الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
ودرب آخذ إلى باب الجامع الشمالي:
وبه بيمارستان. تقدم الكلام عليه.
-
ودرب آخذ إلى جهة المدبغة:
وبهذا الدرب الخانكاه الزينية- تقدم الكلام عليها- ودار حديث.
وفي هذا الدرب «1» درب كان يأخذ إلى المزيبلة- وقد سد الآن- ويعرف بدرب المقدسي. انتهى.
- ومن قطيعة السهلية درب آخذ إلى الرواحية:
وتقدم...... «2» أبي نصر بن البازيار وما فيه، وكان من رؤساء البلد. وقد سلم الناس فيه من فتنة التتر لفرمان كان على بابه.
ثم يأخذ إلى درب شمس الدين بن العجمي وبه مسجد معلق لشهاب الدين بن عشائر «3» وكان به ربعة يقرأ فيها، ويدعى عقب القراءة للواقف. ورأيت في حدود الشمسية أن المسجد كان موجودا عند بنائها فالظاهر أن شهاب الدين المذكور جدده لا ابتكره. وله «4» وقف بالقرى على قراءة سبع به إنشاءه العفيف. وقاعة بالقرب من دار شيخنا المذيل. وصارت الآن ملكا.
[محمد بن أبي بكر الباجباري] :
وقد نزله العلامة بدر الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن محمد بن عثمان (79 و) م ابن أحمد بن سلامة الباجباري م أمحتدا. المارديني مولدا وباجبار قرية ببلد الموصل (98 و) ف
مولده سنة ثمان وخمسين وسبعمائة.
نشأ ببلده في طلب العلم فقرأ على جماعة منهم علاء الدين السيرافي. والشيخ حسام الدين صاحب النجار. والشيخ سربحا. والشيخ أحمد الآمدي، والشيخ أحمد الجندي ثم قدم حلب قبل تمر فأقام بها أكثر من عامين فقرأ على ابن الشحنة غالب «الكشاف» و «المطول» للتفتازاني مرتين وغير ذلك، ثم رجع إلى بلده. ثم قدم حلب في يوم الجمعة تاسع عشر ذي الحجة سنة عشر وثمانمائة فاستوطنها. وقرأ فيها على العلامة جلال الدين البلقيني أ، وولي بها تدريس المدرسة الجاولية. وإمامة محراب الحنفية بالجامع الكبير.
وانعكف الناس عليه للقراءة.
وقد كتب إلى والدي سنة ثلاث عشرة وقد ولد له ولد:
يا سيدا بعلومه ساد الورى
…
وسمى الأئمة رفعة وبهاء
هنئت بالولد العزيز ممتعا
…
بحياته متسربلا نعماء
وبقيت في عيش رغيد طيب
…
حتى ترى أبناءه آباء
قلت: لو قال أحفاده لكان أبلغ. وقد مدح البحتري للمتوكل لما ولد له المعتز.
فقال:
بقيت حتى تستفيىء برأيه
…
وترى الكهول الشيب من أولاده.
انتهى ب.
وقد أخبر الشيخ بدر الدين المشار إليه أنه ولد للشيخ المؤمن وهو من أولاد سيدي عبد القادر ولد وأنه تكلم في الشهر الثالث من عمره فقال: لا إله إلا الله تكلم بذلك مرات ولما بلغ ثلاث سنين صار يخبر بأشياء فتقع. وذهب إلى مقابر أجداده بحيال (كذا) فتكلم بأشياء لا يدرى ما هي أ (!) .
ولما قدم شيخنا ابن حجر كتب بدر الدين إليه بقصيدة مطلعها:
لبدر سنا علياك أبهى من البدر
…
وطلعتك الغراء كالكوكب الدري
وقد «1» وقفت على قصيدة من نظم سراج الدين القوي كتبها إلى الشيخ زادا لما قدم حلب مطلعها:
لبدر سنا علياك أبهى من البدر
…
وبهجتك الحسنا كالكوكب الدري
واذكرني هذا ما اتفق وهو أن عبد الله بن الزبير دخل على معاوية- رضي الله عنهما فأنشده:
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته
…
على طرف الهجران إن كان يعقل
ويركب حد السيف من أن يضيمه
…
إذا لم يكن عن شفرة السيف مرحل
فقال له معاوية: شعرت بعدي يا عبد الله. ثم لم يلبث أن دخل معن بن أوس فأنشدهما. فقال معاوية: كيف هذا. فقال عبد الله: اللفظ لي والمعنى له. وهو أخي من الرضاعة. فأنا أحق بشعره. انتهى.
فأجاب شيخنا [1] لقصيدة الشيخ بدر الدين بقصيدة مطلعها:
[1]- م*: شيخنا ابن حجر المشار إليه بقصيدة سمعناها عليه بقراءة كانت
…
«1» ناصر الدين محمد بن المهندس بمنزل شيخنا المذيل بحلب في يوم الاثنين خامس شوال سنة ست وثلاثين وثمانمائة.
وهي:
بدت في سماء الحسن تزهر كالذرى
…
نورة تروى الحديث عن الزهر
بديعة حسن قد سبى وجه طرسها
…
القلوب ورقم العشرة كالخال........ «2»
ولا عجب من درة مثل زهرة
…
..... إلى البدر.... والبحر
تفآلت إذ وافت من ابن سلامة
…
نهار حيلي بالسلامة والصبر
إمام له في المجد بيت قد اغتنى
…
به عن بيوت الشعر فضلا عن الشعر
وبالفخر يدعوه الصحاب........
…
وبالرفق بالطلاب ينعت بالحبر «3»
مباحث في الأصلين راقت لسامع
…
وذي نظر تبدى أرق من الشعر
لو أن خطيب الري يخطب بكرها
…
لتحظى لزادت في الفخار على الفخر «4»
وفي الفقه والتفسير والجبر الذي
…
يصح لقد أربى العيان على.............. «5»
وأما تفاعيل العروض بطبعه
…
السليم بها يغنى عن الحوض في البحر
_________
وقد رام تقريضي تصانيفه التي
…
نصال عمرو عندها وأبو عمرو «1»
وزيد وبكر والخليل وتغلب
…
ويحيى وعبد القاهر الخير والخبر
وماذا عسى فكرى يطيع لواجب
…
مديحي وما مدد الشهاب من البدر
ولا سيما مع غربه وفراق من
…
ألفت وقد مدت إليّ يد القهر
وقد كنت من مصر بكيت تعنتا
…
فلما تفرقنا بكيت على مصر
فلم يأت ما أرضى ولم أرض ما أتى
…
ولكن تعودنا بطاعة ذي الأمر
وبرزت لا عتبا بل الدهر لا يعي
…
لتقسيمه فاصفح أخا الحلم عن نزري «2»
فهذا لعمري الجهد مني بذلته
…
ولكن سأقضي الدين إن مد في عمري
عبرت زمانا والقريض يطيعني
…
فياليت شعري هل يفي شيئا شعري «3»
فقد لاح عذري يا إمام زمانه
…
وفرقة إلفي علمتني الهوى العذري «4»
ورفقة قوم صار ذو الفضل فيهم
…
وأبناء أهل الجهل شان في القدر
............... أمر بهم
…
فلم أجن ثمرا بل تحيرت في أمري
............. بالله خشيتي
…
فداركني اللطف الخفي ولا أدري
.. الحمد في الأولى والأخرى وانني
…
عليه اعتمادي في السريرة والجهري
ومنه على خير الأنام محمد
…
صلاة وتسليم وبر إلى بر
ولا زال بدر الدين يسوق نوره
…
على طالب العلم الشريف مدى الدهري
بدت في سما الحسن تزهر كالدر
…
منورة تروى الحديث عن الزهري (98 و) ف
ومن جملتها:
تفآلت إذ وافت من ابن سلامة
…
غداة رحيلي بالسلامة والنصر
وقد سمعت هذه القصيدة على شيخنا الناظم.
قلت: أنشدني العلامة محب الدين بن الشحنة قال: أنشدنا الشيخ بدر الدين المشار إليه، قال: أنشدنا سريجا لنفسه، وأخبرني أيضا به الشيخ بدر الدين إجازة:
أما يزيد فإني لا أكفره
…
لكنه فاسق بالظلم مشتهر
وجوز أحمد رأس الدين لعنته
…
عن ابن جوزيهم نقلا كما ذكروا (89 ظ) م
وأنشدنا بالسند إلى ابن سريجا يتحمس فيها:
وما جبت البلاد لكسب علم
…
وعلمي منه تكتسب البلاد «1»
وها أنا راقد بديار بكر
…
إلى أن يبلغ الأمل الرقاد
فأما والثرى وأموت حرا
…
وأما والثريا والمراد
انتهى.
وتوفي للشيخ بدر الدين ولد بماردين يقال له سيف الدين فأنشد:
يعز عليّ يا ولدي وعيني
…
ويا من فاق بالفضل النبيه
بأن ألج الديار ولست منها
…
وأن أطأ التراب وأنت فيه «2»
وللشيخ بدر الدين أخت يقال لها دنيا ولها شعر رقيق فمنه في الشقيق: «3»
مدورة على غصن دقيق
…
يحاكى لونها لون العقيق
كأن جماجم السودان فيها
…
يحير حسنها غادي الطريق
وكان أبو الشيخ بدر الدين من أهل العلم والأدب شرع في نظم الكنز، ومن نظمه وقد عرضت له حمى ليليه:
وزائرتي كأن بها حياء
…
فليس تزور إلا في الظلام «1»
ومن مبتكراته في الهجو «2» :
مدحت الخسيس الندل ثم هجوته
…
لأني حرمت البر من جانب المدح
إذا انصب ماء الياس في مقلة الرجاء
…
فليس لها عند الحكيم سوى القدح
وللشيخ بدر الدين مؤلفات منها: «تفسير الفاتحة» ؛ وقد كتب له عليه شيخنا العلامة شيخ الدين الباعوني نظما ونثرا. وله مؤلف في صنعة الحديث انتزعه من كلام الطيبي «3» .
ومن قصائده الطنانة ما كتب به إلى المقر الأشرف الشهابي ابن السفاح من قصيدة:
يقبل الأرض محروم بلا سبب
…
سوى الفضائل والعلم الذي اكتسبا
ولو درى أن كسب العلم منقصة
…
ماجد في حفظه يوما ولا طلبا
ولو قضى العمر في لهو وفي لعب
…
لكان في عالم الجهال قد نجبا
فمن لأرض بها الجهال قد رأسوا
…
واستوعبوا الوقف مسروقا ومنتهبا (98 ظ) ف
وخولوا صبية التدليس واعجبا
…
وظيفة الدرس أصبحت بينهم لعبا
يا للرجال فهل للوقت من رجل
…
يقوم منتصرا لله محتسبا
ويخلص القصد من سر ومن علن
…
ويفقد الناس من قال قد اضطربا
كم روج الطاهر المعمور من رجل
…
على الغبي وأخفى الباطل الخربا
لكن لدى النقد ما يخفى على فطن
…
لا سيما الصارم البتار إن ذربا (90 و) م
اعنى شهاب الدنا والدين ناظرنا
…
نجل الأكارم والسادات والنجبا
ومن إذا يمم الراجون ساحته
…
أضحى لهم جبريل المرتجى سببا
و «1» لما سكن الشيخ بدر الدين المذكور في هذا المسجد المتقدم كان جميع ما يحتاج إليه يأخذه من بيت شيخنا المذيل. وكان في لسانه سلطة على الأكابر. وكان الظاهر عيسى صاحب ماردين يقول: «يا الله السلامة من لسان ابن سلامة» . وكان يحسن إليه ويكرمه.
دخل مرة إليه فإذا هو في الطريق بالوزير الحاج فياض والأمير اصغا يأكلان لبنا وعسلا فما أطعماه فقال لهما: لا هناكم الله. ودخل إلى الظاهر وحكى له ما لقيه فأسر له بجائزة سنية.
وكان يقرأ بعض البخارى بالجاولية ويجتمع الناس عنده فيحكى لهم حكايات من الرقائق والعامة تميل إلى ذلك. وكان يكتب الشيء ثم يلصق فوقه. ثم يكتب ثم يكشط ثانيا ويكتب عليه.
وأصابه الفالج في آخر عمره فتوفى بعد العصر نهار الاثنين سابع عشري صفر سنة سبع وثلاثين وثمانمائة. وكان شيخنا الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين قد قدم حلب للأخذ عن والدي فخرج في جنازته وصلى عليه ودفن «2» بجبانة خارج باب الفرج «3» . [انتهى] .