها إلى «7» أن تركوها خالية. ثم أوغلوا إلى أن ملكوا جميع الشام في مدة يسيرة ودخل زغيمهم إلى مصر فخرج إليهم [الملك المظفر قطز]«8» إلى أن التقى بهم بعين جالوت فكان له عليهم من النصر والظفر كما كان لطالوت. فقتل منهم جمع كثير.