الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكلام عليه في الفردوس- وحمل إلى القاهرة فدفن بها. وتقدم بعض الكلام عليه.
قال ابن حبيب: حبر لا يبارى، وبحر لا يجارى. وعالم منشور الأعلام. وحاكم يتضح به مشكلات الأحكام. كان ذا نظم بديع. وإنشاء يده رفيع. وبلاغة وجوهها مسفرة.
وكتاب رياضها مزهرة، وتصانيف مفيدة، وتعليقات بحورها مديدة انتهت إليه رئاسة المذهب في عصره. وحاز من المأثر ما يعجز الأقلام عن حصره وباشر بدمشق وكالة بيت المال.
كتب إليه ابن نباته من أبيات:
نفديه قوم تشبهوا حسدا
…
به وليسوا له بأشباه
وإن نطقوا بالجميل أو فعلوا
…
فللريا والكمال لله
«المدرسة الصلاحية» :
هذه المدرسة بالقرب من الناصرية المذكورة في درب بني كسرى «1» كانت أولا دارا لبني العديم ثم انتقلت إلى صلاح الدين يوسف بن الأسعد بالطريق الشرعي فكانت داره.
وكانت نفيسة بها رخام من الألوان المختلفة. فجعل لها محرابا وجعلها مدرسة على مذاهب الأئمة الأربع في سنة سبع وثلاثين وسبعمائة. وشرط أن يكون القاضي الشافعي والقاضي الحنفي مدرسيها وذلك عند عوده من بلد سيس «2» صحبة العسكر منصرفا إلى منزله بطرابلس وجعل بابها مكتبا للأيتام أزيل في زماننا.
قال الشيخ زين الدين بن الوردي: ولقد كانت الدار المذكورة باكية لعدم بني العديم فصارت راضية بالحديث عن القديم. نزع الله عنها لباس البأس والحزن وعوضها بحلة يوسف عن شقة الكفن، فكمل رخامها وذهبها. وجعل ثمال اليتامى
عصمة الأرامل مكتبها. وكملها بالفروع الموصلة، والأصول المفرعة، وجملها بالمراقع الذهبية. والمذاهب الأربعة. وبالجملة فقد كتبها صلاح الدنيا في ديوان صلاح الدين إلى يوم العرض. وتلا لسان حسنها اليوسفي؛ وكذلك مكنا ليوسف في الأرض «1» .
ولما وقف صلاح الدين المذكور على هذه الترجمة تهلل وجهة وقال ما معناه «ياليتك زدتنا من هذا» انتهى.
[صلاح الدين يوسف بن السعد الدوادار] :
وتوفي صلاح الدين الدوادار «2» واقفها بطرابلس. وكان من أجل الأمراء، ذكيا فطنا معظما حسن الخط، وله نظم. كان كاتبا. ثم صار داودار قبجق بحماة. ثم شاد الدواوين بحلب. ثم حاجبا بها. ثم دوادار ابن الناصر بمصر. ثم نائبا بالاسنكدرية ثم أميرا بحلب.
وشاد المال والواقف. ثم أميرا بطرابلس.
وقال ابن الوردي: في سنة أربع وأربعين وسبعمائة وصل عسكران من حماة وطرابلس للدخول إلى بلاد سيس لتمرد صاحبها كند اصطبل الفرنجي ومنعه الحمل ومقدم عسكر طرابلس صلاح الدين يوسف الدوادار.
أنشدني في سفرته بيتين للإمام الشافعي رضي الله عنه قيل أنها تنفعان لحفظ البصر.
وهما:
يا ناظريّ بيعقوب أعيذكما
…
بما استعاذ به إذ خانه البصر